الأهداف الذكية (SMART GOALS): تعريفها وعناصرها وأهميتها

تمثِّل الأهداف الذكية اختصاراً لكلمة (SMART)، التي ترمز حروفها إلى "محدد" (Specific)، و"قابل للقياس" (Measurable)، و"قابل للتحقيق" (Achievable)، و"ملائم" (Relevant)، و"محدَّد زمنياً" (Time-bound)؛ إذ إنَّ تطبيق إطار عمل الأهداف الذكية (SMART) عند تحديد الأهداف، يساعدك على تركيز جهودك وتتبُّع تقدمك والتعديل على أهدافك عند الضرورة، والوصول إلى وجهتك في النهاية.

لذا كان من الواجب أن يتبع كل هدفٍ تحدده طريقة الأهداف الذكية (SMART)، أو أن تحدد المخاطر عند وضع أهدافٍ غير محددةٍ وغير قابلةٍ للتحقيق.

يضع الأشخاص في كثيرٍ من الأحيان أهدافاً غامضةً ومن دون خطةٍ محددة، في حين يأخذ إطار عمل تحديد الأهداف الذكية (SMART) رؤيةً عالية المستوى، ويترجمها إلى إجراءاتٍ محددةٍ ومعايير قابلةٍ للقياس؛ وهذا يوفر خطةً موثوقةً تحقق هدفك تحقيقاً منهجياً؛ لذلك، من دون إطار الأهداف الذكية (SMART)، لن يكون هدفك أكثر من مجرد أملٍ أو حلم.

خمسة عناصر لتحقيق الأهداف الذكية (SMART):

يجب أن يتكون كل هدفٍ تحدده من العناصر الخمسة للأهداف الذكية (SMART)، فدعونا نلقي نظرةً على كلٍّ منها بمزيدٍ من التفصيل:

1. محدَّد (Specific):

يؤسِّس تحديد الهدف للنجاح؛ هذا لأنَّ الأهداف المحدَّدة تكون واضحةً جداً وتمنح إحساساً واضحاً بالاتجاه، فضلاً عن أنَّها تمنحك فهماً قوياً للنجاح؛ إذ إنَّها الأساس الذي ستبني عليه خطة عملك، ومن ناحيةٍ أخرى، لا تكون الأهداف الغامضة ملموسةً ولا يمكن التصرف وفقاً لها؛ لأنَّ اتجاه النجاح وتعريفه يكونان غير واضحين.

مثال عن الهدف المحدَّد:

إذا كنت ترغب في الركض لنصف ماراثون، فبدلاً من تحديد هدف: "الركض في ماراثون"، عيِّن هدفاً أكثر تحديداً مثل: "البدء بماراثون معيَّن وإنهاء نصفه"؛ إذ تمنحك هذه الطريقة هدفاً مع وجهةٍ واضحةٍ ومحددةٍ جيداً، وهو شيءٌ يمكنك استخدامه كدافع.

2. قابل للقياس (Measurable):

يجب أن تتضمن الأهداف الذكية (SMART) معياراً محدداً لقياس النجاح، وللقيام بذلك، يجب عليك ابتداءً تحديد نفس المقياس، ثم تعيين رقمٍ محددٍ تحاول بلوغه أو تجاوزه؛ فمن خلال تقسيم الهدف إلى مقاييس محددة، فإنَّك تجعل هدفك ملموساً ويمكنك استخدامه لتعيين عاداتٍ منتجة، وتقييم تقدُّمك بمرور الوقت، ومعرفة لحظة وصولك إلى وجهتك، أو معرفة ما إذا كان الوقت قد حان لتغيير المسار عند نقطةٍ معيَّنة.

مثال عن هدف قابل للقياس:

بمتابعة المثال المذكور آنفاً، إنَّ "إنهاء نصف ماراثون" يُعَدُّ هدفاً محدداً وجديراً بالسعي من أجله، لكن بجعله أكثر قابليةً للقياس، فإنَّك تجعله أوضح وأكثر تحفيزاً، ويمكنك تعديل هدفك لجعله قابلاً للقياس فيصبح: "إنهاء نصف الماراثون في غضون ساعتين أو أقل"، فانظر كيف يزيد ذلك من الوضوح والتحديد، ويمنحك أيضاً في داخلك وجهةً أكثر ثباتاً.

3. قابل للتحقيق (Achievable):

يُفترَض بالأهداف الذكية (SMART)، فضلاً عن كونها محددةً وقابلةً للقياس، أن تكون أيضاً قابلةً للتحقيق، وهذا يعني أنَّك بحاجةٍ إلى تحديد أهدافٍ ساميةٍ ودفع نفسك، لكن عليك القيام بذلك بطريقةٍ واقعية، فإذا حددت هدفاً لا يمكن تحقيقه بشكلٍ كامل، فقد يبدو كأنَّه مسعىً تريده وتطمح إليه، إلا أنَّه سيثبط عزيمتك بسرعة عندما تدرك أنَّك لا تحرز أيَّ تقدمٍ نحو تحقيقه.

مع ذلك، فهذه نقطةٌ حساسةٌ هنا؛ لأنَّه لا يجب عليك تحديد أهدافٍ سهلةٍ للغاية أيضاً؛ بل يجب مثلاً تحديد أهدافٍ يكون لديك فيها درجة يقينٍ تقارب 80% بأنَّك ستحققها، ويأتي هذا النهج من إحدى فلسفات المبيعات؛ إذ يجب على مندوبي المبيعات تتبُّع ما يقارب 80% من الحد الأقصى للعمولة لديهم؛ وبهذه الطريقة، تكون الأهداف قابلةً للتحقيق وساميةً بما يكفي، حتى في حال عدم بلوغ المرء لها، فسيبقى في وضعٍ جيد.

مثال عن هدف قابل للتحقيق:

دعنا نواصل في مثال الجري لنصف الماراثون؛ فقد تبدو فكرةً جيدةً أن تحدد هدفاً طموحاً يتمثل بإنهاء السباق خلال وقتٍ قصير مثل ساعةٍ ونصف مثلاً، لكنَّ الأمر لا يجري بهذه الطريقة؛ إذ سوف ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالإحباط عندما تتدرب بقوةٍ وتدرك أنَّك لست مستعداً لخوض نصف ماراثون خلال مثل ذلك الوقت القصير حتى الآن.

للتأكد من أنَّ هدفك قابلٌ للتحقيق، تحقق من المعيار الذي حددته مسبقاً وتأكد من أنَّه يمثل تحدياً وسيزيد من مرونتك إلى أقصى الحدود، لكنَّ مع بقائه في نطاق إمكانية تحقيقك له.

4. ملائم (Relevant):

يجب أن تكون الأهداف الذكية (SMART) ملائمةً أيضاً لأولوياتك ورؤيتك أو رغباتك الشاملة، وللتأكد من أنَّ هدفك ملائم، ابدأ وخط النهاية في حسبانك وحدد رؤيتك العامة للحياة، وبعد ذلك، ترجم رؤيتك إلى سلسلةٍ من الأهداف المتتالية باستخدام إطار عمل الأهداف الذكية (SMART)، فإذا كان الهدف الذكي (SMART) الذي تحدده لا يتناسب مع الرؤية العامة لحياتك، فسيخرجك عن المسار الصحيح ولن يكون شيئاً تسعى إلى تحقيقه.

بدلاً من ذلك، اربط دائماً هدفك الذكي (SMART) باتجاهك العام في الحياة أو بشيءٍ يناسبك ومثيرٍ لك في الوقت الحالي؛ إذ يضمن ذلك أن تساعدك أهدافك الصغيرة على تحقيق أهدافك الأكبر، وأنَّك ستملك الدافع لرؤيتها تصل إلى خط النهاية.

شاهد بالفديو: كيف تحدد أهدافك وتنجزها دون توتر؟

مثال عن الهدف الملائم:

بالعودة إلى مثال نصف الماراثون، تحقق بدايةً من أنَّ الركض لنصف ماراثون هو شيءٌ هامٌ تريد تحقيقه، فإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون من الصعب التحلي بالدافع الضروري للتدريب الجاد وتحقيق هدفك.

كن صريحاً مع ذاتك وابدأ بسؤال نفسك: "كيف يساعدني هذا الهدف أو يجعل حياتي أفضل؟"، إذا لم يحدث ذلك، فربما عليك ألَّا تتابع به، حتى في أثناء مواجهة الضغط الاجتماعي أو شيءٍ مشابه.

تتمثل إحدى الطرائق الجيدة للتأكد من أنَّ هدفك الذكي (SMART) ملائم بإضافة عبارة "لهذا السبب"، التي تحدد بوضوح "السبب" الكامن وراء هدفك، وتتحقق من ملاءمته لك؛ على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في ركض نصف ماراثون لتحسين صحتك، فيمكنك إعادة كتابة هدفك من جديد ليصبح: "إنهاء نصف ماراثون في غضون ساعتين أو أقل حتى أصبح شخصاً أكثر صحةً".

5. محدَّد زمنياً (Time-Bound):

تحتاج جميع الأهداف الذكية (SMART) إلى تحديد موعدٍ نهائي؛ إذ يمنح تحديد المواعيد النهائية هدفك الوجهة التي يحتاج إليها، ويمنحك الدافع للبقاء مركِّزاً ولتحقيقه، ومن دون تحديد موعدٍ نهائي، لن يكون هدفك سوى حلماً، وسيستمر السعي إلى تحقيقه إلى الأبد، ومن دون إحراز تقدمٍ كبير، تعود المواعيد النهائية أيضاً بفائدةٍ إضافيةٍ تتمثل بالتقييم؛ إذ تتيح الوقت لمراجعة التقدم والتفكير فيما ينجح وما لا ينجح.

مثال عن الهدف المحدد زمنياً:

في مثال إنهاء نصف الماراثون، امنح هدفك مهلةً زمنيةً كي تحرص على أنَّه مقيَّد بوقتٍ محدَّد، وإذا قررت أنَّك ستحتاج إلى ثلاثة أشهرٍ لتتدرب على نصف الماراثون، فحدد الهدف كما الآتي: "التدرُّب على الجري خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لإنهاء نصف الماراثون خلال ساعتين حتى أصبح بصحةٍ أفضل"، بهذه الطريقة، ليس لديك شك في تحديد هدفك، وتضمن أنَّه هدفٌ يتبع طريقة الأهداف الذكية (SMART).

أمثلةٌ عن أهداف "سمارت" (SMART):

بعد أن فهمتَ العناصر الخمسة للهدف الذكي (SMART)، فقد حان الوقت للبحث في بعض الأمثلة الأخرى، وفيما يأتي بعض الأمثلة الرئيسة لكيفية تحقيق الأهداف الغامضة من خلال عملية تحديد أهداف ذكية (SMART):

الهدف: زيادة عدد المتابعين على موقع التواصل الاجتماعي "فسيبوك" (Facebook)

افترض أنَّ لديك هدفاً يتمثل بتوسيع وجودك على "فيسبوك" (Facebook) لتنمية أعمالك، ستجد أدناه تفصيل كيفية صياغة ذلك إلى هدفٍ تنطبق عليه طريقة الهدف الذكي (SMART).

1. محدَّد: زيادة حجم مجموعة "فيسبوك" (Facebook) الخاصة بشركتك.
2. قابل للقياس: زيادة عضوية مجموعة "فيسبوك" (Facebook) الخاصة بك بنسبة 50%.
3. قابل للتحقيق: زيادة العضوية بنسبة 50% عن طريق نشر محتوىً ملائم ثلاث مراتٍ في الأسبوع في مجموعتك.
4. ملائم: زيادة العضوية بنسبة 50% عن طريق نشر محتوىً ملائم ثلاث مرات في الأسبوع في مجموعتك لجذب عملاء ذوي قيمةٍ عالية.
5. محدَّد زمنياً: زيادة عضوية مجموعة "فيسبوك" (Facebook) بنسبة 50% من خلال نشر محتوىً ملائم ثلاث مرات أسبوعياً على مدار الأشهر الثلاثة المقبلة لجذب عملاء ذوي قيمة عالية.

الهدف: توفير مزيدٍ من المال

افترض أنَّك تملك هدفاً يتمثل بالادخار لسداد ديون بطاقة الائتمان، ستجد أدناه كيف يمكن صياغة ذلك في قالب هدف ذكي (SMART).

1. محدَّد: توفير 25000 دولار نقداً لسداد الديون، لتنتهي منها.
2. قابل للقياس: توفير 1000 دولار شهرياً لسداد الديون.
3. قابل للتحقيق: التحقق من أنَّه يمكنك زيادة دخلك وتقليل النفقات لتتمكن من توفير 1000 دولار شهرياً لسداد الديون.
4. ملائم: توفير 25000 دولار لتصبح بلا ديون، عن طريق توفير 1000 دولار شهرياً حتى تصل إلى الحرية المالية.
5. محدَّد زمنياً: توفير 25000 دولار لتصبح بلا ديون خلال 25 شهراً عن طريق توفير 1000 دولار شهرياً حتى تحصل على الحرية المالية.

الهدف: تنمية أعمالك الاستشارية

في هذا المثال، الهدف هو تحديد هدف نمو واقعي لأعمالك الاستشارية مع إنشاء خطة عمل محددة لمساعدتك على تحقيقه.

1. محدَّد: تنمية عائدات الأعمال الاستشارية.
2. قابل للقياس: زيادة إيرادات الأعمال الاستشارية بنسبة 25%.
3. قابل للتحقيق: زيادة إيرادات الأعمال الاستشارية بنسبة 25% من خلال إضافة خمسة عملاء جدد، بافتراض أنَّ خمسة عملاءٍ هو رقم يمكن تحقيقه.
4. ملائم: زيادة إيرادات الأعمال الاستشارية بنسبة 25% عن طريق إضافة خمسة عملاء جدد حتى تحقق الاستقرار المالي.
5. محدَّد زمنياً: زيادة إيرادات الأعمال الاستشارية بنسبة 25% في غضون عامٍ واحدٍ عن طريق إضافة خمسة عملاء جدد حتى تتمكن من تحقيق الاستقرار المالي.

كما ترى، تُوجد عدة أنواع مختلفة من الأهداف الذكية (SMART) التي يمكنك تحديدها.

أفضل الأدوات لتتبع الأهداف الذكية (SMART):

توجد عدة أدوات تناظرية ورقمية يمكن أن تساعدك على تحديد أهداف ذكية (SMART) وتتبُّعها بشكلٍ أفضل؛ إذ تُعَدُّ أوراق العمل المكتوبة أو تطبيقات تحديد الأهداف طرائق رائعةً لإبقائك متحمساً وفي المسار الصحيح نحو السعي إلى تحقيق هدفك.

في حين أنَّ أوراق العمل المادية قابلةٌ للتخصيص بدرجةٍ كبيرةٍ لتناسب احتياجاتك، إلا أنَّه يوجد العديد من تطبيقات تحديد الأهداف التي توفر طريقةً أكثر سلاسةً لتحديد الأهداف وتتبُّعها.

لنلقِ نظرةً على كلا الخيارين بمزيدٍ من التفصيل:

ورقة العمل لهدف ذكي (SMART):

يمكن استخدام ورقة عمل تحديد الهدف للمساعدة على تأطير هدفك الذكي (SMART) وتتبُّع تقدمك، وسواء كان ذلك في دفتر ملاحظاتٍ أم جدول بيانات، فاكتب الهدف، ووثِّق سبب رغبتك في تحقيق هذا الهدف وما سيعنيه بالنسبة إليك.

فكِّر في المنحى الذي سيأخذه تقدمك فيه، وما هي الخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها، وبعد ذلك، حدد أخيراً إجراءاتٍ قابلةً للقياس مع وضع إطارٍ زمني لتحقيقها، وسجِّل تقدمك خلال سير العملية، وعندما يحين الموعد النهائي، سيساعدك وجود سجل مفيد لتقدمك وملاحظاتك على إنشاء نقطةٍ انطلاقٍ جديدةٍ إذا لزم الأمر.

تطبيقات تحديد الأهداف الذكية (SMART Goal-Setting Apps):

توجد عدة تطبيقات تحديد الأهداف والإنتاجية على طريقة الأهداف الذكية (SMART)، والمفيدة لبناء العادات ووضع التذكيرات في أثناء العمل على تحقيق أهدافك، بينما يركز بعضها تركيزاً حصرياً على الصحة والراحة، ويُخصَّص بعضها الآخر لإدارة المشروع أو الأهداف المتعلقة بالعمل، ويستخدم كل تطبيقٍ استراتيجيةً مختلفةً، بدءاً من "عدم كسر السلسلة" إلى المكافآت السلبية إلى الكوتشينغ المخصص.

تتضمن بعض أفضل تطبيقات الأهداف الذكية (SMART) لتحديد الأهداف ما يأتي:

• كوتش.مي" (Coach.Me): يسمح لك هذا التطبيق بتحديد الأهداف عبر مجموعةٍ متنوعةٍ من الفئات المحددة مسبقاً أو عبر إنشاء هدفك الخاص، وبعد ذلك، يساعدك التطبيق على تحديد عاداتٍ جيدةٍ في طريقك لتحقيق هدفك، حتى إنَّه يوفر كوتشينغ أسبوعياً على العادات الصحية، ومجتمعاً واسعاً من المستخدمين.
• "سترايدس" (Strides): يركز هذا التطبيق على الأهداف الذكية (SMART) المهنية والشخصية؛ إذ يمكن تحديد أهدافٍ محددةٍ من بين مجموعةٍ متنوعةٍ من الفئات المتعلقة بالصحة والتمويل والهوايات والأعمال والعلاقات، أو تخصيص هدفٍ يناسب احتياجاتك على أفضل وجه.
• "بروداكتيف" (Productive): تطبيقٌ حصري لنظام "آي-أو-إس" (iOS)، يساعدك على بناء إجراءاتٍ مرتبطةٍ بهدفك المحدد، ويستخدم هذا التطبيق "استراتيجية عدم كسر السلسلة"، التي تحفزك على الالتزام بروتينك لأيامٍ متتالية.

ستساعدك مراجعةٌ مفصلةٌ لأفضل تطبيقات تحديد الأهداف هذه وغيرها على العثور على تطبيقٍ يناسب أهدافك الذكية (SMART) وشخصيتك وأسلوبك.

مزايا وعيوب الأهداف الذكية (SMART):

تُعَدُّ الأهداف الذكية (SMART) أداةً قويةً للمساعدة على جعل الأهداف الطموحة حقيقة، ويمكن أن يكون إطار عمل الهدف الذكي (SMART) أداةً بنَّاءةً، لكنَّه يملك عيوباً أيضاً - وإن كانت قليلة - وستجد أدناه تفصيل مزايا وعيوب تحديد الأهداف الذكية (SMART)؛ وذلك لتتمكَّن من استخدامها على نحو بنَّاء مع تجنُّب العثرات المحتملة:

فوائد الأهداف الذكية (SMART)

1. وضوح الرؤية: باستخدام عملية الهدف الذكي (SMART)، فأنت مجبر على تحديد ما هو الهام بالنسبة إليك ولماذا، ويتطلب تحويل الأهداف الغامضة إلى أفعالٍ محددةٍ سبراً لأغوار الشخصية وفهماً للذات، ومن خلال هذه العملية، تتضح رؤيتك وتركز على ما يهم.
2. الانضباط: توجد المشتتات في كل مكان؛ لذا يساعدك تحديد إجراءاتٍ محددةٍ وقابلةٍ للقياس تُجرى بطريقةٍ روتينيةٍ على الاستمرار في التركيز على الهام، وكما يكون الركض في الماراثون خطوةً بخطوة، فإنَّ نظام الأهداف الذكية (SMART) يبني عاداتٍ إيجابية من خلال التكرار.
3. التعديل: تُعَدُّ الأهداف الذكية (SMART) طريقةً بنَّاءةً لتقييم التقدم نحو الهدف وتعديله وفقاً لذلك، فإذا كنت تفوت هدفاً أسبوعياً باستمرار، فربما تحتاج إلى البدء بخطوات أبسط أو مراجعة هدفك بكل ما فيه، وتمنحك الأهداف الذكية (SMART) فرصةً لإعادة النظر والمراجعة من أجل تحسين جهودك وطاقتك.
4. الإجهاد: تفيد هذه الأهداف في البقاء على المسار الصحيح، لكن عندما تخرج الظروف عن السيطرة، يمكن أن تسبب ضغطاً إضافياً في حياتك؛ إذ يمكن لمرضٍ أو حدثٍ غير متوقع في العمل أو العائلة، الذي يمنعك من تحقيق هدفك في ذاك اليوم أو الأسبوع، أن يضيف ضغطاً غير مبررٍ ويعطي شعوراً بالفشل.

عيوب الأهداف الذكية (SMART):

1. الإجهاد: تفيد هذه الأهداف في البقاء على المسار الصحيح، لكن عندما تخرج الظروف عن السيطرة، يمكن أن تسبب ضغطاً إضافياً في حياتك؛ إذ يمكن لمرضٍ أو حدثٍ غير متوقع في العمل أو العائلة، الذي يمنعك من تحقيق هدفك في ذاك اليوم أو الأسبوع، أن يضيف ضغطاً غير مبررٍ ويعطي شعوراً بالفشل.
2. تضييق التركيز: تساعد الأهداف الذكية (SMART) على وضع إطار عملٍ للنجاح، ويمكن أن يكون التركيز المنفرد على هدف ذكي (SMART) ضاراً، خاصةً إذا كان هذا الهدف على حساب أولويات أخرى مثل الصحة أو العمل أو الأسرة، ومن الهام الحفاظ على منظورٍ عن الجوانب الأخرى في حياتك، وتحقيق التوازن بينها من أجل الحفاظ على تركيزٍ صحيٍّ على أهدافك.

شاهد بالفديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

كيفية تطبيق الأهداف الذكية (SMART) في حياتك:

تأكد في أثناء تحديد الأهداف الذكية (SMART) من أنَّك تملك رؤيةً واضحةً لما تريد أن تصبح حياتك عليه، وما تريد تحقيقه على وجه التحديد في كل مجالٍ من مجالات حياتك؛ إذ يمكن تعيين أهداف ذكية (SMART) في أيِّ فئة، كالشخصية أو المهنية أو الصحية أو المالية، لكن يجب ألَّا تملك كثيراً من الأهداف التي تشتت تركيزك، فينتهي بك الأمر إلى الفشل بجميعها.

لهذا السبب، اختر هدفاً كبيراً واحداً في مجالين أو ثلاثة مجالات لا أكثر، وإلا فقد تتشتت بينها أو تقترب من الفشل فيها، ثم قسِّم كلاً من هذين الهدفين أو الثلاثة إلى هدف يتبع لطريقة الهدف الذكي (SMART)، بحيث تحصل على خطواتٍ محددةٍ يجب اتباعها، واستخدم دفتر ملاحظاتٍ أو تطبيقاً لتتبُّع تقدمك ومراجعة البيانات بشكل دوري، واحتفِ بالنجاحات أو الإنجازات الصغيرة.

بع أن ترى تقدماً وزخماً ثابتاً، استمر في العمل حتى تصل إلى الموعد النهائي، ثم قرر ما إذا كنت تريد تعميق جهودك نحو هذا الهدف أو التركيز على هدفٍ أو مجالٍ آخر.

في الختام:

إن كان هدفك إتقان مهارةٍ، أو تحسين صحتك البدنية، أو كتابة كتاب، أو بدء عمل تجاري، أو أيَّ هدفٍ طَموح آخر، فإنَّ تحديد الأهداف بطريقة الأهداف الذكية (SMART) يساعدك على فهم دوافعك، وتفاصيل العملية، وتحديد الإجراءات، واكتساب عاداتٍ وممارساتٍ تساعدك على الوصول إلى هدفك.

المصدر