الجزر المثاني الحالبي: أسبابه، وأعراضه، تشخيصه، وطرق علاجه

إنَّ المسار الطبيعي للبول في جسم الإنسان يكون من الكليتين إلى المثانة عن طريق الحالبين، وعند الإصابة بـ "الجزر المثاني الحالبي" يصبح تدفق البول من المثانة إلى الحالبين؛ أي يصبح مسار البول نحو الخلف، وفي هذا المقال سنقدِّم لكم أهم أعراض الجزر المثاني الحالبي، وأسبابه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، والمضاعفات الناتجة عن إهمال معالجته؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هي أعراض الإصابة بالجزر المثاني الحالبي؟

لا توجد أعراض محددة وواضحة للإصابة بـ الجزر المثاني الحالبي، ولكنَّ الأعراض التي تظهر عند المرضى تكون ناتجةً عن التهاب المسالك البولية المرافق، وفيما يلي نذكر لكم أهمها:

  1. الحاجة المستمرة والقوية إلى التبول.
  2. يشعر المريض بحرقة عند التبول.
  3. يكون لون البول غامقاً.
  4. الحمى.
  5. يشعر المريض بحاجة مستمرة إلى إخراج كمية قليلة من البول.
  6. يشعر المريض بألم في البطن أو الخاصرة.

ويمكن أن تُحدَّد الإصابة بالجزر المثاني الحالبي عند الجنين؛ حيث يكون المؤشر على المرض وجود تراكيب جمع البول في إحدى كليتي الجنين أو كليهما، والناتج عن عودة البول إلى الكليتين، أما المؤشر الآخر هو تورُّم الكليتين.

يمكن أن تكون الأعراض لدى الأطفال الرضع كما يلي:

  1. فقدان الشهية.
  2. إصابته بحمى غير مبررة.
  3. سهولة استثارة الرضيع وسرعة بكائه.
  4. أعراض الجزر المثاني الحالبي عند الأطفال الأكبر عمراً، هي كالتالي:
  5. ارتفاع ضغط الدم.
  6. التبول الليلي اللاإرادي.
  7. وجود بروتين في نتائج تحليل البول.
  8. عدم قدرة الطفل على التحكم بخروج البراز أو الإمساك.
إقرأ أيضاً: أسباب وعلاج التبول اللا إرادي الليلي عند الأطفال

ما هي أسباب الإصابة بالجزر المثاني الحالبي؟

بدايةً، يجب التعرف إلى الأعضاء التي تكوِّن الجهاز البولي عند الإنسان؛ حيث يتكون من: الكليتين، والحالبين، والمثانة، والإحليل، وجميعها تعمل على إزالة الفضلات من الجسم عن طريق البول، فيقوم الحالبان بنقل البول من الكليتين نزولاً إلى المثانة؛ وتقوم المثانة بتخزين البول لحين خروجه من الجسم عن طريق الإحليل خلال عملية التبول، ويوجد طريقتان للإصابة بـ الجزر المثاني الحالبي، وهما:

1. الجزر المثاني الحالبي الأولي:

وهو النوع الأكثر شيوعاً، ومن الممكن أن يكون وراثياً؛ حيث إنَّ الأطفال الذين يولَدون وهم مصابون بالجزر المثاني الحالبي الأولي يكون لديهم خلل في الصمام الذي يعمل على منع تدفق البول من المثانة إلى الحالبين، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ السبب الدقيق لحدوث هذا الخلل غير معروف حتى الآن، ولكن من الجيد أنَّه عند نمو الطفل يزداد طول واستقامة الحالبين، الأمر الذي يمكن أن يُحسِّن من وظيفة الصمام وتلافي هذه المشكلة الصحية.

2. الجزر المثاني الحالبي الثانوي:

السبب الشائع لهذا النوع من الجزر المثاني الحالبي هو فشل إفراغ المثانة بشكلٍ طبيعي، ويمكن أن يرجع السبب في ذلك إلى:

  • فشل عضلة المثانة.
  • انسداد عضلة المثانة.
  • تلف الأعصاب المتحكمة بالتفريغ الطبيعي للمثانة.

ما هي عوامل خطر الإصابة بالجزر المثاني الحالبي؟

إنَّ عوامل خطر الإصابة بالجزر المثاني الحالبي تتضمن ما يلي:

1. العِرق:

إنَّ ذوي البشرة البيضاء هم الأكثر عرضةً للإصابة بالجزر المثاني الحالبي مقارنةً مع الأشخاص ذوي البشرة السوداء.

2. العمر:

إنَّ الأطفال الرضع والأطفال حتى عمر السنتين هم الأكثر عرضةً للإصابة بالجزر المثاني الحالبي مقارنةً مع الأطفال الأكبر عمراً.

إقرأ أيضاً: أهم المشاكل الصحيّة عند الرُّضع والأطفال وطرق علاجها

3. الخلل الوظيفي في المثانة والأمعاء:

إنَّ الأطفال المصابين بخلل وظيفي في المثانة والأمعاء يعانون من إمساك البول والبراز، الأمر الذي ينتج عنه الإصابة بالتهابات المسالك البولية الراجعة، والذي يحفز بدوره الإصابة بالجزر المثاني الحالبي.

4. الجنس:

إنَّ الإناث هم الأكثر عرضةً للإصابة بالجزر المثاني الحالبي مقارنةً مع الذكور، باستثناء الإصابة بالجزر المثاني الحالبي عند الولادة فهو أكثر انتشاراً عند الذكور.

5. التاريخ العائلي المرضي:

أطفال الأبوين المصابين بالجزر المثاني الحالبي الأولي هم أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض، كما أنَّ أشقاء الأطفال المصابين بهذا المرض هم عرضةً للإصابة به أيضاً.

ما هي مضاعفات الإصابة بالجزر المثاني الحالبي؟

من أهم المضاعفات الناتجة عن الإصابة بـ الجزر المثاني الحالبي نذكر لكم ما يلي:

1. ارتفاع ضغط دم المصاب:

يمكن أن ينتج عن تلف الكلى أو عدم قدرتها على القيام بوظيفة تخلُّص الدم من الفضلات بشكلٍ سليم ارتفاع ضغط الدم نتيجة تراكم الفضلات.

2. التندب الكلوي:

يمكن أن تتسبب عدوى الجهاز البولي غير المعالجة بحدوث ضرر وتلف دائم في أنسجة الكلى "تندُّب كلوي"، ويمكن أن ينتج عن التندب الكلوي الشديد فشل الكلى وارتفاع ضغط الدم.

3. الفشل الكلوي:

يمكن أن يؤدي التندب إلى تلف جزء الكلى المسؤول عن الترشيح؛ مما يسبب الفشل الكلوي، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ ذلك يمكن أن يتطور مع الزمن وينتج مرض الكلى المزمن، أو يمكن أن يحدث بسرعة وينتج عنه فشل كلوي حاد.

كيف يُشخَّص مرض الجزر المثاني الحالبي؟

في بعض الحالات يمكن الكشف عن الجزر المثاني الحالبي عند الأطفال قبل الولادة، ومعظم الحالات التي يتم الكشف عنها تكون عندما يعاني الطفل من أعراض التهابات المسالك البولية.
وعادةً ما يُشخَّص الجزر المثاني الحالبي بدراسة التاريخ الطبي لعائلة المريض، وفي حال كان المريض بالغاً يُسأل عن النشاط الجنسي، وبعد ذلك يطلب الطبيب المعالج إجراء بعض الفحوصات التي تساعد على تشخيص المرض بدقةٍ أكبر، وهذه الفحوصات هي:

1. فحص ضغط دم المريض:

إنَّ تعرُّض المريض لمشكلات في عمل الكلى يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لديه.

2. فحوصات البول وزراعة عينة من البول:

إذا دلت الفحوصات على وجود بكتيريا في البول، فذلك دليل على الإصابة بعدوى المسالك لبولية، وفي حال أظهرَت الفحوصات وجود البروتين في البول، فإنَّ ذلك يُعَدُّ مؤشراً إلى وجود مشكلات في الكلى.

شاهد بالفيديو: 7 علاجات طبيعية للتخلص من حصيّات الكلى

3. التصوير بالموجات فوق الصوتية:

يساعد هذا الفحص على الكشف عن وجود توسُّع، أو تمدُّد في الكليتين أو الحالبين، من خلال تصوير الجهاز البولي بالكامل بما فيه المثانة والكلى باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية.

4. فحص الدم:

في حال بيَّنَت فحوصات الدم وجود ارتفاع في مستويات الكرياتين أو البروتين في الدم، فإنَّ ذلك يُعَدُّ مؤشراً لوجود مشكلات في الكلى.

5. تصوير المثانة بالنويدة المشعة:

التصوير بالنويدة المشعة نوع من أنواع التصوير النووي، ويتم خلاله إيصال مادة مشعة إلى المثانة، ثمَّ الكشف عن هذه المادة المشعة باستخدام أجهزة متخصصة، لذلك تُستخدَم بعد إفراغ المثانة، أو في أثناء عملية التبول.

6. تصوير المثانة والإحليل الإفراغي:

يساعد هذا الاختبار على الكشف عن وجود تدفق عكسي، أو ارتداد في البول، وتكون آلية هذا الاختبار كالتالي: تُصوَّر المثانة والإحليل باستعمال الأشعة السينية قبل وبعد وخلال عملية التبول، بالاعتماد على استعمال نوع معيَّن من الأصباغ التي يمكن رؤيتها بواسطة الأشعة السينية.

كيف نعالِج الجزر المثاني الحالبي؟

يمكن أن يُعالَج الجزر المثاني الحالبي إما عن طريق الأدوية أو بالجراحة، وفيما يلي نبيِّن لكم طرائق العلاج:

1. الأدوية:

يوصي الطبيب عادةً بعلاج فوري لعدوى الجهاز البولي بالمضادات الحيوية؛ وذلك لمنع انتقال العدوى إلى الكليتين، والطفل الخاضع للعلاج بالمضادات الحيوية يحتاج إلى مراقبة طيلة فترة العلاج، وتتضمن هذه المراقبة:

  • الاختبارات البولية لتحديد مدى انتشار العدوى.
  • الفحوصات البدنية الدورية.
  • الفحوصات التصويرية كل مدة على الكليتين والمثانة البولية.

2. الجراحة:

تعتمد جراحة الجزر المثاني الحالبي على إصلاح عيب الصمام الواقع بين المثانة والحالب المصاب، وتتضمن طرائق الإصلاح الجراحي ما يلي:

2. 1. العملية الجراحية المفتوحة:

تُجرَى هذه العملية تحت تأثير التخدير العام؛ حيث يقوم الطبيب الجراح بفتح شق في الجزء السفلي من البطن ليتم ترميم عيب الصمام من خلاله، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّه لا يمكن أن يخرج الطفل في اليوم ذاته بعد العملية؛ ذلك لأنَّه يجب وضع قسطرة لتصريف مثانة الطفل؛ لذا يتطلب الأمر البقاء في المستشفى أيام عدَّة بعد العمل الجراحي.

2. 2. الجراحة بالتنظير الخارجي:

تتطلب الجراحة بالتنظير الخارجي خضوع الطفل للتخدير العام؛ حيث يقوم الطبيب خلال هذا الإجراء بإدخال منظار المثانة وهو أنبوب مضيء، إلى الإحليل لرؤية الجزء الداخلي من مثانة الطفل، ثمَّ يحقنه بعامل مالئ حول فتحة الحالب المصاب بهدف تقوية قدرة الصمام على القيام بوظيفته بشكلٍ صحيح، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ هذه الطريقة يمكن ألا تكون فعالةً في بعض الحالات، كما يمكن أن تُجرى في العيادات الخارجية.

2. 3. الجراحة بالمنظار والمساعدة الروبوتية:

ويعتمد مبدأ الجراحة بالمنظار والمساعدة الروبوتية على ترميم الصمام الواقع بين المثانة والحالب المصاب، ويتم ذلك بفتح شقوق صغيرة في أسفل البطن؛ أي يُعَدُّ مبدأ هذا الإجراء شبيهاً بالعملية الجراحية المفتوحة ولكن مع وجود بعض الاختلافات، من أهمها:

  1. الشقوق ذات حجم أصغر، كما أنَّ الشعور بتشنجات المثانة يكون أقل من العملية الجراحية المفتوحة.
  2. نسبة نجاح العملية الجراحية المفتوحة تكون أعلى من الجراحة بالمنظار والمساعدة الروبوتية.
  3. وقت العملية الجراحية المفتوحة أقصر.
  4. مدة الإقامة في المستشفى عند الخضوع للجراحة التنظيرية والمساعدة الروبوتية تكون أقل.

وبذلك نكون قد قدَّمنا لكم أهم أسباب الإصابة بالجزر المثاني الحالبي، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة