المخدرات: أضرارها، أسباب إدمانها، وأهم النصائح للوقاية منها

تعتبر المخدرات ظاهرة عالمية تواجه المجتمعات في جميع الأعمار والثقافات، وتؤثر سلباً على الفرد والأسرة والمجتمع بشكل عام. تتراوح التأثيرات الضارة للمخدرات من الآثار الصحية، مثل التعب والقلق والاكتئاب، إلى الآثار الاجتماعية، مثل فقدان العمل والعلاقات المتوترة والجريمة المرتبطة بها.



أضرار المخدرات:

تعتبر المخدرات من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات في الوقت الحاضر، فهي تسبب آثاراً سلبية عديدة على الفرد والمجتمع بشكل عام. وتتنوع الأضرار التي تسببها المخدرات بناءً على نوع المخدر وتأثيراته، ومدى الاستخدام والتعاطي المستمر لهذه المواد، وفيما يلي أبرز أضرار المخدرات الصحية والنفسية:

  1. تسبب المخدرات إتلاف كل الخلايا المنتشرة بالدماغ يوماً بعد يوم.
  2. إلحاق الضعف والضرر بالجهاز المناعي في الجسم مما يعرض الإنسان للإصابة بالأمراض الخطيرة.
  3. الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بالإضافة لتصلب الشرايين.
  4. تراجع عام في صحة الكليتين والكبد.
  5. التعرّض لنوبات عصبية شديدة تصل إلى حالات الصرع.
  6. الإصابة بأوجاع حادة في الرأس.
  7. الرغبة في الانعزال والانطواء بعيداً عن كل الناس.
  8. الشعور بالخوف والقلق وبالعديد من الاضطرابات النفسية.
  9. فقدان الشهية والإصابة بالأمراض والاضطرابات المعوية.

الأسباب التي تؤدي لإدمان المخدرات:

  1. البعد عن الله سبحانه وتعالى وعن التمسك بالمبادئ الأساسية للأديان السماوية.
  2. فضول الإنسان ورغبته بتجريب كل الأشياء الجديدة بعيداً عن الحذر والتفكير المنطقي ويحدث هذا في سن المراهقة بالتحديد.
  3. مرافقة الإنسان لبعض من أصدقاء السوء الذين يشجعونه على الخطأ.
  4. غياب الرقابة الأسرية وعدم اهتمام الأهل بمراقبة أمور أولادهم وتصرفاتهم اليوميّة.
  5. غياب الرقابة القانونية في المجتمع.
  6. تعرض الإنسان لمشاكل الفقر والظروف المعيشيّة الصعبّة.
  7. العيش ضمن أسرة تعاني من التفكك والمشاكل الكثيرة.
  8. متابعة الإنسان لبعض البرامج التي تشجع على إدمان هذه العادة السيئة.

كيف تتعامل مع مدمن المخدرات؟

  1. من الضروري في البداية أن تتعامل مع مدمن المخدرات بلطف شديد لتنجح في اكتساب ثقته التي تجعله يتقبل منك النصائح والإرشادات.
  2. الوقوف بجانبه بشكل دائم وعدم تركه وحيداً وذلك لكي يشعر بأنك تقدم له الدعم المعنوي الذي سيساعده على التخلي عن هذه العادة الضارة.
  3. لا يجب أن تتعامل مع المدمن على أنه شخص خطير ويسبب خطراً على المجتمع، وإنما أن تتعامل معه على أنه ضحية الإهمل والتفكك الأسري.
  4. الابتعاد عن كل أشكال العنف والقسوة خلال فترة العلاج، والتحلّي بالحكمة والعقل لتنجح في السيطرة على الوضع.
  5. عدم الشعور باليأس والإحباط في حال فشلت في المحاولة الأولى والتحلي بالصبر وطولة البال.
  6. تشجيع المدمن على ممارسة النشاطات الرياضية ومشاركته هذه النشاطات أيضاً لكي لا يشعر بالملل أو الضجر.
  7. تشجيعه على التقرب من الله سبحانهُ وتعالى وتعليمه أصول وتعاليم الدين الذي ينتمي إليه.
  8. إبعاد المدن خلال مرحلة العلاج وبعدها عن أصدقاء السوء وعن كل الأماكن التي كان يقصدها.

شاهد: كيف تتصرف إذا اكتشفت أن ابنك مدمن على التدخين؟

نصائح للابتعاد عن المخدرات:

1. اختيار الصديق الجيد:

لتقي نفسك من الإدمان على تعاطي المخدرات الضارة عليك أن تحرص على مرافقة الأصدقاء الجيدين الذين يتمتعون بأخلاق حسنة، وأن تبتعد عن كل الأصدقاء الذين يحرضوك على تعاطي المخدرات أو ممارسة أي نوع من العادات الضارة والخاطئة.

إقرأ أيضاً: 7 صفات رئيسية يتميّز بها الصديق الحقيقي

2. مواجهة ضغوط الحياة بطرق صحيحة:

من الطبيعي أن يتعرض الإنسان للعديد من ضغوط الحياة اليومية التي لا تنتهي، وهنا يجب عليك أن تتعامل مع هذه الضغوط بحكمة وباتباع طرق صحيحة لكي تتخلص منها ومن تأثيراتها السلبية عليك كأن تمارس التمارين الرياضية، تمارين التنفس والاسترخاء، مطالعة الكتب العملية والروايات الأدبية، والتطوع في مجال عمل الخير والأعمال الإنسانيّة.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح لتحافظ على هدوء أعصابك وسط ضغوط الحياة

3. التوعية المستمرة:

لتحمي نفسك ولتحمي أسرتك من التعرض لإدمان أي نوع من المخدرات الضارة عليك أن تواظب على تثقيف نفسك وتثقيفهم عن طريق حضور المنتديات العلمية والبرامج التثقيفيّة التي تحذر من أضرار المخدرات وتداعياتها على الصحة النفسية والجسدية.

4. المراقبة الدائمة:

يجب عليك أن تراقب أفراد أسرتك وتطلع على مختلف الأماكن التي يذهبون إليها، بالإضافة لمراقبة الأصدقاء الذين يرافقونهم، مع الحرص على وضع مجموعة من الضوابط والقواعد التي يجب أن يلتزم بها جميع أفراد الأسرة، مع عدم المبالغة في المراقبة وذلك لكي لا يشعروا بأنهم مقيدون.

5. ممارسة الهوايات المفضلة:

لكي تتجنب مشكلة تعاطي المخدرات والإدمان عليها، عليك أن تقضي على كل أوقات الفراغ التي تجعلك تفكر بأمور خاطئة، لهذا ننصحك بأن تواظب على ممارسة الهوايات المفضلة بشكل يومي أو إسبوعي، كما وننصحك بأن تشجع نفسك على تعلم بعض الهوايات الجديدة التي لم يسبق لك أن مارستها.

إقرأ أيضاً: 7 هوايات إبداعية ستجعلك أذكى وأكثر إنتاجية

6. تناول الغذاء الصحي:

يلعب الغذاء الصحي دوراً فعالاً في تنشيط عقل الإنسان وزرعه بالإيجابية التي تجعله يبتعد عن عوامل اليأس الذي قد يدفعه إلى الإدمان على العادات الخاطئة بما فيها إدمان المخدرات، لهذا عليك أن تواظب على تناول الغذاء الصحي كالمكسرات بأنواعها المختلفة، الفاكهة، الخضار الطبيعية، الحليب، البيض، والتمر.

إقرأ أيضاً: نصائح لتحقيق نظام غذائي صحي ومتكامل

7. ممارسة التمارين الرياضيّة:

تساعد الرياضة على تنشيط الجسم والعقل وعلى تحسين الصحة النفسية للإنسان، ومن هنا ننصحك بأن تواظب على ممارسة التمارين الرياضية اليومية في الهواء الطلق كالمشي، وركوب الدراجات.

مكافحة المخدرات:

تنتشر آثار المخدرات الضارة على الصحة العامة والأمن والتنمية الاقتصادية، وتشكل تهديداً كبيراً للشباب والشهوانية. ومن أجل مكافحة هذه الآفة العالمية، تعمل الدول والمنظمات الدولية معاً على تطوير وتعزيز الجدود العالمية لمكافحة المخدرات.

وتتمثل الجهود العالمية لمكافحة المخدرات في مجموعة من الاستراتيجيات والإجراءات التي تهدف إلى الحد من الطلب والعرض على حد سواء. إليك بعض الجدود العالمية الرئيسية لمكافحة المخدرات:

1. الشراكة الدولية:

تعتبر التعاون والشراكة بين الدول أمراً حاسماً في مكافحة المخدرات. تشمل هذه الشراكة تبادل المعلومات والخبرات والتجارب الناجحة، وتعزيز التعاون في مجال تطوير السياسات والبرامج الفعالة.

2. الإعلان العالمي عن مكافحة المخدرات:

يوجد إطار دولي لمكافحة المخدرات يتمثل في الإعلان العالمي عن مكافحة المخدرات الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1998. يهدف هذا الإعلان إلى تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعلومات وتنسيق الجهود لمكافحة المخدرات.

3. القوانين والتشريعات:

 يعتبر وضع التشريعات القوية وتنفيذها الفعال أمراً حاسماً في مكافحة المخدرات. يجب أن تتضمن هذه التشريعات عقوبات رادعة للمروجين والمهربين والمستخدمين غير القانونيين، بالإضافة إلى توفير الدعم والعلاج للمدمنين.

4. التوعية والتثقيف:

يجب أن يتم تركيز الجهود على تعزيز الوعي والمعرفة حول المخاطر الصحية والاجتماعية للمخدرات. ويمكن تحقيق ذلك من خلال حملات التوعية والتثقيف في المدارس ووسائل الإعلام والمجتمعات المحلية، وتعزيز البرامج التربوية والتثقيفية حول المخدرات.

5. العلاج وإعادة التأهيل:

يجب أن تتوفر خدمات العلاج وإعادة التأهل للمدمنين وتعزيز الرعاية الصحية النفسية والجسدية لهم. يتضمن ذلك توفير برامج العلاج الكفيلة بمساعدة المدمنين في التخلص من الإدمان وتعزيز استعادة حياتهم الطبيعية.

6. التعاون الدولي في مكافحة تجارة المخدرات:

تشكل تجارة المخدرات شبكات عابرة للحدود، ولذلك يتطلب مكافحتها تعاوناً دولياً فعالاً. تشمل الجهود العالمية تبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق في تعقب وملاحقة شبكات تجارة المخدرات ومحاكمة المتورطين.

7. تنمية بدائل اقتصادية:

يعتبر توفير بدائل اقتصادية مستدامة للمناطق التي تعتمد بشكل كبير على زراعة المخدرات جزءاً هاماً من جهود مكافحة المخدرات، حيث يجب تعزيز التنمية الزراعية المستدامة وتوفير فرص العمل البديلة وتحسين الظروف الاقتصادية للمجتمعات المعرضة للمخدرات.

تعتبر الجهدود العالمية لمكافحة المخدرات تحدياً مستمراً ومعقداً، وتتطلب المكافحة الفعالة للمخدرات تكامل الجهود على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية. ويجب أن ترتكز هذه الجهود على التعاون والشراكة المستدامة، وتوفير الموارد اللازمة وتعزيز السياسات الفعالة والبرامج الشاملة لمكافحة المخدرات.

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات:

اليوم العالمي لمكافحة سوء استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع، المعروف أيضاً باسم يوم المخدرات العالمي، يحتفل به في 26 يونيو من كل عام، بهدف تعزيز العمل والتعاون بهدف الوصول إلى عالم خالٍ من سوء استخدام المخدرات.

وكل عام، ينضم الأفراد، والمجتمعات، والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم إلى هذا الاحتفال العالمي، لزيادة الوعي بالمشكلة الكبرى التي تمثله المخدرات غير المشروعة في المجتمع.

اليوم العالمي لمكافحة المخدرات

وفي كل عام، يصدر المكتب العالمي لمكافحة المخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي، الذي يحتوي على إحصاءات رئيسية وبيانات حقيقية مستمدة من مصادر رسمية ومنهجية قائمة على العلوم والبحث.

يوم المخدرات العالمي هو يوم لمشاركة نتائج الأبحاث والبيانات القائمة على الأدلة والحقائق التي تنقذ الأرواح، ولمواصلة الاستفادة من روح التضامن المشتركة.

ويدعو المكتب العالمي لمكافحة المخدرات والجريمة الجميع إلى أداء دورهم، من خلال اتخاذ موقف حازم ضد التضليل والمصادر غير الموثوقة، والالتزام بتبادل البيانات الحقيقية المدعومة بالعلم فقط حول المخدرات وإنقاذ الأرواح.

في الختام:

تعد مشكلة المخدرات تحدياً جسيماً يجب مواجهته بشكل جماعي ومتكامل، حيث تتطلب مكافحة المخدرات تعاونا فعالا بين الحكومات، المؤسسات الدولية، المجتمع المدني والأفراد.

ويجب أن تتركز الجهود على التوعية والتثقيف لرفع الوعي بمخاطر المخدرات وتعزيز القيم والمهارات اللازمة للابتعاد عنها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الجهود في مجال تعزيز التشريعات وتنفيذها لمكافحة تجارة المخدرات وتهريبها. ينبغي أن تتم معاقبة المروجين والتجار وتقديم الدعم اللازم للأفراد المدمنين لإعادتهم إلى المجتمع بشكل صحي وإيجابي.




مقالات مرتبطة