Annajah Logo Annajah Logo
الدخول التسجيل

تصفح مجالات النجاح

  • مهارات النجاح

  • المال والأعمال

  • الصحة النفسية

  • الإسلام

  • اسلوب حياة

  • التغذية

  • التطور المهني

  • طب وصحة

  • تكنولوجيا

  • الأسرة والمجتمع

  • أسرار المال

  1. المال والأعمال
  2. >
  3. القيادة والإدارة

المشاعر ليست عيباً: سرُّ القيادة الذكية يبدأ من قلبك

المشاعر ليست عيباً: سرُّ القيادة الذكية يبدأ من قلبك
القائد الناجح المشاعر القيادة الذكية
المؤلف
Author Photo زينب المطوع
آخر تحديث: 28/09/2025
clock icon 6 دقيقة القيادة والإدارة
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

تخيَّل هذا المشهد: مدير شاب، في اجتماع مصيري متوتر، يرتدي قناعاً من الجمود لإخفاء بركان من القلق والغضب بداخله. يظن أنَّه بذلك يسيطر على الموقف، لكنه لا يدرك أنَّ ما يحاول دفنه من مشاعر، يظهر في قراراته أقوى مما يتخيل. ينتهي الاجتماع، وتتعمق الخلافات بدلاً من أن تُحل، تاركاً وراءه فريقاً محبَطاً وقائداً معزولاً.

المؤلف
Author Photo زينب المطوع
آخر تحديث: 28/09/2025
clock icon 6 دقيقة القيادة والإدارة
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

فهرس +

لا يعد هذا المشهد مجرد قصة؛ بل هو الواقع المرير الذي يعيشه كثير من القادة الشباب، الذين تشرَّبوا فكرة مغلوطة مفادها أنَّ العمل بلا مشاعر، هو قمة الاحترافية ودرع النجاح، لكنَّ الحقيقة الصادمة هي أنَّ هذا الدرع، ليس إلَّا قيداً ثقيلاً يمنعهم من إطلاق العنان لإمكانياتهم الحقيقية، ويحول بينهم وبين بناء فرق عمل ملهمة وقادرة على مواجهة التحديات.

الوهم المقيِّد: «المشاعر مكانها البيت… العمل لا يحتملها»

هذه الجملة هي فلسفة عمل كاملة ورثها جيل عن جيل، يتربى القائد الشاب على فكرة أنَّ بيئة العمل هي ساحة معركة منطقية بحتة، وأنَّ أي إظهار للمشاعر هو دليل ضعف؛ إذ يُنظر إلى القلق بوصفه عدم ثقة، والإحباط بوصفه فشلاً شخصياً، والحماس المفرط بوصفه تهوراً. يُطلب منك أن تترك "ذاتك" الحقيقية عند الباب وتدخل إلى المكتب بنسخة آلية من نفسك، نسخة مُصمَّمة لتنفيذ المهام لا لقيادة البشر. يخلق هذا المعتقد السلبي قادة يؤدون أدوارهم، لكنهم لا يلهمون أحداً إطلاقاً.

لماذا يبدو منطقياً؟

يبدو فصل المشاعر عن العمل للوهلة الأولى استراتيجية ذكية لثلاثة أسباب رئيسة:

1. وعد بالهدوء وتجنُّب الدراما

يعتقد كثيرون أنَّ المشاعر هي مصدر النزاعات والتعقيدات غير الضرورية، والتي من خلال قمعها، يبدو أننا نضمن بيئة عمل هادئة، خالية من "الدراما" الشخصية، فيمكن التركيز فقط على الأهداف والأرقام، وهذا وعد كاذب بنظام مثالي يمكن التحكم فيه.

2. حماية الصورة المهنية

في ثقافة تقدِّر القوة والثبات، يُخشى أن يُفسَّر التعبير عن المشاعر (خصيصاً السلبية منها كالقلق أو الإحباط) على أنَّه عدم كفاءة؛ إذ يصبح القناع الجامد درعاً يحمي الصورة العامة للقائد، ويظهره بمظهر المسيطر على الأمور، حتى لو كان يغرق داخلياً.

3. تقليد قديم يربط "الاحترافية" بالبرود

لعقود طويلة، صُوِّر القائد الناجح على أنه شخصية بعيدة، وصارمة، وقراراتها مبنية على البيانات الباردة فقط. هذه الصورة النمطية، التي عززتها السينما والثقافة التنظيمية القديمة، جعلت البرود العاطفي مرادفاً للاحترافية المطلقة، وهو إرث لا يزال يؤثر في تصوراتنا حتى اليوم.

شاهد بالفيديو: 11 مهارة تنظيمية يحتاجها كل قائد ذكي

كيف يعمل ضدك؟

تخدعك هذه المعتقدات بمظهر القوة، لكنها في الحقيقة تؤدي إلى:

1. فقدان دقة القرار

تجاهل المشاعر يعني تجاهُل إشارات هامة عن المخاطر والمشكلات، الأمر الذي يجعلك تتخذ قراراتك بنصف الصورة، بوصفك قائداً يطفئ نصف عدَّادات الطائرة.

2. انهيار الثقة

قائد بلا تواصل إنساني يخلق بيئة عمل بلا أمان نفسي، فيخفي الفريق مشكلاته، وتتحول العلاقات إلى حذر سطحي.

3. الاحتراق النفسي

كبت المشاعر يستهلك طاقتك حتى يظهر الإنهاك بصورة صداع، وأرق، وضعف تركيز، وانفعالات متكررة، جسدك وعقلك يرفضان هذا الضغط الصامت.

الحقيقة تقول: «تنظيم الانفعال مهارة قيادية، أعبِّر بوعي لأتخذ قرارات أدق وأبني ثقة أسرع»

يكمن هنا التحول الجذري، فالقيادة الذكية تعني إدارة المشاعر بوعي. إنَّها القدرة على فهم ما تشعر به، ولماذا تشعر به، ثم اختيار الاستجابة اختياراً حكيماً بدلاً من رد الفعل التلقائي. يستخدم القائد الذكي عاطفياً مشاعره بوصفها بوصلة تساعده على فهم الديناميكيات الخفية في فريقه، واتخاذ قرارات أكثر عمقاً، وبناء علاقات قائمة على الثقة الحقيقية التي تدفع الأداء إلى مستويات استثنائية.

الأدلة العكسية

تنظيم المشاعر والانفعال في العمل هو استراتيجية مثبتة تعتمدها كبرى الشركات والمؤسسات الأمريكية:

1. ستاربكس والقيادة العاطفية

أدركت إحدى أكبر سلاسل المقاهي العالمية أنَّ الطريق إلى تجربة عملاء متميِّزة، يبدأ من الداخل، وتحديداً من شعور الموظفين بالرضى والتقدير، ومن هذا المنطلق، أطلقت ستاربكس مبادرة لافتة ركَّزت فيها على تطوير قادة الفروع من خلال تدريبهم على مهارات الذكاء العاطفي، بما في ذلك قراءة لغة الجسد والإنصات المتعاطف، حتى يبنون بيئة عمل إنسانية تحترم الاحتياجات العاطفية والفكرية للموظفين.

انعكست هذه الخطوة على معنويات الفريق وأداء الخدمة؛ إذ أظهر استطلاع أجرته جمعية إدارة الموارد البشرية أنَّ 72% من الموظفين عَدُّو "المعاملة المحترمة لجميع الموظفين على جميع المستويات" العامل الأهم لتحقيق الرضى الوظيفي، مؤكِّدين أنَّ الاحترام المتبادل هو المحرِّك الأساسي لولاء الفرق وجودة التجربة التي تصل في النهاية إلى كل عميل.

القائد الذكي عاطفيا

2. أبحاث دانيال غولمان

"لا يقلُّ الذكاء العاطفي أهمية عن الذكاء العقلي، وأحياناً يفوقه تأثيراً في تحديد نجاح القائد." دانيال غولمان.

يُعد غولمان الأب الروحي لمفهوم الذكاء العاطفي في بيئة العمل، وأظهرت أبحاثه الرائدة، التي نُشرت في منصات أكاديمية مرموقة، مثل (APA PsycNet) نتيجة صادمة: ما يصل إلى 90% من الفارق بين القادة المتميزين والمتوسطين يُفسَّر من خلال كفاءات الذكاء العاطفي (مثل الوعي الذاتي، وإدارة الذات، والتعاطف)، وليس من خلال الذكاء العقلي (IQ) أو المهارات التقنية وحدها.

3. مستشفى (Cleveland Clinic)

في قطاع الرعاية الصحية، حيث تكون المشاعر في ذروتها، أطلق مستشفى "كليفلاند كلينك" برنامجاً لتدريب الأطباء على التعاطف والذكاء العاطفي لتحسين التواصل مع المرضى، ووفقاً لدراسات متعددة موثقة لدى المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، حسَّن هذا تقييمات رضى المرضى كثيراً، بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ في الشكاوى وقضايا سوء الممارسة الطبية.

4. مشروع أرسطو من جوجل (Google’s Project Aristotle)

في واحدة من أشمل الدراسات إطلاقاً حول أداء الفرق، حلَّلَت جوجل 180 فريقاً لمعرفة سر نجاح الفرق عالية الأداء، وكانت النتيجة التي توصلوا إليها وفاجأت الجميع، كما هو مفصَّل على موقع (Google Re:Work) أنَّ العامل الأهم ليس من في الفريق؛ بل كيف يتفاعلون، والعامل الأول بلا منازع كان "السلامة النفسية"، وهي مناخ يشعر فيه أعضاء الفريق بالأمان للتعبير عن أنفسهم بصدق، وطرح الأسئلة، والاعتراف بالأخطاء، ومشاركة مشاعرهم دون خوف من الإذلال أو العقاب.

شاهد بالفيديو: ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة؟

خريطة التنفيذ

"التعاطف هو القوة العظمى للقيادة الحديثة." أريانا هافينغتون.

الوعي وحده لا يكفي؛ بل يجب أن يتبعه تطبيق عملي ومنظم. إليك خريطة طريق قابلة للقياس يمكنك البدء بها اليوم:

1. التوقف الاستراتيجي قبل الرد (10 ثوانٍ من الصمت الواعي)

في اجتماع متوتر أو نقاش حاد، وقبل أن تندفع بالرد، توقَّف، وخُذْ نفساً عميقاً، وعُد حتى 10 في صمت. تكسر هذه الثواني القليلة دائرة رد الفعل التلقائي وتمنح عقلك الواعي فرصة لاختيار استجابة مدروسة.

يمكنك في نهاية كل يوم تدوين عدد المرات التي نجحت فيها بتطبيق هذا التوقف. استهدِف 3 مرات يومياً على الأقل في أسبوعك الأول.

2. تسمية الشعور بدقة بدل قمعه

حدِّد الشعور بدقة بدلاً من استخدام عبارات عامة، مثل "أنا بخير" أو "أنا متضايق"، هل هو "قلق" من الموعد النهائي؟ أم "إحباط" من نقص الموارد؟ أم "حماس" لمشروع جديد؟ أم "امتنان" لجهد زميل؟ تنزع التسمية الدقيقة عن الشعور قوته الغامضة وتجعله قابلاً للإدارة.

احتفِظ بمذكَّرة صغيرة (رقمية أو ورقية) وسجِّل شعورَين مختلفَين شعرتَ بهما خلال اليوم، واكتب بجانب كلٍّ منهما ما الذي أثاره.

3. إعادة صياغة الانفعال في جملة بنَّاءة

حوِّل التركيز من "الاتهام" إلى "التعبير"، بدل أن تقول: "أنت تزعجني بهذا القرار المتأخر"، جرِّب: "أنا أشعر بالضغط بسبب ضيق الوقت المتبقي، كيف يمكن أن نتعاون لتسريع الأمور؟" أنت لا تلغي شعورك؛ بل تعبِّر عنه تعبيراً يفتح باب الحل بدلاً من إغلاقه.

اختر موقفاً واحداً يومياً وحوِّل رد فعلك المحتمل من جملة اتهامية إلى جملة تعاطفية، ثم قيِّم رد فعل الطرف الآخر على مقياس من 1 إلى 5.

4. جلسة تنفيس أسبوعية مع زميل ثقة

خصِّص 20 دقيقة أسبوعياً للجلوس مع زميل تثق به أو مرشد للتحدث بصدق عن تحديات الأسبوع. الهدف ليس الشكوى؛ بل هو "التنفيس" المنظم لمشاركة الضغوطات والأفكار في مساحة آمنة.

اسأل نفسك بعد كل جلسة: "هل خرجت بطاقة أخف ووضوح أكبر؟" دوِّن "نعم" أو "لا"، وكرِّر هذا الطقس مرة واحدة كل أسبوع.

5. تمرين المرآة (دقيقتان صباحاً)

قِف أمام المرآة قبل الخروج إلى العمل، وانظر في عينيك، وسمِّ شعورك الحالي بصوت مسموع: "أشعر اليوم بالحماس تجاه العرض التقديمي" أو "أشعر ببعض التوتر من اجتماع مجلس الإدارة". يبني هذا التمرين البسيط عادة الوعي الذاتي منذ بداية اليوم؛ لذا ضَع علامة (✅) على تقويمك كل يوم تطبق فيه هذا التمرين. استهدِف 5 أيام في الأسبوع.

إقرأ أيضاً: مهارات الذكاء العاطفي: رحلة نحو القيادة الفعالة

أخطاء شائعة يجب تجنُّبها

في رحلتك لتصبح قائداً أكثر ذكاءً عاطفياً، احذر من هذه الأفخاخ:

1. الخلط بين التعبير والانفجار

التعبير الواعي عن المشاعر شيء، والانفجار العاطفي غير المنضبط شيء آخر تماماً، والهدف هو التحكم والتوجيه، لا فقدان السيطرة.

2. الإفراط في مشاركة التفاصيل الشخصية

لا يعني الذكاء العاطفي تحويل مكان العمل إلى جلسة علاج نفسي. شارِك ما هو مناسب للسياق المهني، وحافِظ على حدود صحية.

3. استخدام المشاعر بوصفها سلاحاً للابتزاز

أسوأ استخدام للمشاعر هو التلاعب بها؛ لذا لا تستخدم جملاً، مثل "أنت أحبطتني" بوصفها وسيلة لابتزاز الآخرين عاطفياً أو فرض سيطرتك.

إقرأ أيضاً: القيادة والذكاء العاطفي: أي نوع من القادة أنت؟

ختاماً

لا يعد التخلي عن وهم "القائد الخالي من المشاعر" علامة ضعف؛ بل هو أرقى درجات القوة الاستراتيجية، فالقيادة الحقيقية التي تترك أثراً لا تُبنى في العقول فقط؛ بل تُصنع في القلوب المتصلة.

المصادر +

  • Emotional Intelligence: Why It Matters
  • primal leadership the hidden driver of great performance

تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت

أضف تعليقاً

Loading...

    اشترك بالنشرة الدورية

    اشترك

    مقالات مرتبطة

    Article image

    كيف يؤثر الذكاء العاطفي على الأداء القيادي؟

    Article image

    ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة؟

    Article image

    10 نصائح لتعزيز الذكاء العاطفي لدى القادة

    Loading...

    مواقعنا

    Illaf train logo إيلاف ترين
    ITOT logo تدريب المدربين
    ICTM logo بوابة مدربو إيلاف ترين
    DALC logo مركز دبي للتعلم السريع
    ICTM logo عضوية المدرب المعتمد ICTM
    EDU logo موسوعة التعليم والتدريب
    PTF logo منتدى المدربين المحترفين

    النجاح نت

    > أحدث المقالات > مهارات النجاح > المال والأعمال > اسلوب حياة > التطور المهني > طب وصحة > الأسرة والمجتمع > فيديو > الاستشارات > الخبراء > الكتَاب > أدوات النجاح نت

    مشاريع النجاح نت

    > منحة غيّر

    خدمات وتواصل

    > أعلن معنا > النجاح بارتنر > اشترك في بذور النجاح > التسجيل في النجاح نت > الدخول إلى حسابي > الاتصال بنا

    النجاح نت دليلك الموثوق لتطوير نفسك والنجاح في تحقيق أهدافك.

    نرحب بانضمامك إلى فريق النجاح نت. ننتظر تواصلك معنا.

    للخدمات الإعلانية يمكنكم الكتابة لنا

    facebook icon twitter icon instagram icon youtube icon whatsapp icon telegram icon RSS icon
    حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام
    Illaf train logo
    © 2025 ILLAFTrain