البواسير الخارجية: أسبابها وطرق علاجها

من أكثر أمراض الشرج شيوعاً وأكثرها إحراجاً للناس المنتشرة في الوقت الحاضر هي البواسير، وعلى الرغم من كثرة الإصابة بها من قِبل الرجال والنساء على حد سواء، إلا أنَّها لا تُعَدُّ خطراً يهدد الحياة، وسوف نتعرف في هذا المقال إلى أحد أنواعها، وهو البواسير الخارجية، ونحدد أسبابها وكيف يمكن علاجها.



1. ما هي البواسير؟

هي عبارة عن أوردة شرجية متوسعة ومنتفخة وملتهبة وتظهر بشكل كتل أو تورم غير طبيعي، ويصاب بها الإنسان نتيجة إصابته بالإمساك لوقت طويل أو بذله للجهد في أثناء عملية الإخراج، والإصابة به شائعة جداً؛ إذ يعاني منها 5% من سكان الأرض وتزداد احتمالية الإصابة بها بعد سن الخمسين بنسبة 50%.

يستطيع الطبيب تشخيص البواسير بنوعيها؛ فالبواسير الخارجية يستطيع رؤيتها بسهولة عند قيامه بفحص حواف فتحة الشرج أو المستقيم، وكذلك الداخلية يمكنه رؤيتها من خلال استخدامه لمنظار الشرج أو أداة تنظير، وقد بيَّنت إحدى الدراسات أنَّ عدد المصابين بالبواسير حول العالم تُقدَّر بـ 4.4%.

2. ما هي أنواع البواسير؟

  1. البواسير الخارجية: هي تدلِّي الأوردة التي تحيط بالشرج، وتسبب ألماً وحكة ونزيفاً في بعض الحالات.
  2. البواسير الداخلية: وهي النوع الأشد من الأول الذي يظهر داخل الفتحة الشرجية أو الجزء السفلي من المستقيم، وهذا النوع يسبب ألماً شديداً.
  3. البواسير الهابطة: هي من مضاعفات البواسير الداخلية؛ إذ تنتج عن تورمها.
  4. البواسير المخثورة: هي من مضاعفات البواسير وأخطر أشكاله؛ إذ تتطلب التدخل الفوري للطبيب، ويكون الألم شديداً لدرجة أنَّ المصاب به لا يستطيع الجلوس، ويحتوي الباسور الخثري على جلطة دموية تحتاج إلى التفريغ الفوري.

3. البواسير الخارجية:

تصيب البواسير الخارجية الأوردة الدموية الخارجية للشرج؛ إذ تؤدي لبروز الأوردة المحيطة بالشرج، ويمكن لهذا النوع أن يُرى على شكل كتل صغيرة جداً باللون المائل إلى البني، وعادةً ما تختفي البواسير الخارجية خلال فترة تتراوح من أسبوع لأسبوعين من تلقاء نفسها، وقلما تسبب ألماً أو نزيفاً دموياً، ولكنَّها قد تسبب الحكة.

4. أسباب البواسير الخارجية:

  1. الاستعداد الوراثي: وهذا عامل لا يمكن فعل أي شيء حياله.
  2. الإصابة بالإمساك لفترة طويلة من الوقت.
  3. الإصابة بالإسهال بشكل مزمن.
  4. بقاء الإنسان جالساً وقتاً طويلاً فوق المرحاض.
  5. الوزن الزائد والإصابة بالبدانة؛ إذ تتعرض الأوردة الداخلية حول الشرج إلى ضغط بطني داخلي.
  6. بذل الجهد لدرجة الإجهاد في أثناء التبرز.
  7. الحمل عند المرأة: يضغط وزن الطفل على منطقة فتحة الشرج، كما أنَّ اضطراب نسبة الهرمونات في الجسم تسبب ضعف الأغشية وزيادة الضغط في الأوعية الدموية، ومن ثمَّ تشكُّل البواسير.
  8. السعال المزمن.
  9. افتقار الجسم إلى الألياف بسبب اتباع نظام غذائي منخفض الألياف.
  10. تناول الأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل الحارة مثل الفلفل.
  11. رفع الأحمال الثقيلة بانتظام.
  12. إصابة الإنسان بأنواع محددة من الأمراض، مثل "تليف الكبد" و"الفشل الكلوي" و"الأمراض السرطانية" و"عسر الهضم" وغيرها .
  13. التقدم في السن؛ وذلك لأنَّ الأوردة الخاصة بالمستقيم وكذلك الشرج تضعف كلما تقدَّم الإنسان في السن.
  14. ممارسة الجنس الشرجي.
  15. الحكة: وتكون في المنطقة المحيطة بالشرج، وقد يصاحبها حاجة ماسة إلى الهرش.
  16. حالة من عدم الراحة ولا سيما عند الحاجة إلى الحكة والتسبب بإحراج الإنسان.
  17. وجود كتل صغيرة في المنطقة التي تحيط بالشرج.
  18. احتمال خروج بعض الدماء مع البراز؛ وذلك في حالات قليلة جداً.
  19. احتمال الشعور ببعض الألم لا سيما في أثناء التبرز.
  20. الشعور بالحرقة.
إقرأ أيضاً: أنواع الديدان المعوية وأهم طرق الوقاية منها

5. أعراض البواسير الخارجية:

  1. الحكة: وتكون في المنطقة المحيطة بالشرج، وقد يصاحبها حاجة ماسة إلى الهرش.
  2. حالة من عدم الراحة ولا سيما عند الحاجة إلى الحكة والتسبب بإحراج الإنسان.
  3. وجود كتل صغيرة في المنطقة التي تحيط بالشرج.
  4. احتمال خروج بعض الدماء مع البراز؛ وذلك في حالات قليلة جداً.
  5. احتمال الشعور ببعض الألم لا سيما في أثناء التبرز.
  6. الشعور بالحرقة.
  7. الانتفاخ حول منطقة الشرج.

6. مضاعفات البواسير:

في الواقع، غالباً لا تسبب الإصابة بالبواسير أيَّة مضاعفات جسدية وفي بعض الحالات النادرة قد تظهر بعض المضاعفات، منها:

  1. فقر الدم: قد يسبب النزيف المستمر للدم الإصابة بالأنيميا "فقر الدم"؛ إذ إنَّ هذا الزيف يسبب النقص في نسبة الهيموغلوبين وفي عدد الكريات الحمراء السليمة التي تنقل الأوكسجين في الدم.
  2. الجلطة الدموية: وعلى الرغم من أنَّها ليست خطيرة، إلا أنَّها يمكن أن تكون مؤلمة جداً وتحتاج إلى الوخز وتصريف ما بها.

7. كيف يمكن علاج البواسير الخارجية؟

تشفى البواسير الخارجية من تلقاء نفسها غالباً دون الحاجة إلى أي إجراء طبي، لكن في حال مضى أسبوعان ولم تُشفَ، عندئذ يجب استشارة الطبيب لتلقِّي العلاج المناسب.

 من هذه العلاجات التي يمكن للطبيب اقتراحها:

  1. وصف بعض الأدوية التي تخفف من ألم البواسير أو النزيف وتدفعها للشفاء.
  2. إجراء عمل جراحي للتخلص من البواسير الخارجية باستخدام التخدير الموضعي، وهنا يجب الانتباه إلى أنَّ العمل الجراحي يجب أن يكون خلال 72 ساعة من ظهور الأعراض، ولا يجوز إجراؤها بعد ذلك؛ لأنَّ الأعراض تبدأ بالاختفاء من تلقاء نفسها.
  3. علاج باستخدام تقنية الليزر: هو إجراء لا يستغرق وقتاً طويلاً؛ فقط نحو 10 دقائق، كما لا يوجد أي ألم بعد إتمام هذا الإجراء؛ إذ يمكن للإنسان العودة إلى ممارسة نشاطاته وأعماله على الفور دون أيَّة مشكلات.
  4. مع حالة المرأة الحامل يجب استشارة الطبيب مباشرةً.
  5. يمكن للمصاب استخدام مراهم طبية تباع دون وصفات طبية.
  6. استخدام المسكن الموضعي والتحاميل لتخفيف الألم.

8. كيف يمكن علاج البواسير الخارجية منزلياً؟

  1. وضع القدمين في الماء الساخن يومياً.
  2. استخدام المحارم المعقمة في تنظيف الشرج.
  3. ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة؛ وهذا يقلل الرطوبة.
  4. تغير وضعية الجلوس وعدم الاستمرار على نفس الوضعية لوقت طويل.
  5. وضع كمادات باردة على منطقة الإصابة.
  6. تناول الأغذية الغنية بالألياف.
  7. استخدم مكعبات الثلج المجمدة ولفها بقطعة من القماش ووضعها مباشرة على المنطقة المصابة لمدة 10 دقائق، وتكرار هذا العمل مرات عدَّة خلال اليوم.
  8. جل الصبار: يساعد جل الصبار على علاج التهيج ويهدئ من الألم؛ إذ يحتوي على مضاد التهاب، ويمكن الاستفادة من خواصه الطبية في علاج البواسير من خلال وضع الجل على منطقة الشرج والتدليك بلطف.
  9. زيت اللوز: ويعمل على جعل منطقة الإصابة طرية، ويكون استخدامه بالاستعانة بقطعة من القطن وتغطيسها بالزيت، ومن ثم وضعها على المنطقة المصابة.
  10. زيت الزيتون: يحتوي زيت الزيتون على مواد مضادة للأكسدة وللالتهاب، ويُستخدم لعلاج البواسير الخارجية.
  11. أكياس الشاي الأسود: يساعد على تقليل التورم؛ وذلك بسبب احتوائها على حمض التانيك، ويمكن استخدامها في علاج البواسير من خلال نقعها قليلاً في الماء الساخن، ومن ثم تركها تبرد، ووضع الأكياس على المنطقة المصابة لمدة 15 دقيقة.
  12. ترطيب الجسم بشرب الماء، والجسم البشري يحتاج في الحالة الطبيعية إلى شرب نحو 8 أكواب من الماء، وفي حال الإصابة بالبواسير، يجب شرب الماء بشكل أكبر؛ أي نحو 10 أكواب للحفاظ على رطوبة الجسم، كما يعمل الماء على جعل حركة الأمعاء أسهل ومنع تشكل البراز الصلب، ومن ثمَّ تقليل الجهد في أثناء عملية التبرز.

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

9. ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها للوقاية من الإصابة بالبواسير؟

  1. البهارات.
  2. رقائق الشيبس.
  3. الأطعمة المجمدة.
  4. الأطعمة المصنعة.

10. مفاهيم خاطئة عن البواسير الخارجية:

البواسير يتم علاجها حصرياً بالعمل الجراحي:

الحقيقة أنَّه من الممكن علاج الألم والتورم ببعض العلاجات البسيطة داخل المنزل، مثل الكمادات الباردة والمراهم التي تُباع دون وصفات طبية، وحتى بعد استمرار وجود البواسير فترة أكثر من أسبوعين، يلجأ الطبيب إلى العلاجات البسيطة قبل اللجوء إلى العمل الجراحي.

الإمساك يسبب البواسير الخارجية:

الحقيقة أنَّ كلاً من الإمساك والإسهال قد يكون سبباً في حدوث البواسير.

البواسير متشابهة:

الحقيقة أنَّ البواسير أنواع؛ بعضها داخلي تماماً، وبعضها الآخر خارجي.

تتم معظم العمليات الجراحية لإزالة البواسير باستخدام المخدر الكلي:

تتم العمليات الجراحية باستخدام التخدير الموضعي وليس التخدير العام.

تُستخدم القطب الجراحية في عمليات البواسير:

تتم عملية إزالة البواسير دون استخدام قطب جراحية.

إقرأ أيضاً: 8 إرشادات للحفاظ على الصحة والتمتع بجسم سليم

استراتيجيات عامة لتجنب الإصابة بالبواسير الخارجية:

  • اتباع نظام غذائي يحتوي على الألياف.
  • تفادي الإصابة بالإمساك أو الإسهال عن طريق تناول الأطعمة المناسبة والغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه وشرب الحليب والحبوب الكاملة؛ فإنَّ هذه الأغذية سوف تجعل البراز ليناً، ومن ثمَّ تفادي الإصابة بالإمساك وبذل الجهد في أثناء التبرز.
  • شرب الماء بكميات كافية من 6 أكواب إلى 8 أكواب يومياً؛ وذلك بهدف الحفاظ على البراز ليناً.
  • عدم البقاء جالساً بنفس الوضعية فترة طويلة من الزمن.
  • علاج السعال من خلال تناول الأدوية المناسبة وعدم السماح له بالتطور.
  • تجنُّب الحالات النفسية المرهقة، مثل الغضب والقلق الزائد.
  • الاستحمام بالماء الدافئ أو وضع القدمين في الماء الدافئ لمدة تتراوح بين 10 دقائق إلى 15 دقيقة في المساء.
  • يجب عليك قصد الحمام فور إحساسك بالحاجة؛ وذلك لتجنب جفاف البراز والاضطرار إلى بذل الجهد في أثناء عملية التبرز.
  • تجنُّب حمل الأوزان الثقيلة.
  • ممارسة التمرينات الرياضية لا سيما المشي؛ وذلك لأنَّ الحفاظ على ليونة ونشاط الجسم وكذلك الحماية من الوزن الزائد يخفف من الضغط على الأوردة، ومن ثمَّ التقليل من حدوث البواسير.

في الختام:

إنَّ الإصابة بالبواسير الخارجية لا تستدعي القلق بشأنها؛ إذ إنَّها غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى زيارة الطبيب أو تلقِّي علاجات دوائية كبيرة، وعند الشعور بالألم يُفضَّل الذهاب إلى الطبيب لتلقِّي العلاج المناسب، ويجب الانتباه من قِبل كل من المرضى والأطباء إلى التقدم العلمي الذي طرأ على طرائق معالجة البواسير ومدى السهولة التي أصبحت متاحة للشفاء منها دون ألم يُذكر.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة