العلاقة بين التوتر ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية

إنَّ نحو 80% من مراجعات الأطباء مرتبطة بالتوتر وفقاً للجمعية الطبية الأميركية؛ لكن ماذا عن الحالات التي تهدد الحياة مثل السكتات الدماغية؟ وهل صحيح أنَّ التوتر يؤدي إلى الإصابة بسكتة دماغية؟



لقد وجدت الأبحاث الطبية بعض الارتباط فيما بينهما، ولكنَّها لم تثبت مطلقاً أنَّ أحدهما يسبب الآخر بشكلٍ واضح؛ وهذه بعض الأمثلة عمَّا وجده الباحثون:

  • وجدت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان أنَّ الرجال الذين كانوا أكثر تفاعلاً من الناحية الفيزيولوجية مع التوتر -وفقاً لقياسات ارتفاع ضغط الدم- كانوا أكثر عرضة إلى الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 72٪.
  • فحصت دراسة حديثة أُجرِيت على 6553 من العاملين والعاملات في اليابان مستويات التوتر الوظيفي، ووجدت أنَّ الرجال -وليس النساء- في الوظائف الأكثر إرهاقاً كانوا أكثر عرضة إلى الإصابة بالسكتة الدماغية؛ حتى بعد إلغاء تأثير المتغيرات الأخرى مثل: العمر، والتحصيل العلمي، والمهنة، والتدخين، واستهلاك الكحول، والنشاط البدني، ومنطقة الدراسة.
  • قاست إحدى الدراسات مستويات التكيف مع التوتر، وذلك بدراسة عوامل مثل: مدى جودة إدارة المشاركين للتوتر والمخاطر المرتبطة به؛ ووجدوا أنَّ أولئك الذين يواجهون صعوبة في إدارة التوتر يبدون أكثر عرضة إلى الإصابة بالسكتة الدماغية، وكتبوا عن النتائج التي توصلوا إليها: "أحد التفسيرات هو أنَّ الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم الذين يفشلون بشكل مزمن في إيجاد استراتيجيات ناجحة في المواقف العصيبة معرضون إلى الآثار الضارة للتوتر، وبالتالي يكونون أكثر عرضة إلى خطر الإصابة بسكتة دماغية في المستقبل".
  • صرح باحثون في دراسة أجروها على مجموعة من الناس في مدينة كوبنهاجن بما يأتي: "ارتبطت شدة التوتر المرتفع التي أُبلِغ عنها ذاتياً والتوتر الأسبوعي بزيادة مخاطر السكتة الدماغية القاتلة، مقارنة مع عدم وجود توتر؛ ومع ذلك، لم تكن النتائج هامةً إحصائياً، ولم تقدم البيانات الحالية دليلاً قوياً على أنَّ التوتر المبلَّغ عنه ذاتياً هو عامل خطر مستقل للسكتة الدماغية".

رغم أنَّ التوتر مرتبط بالسكتة الدماغية، إلَّا أنَّه ليس مُثبَتاً كعامل خطر مستقل للإصابة بها.

إنَّه لمن الهام أن نلاحظ أنَّ التوتر يرتبط بالعديد من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بالسكتة الدماغية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والتدخين، والسمنة.

رغم ضرورة إجراء مزيدٍ من الأبحاث، إلَّا أنَّ هناك دليلاً كافياً على وجود علاقة ارتباط بين التوتر والسكتة الدماغية، ما يعزز أهمية التوصية باستراتيجيات إدارة التوتر لتقليل المخاطر.

فيما يأتي بعض النصائح لإدارة التوتر بالنسبة إلى الذين يهتمون بتقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وأولئك الذين أُصِيبوا سابقاً بها، ولرعاية المصابين بها:

1. مخففات التوتر السريعة:

يعدُّ عكس استجابتك للتوتر بسرعة خط دفاع أول بسيط وفعال ضده؛ حيث يمكن أن يساعد في منع الآثار السلبية للتوتر المزمن، خاصة إذا استُخدِم كجزء من خطة شاملة لإدارة الإجهاد. ومن الأمثلة على ذلك:

  • تمرينات تخفيف التوتر السريعة.
  • ممارسة التأمل.
  • تمرينات التنفس العميق.

شاهد بالفيديو: 6 اقتراحات للتعامل مع التوتر

2. تغييرات نمط الحياة الصحية:

يمكن أن يؤدي اتباع نمط حياة صحي إلى تقليل التوتر ومخاطر الإصابة بالأمراض الرئيسة مثل السكتة الدماغية؛ لذا عليك تناول طعام صحي، وممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم يومياً، وغيرها من العادات الصحية.

إقرأ أيضاً: 6 أطعمة لتهدئة الأعصاب

3. الدعم الإجتماعي:

يرتبط وجود دائرة اجتماعية داعمة بنتائج أفضل بعد السكتة الدماغية لكلٍّ من الناجين منها ومقدمي الرعاية لهم؛ لذا أحط نفسك بالاشخاص الداعمين، وانتسب إلى مجموعات الدعم المجتمعي، أو اطلب الرعاية النفسية إذا لزم الأمر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة