الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي

تسيطر المشاعر على كل قراراتنا وحياتنا، فالمحصلة النهائية لقيامك بأي أمر هو الرغبة في الوصول إلى مشاعر إيجابية مفعمة بالطاقة والحيوية، ولكن كيف سيبدو شكل حياتنا إن كنَّا مجرد مشاهدين غرباء لمشاعرنا دون امتلاك أدنى إدارة لها، أو أقل درجة من التحكم فيها؟ كيف سيكون شكل حياتك إن استسلمت لمشاعر الحزن والاضطراب والضيق التي تنهش روحك ولم تقُم بفعل أي شيء من أجل إيقاف نزيف المشاعر الحاد ذلك؟ سنتحدث في هذه المقالة عن الذكاء العاطفي والاجتماعي.



الفرق بين الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي:

إن الفرق بين الذكاء العاطفي والاجتماعي هو أن الذكاء العاطفي فن إدارة المشاعر، وهو الأداة الأكثر فاعلية وطلباً في أيامنا هذه؛ ويعني قدرتك على التعامل السليم مع ذاتك ومشاعرك ومكنوناتك وصولاً إلى بناء علاقات ناجحة مع المجتمع المحيط بك. إذ يبدأ الذكاء العاطفي من داخل الإنسان وينتهي بالمجموعة، ويفهم بعض الأشخاص الذكاء العاطفي على أنَّه التعامل اللطيف والسهل جداً مع الآخرين، وتفضيل مصلحتهم على المصلحة الشخصية للإنسان، في حين أنَّ الذكاء العاطفي أبعد ما يكون عن الضعف؛ بل هو القدرة على إدارة المشاعر بحيث تستخدمها في وقتها الصحيح، ففي بعض الأحيان عليك أن تستخدم القليل من الغضب مع الناس لكي تساعدهم على الاستيقاظ من سباتهم النفسي، وعليك في أحيان أخرى استخدام الرقة واللين معهم لكي تشجعهم على القيام بأمر ما.

في حين أنّ الذكاء الاجتماعي هو مكون من مكونات الذكاء العاطفي، ويختص بالعلاقات الاجتماعية، وهو قدرة الإنسان على التنقل والتفاوض في العلاقات الاجتماعية المعقدة والبيئات المختلفة بأحسن طريقة وأكبر فاعلية.

مكونات الذكاء العاطفي:

1. ضبط الانفعالات:

  • يطمح كل الناس للوصول إلى سلوكيات سليمة ومشاعر متوازنة، إلَّا أنَّهم يفقدون متعة المشاعر المتوازنة بفعل استسلامهم لسيل الانفعالات التي تعصف بهم.
  • اسأل نفسك: "ما هي الأمور التي تصرف طاقتك ومشاعرك عليها؟"، "هل تفقد أعصابك في حال تعرُّضك لأي أمر محزن وقاسٍ، أم أنَّك تتمالك ذاتك وتضبط انفعالك؟"، فهناك فرق كبير ما بين التفاعل والانفعال؛ فالتفاعل مطلوب في الحياة وهو ما يعطي الرونق للعلاقات، أمَّا الانفعال فهو استجابة سلبية لحدث ما.
  • نسمح لانفعال الغضب على سبيل المثال بالسيطرة على حياتنا، فنجرح الآخرين بكلماتنا لنعود ونندم على فعلتنا وقد نعتذر منهم وقد لا نعتذر، الأمر الذي يعقِّد حياتنا أكثر فأكثر، في حين أنَّ اتخاذ قرار واحد قد يكون قادراً على قلب المعادلة رأساً على عقب، كأن تتخذ قراراً بإيقاف الغضب تماماً لمدة يوم واحد فقط، ومن ثمَّ تعيد الكرة مرة أخرى، هكذا إلى أن تبني مساراً عصبياً جديداً بعادة الهدوء الرائعة، أو تستطيع تفريغ الغضب في أوجه مقبولة، مثل الرياضة والملاكمة.

2. القدرة على التخلص من المشاعر السلبية:

يعلم الإنسان الذكي عاطفياً أنَّه المتحكم بمشاعره، فلا يتركها تلعب به كما تشاء، ففي حال كانت لديه مشاعر من الخوف الشديدة؛ يتعامل معها بحكمة بحيث لا تتنقل إلى اللاوعي؛ بل تبقى في مساحة الوعي والسيطرة، على سبيل المثال؛ في حال خوف شخص ما من المطبات الهوائية التي تحدث في أثناء طيران الطائرة؛ فيستطيع نقل تركيزه إلى تلك المرأة النائمة والتي لا تشعر بما يدور في محيطها، وعندها لن يسمح للخوف بالسيطرة عليه.

إذاً تستطيع تحويل مشاعرك من سلبية إلى إيجابية من خلال نقل مجال تركيزك.

3. الوعي بالمشاعر وتوجيهها:

  • يحلل الشخص الذكي عاطفياً سلوكاته، ويعلم أنَّ الأصل في كل أمر هو الأفكار، ومن ثمَّ تتحول الفكرة إلى سلوك، ويعطينا السلوك بالنتيجة مشاعر سواء أكانت إيجابية أم سلبية.
  • إن استطعت مراقبة أفكارك وتبنِّي أفكار عقلانية ومنطقية؛ فستكون قادراً على إدارة مشاعرك، على سبيل المثال: إن تبنَّيت فكرة أنَّ "الموت حق للجميع، وأنَّه لا مفر منه"؛ فسترتاح من مشاعر الصدمة القاسية والحزن القاتل لدى سماعك وفاة أحد من أقربائك؛ وهذا لا يعني أنَّك لن تحزن وتبكي، ولكن ستكون ردة فعلك ضمن الحدود الطبيعية.
  • لا يبالغ الشخص الذكي عاطفياً في وصف مشاعره السلبية؛ بل يحدد درجة الشعور التي يشعر بها، ومن ثم يبحث في الأسباب التي أدت إلى ذلك الشعور، وصولاً إلى صنع ردة فعل مناسبة (سلوك مناسب).

على سبيل المثال: في حال غضب الأب الشديد من ولده بعد تحطيمه لكأس الماء؛ عليه أن يحلل الموقف بعد انقضائه من خلال إجراء السيناريو التالي: "في لحظة إدارك الأب مشهد تحطيم كوب الماء؛ بنى تصوراً ذهنياً قائماً على فكرة مفادها "ابني مهمل، وغبي"، الأمر الذي حرَّك المشاعر السلبية في قلبه فاستشاط غضباً نتيجة لذلك، ومن ثمَّ تولَّدت لديه الرغبة للقيام بسلوك سلبي وهو ضرب الطفل مثلاً، سيغدو الأمر مختلفاً في حال بناء تصوُّر مختلف للموقف، كأن يفسر الأب الحدث بأنَّ ولده صغير ولا يمتلك بعد مهارة التركيز الصحيح.

يمنح التفسير المختلف للموقف الأبَ مشاعراً هادئة ومستقرة، ممَّا ينعكس على سلوكه مع ابنه.

4. الذكاء الاجتماعي أو الوعي بالعلاقات:

  • وهنا يخرج الشخص من دائرته الداخلية ليركز في علاقاته المجتمعية، فيبدأ في تفهُّم دوافع الطرف الآخر واحتياجاته، ويضع نفسه مكانه، محاولاً التفكير وفقاً لمنظوره وقيمه، الأمر الذي يجعله قادراً على بناء علاقات اجتماعية أقوى وأكثر استمرارية.
  • يعلم الشخص الذكي عاطفياًً أنَّ مهارة الذكاء الاجتماعي عبارة عن مهارة مكتسبة، فيعمل على تدريب نفسه عليها، من خلال التأمل في سلوكاته مع الآخرين، وتحليلها لاستخلاص النقاط التي يجب العمل عليها للوصول إلى المستوى المطلوب.
  • لا يبالغ الشخص الذكي عاطفياً في تحليل الأمور، على سبيل المثال: لا يتخذ موقفاً عدائياً من الشخص الآخر في حال عدم قيامه بإلقاء التحية عليه؛ بل يلتمس العذر له، ويسامحه عن قوة وليس عن ضعف".
  • يشعر الشخص الذكي عاطفياً بالآخرين، ويميل إلى التعاطف معهم ومشاركتهم آلامهم وأفراحهم.
  • كما يُحسِن الشخص الذكي عاطفياً الاستماع للآخرين، الأمر الذي يساعده على بناء علاقات إنسانية راقية وعميقة.

شاهد بالفيديو: 10 استراتيجيات للوعي الاجتماعي (الذكاء الاجتماعي)

ما هي خصائص الذكاء الاجتماعي؟

يقوم الذكاء الاجتماعي بتزويد صاحبه مجموعة من الخصائص التي تميزه عن سائر الأشخاص وهذه الخصائص هي:

  • إن الفرد المتمتع بمهارات الذكاء الاجتماعي له قدرة على فهم الآخرين وتبرير سلوكياتهم، ويمكنه أيضا استقراء الأسباب التي أدت إلى ظهور تلك السلوكيات.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي عن غيره من الأشخاص بثقته بنفسه والتواضع في الوقت عينه، إذ إنه يدرك ما نقاط قوته، وما نقاط ضعفه.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بقدرته على إدارة مشاعره والتحكم بانفعالاته وأمزجته، إذ إنه يعلم أنّ المشاعر على علاقة وثيقة بالأفكار.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بقدرته على مواجهة التحديات والعقبات، كما يتحمل مسؤولية سلوكياته بشكل كامل، وليست لديه مشكلة في الاعتراف بأخطائه.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بشغفه الدائم نحو تطوير نفسه، وامتلاك المزيد من المهارات التي تعزز عنده المهارات الاجتماعية والمهنية
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بقدرته على الاستماع والإنصات للآخرين، لما، وتعد مهارة الاستماع من أهم مهارات الذكاء الاجتماعي.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بقدرته على التعاطف مع الآخرين، ومساعدتهم على حل المشكلات وتجاوز العقبات.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بامتلاكه مهارات التواصل الاجتماعي الفعّال، إذ لديه قدرة على تحليل الكلمات، وقراءة لغة جسد الآخرين، وقد يصل الأمر إلى درجة أن يفهم ويقرأ الآخر من خلال إيماءات الجسد حتى من دون أن ينطق لو بكلمة واحدة، كما أن مهارات التواصل الفعال التي يمتلكها تجعله قادراً على الاندماج مع فريق العمل وتحقيق النجاحات.
  • يمتاز صاحب الذكاء العاطفي بامتلاكه مهارة التصرف بحكمة مع مختلف الأحداث التي تمر عليه، فهو قادر على ضبط انفعالاته والتحكم بمشاعره الأمر الذي يزوده بالهدوء والتروي في أثناء معالجة أي موقف من ومواقف الحياة اليومية.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بقدرته على التواصل الفعال مع الآخرين؛ إذ إنه يمتلك مهارات كبيرة في التحدث، فهو قادر على التعبير عن نفسه بطلاقة، الأمر الذي يجعله محاور مميز، والذي يؤدي به إلى أن يكون مفاوضا ماهرا من خلال امتلاك مهارات الإقناع والتأثير في الآخرين.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بامتلاكه المرونة التي تجعله قادرا على التكيف مع الظروف والمواقف المختلفة، وتقبل آراء الآخرين برحابة صدر، وإنّ هذه المرونة تعطيه ميزة اتخاذ القرارات بطريقة موضوعية يراعي فيها كل التغيرات التي يمكن أن تعترض طريق حياته.
  • يهتم صاحب الذكاء الاجتماعي بالحفاظ على صورته وسمعته أمام نفسه أولا، وأمام الآخرين.
  • يمتاز صاحب الذكاء الاجتماعي بدقة الملاحظة وقدرته على مراقبة المحيط من حوله؛ إذ إنه ماهر في مراقبة التفاصيل وتذكرها.
إقرأ أيضاً: 19 علامة على الذكاء العاطفي العالي

الذكاء العاطفي والاجتماعي العلاقة بين العقل والقلب:

في الوقت الذي يكتسب فيها المرء مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي، فهذا يعني أنه قد اكتسب مهارات إحداث التوازن بين العقل والقلب، وبهذا التوازن فهو يحقق مجموعة من الفوائد الهامة وهي:

  1. اتخاذ القرارات بطريقة مدروسة فلا تطغى المشاعر على العقلانية ولا يحدث العكس أيضا.
  2. استخدام مهارات التفكير الناقد من خلال النظر إلى أمور الحياة بطريقة عقلانية.
  3. امتلاك مهارات إدارة العواطف والتحكم بالانفعالات، فيقود المرء عواطفه ولا يكون أسيرا لها.
  4. اكتساب مهارات التفكير الإيجابي، من خلال عدم الانجرار وراء المشاعر السلبية التي تدعو إلى الإحباط واليأس.
  5. اكتساب مهارات الاستماع إلى صوت العقل، فلا يتسرع المرء في إطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين.

يتناول كِتاب "الذكاء العاطفي والاجتماعي: العلاقة بين العقل والقلب" للمؤلف محمد عبد الغني هلال؛ الذكاء العاطفي والاجتماعي بكل حيثياتهما، وتتمثل محتويات الكتاب بما يلي:

  • يتناول الكتاب في فصله الأول: الذكاء العاطفي (الاجتماعي) المفاهيم والمصطلحات، ويتحدث فيه عن الفرق بين الذكاء العاطفي EQ، والذكاء الاجتماعي IQ، مكونات الذكاء العاطفي، ومستوياته، وكيف يمكن تعلمه واكتسابه.
  • يتحدث الفصل الثاني من الكتاب عن: العقل والقلب وإدارة الإنسان، ويتناول إدارة العاطفة، وتحليل الانفعالات.
  • يتناول الفصل الثالث من الكتاب: العلاقة بين الذكاء والعاطفة، حيث يجيب الكاتب في هذا الفصل عن الأسئلة التالية: (العلاقة بين الذكاء التعليمي والعاطفة، الذكاء العاطفي وصناعة المستقبل، كيف نجعل انفعالاتنا أكثر ذكاءً؟، هل هناك علاقة بين الذكاء العاطفي ومعامل الذكاء؟، كيف تتعرف على مشاعرك؟).
  • يتناول الفصل الرابع من الكتاب: بناء وتحليل العاطفة.
  • يتناول الفصل الخامس: الذكاء الاجتماعي ومهارات إدارة العواطف.
  • يتناول الفصل السادس: أسس ومبادئ الذكاء الاجتماعي.
  • يتناول الفصل السابع: التحكم والسيطرة على العاطفة.

كيفية تطوير الذكاء العاطفي والاجتماعي:

من المعلوم أن مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي هي مجموعة من المهارات التي يمكن للمرء اكتسابها من خلال التدرب عليها، ولعل أهم ما يجب أن يتدرب عليه المرء هو:

1. المبادرة:

أن تكون شخصاً مبادراً، وتُبدي رغبة في التقرب من الآخرين، أمراً في غاية الأهمية لتكوين العلاقات الاجتماعية، وكسب ود الآخرين، فلا تنتظر منهم المبادرة، بل كنت أنت المبادر.

2. واجه خوفك من الرفض:

قد ينتابك عند التعرف على أشخاص جدد؛ خوفاً من رفضهم أو من ردتهم فعلهم السلبية، واجه خوفك ولا تسمح له أن يُسيطر عليك ويمنعك، فكِّر بأنَّها تجربة، وأنَّ رفض أو قبول الطرف الآخر لك أمر عائد إليه، فأنت لم تخسر شيء، على العكس من ذلك فأنت عززت المبادرة وكسر حاجز الخوف لديك.

3. مهارة الاستماع:

حتى تنجح في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة، لا بد أن تمتلك مهارة الاستماع، وألا تقاطع الشخص المتحدث، وتنتظره حتى ينهي كلامه وتتحدث، إن هذه المهارة تجعلك شخصاً محبباً للآخرين، لأنَّها تُشعرهم أنَّك تهتم بحديثهم وتفهمهم، فيميلون إلى التعامل والتحدث إليك، كما تجعلك تفهم تماماً ما يعنيه الشخص المقابل بكلامه، وتأخذ وقتك في التفكير في الرد المناسب.

4. اقبل الاختلاف:

أن تتمتع بالذكاء العاطفي والاجتماعي؛ يعني أن تنفتح على الآخر، وتتقبل اختلافه عنك، وأن تُدرك أنَّ لكل شخص منا شخصيته وآرائه وقناعاته الخاصة، التي يجب تقبلها واحترامها.

5. حسن الظن:

من متطلبات التواصل الاجتماعي الناجح أن تُحسن الظن بالآخر، وتتجنب التشكيك وسوء الظن الذي يدمر علاقاتك.

6. الذكاء العاطفي:

الذكاء العاطفي هو قدرة الشخص على التحكم بعواطفه وانفعالاته، وفهم ومعرفة مشاعر الآخرين، وإيماءات لغة الجسد وتعابير الوجه ونبرة الصوت، لذا عليك أن تعزز من ذكائك العاطفي لتطوير ذكائك الاجتماعي، ونجاحك في تكوين العلاقات، يقول أرسطو في كتابه "الأخلاق": "أن يغضب أي إنسان، فهذا أمر سهل، لكن أن تغضب من الشخص المناسب، وفي الوقت المناسب، وبالأسلوب المناسب، فليس هذا بالأمر السهل".

7. إدارة الحوار:

عليك أن تتعلم مهارة إدارة الحوار؛ أن تتكلم بثقة، وتعرف كيف تختار المواضيع التي تتحدث بها، وأن تعرف متى تتحدث ومتى تصمت، وتنتقي الألفاظ والكلمات المناسبة، وكيف تطرح السؤال، وكيف تجيب على الأسئلة الموجهة إليك بطريقة ذكية ودبلوماسية.

8. التعاطف:

أن تكون شخصاً ذكياً عاطفياً واجتماعياً؛ يعني أن تكون لديك مهارة التعاطف مع الآخرين، فتشعر بما يشعر به الآخرون، بل يزيد الأمر إلى أكثر من ذلك، فتسعى إلى مساعدة الآخرين والوقوف معهم في أزماتهم، فتكسب ثقتهم ومحبتهم، يقول دانيال جولدمان صاحب كتاب "الذكاء العاطفي": "أنَّ التعاطف هو أحد مكونات الذكاء العاطفي الأساسية".

9. الإيجابية:

كن شخصاً إيجابياً، مُحباً للحياة ومتفائلاً، تبث الإيجابية أينما حللت، فالإيجابية أصبحت عملة نادرة هذه الأيام، والإنسان الذكي عاطفياً واجتماعياً هو من يتعامل مع الحياة بإيجابية وينقلها للآخرين.

10. العفوية والمرح:

أن تكون بشخصيتك الحقيقة وتتصرف بعفوية من دون تصنع، بالإضافة إلى تمتعك بحس الدعابة والمرح، حينها تكون شخصاً ذكياً عاطفياً واجتماعياً، وتجذب الآخرين إليك.

11. لا تجادل كثيراً:

أهم خصائص الذكاء العاطفي والاجتماعي ألا تُجادل كثيراً، خاصة في الأمور غير المفيدة، بل درِّب نفسك أن تقبل الرأي الآخر بصدر رحب ولوكان يُخالف رأيك.

12. تبرير سلوك الآخرين:

يقتضي الذكاء العاطفي والاجتماعي أن تضع نفسك مكان الشخص الذي أمامك، وتحاول أن تفهم شخصيته، وتبرر سلوكه، وتقدر عواطفه وانفعالاته والظروف التي يمر بها، حينها تنجح في إدارة علاقاتك الاجتماعية والتأثير في الآخرين، وتقييم المواقف بموضوعية من خلال فهمك لعواطف الآخرين.

13. إدارة السمعة:

عليك أن تهتم بصورتك الاجتماعية وسمعتك بين الناس، وتسعى إلى ترك انطباع جيد عنك لدى كل من يتعامل معك، حينها تكون شخصاً يمتلك ذكاءً عاطفياً واجتماعياً.

14. مهارة التفاوض والإقناع:

درب نفسك على امتلاك مهارات التفاوض والإقناع؛ فهي من أهم ميزات الذكاء العاطفي والاجتماعي.

15. ثقافة الاعتذار:

لا يمكن أن تتمتع بالذكاء العاطفي والاجتماعي ما لم تمتلك ثقافة الاعتذار، والاعتراف بالخطأ، وتحمل المسؤولية وتقبل اللوم، مما يكسبك احترام وثقة الآخرين، ويعزز شعورهم بالامتنان نحوك.

16. متى تقول "لا"؟

لو كان الذكاء العاطفي والاجتماعي يقتضي أن تكون مهذباً ولطيفاً دائماً، ولكنك يجب أيضاً أن تعرف متى تقول "لا"، لتحمي نفسك من فعل أشياء لا تناسبك، وتشكل لك التعب والضغط النفسي.

شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

كتب عن الذكاء العاطفي والاجتماعي:

  • كتاب "قوة الذكاء الاجتماعي" للمؤلف توني بوزان.
  • كتاب "الذكاء الاجتماعي علم النجاح الجديد" للمؤلف كارل ألبريخت.
  • كتاب "سحر الذكاء الاجتماعي" للمؤلف الدكتور إبراهيم الفقي.
  • كتاب "الذكاء العاطفي والاجتماعي العلاقة بين العقل والقلب" للمؤلف محمد عبد الغني حسن هلال.
  • كتاب "الذكاء العاطفي، نظرة جديدة في العلاقة بين الذكاء والعاطفة" للمؤلف ياسر العيتي.
  • كتاب "الذكاء العاطفي والتعلم الاجتماعي العاطفي" للمؤلف فتحي عبد الرحمن جروان.
  • كتاب "الذكاء العاطفي" للمؤلف دانييل جولمان.
  • كتاب "لغة الذكاء العاطفي" للمؤلف جان سيغال.
  • كتاب "اختبر ذكاءك العقلي والعاطفي" للمؤلف جيل آزوباردي.
إقرأ أيضاً: 7 مهارات للذكاء الاجتماعي

دورة في الذكاء العاطفي والاجتماعي:

يقدم لنا عالم الإنترنت اليوم الكثير من الدورات والكورسات "أون لاين" المختصة في تطوير الذات، واكتساب المهارات التواصل الاجتماعي، والتدريب على اكتساب  الذكاء العاطفي والاجتماعي، ومن هذه الدورات:

  • دورة Leadership and Emotional Intelligence: وهي دورة مقدمة من خلال منصة Coursera، تتعلم من خلالها المهارات التي يتميز بها القائد، وكيف تتحكم بمشاعرك ومشاعر الآخرين.
  • دورة Emotional and Social Intelligence: وهي دورة مقدمة من خلال منصة Coursera، وتسلط الضوء على مهارات الذكاء العاطفي، والتحكم بالمشاعر وإداراتها وتحقيق الأهداف.
  • دورة Managing Emotions in Times of Uncertainty & Stress: وتستهدف هذه الدورة المعلمين والمدربين، لتزويدهم بمهارات الذكاء العاطفي، لفهم عواطف الطلاب والتعامل معهم بشكل يقلل من التوتر والخوف لديهم.
  • دورة The Complete Emotional Intelligence Masterclass: وهي دورة مجانية مقدمة من خلال منصة Udemy، وتشرح لك مفهوم الذكاء العاطفي وأساسياته، وكيفية تطبيقها في الحياة اليومية، وكيفية عمل الدماغ والتحكم به.
  • دورة Emotional Intelligence at Work: وهي دورة مقدمة من خلال منصة Future Learn، وهي تشرح مفهوم الذكاء العاطفي، وكيفية التحكم بمشاعرنا وبمشاعر الآخرين.
  • دورة الذكاء العاطفي مع د. صلاح عبد السميع في 5 مقاطع عبر اليوتيوب.
  • دورة الذكاء العاطفي من منصة إدراك.

في الختام:

لكي تردم الفجوة ما بين العقل والقلب، ولكي تصل إلى خيارات تُرضي قلبك وعقلك سوياً؛ عليك باكتساب مهارة الذكاء العاطفي؛ فكُفَّ عن البحث عن السعادة في الخارج، وانظر إلى داخلك وابحث فيه وستجد السعادة لا محالة.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة