التهاب الغضاريف: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه
يُعدُّ التهاب الغضاريف واحداً من الأمراض النادرة، وفي هذا المقال أعزاءنا القرَّاء، سنقدم لكم سرداً لأهم أسباب الإصابة بالتهاب الغضاريف، فضلاً عن أعراضه، وطرائق علاجه؛ لذا تابعوا معنا في السطور القليلة القادمة.
ماهي الغضاريف؟
الغضاريف من أنواع الأنسجة الضامة الكثيفة، والتي تتميز بصلابتها وسماكتها ومرونتها، فضلاً عن عدم احتوائها على أوعيةٍ دموية، أو أعصاب، أو أوعيةٍ لمفاوية، كما أنَّها توجد في عديدٍ من مناطق الجسم، ومن هذه المناطق:
- نهايات الأضلاع.
- الأذنان.
- الأنف.
- المناطق بين فقرات العمود الفقري.
- نهايات العظام الطويلة، عند نقطة اتصالها مع بعضها في المفاصل، مثل: عظام المرفقين، والكاحلين، والركبتين.
- أنابيب الشُعب الهوائية أو الممرات الهوائية.
ويتكون الغضروف من خلايا غضروفية، وماء بنسبة 65 إلى 80%، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّ هذه الخلايا الغضروفية تعمل على إنتاج مواد بروتينية هلامية تدعى "المصفوفة"، والتي تتكون بدورها من: البروتيوغليكان، وألياف الكولاجين، والألياف المرنة وهي عبارة عن بروتينات غير كولاجينية، وتعمل هذه المصفوفة على منح الغضروف الانسجام في شكله ووظيفته.
تتغذى الغضاريف من خلال آلية الانتشار بواسطة سمحاق الغضروف، وهو النسيج المحيط بالغضروف، كما أنَّ الغضاريف تنمو ويتم إصلاحها وشفاؤها بطريقةٍ أبطأ من الأنسجة الضامة الأخرى، وذلك بسبب نقص الأوعية الدموية فيها.
ماهي وظيفة الغضاريف؟
تتجلى وظائف الغضاريف في جسم الإنسان بالآتي:
- تقليل الاحتكاك بين العظام والوقاية من تلفها، فهو يعمل كوسادة بين المفاصل.
- تكوين نهايات العظام الطويلة عند الأطفال، والتي تتطور وتتحول إلى عظام خلال مراحل نموهم.
- دعم القصبة الهوائية، والسماح لها بالانثناء والتحرك خلال عملية التنفس.
- ربط العظام بعضها مع بعض، مثل: عظام القفص الصدري، وعظام الأطراف.
- تكوين بعض أجزاء جسم الإنسان، مثل: صيوان الأذن، والحنجرة، ولسان المزمار.
- دعم وزن الجسم عند الانحناء، والجري، والشد.
- المساهمة في عملية التنفس؛ حيث يسمح الغضروف الموجود في القفص الصدري بالانبساط والتقلص في أثناء عمليتي الشهيق والزفير.
ماهي أنواع الغضاريف؟
تقسم الغضاريف إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي:
1. الغضاريف الليفية
تُعدُّ الغضاريف الليفية من أقوى أنواع الغضاريف، وتقوم بدور فعَّال في تقليل الاحتكاك بين العظام الطويلة في المفاصل، ولها القدرة على حمل الأوزان الثقيلة، وتوجد الغضاريف الليفية في العديد من مناطق الجسم، وأهم هذه المناطق:
- بين عظام الورك والحوض.
- في مفصل الركبة بين الغضاريف المفصلية.
- بين أقراص وفقرات العمود الفقري.
2. الغضاريف الزجاجية:
تتميز الغضاريف الزجاجية بأنَّها مرنة وقوية وقابلة للانبساط والتقلص، وهي توجد حول القصبة الهوائية، وبين الأضلاع، وفي المفاصل.
والجدير بالذكر، أنَّ الغضاريف التي تغطي نهايات العظام الطويلة عند التقائها مع بعضها، تُسمَّى بالغضاريف المفصلية، وهي أحد أنواع الغضاريف الزجاجية، وتتكون من: المنطقة السطحية، والمنطقة الوسطى، والمنطقة العميقة، والمنطقة المتكلسة، وتكون هذه الغضاريف على شكل وسائد تقوم بمنع احتكاك العظام فيما بينها؛ الأمر الذي يُقلل من احتمالية تلف العظام.
3. الغضاريف المرنة:
تُعدُّ الغضاريف المرنة من أكثر أنواع الغضاريف ليونةً ومرونة، كما أنَّها تُسمَّى "الغضاريف الصفراء"؛ وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية من ألياف الإيلاستين الصفراء.
وتُعدُّ الغضاريف المرنة المكوِّن الأساسي لكلٍّ من: لسان المزمار، وصيوان الأذن، والحنجرة، وبعض أجزاء الأنف.
ما هي إصابات الغضاريف؟
يمكن أن تتعرض الغضاريف للأذى والتلف نتيجة أسباب عدة، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم الآتي:
- قلة الحركة أو انعدامها قد تؤدي إلى تلف الغضاريف.
- التعرض للإصابات المباشرة، مثل: حوادث السير، أو السقوط، أو غيرها من الحوادث.
- التعرض لعدد من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى تلف الغضاريف، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، أو غيرها من أنواع الأورام التي تصيب الغضروف.
- الإجهاد المستمر أو ممارسة الضغط المباشر على الغضروف، كما في حالات السمنة.
ماهي أعراض الإصابة بالتهاب الغضاريف؟
تتمثل أعراض الإصابة بالتهاب الغضاريف بالآتي:
- فقدان الوزن.
- الحمى.
- تصلُّب المفاصل ليشمل الركبتين، واليدين، والرسغين.
- الشعور بالخمول.
- آلام المفاصل المبرحة، وتزداد الآلام كلما ازداد الضغط على المفاصل.
- التورم الذي يزداد خلال ساعات عدة أو أيام عدة.
- في حالات نادرة، يمكن أن تحدث إصابات في الكلى، أو مشكلات في العين.
ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّه عند تشخيص الغضاريف يمكن الاعتماد على الأعراض السابقة، أو أخذ خزعة صغيرة من أنسجة المنطقة الملتهبة لتأكيد الالتهاب.
ماهي أسباب الإصابة بالتهاب الغضاريف؟
توجد عوامل عدة يمكن لها أن تتسبب في الإصابة بالتهاب الغضاريف، ومن أهم هذه العوامل نذكر لكم:
1. التهاب المفاصل:
عادةً ما يكون التهاب الغضاريف مرتبطاً بمشكلات محددة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، أو هشاشة العظام، أو التهاب الفقرات.
إقرأ أيضاً: 6 أسباب تقف وراء التهاب المفاصل
2. السمنة:
تؤدي زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي إلى تحميل مزيد من الوزن على الغضاريف؛ الأمر الذي يؤدي إلى التهابها.
شاهد بالفيديو: 16 عادة تؤدِّي إلى زيادة الوزن
3. الإصابات المباشرة:
يمكن أن يحدث التهاب الغضاريف نتيجة التعرض للإصابات المباشرة، والتي قد تحدث لأيِّ جزء من الجسم وتتسبب في كسر الغضروف، قد تبدو الأضرار في البداية غير مؤثرة، ولكن في حال عدم المعالجة، ومع مرور الوقت، يصبح الضرر أكبر.
4. استخدام بعض الأدوية:
إنَّ الأدوية المستخدمة في حقن التهاب المفاصل تسبب انخفاض درجة الحموضة؛ الأمر الذي يتسبب في موت الخلايا والتهاب الغضاريف.
5. الصدمات المتكررة:
إنَّ تعرُّض المفاصل للصدمات المختلفة، ومتكررة، سواء بسبب الجري، أم رفع الأثقال، يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الغضاريف.
6. الإجهاد الجسدي:
يمكن أن تُصاب الغضاريف بالالتهاب نتيجة السعال الشديد، أو ممارسة التمرينات الرياضية الصعبة، أو رفع الأحمال الثقيلة.
7. الإصابة بالعدوى:
تؤدي الإصابة بالعدوى إلى نقص المناعة الذاتية بسبب مهاجمة الفيروسات والبكتيريا، والفطريات لجسم الإنسان.
8. مشكلات التمثيل الغذائي:
تؤدي مشكلات التمثيل الغذائي إلى عدم استقرار الغضاريف، وتغيير شكلها وإصابتها بالالتهاب.
9. سوء التغذية:
إنَّ أحد أهم العوامل المسببة للإصابة بالتهاب الغضاريف نقص فيتامين ج، كما أنَّ فيتامين هـ يلعب دوراً مهماً في حماية الغضاريف.
10. التغيرات الهرمونية:
يؤدي نقص هرمون الليبتين إلى الإصابة بالتهاب الغضاريف، وينتج نقص هذا الهرمون من الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالتهاب الغضاريف.
كيف نعالج التهاب الغضاريف؟
هناك العديد من التدابير التي يجب أن تُتخذ لعلاج التهاب الغضاريف، وهذه التدابير هي:
- حماية المنطقة المتضررة من التعرض لمزيدٍ من الصدمات والإصابات المتكررة.
- تأمين الراحة للمفصل المصاب.
- وضع منشفة باردة أو كيس من الثلج على المفصل المصاب.
- تناول مضادات الالتهاب، والمُسكِّنات غير الستيرويدية أو المُسكِّنات العادية مثل: الباراسيتامول.
- إذا كانت الأعراض شديدة، ولم تتحسن بعد القيام بالإجراءات السابقة، لا بدَّ من الحصول على استشارةٍ طبية.
- يمكن لاستخدام الأدوية المثبطة للمناعة أن تساعد على الشفاء من التهاب الغضاريف.
- إنَّ استخدام المضادات الستيروئيدية، يساعد على الشفاء من التهاب الغضاريف البسيط، ومن هذه الأدوية نذكر: موترين، ونابروسين.
- تُعدُّ أدوية الكورتيزون فعَّالةً جداً في الحد من التهاب الغضاريف، ولكنَّ استخدام مثل هذه الأدوية يمكن أن يتسبب في بعض المشكلات الصحية.
- يساعد تناول أحماض أوميغا 3 الدهنية، في حماية الغضاريف والمنطقة المحيطة بها من الالتهاب، ومن الأغذية الغنية جداً بأحماض الأوميغا 3 نذكر: الجوز، والسلمون، ويمكن تناولها أيضاً على شكل مكملات غذائية.
- إنَّ الزنجبيل والكركم من العلاجات المنزلية الفعَّالة جداً في معالجة التهاب الغضاريف.
ومن الجدير بالذكر أيضاً، أنَّه يوجد العديد من التقنيات الجراحية التي يمكن أن تُطبَّق في علاج الحالات المتقدمة من التهاب الغضاريف، ومن أهم هذه التقنيات نذكر لكم:
- استبدال الغضروف التالف بغضروف صحيح.
- تشجيع نمو الغضروف الجديد للخلايا.
- استبدال المفصل بالكامل مع واحد صحيح مأخوذ من جزء آخر من المفصل.
وبذلك أعزاءنا القرَّاء، نكون قد قدَّمنا لكم شرحاً عن أهم أسباب الإصابة بالتهاب الغضاريف، فضلاً عن أعراضه، وطرائق علاجه.