التوحُّد: نظرياته تفسيره وخصائص طفل التوحُّد

تقول إحدى الأمَّهات واصفةً حالة طفلها المصاب باضطراب طيف التوحُّد: "أشعر أنَّ ابني يعيش داخل زجاجة، ويرى كل شيء ولكنَّه عاجز عن إبداء أيَّة مشاعر تجاه ما يجري حتى تجاهي أنا التي انتظرت كثيراً فقط لأشعر بيديه تمسك يدي أو لأحظى بابتسامة دافئة تخفف ثقل الحياة عليَّ، وحاولت مراراً وتكراراً كسر الزجاجة وإخراجه منها ولكنَّني في كل مرة كنت أفشل حتى قررت في النهاية أن أدخل بنفسي إلى عالم طفلي المصاب بالتوحُّد حتى أفهمه جيداً وأكون قادرة على مساعدته".



.إذا أردت الدخول معنا إلى تلك الزجاجة، وإذا أردت أن تعرف عن كثب طفل التوحُّد ومشاعره وخصائصه، ما عليك إلا أن تكمل قراءة مقالنا اليوم الذي يصحبك إلى هذا العالم المختلف.

نظريات تفسير التوحُّد:

على الرغم من الدراسات الكثيرة والمتعددة التي تناولت موضوع اضطراب التوحُّد، وعلى الرغم من جميع الأبحاث العلمية التي هدفت إلى إيجاد سبب واضح ومحدد لاضطراب التوحُّد، إلا أنَّه وللأسف حتى يومنا هذا لم يقدَّم أي دليل على وجود سبب محدد للإصابة باضطراب التوحُّد، فقط أشارت الدراسات إلى وجود العديد من العوامل المتحدة مع بعضها بعضاً.

توجد العديد من النظريات المفسرة لاضطراب التوحُّد، وسنذكر فيما يأتي أهمها:

1. الفرضيات القديمة المفسرة للتوحد:

هذه الفرضية هي أول فرضية حاولت تقديم تفسير وإيجاد سبب للإصابة باضطراب التوحُّد، وانتشرت هذه الفرضية خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتُرجع هذه النظرية أسباب الإصابة إلى العوامل والظروف الأسرية والعائلية، فقد أشار بعضهم إلى أنَّ السبب الرئيس في الإصابة هو برودة الأم وعدم عاطفيتها وانشغالها الدائم عن الطفل، في حين أعفى بعضهم الآخر الأم من هذه المسؤولية فحملوا العبء على الأسرة عموماً.

ظهرت أيضاً في تلك الفترة الزمنية نظرية الانسحاب التي تحدثت عن وجود عتبات ضيقة أو حساسية مفرطة في الجهاز العصبي لطفل التوحُّد، وهذا يؤثر في عواطفه ويمنعه من تكوين ارتباط عاطفي، كما يؤثر في استخدامه لحواسه، وهذا يؤدي في النهاية إلى الانسحاب والانطواء على الذات نتيجة عدم القدرة على تكوين أيَّة علاقة اجتماعية، وهذا طبعاً يقلل من فرص تعلمهم لسلوكات مناسبة ويمنعهم من اكتساب الخبرات التي يحتاجونها.

في الحقيقة لم يعد أحد اليوم يحمل الأسرة مسؤولية إصابة الطفل بالتوحُّد، حتى إنَّ هذه النظريات باتت مرفوضة من قِبل أغلب المتخصصين؛ وذلك نتيجة افتقارها إلى الدليل التجريبي.

2. النظرية الجينية الوراثية المفسرة للتوحد:

تعتقد هذه النظرية بدور العامل الوراثي والخلل الجيني خلال فترة الحمل وترى أنَّه هو السبب وراء الإصابة باضطراب التوحُّد، وقد اعتمدت النظرية الجينية الوراثية على عدد من الأدلة في تفسيرها هذا، وسنذكر من هذه الأدلة:

  • ملاحظة تشوهات في الكروموسومات وخاصة ذات الأرقام (15، 5، 21، 7)، لكن في الواقع لا يظهر هذا التشوه عند جميع الحالات.
  • نسبة إنجاب طفل آخر لديه توحد في عائلة سبق وأنجبت طفل توحد تصل إلى 6%.
  • ملاحظة إصابة في الجلد تظهر على شكل حبوب تشبه حبات القهوة عند الأطفال المصابين بالتوحُّد نتيجة خلل جيني موروث.

على الرغم من وجود عدد من الأدلة التي ذكرنا بعضها، إلا أنَّ الأمر لم يُحسم بعد من قِبل العلماء؛ إذ يذهب الكثيرون إلى القول إنَّه في حال وجود أساس جيني فإنَّ صيغة هذا الانتقال الجيني حتى الآن غير معروفة.

3. نظرية العقل المفسرة لاضطراب التوحُّد:

يعود السبب في اضطراب التوحُّد في هذه النظرية إلى عدم قدرة الطفل على إدراك المثيرات الخارجية، ومن ثمَّ عدم القدرة على الاستجابة الصحيحة.

4. النظرية البيئية المفسرة للتوحد:

يعتقد أصحاب هذه النظرية بوجود أسباب بيئية خارجية ينتج عنها خلل أو أذى في وظائف الدماغ، ومن هذه المسببات البيئية ظروف الحمل والولادة والتلوث البيئي والحوادث التي يتعرض لها الطفل بعد الولادة.

فيما يأتي سنعرض عدداً من الأدلة التي تدعم هذه النظرية المفسرة لاضطراب التوحُّد:

  • تحدث تغيرات كبيرة في الدماغ في أثناء مرحلة الحمل؛ إذ ينمو ويكبر ويصبح أكثر تعقيداً نتيجة تكوُّن خلايا جديدة، وأي شيء يعوق نمو الدماغ في هذه الفترة يسبب تغيرات تستمر لبقية حياة الطفل، وقد افترض العلماء حدوث اضطراب التوحُّد نتيجة حادثة ما تعرضت لها الأم خلال الحمل مثل التعرض للإشعاعات وتلوث البيئة وبعض أنواع الأدوية وسوء التغذية والتدخين بشراهة والحمل بعد الخامسة والثلاثين.
  • إصابة جهاز المناعة بضعف أو حادث يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابات الفيروسية التي قد تنتج عنها اضطرابات في نمو الطفل منها التوحُّد، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى وجود علاقة بين جرعات التطعيم التي يأخذها الطفل وبين الإصابة بالتوحُّد، لكن بقيت هذه العلاقة محل دراسة حتى ظهرت دراسة "هورنيك" عام 2008 ونفت نفياً قاطعاً هذه العلاقة.
  • خلل العمليات الاستقلابية ينتج عنه التوحُّد كما أشارت بعض الدراسات.
  • أشارت أيضاً بعض الدراسات إلى وجود الدور الكبير الذي تؤديه المواد الكيميائية السامة والملوثات البيئية مثل التسمم بالزئبق أو الرصاص وأول أوكسيد الكربون.

5. النظرية البيولوجية المفسرة للتوحد:

تُعَدُّ النظرية البيولوجية من أكثر النظريات التي نالت قسطاً كبيراً من الأبحاث والدراسات، وتعتقد هذه النظرية بوجود خلل في دماغ الطفل، وهذا ما يسبب اضطراب التوحُّد، وتشمل هذه الأسباب كل ما يتعلق بالأسباب البيوكيميائية والعصبية.

فيما يأتي سنعرض بعض الشواهد التي تؤكد على هذه النظرية:

  • ينتشر التوحُّد في جميع الأعراق والثقافات والطبقات الاجتماعية، إضافة إلى أنَّ التوحُّد يأتي مترافقاً مع عدد من الاضطرابات الصحية والعصبية الأخرى مثل التخلف العقلي والصرع.
  • تمنح الخلايا المغزلية الموجودة في مقدمة الدماغ الصفات الإنسانية، وتعطيه بذلك القدرة على العيش بتناغم مع مجتمعه وتجعله يدرك مفاهيم كالوقت، ومن ثمَّ يصبح قادراً على التخطيط للمستقبل، وفي حالة اضطراب التوحُّد يقال إنَّ هذه الخلايا التي تتشكل في طبيعة الحال بعد أربعة أشهر من الولادة لا تتشكل من الأساس أو تموت.
  • اختلال التوازن بين فصي الدماغ، وهذا ما يشكل عائقاً أمام اكتسابه اللغة كما يجب.
  • تراجع في خلايا "بوركنج"؛ أي الخلايا العصبية الموجودة في المخيخ لدى عدد كبير من أطفال التوحُّد.
  • وجود اختلافات في شكل الدماغ مع وجود فروق واضحة في المخيخ وخاصة في الفصيصات الدورية 6 و7.
  • خلل في طريقة عمل الفصين الأماميين من الدماغ.
  • قلة كفاءة الخلايا العصبية الموجودة في الفصين الجداريين في معالجة المعلومات مقارنة بأقرانهم العاديين.
  • الخلل أو النقص أو الزيادة في إفراز النواقل العصبية المسؤولة عن إرسال الإشارات إلى الدماغ.
  • أكدت دراسة "فلاينور" و"ليندساي" في عام 2007 وجود علاقة بين الخلل الوظيفي في العصبونات المرآتية الموجودة في القشرة الدماغية وبين اضطراب التوحُّد، وتؤدي هذه العصبونات دوراً في الاستجابات الانفعالية وتطوير مهارات التقليد وإدراك المشاعر.

على الرغم من وجود العديد من النظريات المفسرة للتوحد، لكن لا توجد نظرية مؤكدة حتى الآن.

شاهد بالفيديو: أساليب التعامل الناجح مع الطفل المتوحد

خصائص أطفال التوحُّد:

تتنوع الخصائص التي تميز أطفال التوحُّد وتجعلنا ندرك إصابتهم، وفيما يأتي سنعدد أهم هذه الخصائص:

1. الخصائص الاجتماعية لأطفال التوحُّد:

يستطيع الطفل العادي اللعب والتفاعل مع أقرانه عندما يبلغ الثالثة من عمره، كما يستطيع إدراك صفاته والميل لمن يشبهونه فيكوِّن صداقات ويعبر عن حبه أو كرهه ويزيد إدراكه لمشاعره ومشاعر غيره، كما تزداد قدرته على إدراك الآداب الاجتماعية واستخدامها، أما في حالة التوحُّد يكون الطفل غير قادر على التفاعل الاجتماعي وهذه الخاصة إحدى أهم الخصائص السلوكية التي تشير إلى طفل التوحُّد.

تظهر هذه الخاصة في جميع المراحل العمرية، فتراه غير قادر على التواصل البصري، كما أنَّه يظهر ميلاً قليلاً للاستجابة للأصوات، ويبدو غير عاطفي ودون أيَّة مشاعر، ولا يظهر أيضاً أي تعبير على وجهه فمن الممكن ألا ترى ابتسامة طفل التوحُّد في كل حياتك، وهو يميل إلى اللعب وحده وإلى الألعاب الحسية.

يمكن تقسيم أطفال التوحُّد من حيث التطور الاجتماعي إلى نوعين:

  • النوع الأول: يشكل هذا النوع فقط 25% من أطفال التوحُّد، وفي هذا النوع تتطور المهارات الاجتماعية لدى الطفل خلال السنتين الأولى من حياته ثم تبدأ بالتراجع بعدها ويفقدها.
  • النوع الثاني: ويشكل غالبية أطفال التوحُّد، ويُظهر هذا النوع قصوراً شديداً في تعلم المهارات الاجتماعية منذ البداية.

2. الخصائص التواصلية لأطفال التوحُّد:

يعاني طفل التوحُّد من صعوبات كبيرة في التواصل، حتى إنَّ الغالبية منهم غير قادرين على استخدام اللغة بالطريقة الصحيحة التي تمكنهم من التواصل مع غيرهم، إضافة إلى هذا فإنَّ الطفل المصاب بالتوحُّد غير قادر على اكتساب المفاهيم الأساسية التي تساعده على الاتصال والتواصل مع الآخرين.

يمكننا تلخيص الخصائص التواصلية لأطفال التوحُّد بالخصائص الآتية:

  • تقريباً نصف الأطفال المصابين بالتوحُّد غير قادرين على تطوير لغة منطوقة، في حين أنَّ النصف الآخر ينقسم إلى فئات شديدة الاختلاف، وتشير أحدث الدراسات في هذا الصدد إلى أنَّ نحو 60% يتعلمون اللغة، وقد أكدت هذه الدراسات أنَّ هذه النسبة قد تصل إلى 85% بشرط البدء بالتدخل مع هؤلاء الأطفال قبل الخامسة.
  • المصاداة الصوتية؛ أي ترديد الكلام إحدى خصائص طفل التوحُّد، وتُعَدُّ هذه الخاصة من الخصائص المعوقة للتواصل، ومن الممكن أن يكون الترديد مباشراً كأن يعيد الطفل الكلام الذي سمعه مباشرة أو متأخراً فيعيد أجزاء منه على فترات متباعدة، مع العلم أنَّ الكلام لا يعاد كما هو بالحرف؛ بل يكون فيه نقص إما في بدايته أو نهايته، فمثلاً إذا قلت "صباح الخير يا صغيري" قد يردد طفل التوحُّد كلمة "الخير" مرات عدة.
  • لا يستطيع طفل التوحُّد تكوين جملة صحيحة لغوياً ونحوياً أو توظيف الكلمات بالشكل الصحيح، إضافة إلى إهماله أدوات الاتصال والضمائر التي غالباً ما يستخدمها بشكل معكوس، إضافة إلى هذا فتوجد صعوبات كثيرة عند التواصل تتعلق بكيفية بدء الحديث وكيفية إنهائه، فأغلب أحاديثه تكون مملة وطويلة وغير متسقة وتتناول موضوعاً واحداً لا يستطيع الطفل تغييره بسهولة.
  • صعوبات في فهم الكلام الموجه إليه فغالباً ما يفهم أي حديث فهماً حرفياً وجامداً.
  • لا يستخدم تعبيرات الوجه أو الإيماءات عندما يتكلم.
  • غالباً ما يكون صوت أطفال التوحُّد ذا نغمة واحدة ثابتة فهم غير قادرين على التحكم بدرجات الصوت لديهم فإما أن يكون مزعجاً أو أجشاً؛ وذلك لأنَّ درجة تطور الصوت عندهم أقل من أقرانهم.
  • لديهم صعوبات في عدد كبير من المهارات الأساسية للتواصل كالفهم والانتباه والتركيز والتسمية.
  • يمكن وصف لغة طفل التوحُّد بأنَّها غير وظيفية وغير تعبيرية تُستخدم فقط لتلبية احتياجاته.
إقرأ أيضاً: 4 إرشادات مهمة يجب التقيد بها للتواصل مع الطفل المتوحد

3. الخصائص السلوكية لطفل التوحُّد:

تختلف أفعال وتصرفات وسلوكات الطفل الذي يعاني من التوحُّد عن أقرانه، ويمكننا تلخيص الخصائص السلوكية لطفل التوحُّد من خلال ما يأتي:

  • السلوك النمطي المتكرر الذي يظهره معظم الأطفال المصابين بالتوحُّد، وغالباً ما تكون هذه السلوكات منتظمة في تكرارها، ومن الأمثلة عنها الأرجحة ورفرفة اليدين وتدوير الأشياء حول نفسها والمشي على رؤوس الأصابع، لكن من الهام أن نعرف أنَّ هذه السلوكات من الممكن أن تظهر عند الأطفال المصابين باضطرابات أخرى ولكنَّها تظهر عند أطفال التوحُّد أكثر بكثير.
  • السلوك الروتيني؛ أي الثبات ومقاومة أي تغيير حتى لو كان هذا التغيير طفيفاً جداً، ومن الأمثلة عن ذلك رفض الطفل تغيير موضع قطعة أثاث داخل المنزل ورفض تغيير ملابسه ورفض تغيير طريق الذهاب إلى المدرسة والإصرار على اللعب بنفس اللعبة وذات الطريقة دائماً.
  • التعلق بالأشياء المادية لفترة طويلة كاللعب لفترة طويلة والانشغال بعلبة المناديل؛ إذ يأخذها أينما ذهب ولا يسمح لأحد بالاقتراب منها، وقد يأخذ التعلق شكلاً آخر كتعلق الطفل المصاب بالتوحُّد بموضوع معين لا يمل من تكرار الحديث عنه.
  • العدوانية وقد يكون هذا السلوك موجهاً نحو نفسه أو نحو الآخرين، إلا أنَّ هذه العدوانية عند أغلب أطفال التوحُّد لا تشكل خطراً كبيراً، لكن مع ذلك وجبت المراقبة الدائمة حتى لا يؤذي الطفل نفسه أو غيره.

4. الخصائص الحسية لأطفال التوحُّد:

سنذكر فيما يأتي أهم الخصائص الحسية المميزة لطفل التوحُّد:

1. الحساسية السمعية:

على الرغم من سلامة الجهاز السمعي لديه، فقد تصيب الطفل نوبات غضب شديدة نتيجة سماعه أصوات محددة كرنين الهاتف أو صوت الصافرة.

2. الحساسية البصرية:

أيضاً على الرغم من سلامة الجهاز البصري لديه؛ إذ يميل الكثير من أطفال التوحُّد إلى الجلوس في الظلام، في حين يحب بعضهم التحديق في الأضواء الساطعة، إضافة إلى ذلك فإنَّ مجال الرؤية لأطفال التوحُّد مختلف عن أقرانهم العاديين فهم يتميزون بالقدرة على التركيز في التفاصيل الدقيقة.

3. الاستجابة اللمسية:

تتباين الاستجابة اللمسية لدى أطفال التوحُّد فبينما يبدي بعضهم حساسية جلدية كبيرة تجعلهم ينفرون من أيَّة لمسة أو معانقة، يبدي بعضهم الآخر عدم استجابة لأي مثير لمسي حتى تشعر في بعض الأحيان أنَّهم لا يحسون بأي ألم لدرجة عدم إظهار أيَّة مشاعر حتى لو تعرضوا لأذى بالغ.

4. السلوكات الشمية:

يظهر بعض أطفال التوحُّد بعض السلوكات الشمية الغريبة مثل شم الملابس أو شم أنفسهم، وقد ينزعجون من بعض الروائح كالعطور.

إقرأ أيضاً: أهمية ممارسة الأنشطة الحسية للطفل

5. الخصائص المعرفية لأطفال التوحُّد:

من أهم الخصائص المعرفية لأطفال التوحُّد:

  • يتباين المستوى العقلي لأطفال التوحُّد؛ إذ يقع أداء 50% منهم ضمن المستوى الشديد و30% ضمن المستوى البسيط والمتوسط و20% ضمن المستوى العادي، ومع ذلك فإنَّ العديد من أطفال التوحُّد يمتلكون قدرات معرفية مبكرة كالذاكرة الموسيقية والقدرات الحسابية الفائقة أو حفظ التواريخ والعواصم أو تركيب قطع البازل لتشكيل لوحة من أول مرة، ويشكل هؤلاء 10% من أطفال التوحُّد، وقد أطلق العلماء على هذه الحالة اسم "جزر القدرات".
  • صعوبات في التركيز والانتباه والاستجابة والإدراك والفهم والتفكير والتنبؤ والتقليد.
  • قلة الدافعية وانعدام الرغبة.
  • من الناحية الأكاديمية يمكنهم النجاح في المواد التي لا تحتاج إلى الفهم ويمكن الاعتماد فيها على البصم.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لعلاج صعوبات التعلّم عند الطفل

في الختام:

يبدو واضحاً من خلال المقال السابق أنَّ عالم طفل التوحُّد عالم خاص وغريب جداً، وعلى الرغم من صعوبة الغوص في أعماق هذا العالم، إلا أنَّ ذلك ليس مستحيلاً إذا ما توفر الإصرار والرغبة والحماسة، فالتعامل مع طفل التوحُّد في الحقيقة يحتاج إلى صبر كبير وطاقة جبارة من الأسرة، إضافة إلى أي جهد آخر، لذلك يتقدم فريقنا بخالص الحب والامتنان لكل أب وأم يبذلان في هذه اللحظة كل جهد ويسخران حياتهما في سبيل راحة أطفالهما وتطويرهم على جميع الأصعدة ليحققوا قدراً ضئيلاً من الاندماج مع مجتمعهم.




مقالات مرتبطة