التأقلم مع التوتر: 5 طرق لتحويل التوتر إلى صديق

لقد كنت أتدرَّب كثيراً على التعامل مع التوتر؛ فالقليل منه قد يساعدنا على التركيز بسرعة، ويقوي الذاكرة ويحل المشكلات، بينما يجعلنا الكثير منه نفقد عقولنا ونصبح غير قادرين على التركيز.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن كوتش الذكاء العاطفي "سوزان كلارين" (Suzan Clarine)، والذي تخبرنا فيه عن تجربتها في التعامل مع التوتر.

يُعَدُّ الإجهاد المزمن ضاراً بصحتنا العقلية والعاطفية والجسدية، فعندما يعمل العقل في حالة مستمرة من الإرهاق والقلق، ينتقل الدماغ إلى استجابة "الكر أو الفر". يطلق الدماغ إنذاراتٍ تنبِّه الشخص إلى الخطر، وتُغرق نظامنا العصبي بهرمونات الإجهاد، وتتقلص المسارات العصبية؛ وهذا يحد من قدرتنا على رؤية البدائل، والنظر في مناهج جديدة وإعادة صياغة حالتنا الذهنية.

مع كل حدثٍ إضافيٍّ يثير التوتر مرتبطٍ بـ "كوفيد-19"، أو أحداث الطقس، أو الانكماش التجاري، أو أزمة أسرية، أو الاضطرابات المجتمعية، وما إلى ذلك؛ يتقلص حجم الدماغ في قشرة فص الجبهة، وهذا يحد من قدرتنا على التعاطف والتحكم بالانفعالات.

ماذا يمكنك أن تفعل على الأمد القصير؟ أعد صياغة علاقتك بالتوتر؛ فهو قيام الجسد والعقل بما صُمِّم للقيام به: حمايتنا من الأذى. تعرَّف إلى بداية ظهور التوتر وقابله باستراتيجيات التأقلم وهي:

1. عندما ننعزل عن الحياة ونفتقر إلى الطموح، يمكن أن يكون التوتر بمنزلة إنذار؛ هل تحتاج إلى تعزيز أهدافك؟ أو التركيز على تطوير الذات؟ أو وضع خطة تجارية أو مالية مناسبة لك؟ اسأل نفسك وأجب: "أين أنا الآن؟ أين أريد أن أكون؟ ما هي الخطوات الأساسية التالية للوصول إلى أهدافي؟".

شاهد بالفديو: 15 نصيحة لتحافظ على نفسيتك وتتلّخص من التوتر والإجهاد

2. الاستيقاظ في منتصف الليل؛ إذ يخبرك نظام الإنذار المبكر عن وجود شيء غير متوازن؛ فالنوم المُتقطِّع وفقدان الشهية وآلام الجسم هي طريقة جسمك لإخبارك بمعالجة شيء كنت تتجاهله أو تؤجله.

اسأل نفسك ما الذي تحتاج إليه، واستمع للإجابة، واجلس في مكان لا تجلس فيه عادة، وأغلق عينيك، وخذ نفساً عميقاً وأنت تَعُدُّ حتى الأربعة، ثم أخرجه وأنت تَعُدُّ حتى الأربعة أيضاً، واسمح لأفكارك بالتدفق. الأفكار التي تراودك هي جوانب حياتك التي قد تحتاج إلى توازن أفضل.

3. لا بأس في بعض القلق؛ فعندما يستحوذ التوتر على أفكارك، وبدلاً من محاولة قمعه وإخضاعه، قم وتجوَّل حول المبنى، وحدد مدة المشي بـ 20 - 30 دقيقة، ورحِّب بالأفكار المقلقة في عقلك، ولا تحاول حل كل مشكلة تظهر، وتعرَّف ما الذي تشعر به ولماذا تشعر به، ومارِس "التعاطف والشفقة مع الذات" من خلال إدراك أنَّ القلق والتوتر إشارات طبيعية تمنحك رسائل هامة، وسِر مع القلق وانظر إلى أين يأخذك.

4. مساعدة الآخرين على التغلب على ضغوطاتهم. عندما كتبتُ هذا، بدأت بالتعرُّف إلى مخاوفي والتحقق منها في هذه العملية. كانت مشاعر التوتر الدفينة تحتاج إلى مَن يكشف عنها. لقد عشت لحظاتٍ من الإحراج عندما أدركت أنَّ ألم الأعصاب الجسدي الأخير يتجلى في الوقت نفسه الذي تتجلى فيه المخاوف بشأن الأحباء الذين يعانون من مضاعفات "كوفيد" (COVID) الشديدة.

من الطبيعي أن نرغب في الانسحاب والسكون وحماية أنفسنا من المخاوف العارمة؛ لكنَّني وجدت أنَّ التحدث والكتابة ومحاولة مساعدة الآخرين على التغلب على ضغوطاتهم، أعطوني نظرة دقيقةً تجاه مشاعري.

إقرأ أيضاً: هل يجب عليك التنفيس عن توترك أم لا؟

5. جعل التوتر صديقك؛ فكلما فهمته، زادت قدرتك على تحمُّله بفاعلية، وتعلُّم الدروس التي يقدمها لك. تخبرنا عالمة النفس في "جامعة ستانفورد" (Stanford University) "كيلي ماكغونيغال" (Kelly McGonigal) في كتابها "كيف تجعل التوتر صديقك" (How to Make Stress Your Friend) أنَّ احتواء التوتر يمكن أن يجعلنا أقوى.

في الختام:

أدرك أنَّ كل شيء له موسمه، وكذلك التوتر؛ فكما للشتاء هدف، كذلك الصعوبات والقلق والشكوك. وتماماً مثل المشي في الشتاء البارد والمظلم، نحتاج إلى مكابدة المشاعر العصيبة لبعض الوقت.

المصدر




مقالات مرتبطة