الفحوصات الطبية قبل الزواج

تعدُّ الفحوصات الطبية قبل الزواج من الإجراءات الهامة جداً، والتي يجب على كل من يرغب في الإقدام على هذه الخطوة أن يجريها، لذا نوضح لكم في هذا المقال ما المقصود بالفحص الطبي ما قبل الزواج، والتحاليل التي تتضمنها هذه الفحوصات.



ما المقصود بالفحص الطبي قبل الزواج؟

مجموعة من التحاليل الطبية الشاملة التي يقوم بها الأشخاص المقبلون على الزواج بهدف معرفة ما إذا كان لدى هؤلاء الأفراد أي أمراض معدية يمكن أن ينقلوها إلى شريكهم المحتمَل، أو أي أمراض وراثية يمكن أن تنتقل إلى الأبناء مستقبلاً؛ حيث بيَّنت دراسات إحصائية أنَّ واحداً من أصل 25 طفلاً يُصاب بمرض وراثي، أو تأخر عقلي، أو عيب خَلقي ناتج عن خلل في الجينات.

لذا تعدُّ هذه الفحوصات شرطاً هاماً لإتمام عقد القران والموافقة عليه في معظم الدول العربية، الأمر الذي خفف نسبة الإصابة بالأمراض الوراثية بنسبة كبيرة، وقلَّل من الأعباء المادية لعلاج الأمراض التي قد تنتج عن هذا الزواج.

ما هي التحاليل والفحوصات التي يجب إجراؤها قبل الزواج؟

يوجد نوعان من تحاليل ما قبل الزواج، ويتضمن كل واحد منهما مجموعة من التحاليل:

أولاً. تحاليل ما قبل الزواج الأساسية:

هي تحاليل روتينية تهدف إلى التأكد من الحالة الصحية لكلا الزوجين؛ ففي حال كانت نتيجة إحداها تشير إلى وجود خلل ما، يُطلَب عندها من الشريكين إجراء مزيد من الفحوصات والتحاليل المتقدمة.

تحاليل ما قبل الزواج الأساسية الأكثر شيوعاً:

1. اختبار زمرة الدم وعامل ريزوس:

لا يُعدُّ اختلاف زمر الدم بين الزوجين مشكلةً مطلقاً، ولا يشكل أي قلق؛ ولكنَّ اختلاف العامل ريزوس (Rh) هو المشكلة الحقيقة، والتي يمكن أن تُشكِّل خطراً حقيقياً على حياة كلٍّ من الأم والجنين.

يحدث عدم التوافق في العامل ريزوس عندما تكون زمرة دم الأم سالبة وزمرة دم الأب موجبة، وزمرة دم الجنين إيجابية كوالده؛ فإذا حدث وتسرب دم الجنين إلى دم الأم، سيتعرف جسم الأم على خلايا الجنين على أنَّها أجسام غريبة، وينتج عن ذلك أجسام مضادة يمكنها أن تعبر المشيمة وتهاجم خلايا الدم الحمراء للجنين، وتؤدي إلى حلِّها وإنتاج البيليروبين الذي يتسبب بإصابة الطفل باليرقان الولادي.

2. اختبار تعداد الدم الكامل:

إنَّ الهدف من هذا التحليل إظهار معلومات متعددة عن خلايا الدم المختلفة، مثل: عدد كريات الدم الحمراء في الدم، ومقدار الهيموغلوبين الموجود فيها؛ حيث يُعدُّ متوسط حجم خلايا الدم الحمراء مؤشراً هاماً للكشف عن احتمالية الإصابة بالثلاسيميا. 

3. فحوصات أمراض الهيموغلوبين:

الهيموغلوبين عبارة عن بروتين يحتوي على الحديد، ويوجد في جميع خلايا الدم الحمراء، ويعطي الخلايا لونها الأحمر، ويرتبط بالأوكسجين وينقله من الرئتين إلى جميع أعضاء وأنسجة وخلايا الجسم المختلفة؛ بالإضافة إلى مساعدته أيضاً في نقل جزء صغير من ثاني أوكسيد الكربون من الأعضاء والأنسجة المختلفة إلى الرئتين.

الهدف من هذا الفحص هو فحص وتشخيص وقياس شدة فقر الدم؛ ففي حال كان فقر الدم شديداً، يساعد هذا الفحص على اتخاذ القرار بشأن نقل الدم أو العلاجات المعاوضة.

4. فحص تكسر الدم:

الهدف من هذا الاختبار هو قياس نسبة إنزيم نازعة الهيدروجين "جلوكوز 6 فوسفات"، حيث يعدُّ عوز هذا الإنزيم اضطراباً وراثياً شائعاً عند الرجال الذين هم من أصل آسيوي أو إفريقي أو من منطقة الشرق الأوسط، والذي يمكن أن يسبب نقصه مرض فقر الدم الانحلالي (الفوال).  

إقرأ أيضاً: 6 أعراض تدل على إصابتك بفقر الدم، و8 أطعمة للوقاية منه

ثانياً. تحاليل ما قبل الزواج المتقدمة: 

1. فحص الزهري: 

الزهري مرض تسببه جرثومة تُدعَى اللولبية الشاحبة، وهو مرض شديد العدوى، وينتقل عن طريق الاتصال الجنسي؛ كما يمكن للأم المصابة أن تنقله إلى جنينها، ممَّا يؤدي إلى إصابة الجنين بالتشوهات الخَلقية التي قد تتسبب بوفاته.

الجدير بالذكر أنَّ مرض الزهري لا ينتقل عن طريق برك السباحة، أو الملابس المشتركة، أو مقابض الأبواب، أو أحواض المراحيض، أو المغاطس الساخنة، أو أدوات الطعام؛ ولا يمكن أن يحدث إلَّا بالاتصال الوثيق مع شخص مصاب به.

يُشخَّص هذا المرض من خلال معاينة الأعراض الظاهرية، بالإضافة إلى الاختبارات والفحوصات الآتية:

  1. اختبار السائل النخاعي: حيث تُؤخَذ العينة من الحبل الشوكي للكشف عن الإصابة بالزهري العصبي.
  2. تحليل الدم.
  3. الفحص المجهري لعينة من الجلد في حال وجود تقرحات.

2. فحص التهاب الكبد الوبائي:

تعدُّ فيروسات التهاب الكبد الوبائي المسؤول الرئيس عن مرض التهاب الكبد المعروف باسم "الهيباتيتس"، وتوجد عدة أنواع منه، وأكثرها انتشاراً:

2. 1. التهاب الكبد الوبائي الفيروسي A:

ينتقل هذا المرض عن طريق البراز، ويمكن أن تسبب إصابة الأشخاص البالغين به التهاباً حاداً في الكبد.

2. 2. التهاب الكبد الوبائي الفيروسي B:

ينتقل هذا المرض في أثناء الولادة، أو عن طريق الجماع الجنسي الذي يحدث دون أخذ تدابير الوقاية؛ ويتسبب هذا المرض بالتهاب حاد في الكبد؛ ولعلَّ الجدير بالذكر أنَّ معظم المرضى يُشفَون من مرضهم هذا، وتتشكل لديهم مناعة ضده.

2. 3. التهاب الكبد الوبائي الفيروسي C:

ينتقل هذا المرض من خلال الدم، ولا يوجد له أي لقاح حتى الآن، ويمكن أن يتسبب بتليف الكبد.

إقرأ أيضاً: أمراض الكبد، وأهم النصائح التي تساعد في الوقاية منها 

3. فحص الكلاميديا:

يُعدُّ هذا المرض من أكثر الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس، ويكون انتشاره سريعاً جداً، ولا تظهر لدى المصابين به أي علامات أو أعراض خلال المراحل المبكرة من الإصابة؛ كما أنَّه يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال.

الجدير بالذكر أنَّ هذا المرض لا ينتقل إلَّا عن طريق الجنس، أي لا يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق العطاس، أو السعال، أو استخدام المرحاض نفسه الذي يستخدمه المريض، أو مشاركة الطعام أو الشراب، أو التقبيل، أو العناق.

تُشخَّص الكلاميديا من خلال الفحوصات الآتية:

  1. أخذ مسحة من إفرازات عنق الرحم بهدف إجراء اختبار لمستضدات الكلاميديا.
  2. فحص البول: الهدف منه الكشف عن وجود إصابة بالعدوى.

4. فحص الإيدز:

يحدث مرض الإيدز بسبب فيروس نقص المناعة البشري المكتسب الذي يُهاجم الجهاز المناعي للإنسان، الأمر الذي يُضعِف الجسم ويزيد من إمكانية تعرضه إلى الالتهابات.

ينتقل هذا الفيروس من خلال سوائل الجسم كالحليب، والمفرزات المهبلية، والدم، والسائل المنوي؛ ويمكن أن ينتقل أيضاً من الأم إلى جنينها.

يُشخَّص مرض الإيدز من خلال الفحوصات الآتية:

  1. فحص الحمض النووي الريبوزومي.
  2. فحص عدد كريات الدم البيضاء التي يهاجمها هذا الفيروس، حيث تسبب الإصابة بمرض نقص المناعة البشري المكتسب انخفاض عدد الكريات البيضاء إلى أقل من 200 كرية.
  3. فحص مقاومة الدواء: الهدف منه هو التحقق ممَّا إذا كان الفيروس مقاوماً للدواء أم لا.

ولكي يتأكد الطبيب المعالج من عدم وجود أي مضاعفات، يعتمد على إجراء الفحوصات الآتية:

  1. فحص الكلى.
  2. التهابات الجهاز البولي.
  3. فحص السل.
  4. داء البلازما السُمية.
  5. فحص التهاب الكبد.

5. اختبار الخصوبة:

يُعدُّ اختبار الخصوبة أحد الاختبارات الضرورية قبل الزواج لمعرفة فيما إذا كان أحد الزوجين عقيماً أم لا.

تُجرَى الفحوصات التالية لفحص اختبارات الخصوبة عند الرجال:

  1. فحص الدم: لمعرفة مستوى هرمون التستوستيرون.
  2. تحليل السائل المنوي: للكشف عن عدد الحيوانات المنوية، ولونها، وحركتها، وجودتها.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن وجود أي مشكلة في القذف أو القذف الرجعي.

أمَّا لفحص اختبارات الخصوبة عند النساء، فتُجرَى الفحوصات الآتية:

  1. اختبار وظائف الغدة الدرقية.
  2. تصوير الرحم.
  3. فحص الدم لتحديد مستويات هرمون الإباضة.
  4. التصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6، 7




مقالات مرتبطة