الصديق الصالح من هو؟ وكيف تعثر عليه؟

لا أحد في هذه الحياة يستطيع أن يعيش في معزلٍ عن العالم، ولا أحد يستطيع أن يقضي حياته دونَ تكوين صداقات؛ لذلك لا بدَّ للإنسان من أجله ومن أجل سعادته الجسدية والنفسية أن يبني العديد من علاقات الصداقة مع أقرانه من الناس، لكن تجدر الإشارة والتأكيد على أنَّ العيش وحيداً دون أصدقاء خير من مصادقة إنسان سيِّئ؛ لذلك لا بدَّ من الحذر جيداً عندما نختار أصدقاءَنا وأن ندرسَ الإنسان جيداً قبل أن نفكر في بناء أيَّة علاقة معه ولو كانت صغيرة.



لذلك سنستعرض في هذا المقال العلامات التي تدل على أنَّ الصديقَ صالحٌ كي نعثر عليه، وكيف يمكننا أن نكون أصدقاء جيدين للآخرين، وما هي أهمية تكوين صداقات في حياتنا، كل هذا سوف نفصِّل به فإذا كنتَ من المهتمين، فتابِع معنا.

ما هي العلامات التي تدل على وجود صديق جيِّد؟

سيأتي الأصدقاء ويذهبون في حياتك، وبصرف النظر عن طول مدة صداقاتك فإنَّ أهم شيء هو قبول أصدقائك لك كما أنت، فأنت بحاجة إلى صديق جيِّد يسير معك في الحديث ويُظهِر أنَّه يهتم بما يحدث لك، سأقدم لك بعض العلامات التي تدل على أنَّ مَن تصاحبه صديق جيد:

  1. يكون دائماً معك من أجلك مهما كان الأمر.
  2. لا يحكُم عليك بالغيب.
  3. لا يُحبِطك أو يؤذي مشاعرك عمداً.
  4. يكون لطيفاً ومحترماً.
  5. تستمتع برفقته كثيراً.
  6. يكون مخلصاً لك كثيراً.
  7. يكون جديراً بالثقة ومستعداً لإخبارِك بالحقيقة حتى عندما يَصعُب عليك سماعها.
  8. يضحك معك ويتمسَّك بك عندما تمرُّ بأيامٍ صعبةٍ.
  9. يجعلك تبتسم دائماً.
  10. يُريحك عندما تبكي.

كيف تكون صديقاً جيداً؟

إذا تعاملتَ مع الأشخاص من حولك بالطرائق المُوضَّحة أعلاه، فأنت بالفعل صديق جيِّد لهم، لكن ليس من السهل دائماً معرفة كيفية التعامل مع أصدقائك؛ لذلك إليك بعض النصائح التي تجعلك صديقاً جيداً بالنسبة إلى الآخرين:

1. استمِع إليهم:

حاوِل أن تفهم الموقف من وجهة نظر صديقك، واطرَح أسئلة للتعرُّف إلى المشكلة أو القضيَّة، والشيء الرئيس في ذلك هو الاستماع إليه، ولا يتعيَّن عليك الحصول على جميع الإجابات، ولا تفترض أنَّ صديقك يريد النصيحة، فقد يرغب فقط في التحدُّث حتى يتمكن من حلها بنفسه.

2. احصل على بعض الحقائق عن أصدقائك:

إذا كان صديقُك يعاني من مشكلة طبية أو مشكلة تتعلَّق بالصحة العقلية، فإنَّ الطريقة الجيدة لتقديم الدعم هي التعرُّف إلى المشكلة التي يعاني منها، ويُظهِر الاهتمام بما يمر به أنَّك مهتم به وأنَّك تخطط للبقاء معه بصرف النظر عمَّا يحدث له من ظروف.

3. اسألهم عمَّا إذا كانوا يحتاجون إليك:

إذا كنتَ قلقاً بشأن شخصٍ ما وتريد أن تكون موجوداً معه من أجله، فاسأَلهُ عمَّا إذا كان يحتاج إليك، وستعرف بعد ذلك ما الذي يجده مفيداً في الأوقات الصعبة، ويمكنك تقديم الدعم له بطريقة مفيدة حقاً.

إقرأ أيضاً: شروط تكوين صداقة حقيقية

4. حاوِل الاتصال معهم جسدياً:

اسأَل صديقك عما إذا كان من المقبول أن تعانقه؛ إذ يمكن أن تكون معانقة أصدقائك طريقةً رائعةً لإظهار اهتمامك بهم، ويمكن أن يكون الاتصال الجسدي مريحاً جداً وخاصةً عندما يشعر شخص ما بالوحدة.

5. ابقَ على تواصل مع أصدقائك:

حتى إذا كنتَ لا تعيش في مكان قريب من أصدقائك، أَظهِر لهم أنَّك موجود من أجلهم من خلال بذل الجهد للبقاء على اتِّصال معهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية أو المكالمات.

6. أَخبِرهم بما تشعر به:

أَخبِرهم بكل ما تشعر به تجاههم أو تجاه الظروف الحياتية التي تعترضك، فهذا من شأنه أن يعزز مشاعر الإخاء بينكم.

7. كُن على استعداد لفعل أي شيء بقصد حمايتهم:

إذا كنتَ تعتقد أنَّ سلامة صديقك بخطر، فقد تحتاج إلى التصرُّف دون موافقته لتقديم المساعدة له، فعندما يرى صديقك كيف تنقذه من بعض المخاطر، فإنَّ ذلك سوف يعزز العلاقة بينكما ويقويها.

لماذا يُعَدُّ الأصدقاء هامين جداً؟

يميل مجتمعنا إلى التركيز في العلاقات الرومانسية، ونعتقد أنَّ مجرد العثور على هذا الشخص المناسب سيجعلنا سعداء وممتعين، لكن تُظهِر الأبحاث أنَّ الأصدقاء هم في الواقع أكثر أهمية لرفاهيتنا النفسية، ومن المؤكَّد أنَّ الرفاق يجلبون لنا الكثير من المحبة والسعادة أكثر من أي شيء آخر في الحياة.

الصداقات لها تأثير كبير في صحتك العقلية وسعادتك، والأصدقاء الطيبين يخففون التوتر ويوفرون الراحة والفرح ويمنعون الوحدة والعزلة، ويمكن أن يكون لتكوين صداقات وثيقة تأثير قوي في صحتك الجسدية، وقد يشكل الافتقار إلى التواصل الاجتماعي خطراً كبيراً.

على سبيل المثال تَعوُّد عادات سيِّئة كالتدخين أو الإفراط في تناول الكحوليات أو اتِّباع نمط حياة خامل، والأصدقاء مرتبطون بطولِ العمر أيضاً؛ إذ وجدت إحدى الدراسات السويدية أنَّه إلى جانب النشاط البدني فإنَّ الحفاظ على شبكة غنية من الأصدقاء يمكن أن يضيف سنوات هامة إلى حياتك.

يكافح الكثيرون منا لمقابلة الأشخاص وتطوير علاقات جيدة معهم، ومهما كان عمرك أو ظروفك، لم يَفُت الأوان أبداً لتكوين صداقات جديدة، وإعادة الاتصال بالأصدقاء القدامى، وتحسين حياتك الاجتماعية بشكل كبير وصحتك العاطفية ورفاهيتك بشكل عام.

شاهد بالفديو: صفات الصديق الحقيقي

ما هي فوائد الصداقات؟

بينما يستغرق تطوير الصداقات والحفاظ عليها وقتاً وجهداً، فإنَّ الصداقات الصحيَّة يمكنها أن:

1. تحسِّن مزاجك:

يمكن أن يؤدي قضاء الوقت مع الأصدقاء السعداء والإيجابيين إلى تحسين مزاجك وتعزيز نظرتك الإيجابية إلى الحياة.

2. تساعدك على الوصول إلى أهدافك:

سواء كنتَ تحاول الحفاظ على لياقتك أم الإقلاع عن التدخين أم تحسين حياتك بطريقة أخرى، فإنَّ التشجيع من أحد الأصدقاء يمكن أن يعزز حقاً قوة إرادتك ويزيد من فرص نجاحك.

3. تقلل من توترك واكتِئابك:

إنَّ التمتُّع بحياة اجتماعية نشطة يمكن أن يقوي جهاز المناعة ويساعد على تقليل العزلة التي هي عامل رئيس يساهم في معالجة الاكتئاب.

4. توجِدَ الدعم في الأوقات الصعبة:

يمكن للأصدقاء مساعدتك على التغلُّب على مرض خطير أو فقدان وظيفة أو أحد أفراد أسرتك أو انفصال علاقة أو أي تحدٍّ آخر من تحديات الحياة.

5. تكون دعماً مع تقدمك في العمر:

مع تقدمك في العمر غالباً ما يتركك التقاعد والمرض وموت أحبائك في عزلة، إنَّ معرفتك أنَّ لديك أشخاص يمكنك اللجوء إليهم من أجل الشراكة ويمكن أن يوفروا لك الدعم تجعلك أكثر سعادة.

6. تعزز قيمتك الذاتية:

الصداقة هي طريق ذو اتجاهين "أخذ وعطاء"، وجانب "العطاء" يساهم في إحساسك بتقدير الذات، والوجود مع أصدقائك يجعلك تشعر بالأمل ويضيف هدفاً إلى حياتك.

إقرأ أيضاً: مفهوم الصداقة عند الفلاسفة وأهم النصائح لتحافظ على صداقاتك

تقييم الصداقة "هل هي جيدة أم لا؟"

أهم ميزة في الصداقة هي الطريقة التي تجعلك تشعر بها العلاقة، وليس ما يعتقده الآخرون، اسأل نفسك بعض الأسئلة التي يجب أن تسألها؛ والتي من شأنها أن تخبرك أنَّ علاقاتك هي في المسار الصحيح:

  1. هل أشعر بتحسُّن بعد قضاء الوقت مع هذا الشخص؟
  2. هل أنا نفسي مع هذا الشخص؟
  3. هل أشعر بالأمان أم أنَّني يجب أن أفكر فيما يجب أن أقوله وأفعله؟
  4. هل الشخص داعم ويعاملني باحترام؟
  5. هل هذا شخص يمكنني الوثوق به؟

إذا كانت الصداقة جيدة، فهذا أمر جيد، لكن إذا حاولَ شخص ما السيطرة عليك أو انتقادك أو الإساءَة إلى كرامتك أو جلب الدراما إليك والتأثيرات السلبية غير المرغوب فيها في حياتك، فقد حان الوقت لإعادة تقييم الصداقة؛ إذ لا يطلب منك الصديق الجيد التنازل عن قيمك أو تجاهل احتياجاتك الخاصة.

لماذا يُعَدُّ أصدقاء الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي غير كافين؟

غيَّرت التكنولوجيا تعريف الصداقة في السنوات الأخيرة، وبنقرة زر يمكننا إضافة صديق أو إجراء اتِّصال جديد، ولكنَّ وجود المئات من الأصدقاء عبر الإنترنت لا يعني وجود صديق مقرَّب يمكنك قضاء بعض الوقت معه شخصياً، ولا يستطيع الأصدقاء عبر الإنترنت عناقك عند حدوث أزمة أو زيارتك عندما تكون مريضاً أو الاحتفاء بمناسبة سعيدة معك، وتكون علاقاتنا أكثر أهمية وقوة عندما نتقابل وجهاً لوجه؛ لذا اجعَل من أولوياتك البقاء على اتِّصال مع الأصدقاء في العالم الحقيقي وليس عبر الإنترنت فقط.

لماذا يكون أحياناً تكوين الصداقات أمراً صعباً؟

يصعب على الكثيرين من البالغين تكوين صداقات جديدة أو الاحتفاظ بالصداقات الموجودة بالفعل، وقد تتراجع الصداقة على لائحة ترتيب الأولويات مثل العمل أو العناية بالأطفال أو الآباء المسنين، وقد تبتعد عن أصدقائك نتيجة للتحديات التي تواجهونها أو انشغالكم باهتمامات أخرى في الحياة، أو ربما تكون قد انتقلت إلى مجتمع جديد ولم تجد طريقةً بعد للتعرُّف إلى الناس.

إنَّ تكوين صداقات جيِّدة والحفاظ عليها يتطلَّب أحياناً بذل بعض الجهد، غير أنَّ الصداقة الممتعة والمريحة يمكنها أن تمنحك الكثير من الأمور الإيجابية وتجعل أهدافك تستحق العناء.

في الختام:

نجد أنَّ الحياة عبارة عن علاقات تشاركية، وتختلف هذه العلاقات في تسميتها، ولكنَّها هامة جميعاً ولها فائدة كبيرة وخاصةً الصداقة، فهي أكثر العلاقات متانة وأكثرها فائدة؛ لذلك أَنصحُ الجميع ببناء علاقات صداقة ولو مع قلة قليلة من الناس، فالأصدقاء ليسوا بكثرة عددهم؛ وإنَّما بصدقهم.




مقالات مرتبطة