التفكير المنهجي: السر في تحقيق أي هدف

حياتك، مثل كل شيء في العالم من حولك، عبارة عن نظام؛ ومن خلال تعلُّم كيفية عمل أنظمة حياتك، يمكنك التعامل مع الأنظمة لتحقيق النتائج المرجوة. تسمى هذه العملية التفكير المنظومي؛ أي المنهجي؛ وهو طريقة لانتقاء الأشياء من حولنا، وتحويلها إلى مخططات وأفكار ومفاهيم يمكن تقسيمها وتحليلها وتحسينها مثل الوقت. إنَّها عملية لفهم كيفية تأثير الأشياء بعضها في بعض ضمن النظام الكلي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن "ثان بام" (Thanh Pham)، مؤسِّس مدوَّنة "إيجان إيفيشنسي" (Asian Efficiency)، يخبرنا فيه عن تجربته في التفكير المنظومي ودوره في تحقيق الهدف.

يُعَدُّ هذا مقدمة أساسية للتفكير المنهجي والنظرية الكامنة وراءه؛ لذا سنبذل قصارى جهدنا لتسهيل هذا المفهوم وجعله سهل الفهم والتطبيق. وسنتطرق إلى الأنواع المختلفة للأنظمة، ونشرح آلية عمل التفكير المنهجي، ونقدِّم لك أمثلة عن كيفية تطبيقه.

هذا مقال معقد إلى حد ما، ولكن إذا تمكَّنت من إدراك هذه المفاهيم، فسيكون لها تأثير إيجابي في كل مجال من مجالات حياتك. قد يكون الأمر صعباً بعض الشيء، لكنَّه يستحق العناء.

ماهية النظام:

قبل أن نتمكَّن من شرح التفكير المنهجي، نحتاج أولاً إلى معرفة ماهية النظام. يُعرَف النظام بأنَّه:

  1. مجموعة من الأشياء أو الأجزاء المتصلة ببعضها وتشكِّل كلَّاً معقَّداً.
  2. مجموعة من المبادئ أو الإجراءات التي يُنفَّذ بموجبها شيء ما؛ مخطط أو طريقة منظمة.

من الطرائق الجيدة للتفكير في نظام ما التفكير في المصنع مثلاً: إدخال مواد أولية، وتقوم ببعض الخطوات ثم تحصل على شيء منه بالاتساق نفسه. يمكننا تسهيل هذا الفعل وتحديد ثلاثة مكونات رئيسة لكل نظام:

  • الإدخال: أي شيء تفعله لتنشيط النظام أو تعطيه للنظام لكي يستعمله.
  • العملية: الوظيفة والخطوات الفعلية التي سيؤديها النظام.
  • الإخراج: النتيجة التي تظهر بعد القيام بكل الخطوات.

لنفترض أنَّك تريد بناء منزل: المواد هي المدخلات، والعمل الفعلي للبناء وفقاً للمخطط هو العملية، والمنزل النهائي هو الناتج.

يكمن جمال التفكير المنهجي في أنَّ العملية تعطيك النتائج المتسقة نفسها التي تبحث عنها في كل مرة. إنَّها عملية قابلة للتكرار تسمح لك بتوسيع نطاق النظام ومخرجاته لتحقيق النتائج التي تريدها.

سنقدم لك بعض الأمثلة وسنتحدث أكثر عن الأنواع المختلفة للأنظمة بعد قليل، ولكن هناك بعض المبادئ الأساسية التي يجب أن تفهمها عن الأنظمة قبل أن نتعمق أكثر في هذا الموضوع:

1. أنظمة الحياة موجودة سواء أدركت ذلك أم لا:

تنتشر هذه الأنظمة في كل مكان. تتكون حياتك بأكملها من أنظمة مستقلة ومترابطة؛ وهذا يعني أنَّ الجهل ليس نعمة، فقد تحصل على نتائج سيئة من نظام لم تدرك حتى أنَّه عاطل؛ لذا فإنَّ الخطوة الأولى في تبنِّي التفكير المنهجي هي إدراك أنَّه يمكن النظر إلى كل شيء في الحياة بوصفه نظاماً.

2. فاعلية الأنظمة:

تعرف معظم الأنظمة ما يجب فعله وتريد أن تعمل عملاً صحيحاً. لست مضطراً حقاً إلى إخبار النظام بما يجب القيام به. على سبيل المثال، ليس عليك إخبار البذرة المزروعة في الأرض أن تنمو وتنتج ثماراً، فهي مبرمجة مسبقاً، وتعرف البذرة ما يجب فعله.

وهذا أمرٌ جيد لأنَّه يعني أنَّ الحفاظ على الأنظمة العاملة أمر سهل إلى حد ما. ومع ذلك، هناك حالات لا تعمل فيها الأنظمة بالطريقة التي من المفترض أن تعمل بها - يحدث هذا عادةً عندما نلاحظها - إنَّ مهمتك هي إصلاح الأنظمة المعطلة في حياتك، وفي هذا المقال سنوضح لك كيفية القيام بذلك.

3. الأنظمة التي لا نديرها تؤدي إلى نتائج عشوائية سيئة:

قد تظهر النتائج السيئة من الأنظمة التي لا نديرها فجأة، ولكن ليست هذه هي الفكرة. ففي كثير من الأحيان، نرتكب الأخطاء أو لا ندرك أنَّ مدخلاتنا لم تكن جيدة، ومن ثمَّ تكون النتائج السيئة هي مجرد مخرجات طبيعية.

على سبيل المثال، إذا حصلت على ثلاث ساعات فقط من النوم في الليلة الماضية، فلا تهم جودة طقوسك الصباحية. أو ربما تحتاج العملية الخاصة بك إلى التعديل. ربما تحصل على قسط كافٍ من النوم ولكنَّك تتدحرج من السرير وتبدأ يومك. في هذه الحالة، يمكن أن يؤدي تعديل العملية وإضافة طقوس صباحية قوية إلى إحداث فرق كبير في المخرجات.

4. تحسين النتائج من خلال إدارة وتحسين أنظمتك:

هذا هو المكان الذي تصبح فيه الأشياء مثيرة. بتطبيق التفكير المنهجي، يمكنك تغيير الطريقة التي تدير بها الآلية لتحقيق نتائج جيدة يمكن التنبؤ بها. التفكير المنهجي في حد ذاته هو عملية؛ أي نظام لفهم كيفية تأثير الأشياء في بعضها بعضاً لتحقيق نتائج إيجابية. هذه طريقة تفكير أقل شيوعاً يتبنَّاها الأشخاص الناجحون جداً، وتسمح لهم بالتركيز على الأشياء الأكثر أهمية.

الآن بعد أن أصبحت جاهزاً لبدء التفكير في الأنظمة، دعنا نلقي نظرة على بعض الأمثلة.

إقرأ أيضاً: التفكير النقدي: تعريفه، أهميته، ضوابطه، وكيف نطبقه؟

أنواع الأنظمة:

هناك أنواع أنظمة مختلفة عدة، ولكن يمكن تقسيمها إلى فئتين:

  1. أنظمة مغلقة.
  2. أنظمة مفتوحة.

دعونا نلقي نظرة على مثال نظام مغلق أولاً:

الكتاب المطبوع هو نظام مغلق. طُبِع في وقت ما، ووُزِّع قبل أن يصبح في حوزتك. في شكله المكتمل، ملقىً على رف مكتبتك، لا يحتوي على مدخلات ولا مخرجات حقيقية. مع مرور الوقت، يتدهور نظام مغلق مثل هذا من تلقاء نفسه - حسناً، يمكنك المجادلة بأنَّ الوقت والتدهور المادي من البيئة عبارة عن مدخلات، لكنَّها مدخلات غير مقصودة - لكن لنفترض أنَّك أخذت قلم تمييز وبدأت القراءة، الآن تحوَّل إلى نظام مفتوح.

تنتشر الأنظمة المفتوحة في كل مكان؛ فكل شيء تقريباً هو عبارة عن نظام مفتوح، مثل سيارتك أو محطة طاقة أو غابة. تُعرَّف الأنظمة المفتوحة من خلال تعيين حدودها، ولكن لديها عدد من المدخلات والمخرجات المتغيرة.

لنأخذ السيارة كمثال:

تضع الوقود في السيارة وتضغط على الدواسة؛ هذا ما يسمى الإدخال. يقوم النظام الميكانيكي للسيارة بإنتاج الحركة؛ وهذا ما يسمى العملية. ويوصلك إلى وجهتك؛ وهذا ما يسمى الإخراج.

ولكن يمكنك أيضاً التفكير في مزيد من الأنظمة المجردة؛ مثل حياتك ككل، أو نظام فرعي فيها، مثل أموالك أو صحتك أو علاقاتك.

باتباع مثال حياتك، حياتك نظام مفتوح؛ حيث تتلقى مدخلات مثل: محادثة، أو أموال، أو طعام. وتُجمَّع بواسطة عقلك وجسمك؛ فهي عملية. وأنت تقدِّم مخرجات مثل: محادثة، أموال، فعل بدني.

يُعَدُّ فهم هذا أمراً هاماً إذا كنت ترغب في تحقيق النتائج التي تبحث عنها.

حياتك بوصفها نظاماً:

تتكون حياتك من أجزاء عدة: مادية، وتشمل جسمك المادي وملابسك ومنزلك وممتلكات أخرى، على سبيل المثال لا الحصر. هناك أيضاً المكونات المجردة: معتقداتك، وقيمك، وإحساسك بالهوية، وما إلى ذلك. هناك أيضاً تلك المكونات التي تتجاوز حدود تأثيرك المباشر: صحتك، وعلاقاتك، وأموالك.

يمكنك عرض هذه المكونات بمعزل عن بعضها بعضاً، لكنَّ الكل أكبر من مجموع الأجزاء. ولا تقل أهمية الأجزاء نفسها عن كيفية تفاعلها مع بعضها بعضاً؛ على سبيل المثال، تؤثر أموالك في كيفية قدرتك على إدارة صحتك.

يُعَدُّ مجموع هذه المكونات والعلاقات فيما بينها نظاماً، ويسمح لنا التفكير المنهجي بالتحكم بالمكونات المختلفة لتحقيق النتائج التي نريدها. لقد استعملت أنظمة التفكير لكتابة ونشر كتابي في 8 أشهر فقط. اسمحوا لي أن أقدِّم لكم مثالاً:

لنفترض أنَّك تريد خسارة 10 أرطال؛ أي ما يعادل 5 كيلوغرام، والحصول على قوام رشيق. تكمن المشكلة في أنَّك لا تملك وقتاً إضافياً للضغط على نفسك وتوفير وقت لارتياد صالة الألعاب الرياضية مع المسؤوليات العائلية في المنزل وفي وظيفتك. ونظراً لأنَّنا نعلم أنَّ المخرجات التي تلقيناها هي نتيجة المدخلات والعمليات الحالية، فلنرَ ما إذا كان في إمكاننا تعديل الأشياء لتحقيق أهداف اللياقة لدينا.

لنبدأ بأهداف صغيرة، مثل تحضير الطعام في المنزل بدلاً من الخروج لتناول الطعام ثلاث مرات في الأسبوع. سيؤدي ذلك إلى تقليل كمية الوجبات السريعة الدسمة والدهنية التي نتناولها كل أسبوع، ومن خلال استبدال الوجبات الصحية من المنزل بها، فإنَّنا نحقق بالفعل تقدُّماً كبيراً.

ولكن إذا تمكَّنَّا من العثور على صالة ألعاب رياضية قريبة من المكتب وتناول الغداء في مكتبنا، فيمكننا ممارسة التمرينات أيضاً. وبالإضافة إلى أنَّنا سنصبح أكثر صحة، فإنَّنا أيضاً نوفر المال من خلال عدم الخروج لتناول الطعام.

هل بدأت برؤية مقدار قوة التفكير المنهجي في خلق الحياة التي تريدها؟ أنظمة مثل تلك التي شرحناها للتو هي المفتاح لتسهيل حياتك. ولكن قبل ظهور النتائج ينبغي أن تكون مولعاً بطريقة التفكير هذه.

شاهد بالفديو: سبع مهارات أساسية تساعدك على تحقيق أهدافك

التفكير كمهووس:

رأيت منذ فترة صورة تقارن طريقة تعامل المهووس "Geek" مع حل المشكلات في مقابل "غير المهووس". وجعلني هذا الأمر أفكر في عقلية التفكير المنهجي وكيف أنَّ وصف "المهووس" ربما ليس بالأمر السيئ.

عندما أجريت بعض الأبحاث، وجدت أنَّ مصطلح "المهووس" جاء في الواقع من السيرك؛ إذ كان يُستعمل في الأصل لوصف فناني الأداء الذين قدَّموا مآثر مذهلة - وهذا لا يبدو سيئاً جداً - وهذا يوفر سياقاً مثيراً للاهتمام في تعريف المهووس، وهو: شخص ما لديه الكثير من الخبرة والشغف بموضوع معين.

يمكن أن يكون موضوع التفكير متعلقاً بأي شيء: من أجهزة الحاسوب إلى التاريخ إلى علم الفلك إلى أدوات الطبخ. لكنَّ خلاصة القول هي أنَّ المهووسين يفهمون الكثير عن الأنظمة التي يشاركون فيها، ويبحثون باستمرار عن طرائق لتحسينها.

توضِّح هذه الصورة المكاسب التي يمكن أن تتحقق من التفكير مثل المهووس:

ينظر المهووس إلى العالم نظرة مختلفة؛ فهو يتبنَّى عقلية التفكير المنهجي، ويستعمل معرفته بموضوع معين لحل المشكلات التي يواجهها. إنَّها ليست مجرد حقائق غير مُجدية، إنَّها الأجزاء والمدخلات التي يحتاجون إليها للوصول إلى حيث يريدون الذهاب؛ بعبارة أخرى، يستطيع المهووس أخذ مدخلاته وتجميعها - كأنموذج - لإنشاء المخرجات التي يرغب فيها.

تحضير التفكير المنهجي للعمل:

لقد حان الوقت الآن لجعل التفكير المنهجي يعمل لمصلحتنا. تذكَّر أنَّ كل نظام يريد أن يعمل ويعمل عملاً صحيحاً بنسبة 99.9% من الوقت. مع أنظمة تطورية عدة مثل حياتك، فإنَّهم يريدون أيضاً النمو؛ لذا يمكنك التفكير في هذا على أنَّه هدف النظام.

إذا كنت تريد أن تنمو بصفتك فرداً - ناتجاً - فيمكنك تطبيق أنموذج - عملية - لمساعدتك على الوصول إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه؛ بمعنى آخر، إذا كان لديك هدف في حياتك، فيمكنك أن تجد نظاماً يساعدك على تحقيق هذا الهدف.

الخطوة الأولى هي أن تأخذ النظام؛ وهو عبارة عن مجموعة من الخطوات والإجراءات والأفكار والمفاهيم، وإضافة المدخلات؛ أي أنت. بعد الانتهاء من وضع كل الأجزاء بالطريقة التي تريدها، ستحصل على النتيجة أو الهدف المنشود. قد تضطر إلى تحسين المدخلات بنفسك، من أجل الحصول على أقصى قدر من النتائج، لكنَّ العملية ستنجح.

هذه فكرة رائعة؛ هذا يعني أنَّه يمكنك أخذ نظام أي شخص آخر، وتطبيقه على الفور على حياتك الخاصة لتحقيق نتائج مماثلة. هنا في مدونة "آسيان إيفيشنسي" (Asian Efficiency)، لدينا عديد من خبراء الإنتاجية مع مواقف ووجهات نظر مختلفة جداً، لكنَّنا رأينا جميعاً أنَّ التفكير المنهجي يعمل لمصلحتنا.

وبرأيي، إنَّه أحد الأشياء التي تجعل فاعلية "آسيان إيفيشنسي" (Asian Efficiency) فريدة وناجحة. لقد بنينا ثقافة التفكير المنهجي التي تعمل أيضاً مع رئيس تنفيذي واحد "ثانه" (Thanh) كما هو الحال مع عامل سابق في الشركة مع عائلة "بروكس".

في الواقع، أحد الأشياء التي نتحدث عنها عندما نجتمع مع الفريق هو ما تُعلِّمه الأنظمة لأجلنا حتى نتمكن من التعلُّم من بعضنا بعضاً. ليس من الضروري أن تبتكر النظام بنفسك. إذا كنت تفكر في كيفية تعلُّمنا لمهارات مثل القيادة أو الكتابة باللمس أو القراءة، فكل شيء يبدأ بمحاكاة نظام شخص آخر من أجل تحقيق نتائج مماثلة.

داخل نظام القراءة لدينا، نحن بالفعل نفهم الأبجدية. نحن نفهم أيضاً الكلمات المطبوعة والمعاني والتركيب النحوي. نحن بالتأكيد لم نخترعها، لقد تعلَّمناها من الآخرين، ربما من المعلمين. وعندما تكون لدينا هذه الشروط المسبقة، نضيف بعد ذلك مدخلات الكلمات المكتوبة عادة في شكل كتاب، ونخرج الأفكار بوصفها مفاهيم وصوراً في أذهاننا.

ولأنَّ كل شيء هو عبارة عن نظام، فما كنت قادراً على فعله بالقراءة، يمكنك أيضاً تطبيقه على أي شيء آخر؛ سواء كان ذلك ممارسة رياضة، أم تعلُّم مهنة، أم كونك شخصاً ذا إنتاجية عالية. في الواقع، معظم برامجنا منظمة تدريجياً؛ أي هي أنظمة مصغرة لمساعدتنا على تحقيق نتائج في مجال معين، وكل ما عليك فعله هو تشغيل النظام.

تعجبني حقاً الطريقة التي يصف بها الكاتب "أوستن كليون" (Austin Kleon) ذلك في كتاب "اسرق كأنَّك فنان" (Steal Like an Artist). كانت قراءة هذا الكتاب نقطة تحوُّل في حياتي وساعدتني حقاً على فهم مفهوم التفكير المنهجي.

كما ترى، كنت أظن أنَّني لم أكن مبدعاً. لم أستطع الرسم، ولم أكن أحب الكتابة، ومع أنَّني استمتعت بالعزف على الجيتار وكتابة الأغاني، فقد أُصاب بالجنون عندما أدرك أنَّني قمت عن غير قصد بنسخ لحن أو تقديم وتر من أغنية أخرى. كنت أفكر في نفسي، "ما الذي يحصل لي؟ لماذا لا يمكنني إنشاء أي شيء أصلي؟".

لكن عندما قرأت "اسرق كأنَّك فنان" (Steal Like an Artist)، أدركت أنَّ الجميع مبدع حقاً. لا يوجد شيء أصلي تماماً؛ وذلك لأنَّ عملية الإنشاء هي فقط إعادة ترتيب المدخلات في حياتنا لإنتاج المخرجات المنطقية؛ بعبارة أخرى، حتى الإبداع هو نظام؛ ووظيفتنا هي جمع الأفكار الجيدة.

فجأة، أصبحت حراً. لم يكن عليَّ الحط من شأني لأنَّها كانت مجرد نتائج مدخلاتي؛ وعندما بدأت بتغيير مدخلاتي، مثل الاستماع للمدونات الصوتية وقراءة الكتب، وجدت أنَّني قادر على التأثير في جودة ما صنعته.

بالعودة إلى مثال القراءة الذي قدَّمناه آنفاً: هل الأمر حقاً سهل مثل تغيير مدخلاتك؟ هل أقول حقاً إنَّك إذا قرأت الكتب الصحيحة وحصلت على الأفكار الصحيحة، يمكنك تحقيق ما تريد؟

نعم، هذا بالضبط ما أقوله.

يقول رائد الأعمال "جيم رون" (Jim Rohn): "أنت متوسط ​​الأشخاص الخمسة الذين تقضي وقتك معظمه معهم". لماذا لا تحيط نفسك ببعضٍ من ألمع وأنجح الأشخاص الذين عاشوا على الإطلاق، الأشخاص الذين تبنَّوا عقلية النمو؟ لماذا لا تستفيد من تجربتهم وتقرأ كتبهم، فهذا يسمح لك بالاستفادة من النماذج نفسها التي أصبحت ناجحة؟

إقرأ أيضاً: أشهر أخطاء التفكير وطرق تجنُّبها

الخطوات التالية:

ابدأ بالتفكير في الأنظمة في حياتك. فكر في كيفية إجراء تغييرات صغيرة لتحقيق النتائج التي تبحث عنها. وفيما يأتي بضع خطوات عمل لمساعدتك على البدء بتنفيذ التفكير المنهجي بنفسك:

البدء بالبحث عن نظام معطَّل في حياتك. فيما يأتي بعض الأسئلة لمساعدتك على تحديد الأنظمة التي يمكن تحسينها:

  1. ما الذي أتمنى لو كان مختلفاً؟
  2. ما الذي يزعجني؟
  3. ما هو الشيء الذي لا أريد أن أفعله بعد الآن؟
  4. ماذا لو كان لديَّ مزيدٌ من الوقت؟

اكتشاف ما هي المدخلات التي ينبغي تغييرها. إليك بعض الأسئلة لمساعدتك على معرفة ما يجب عليك تغييره:

  1. بماذا عليَّ أن أبدأ؟
  2. ما هو الأمر الذي يجب عليَّ التوقف عن فعله؟
  3. ما هو الأمر الذي عليَّ الاستمرار في فعله؟

تحديد التغييرات العملية التي تريد إجراءها. وفيما يأتي بعض الأسئلة لمساعدتك على معرفة ما يجب إصلاحه:

  1. كيف يمكنني قضاء مزيدٍ من الوقت في هذا الشيء الذي لا أريد فعله؟
  2. كيف يمكنني قضاء مزيدٍ من الوقت في هذا الشيء الذي أرغب في القيام به؟
  3. كيف يمكنني التخلص من هذا الشيء الذي لا يمثل استعمالاً جيداً لوقتي؟

تذكَّر أنَّه يمكنك تطبيق أنظمة جيدة دون الحاجة إلى ابتكار النظام بأكمله بنفسك. أنت لا تحتاج إلى إعادة اختراع العجلة؛ فمن خلال إحاطة نفسك بأشخاص آخرين ناجحين من ذوي التفكير المماثل ممن اكتشفوا الأشياء بأنفسهم، يمكنك الاستفادة من خبرتهم واختزال العملية وتوفير الوقت على نفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة