المبادئ الأساسية للنوم الصحي جعلتني أغيِّر روتيني الصباحي

أظنُّ أنَّ سعينا الحثيث إلى تحسين جودة صباحنا يأتي بنتائج عكسية، ربَّما لا يجب أن أعطي حكماً مطلقاً بهذه الصورة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن سيدة الأعمال والكاتبة "تايلور كويل" (Taylor Coil)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها لاتباع المبادئ الأساسية للنوم الصحي التي غيَّرت حياتها.

سأبدأ من جديد، شخصياً بالنسبة إلي فقد حاولت تطبيق النصائح الجاهزة من عدد لا حصر له من المقالات على موقع ميديوم (Medium) – وهو منصة تقدم أفكاراً عن تحسين جودة الحياة - التي تصوِّر الروتين الصباحي للأشخاص ذوي الإنتاجية العالية، وفي الواقع جعلتني تلك النصائح أقل إنتاجية.

ربما ليس في الصباح تحديداً، ولكن عموماً؛ لأنَّ الإنتاجية بصورتها الشاملة ودورها الذي تؤديه في إحساسنا الأعمق بالإنجاز هي المغزى من هذا كله.

لا يرتبط الأمر بشرب شاي الكركم في الصباح بدلاً من القهوة؛ لأنَّني عندما أفعل ذلك أُصاب بصداع (أعلم أنَّ هذا يعني أنَّني مدمنة قهوة، وأنا موافقة على ذلك)، ولا يتَّصل بالجري 10 كيلومترات قبل الفجر؛ لأنَّني جربت ذلك أيضاً ونتج عنه انهيار هائل لطاقتي فترة الظهر ما جعل باقي يوم العمل بالنسبة إلي معدوم الفائدة، كما أنَّ الأمر لا علاقة له بالاستيقاظ في الساعة 5 صباحاً واتباع برنامج العمل الذي اختاره عشوائيَّاً شخص ما (عادة ما يكون ذكراً) لكيفية قضاء الوقت قبل الذهاب للعمل، وإلا سيتم تصنيفك كونك كائناً أقل أهمية.

من الإنصاف أن نقول إنَّ كثيرين انتقدوا هذا الروتين الصباحي النموذجي مفترضين في كثير من الأحيان أنَّ هذه التفاصيل في فترات الصباح غير قابلة للتكرار بالنسبة إلى البشر العاديين؛ لكنَّ انتقادي لا يتعلق بالجدوى بل بما يُناقَش، فبدلاً من التركيز على الدوافع العميقة الجذور وراء تلك الإجراءات الروتينية فهي تركز على القشور والكلمات الرنَّانة مثل الإنتاجية، وتهمل النتيجة ذات المغزى وهي الإنجاز.

هنا يأتي دور المبادئ الأساسية للنوم الصحي:

لقد سمعنا جميعاً بالمبادئ الأساسية للنوم الصحي: تجنَّب الضوء الأزرق من الشاشات قبل النوم بساعة، وامنح عقلك الوقت والمساحة للاسترخاء، واجعل غرفة نومك مظلمة وهادئة قدر الإمكان وحاول أن ترتاح، وأوقف الإشعارات خلال ساعات الليل، واستخدم سريرك للنوم ولا شيء آخر؛ فلا تقم بتصفح تطبيق إنستغرام (Instagram) ولا تتحقق من بريدك الإلكتروني ولا ترد على إشعارات وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد وجدت أنَّه من الصعب استعادة المبادئ الأساسية للنوم الصحي عندما تسمح للأمور بالخروج عن السيطرة، ولكن من السهل جداً اتباعها؛ فعندما أتعمد إنشاء روتين يسمح لي بالراحة حقاً فإنَّني أستمتع براحة سريري، وأبذل قصارى جهدي لضمان استمرار هذا على نحو فعال، لكن عندما لا أفعل ذلك فإنَّني أخشى حلول الساعة 11 مساءً، وأفترض أنَّ العادات كلها هكذا، أو على الأقل العادات التي نعرف أنَّها مفيدة لنا.

لقد نجحت في الحفاظ على روتيني الليلي خلال الأشهر العديدة الماضية، فأنا أنام ​​في غضون 15 دقيقة من إغلاق عيني واستيقظ دون منبه بعد 8 ساعات، أنام نوماً كافياً ومريحاً، ومتأكدة من أنَّ كثيرين سيحسدونني.

لكن سابقاً كان كل صباح يتسم بالإرهاق والجنون وحتى التوتر، ولم أستطع معرفة السبب، فلم أكن أسهر ولم أكن أفرط في النوم ومن الواضح أنَّني لم أكن أنام أيضاً، ليس لدي أطفال أو حيوان أليف أو زوج أو حتى رفيقة في الغرفة لبعث الفوضى في روتيني الصباحي، أنا فقط مسؤولة عن نفسي.

ملحوظة: وضعي الاجتماعي يُعَدُّ مميزاً ويتيح لي اتباع مستوى من المبادئ الأساسية للنوم الصحي لا يستطيع الآخرون مواكبته وأنا محظوظة لذلك.

إذاً فقد تساءلتُ لماذا كنت متعبة جداً في التاسعة صباحاً، ولماذا كنت مرتبكة تماماً لدرجة أنَّني بالكاد أستطيع التركيز عندما أبدأ عملي، وشعرت بالسخف حتى أنَّني شعرت بالخجل حيال ذلك، فلم يكن لدي أي سبب لأكون مستنزفة الطاقة في حياتي السهلة جداً، ولكن قبل شهرين أدركت السبب؛ فقد كنت أتبع المبادئ الأساسية للنوم الصحي؛ لكنَّني لم أكن أعامل نفسي بلطف في الصباح.

إقرأ أيضاً: فوائد وأضرار النوم وتأثير عادات النوم غير الصحيَّة في الجسم

انظر للصباح بإيجابية:

لقد كنت دائماً شخصاً صباحياً وغالباً ما أستيقظ بعيون مشرقة ونشاط كبير في الساعة 6 صباحاً ومن دون منبه؛ ممَّا يثير استياء أي شخص قد يشاركني سريري.

لقد وقعت ضحية للظنِّ السائد بأنَّه يجب تحسين عادات الصباح لدينا وتطويرها وحسبت نشاطي الصباحي إشارة إلى أنَّني بحاجة إلى النهوض من السرير والبدء في العمل على الفور، فيجب أن أستغل طاقة الصباح وأستخدمها للقيام بعمل رائع قبل بزوغ الشمس؛ لأنَّه ليس لدي شيء آخر لفعله، وعلى الرَّغم من أنَّني أحب عملي إلا أنَّ اتباعي لهذا الروتين جعلني بائسة.

ماذا يعني استيقاظي بإشراق ونشاط في الساعة 6 صباحاً؟ فأنا أيضاً نشيطة في الساعة 9 صباحاً، وفي الساعة 11 صباحاً؛ أي إنَّني لست مضطرة لبدء العمل أو ممارسة التمرينات الرياضية عند بزوغ الفجر، ولا أحتاج إلى التسرع في ارتداء ملابسي أو تناول قهوتي أو الضياع في دوامة ترتيب حقيبة عملي.

يمكنني الاستمتاع بلحظات الصباح، وفي الواقع فإنَّني أجد أنَّه من الأكثر إنتاجية بالنسبة إلي أن أستمتع بلحظات الصباح بدلاً من محاولة "إنجاز المزيد".

شاهد بالفيديو: 4 أخطاء فادحة عليك أن تبتعد عن ممارستها قبل النوم

روتيني الصباحي القديم:

  • أتفقد رسائلي والإنستغرام (Instagram) وسلاك (Slack) وبريدي الإلكتروني. (من السرير)
  • أنهض وأرتدي ملابسي وأجهز قهوتي.
  • أشرب القهوة، ثمَّ أراسل صديقاً ما، وأتصفح الإنستغرام (Instagram) في أثناء الاستناد إلى حوض الحمام الخاص بي، وأماطل في ممارسة تمرينات الصباح.
  • أركض لمسافة 3 أميال.
  • آخذ حماماً سريعاً.
  • أرتدي ملابسي.
  • أخرج غدائي من الثلاجة وأرتبه داخل حقيبة ظهري.
  • أجمع شعري بشكل تسريحة ذيل الحصان، وأركب دراجتي حتى مكان عملي.
  • أجهِّز المزيد من القهوة.
  • أفتح حاسوبي.
  • أحدق في البريد الوارد وأحاول التركيز وأتساءل: "لماذا لا أستطيع ذلك؟".

هذا ليس روتيناً صباحياً سيئاً جداً في الواقع، إنَّه جيد نسبياً؛ لكنَّه يعتمد أسلوباً سريعاً جداً ولا يتيح متسعاً من الوقت للتنفس أو للراحة التي أحتاجها لبدء اليوم، ولم يكن روتيناً يسمح لي أن أكون لطيفة مع نفسي وأن آخذ ما أحتاجه من الصباح؛ باختصار لم يكن ممتعاً.

روتيني الصباحي الجديد:

  • أستيقظ وأرتدي كنزة سميكة دافئة فوق ملابس النوم الخاصة بي.
  • أشغل الأضواء الجميلة الخاصة بي – أطفئهم قبل أن أغادر بالطبع - لكنَّهم جميلين ويسعدونني.
  • أجهز قهوة وأسترخي في مطبخي وأنا أنتظر الماء حتى يغلي وأشاهد الناس يلعبون مع الكلاب في حديقة الكلاب خارج نافذة مطبخي.
  • أكتب في يومياتي أو أقرأ قليلاً من كتابي، ربَّما أشعل شمعة وأشرب القهوة على مهل على طاولة مطبخي في أثناء القراءة أو الكتابة، وأحياناً أحدق من النافذة في حفيف الأشجار من خلال ستائري الرقيقة وأطلق العنان لمخيلتي.
  • أرتدي ملابسي، وأسمح لنفسي بتجربة خيارات متعددة إذا لم تَرُق لي أول قطعة من الملابس أجربها.
  • أحزم حقيبة عملي.
  • أطفئ مصابيحي الرائعة.
  • أذهب على دراجتي إلى مكان عملي.
  • أعد المزيد من القهوة، وأفتح حاسوبي وأنا أشعر بالانتعاش والهدوء والاستعداد.

بالنسبة إلي لم يكن الأمر متعلقاً بالتحسين؛ بل كان يتعلق بإعطاء نفسي مساحة للتنفس وإذناً لاختلاق لحظات من الهدوء بدلاً من الوجود في حيِّز تحدد شكله حصرياً الدوافع.

إقرأ أيضاً: كيف تُحسِّن عادات نومك لتشعر براحة أكبر؟

في الختام:

يتعلق الأمر باللطف مع الذات وليس بطرائق لزيادة الإنتاجية؛ فهذه ليست وصفة يجب اتباعها حتى تكون منتجاً؛ بل هي عقلية الاحترام والتسامح ورعاية الذات.

عندما أتذكر أن أعطي نفسي مساحة وأن أكون لطيفة مع نفسي في الصباح ترتفع إنتاجيتي في أثناء ساعات العمل؛ ونتيجةً لذلك فالحياة تبدو أفضل بهذه الطريقة.




مقالات مرتبطة