اقتراحات للاستخدام الفعّال للأسئلة

كيف نستخدم الأسئلة بشكلٍ فعّال يصب في زيادة فرص نجاح النقاش؟



استخدام الأسئلة بشكل فعّال:

1. تجنب الأسئلة البلاغية، واطرح أسئلة مثيرة للاهتمام تكون مثيرة للتفكير لكنها ليست صعبة جداً بحيث لا يستطيع الجمهور أن يجيب عليها.

2. اسأل بعض الأسئلة مفتوحة النهاية، ليس لها إجابات صواب أو خطأ، واستخدم الأسئلة لتشجيع تقاسم الخبرات والمشاعر والآراء... الخ.

3. ضع عناصر "أنتم" في الأسئلة، واجعل الأسئلة مرتبطة بالخبرة الشخصية للمستجيب.

4. قم بإعداد أسئلة رئيسية قبل العرض، حيث يصعب أن تفكر في أسئلة جيدة على استعجال، وإذا كانت المناقشة الموسعة مرغوبة، نظم العرض حول سلسلة من الأسئلة الإيحائية. 

5. اطرح أسئلة "ودية" ولا تستخدم الأسئلة للإرباك أو المضايقة، وتجنب "البقع المؤلمة" المعروفة.

6. اجعل الحوار خبرة مرضية للطرفين، واعط للمستجيبين وقتاً للتفكير وصياغة إجابتهم، وإذا وقعوا في حيرة، ساعدهم على إنقاذ ماء الوجه بتلخيص ما قالوه حتى الآن ثم اسأل إذا كان لدى أي فرد آخر شيء يريد أن يضيفه.

7. عندما تطرح سؤالاً محدداً، اقصر الإجابة على المعلومات المطلوبة، لا تدع المستجيب يهيمن أو يحاول السيطرة على العرض، ويمكن العودة إلى المسار عن طريق استخدام "شكراً، بأدب" ذلك ما كنا نبحث عنه.

8. إذا كان المطلوب مناقشة موسعة للجمهور، تجنب الحوارات المعزولة فرداً لفرد مع أفراد محددين (تطرح السؤال رقم 1، يجيب الفرد أ، تطرح السؤال رقم 2، يجيب الفرد ب.. الخ) بدلاً من ذلك، شجع أعضاء الجمهور على الاستجابة وطرح الأسئلة على بعضهم البعض.

إقرأ أيضاً: كيف تطرح الأسئلة بشكل جيّد وتدهش الآخرين!

يوجد أسلوب شائع الاستخدام لإقناع الجمهور الشكاك يسمى "أسلوب السندويتش"، وهو يتضمن ثلاث خطوات:

  1. تؤكد على مزايا الخطة.
  2. تقيّم بطريقة واقعية الأخطار أو الهموم المقترنة بتبنيها.
  3. تعزز العوائد بتوضيح كيف تتفوق على التكاليف، تظهر كيف يمكن تقليل المخاطر بالإجراءات الوقائية المقترحة، أو تظهر كيف يمكن التغلب على المقاومة للتغيير.

الاختتام "بمفكرة بالغة الذروة"، وذلك بإدراج ملخص شامل وتصرفات أو خيارات مقترحة، وتذكر أهم الأجزاء في العرض هي الدقائق القليلة الأولى والأخيرة، حيث توطّد انطباعاً ابتدائياً في مقدمتك يصبغ بقية العرض، ويؤثر الانطباع الذي يتم خلقه أثناء الاختتام على التقييم الشامل طويل الأجل بواسطة الجمهور لأدائك.

آداب وأخلاق النقاش والحوار والخلاف في الاجتماعات واللقاءات وغيرها:

1. على المدير أو القائد – وكل شخص عاقل ناجح راق – عند النقاش والحوار (في مختلف الاجتماعات واللقاءات) أن يكون حليماً واسع الصدر، وأن يجادل بالحكمة وبالتي هي أحسن، وألاّ يغضب أو يتجهم في وجه الطرف الآخر حتى ولو كان على غير حق، لأن قصده بيان الحقيقة والبحث عن المصلحة العامة والتوصل إليها دون مهاترات ودون جدال لا فائدة منه، قال الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (النحل،الآية:125)، أي: (ادع – يا محمد – أنت ومن اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم، بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة، وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم، وانصح لهم نصحاً حسناً، يرغبهم في الخير، وينفرهم من الشر، وجادلهم بأحسن طرق المجادلة من الرفق واللين).

إقرأ أيضاً: القادة يسألون أسئلة قوية وصعبة وملهمة

وقال سبحانه وتعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) (العنكبوت، الآية:46). قال السعدي: ينهى تعالى عن مجادلة أهل الكتاب، إذا كانت من غير بصيرة من المجادل، أو بغير قاعدة مُرضِية، وألاّ يجادلوا إلا بالتي هي أحسن، بحسن خلق ولطف ولين كلام، ودعوة إلى الحق وتحسينه، ورد على الباطل وتهجينه، بأقرب طريق موصل لذلك، وأن لا يكون القصد منها مجرد المجادلة والمغالبة، وحب العلو، بل يكون القصد بيان الحق، وهداية الخلق، إلا من ظلم من أهل الكتاب، بأن ظهر من قصده وحاله، أنه لا إرادة له في الحق، وإنما يجادل على وجه المشاغبة والمغالبة، فهذا لا فائدة في جداله، لأن المقصود منها ضائع.

(وغالباً ما يؤدي الاقناع بالرقة والوداعة نتيجة أفضل وأقوى من الصراخ والشدة والغضب وتوجيه اللوم. تنطبق هذه القاعدة على العملاء والموظفين والعمال والأصدقاء) كارنيجي وشركاه.

2. من الشروط المهمة للحوار والنقاش المثمر، هو الاحترام المتبادل والحذر التام من احتقار الطرف الآخر وازدرائه، أو استصغار رأيه والاستخفاف به، سواءً كان الطرف الآخر حاضراً أم غائباً، وسواءً كان أمام المجتمعين أو لم يكن معهم أحد، لما لذلك من الخطورة في إيغال الصدور وزرع العداوات وحصول الفرقة والتنازع. هذا بالإضافة إلى أهمية احترام عقول الأطراف الأخرى ومشاعرهم ومقاماتهم.

3. إن من الآداب الأساسية في الحوارات والنقاشات هو حسن الاستماع والإنصات، يقول الفريق يحيى المعلمي: من سمات القائد الناجح أن يحسن الاستماع إلى محدثه، وهذه الصفة من دلائل اللباقة، ومكارم الأخلاق، يقول أبو تمام: وتــراه يـصغي للحـديث بعقلــه        وبقلبـــه ولعلـه أدرى بــه

إقرأ أيضاً: أخلاقيات الحوار مع الآخرين

ومن العادات السيئة مقاطعة المتحدث أو إخباره بأنك تعرف ما سيقول، أو أنك قد علمت ما قاله قبل أن يقوله، كما أن دأبه على المقاطعة وضجره من الاستماع يحرمه من معرفة كثير من الحقائق.

4. البعد في النقاشات والحوارات والمداخلات عن العبارات القاسية والمحرجة للطرف الآخر مثل: هذا خطأ فادح، أو هذا غير صحيح على الإطلاق، أو هذا من الغباء، أو هذه سفاهة، أو أنا ضد ما ذكره الأخ تماماً، ونحو ذلك. لأنها لا تخلق جواً سليماً للحوار والتفاهم، ناهيك عن تهيئتها لجو من عدم الإتفاق والتلاقي.

ويمكن استبدالها بعبارات نحو:

مع احترامي لوجهة نظر فلان إلا أنه غير دقيق، هناك حقائق ومسلمات أحب أن أوضحها قبل أن أناقش أصل الموضوع، أو لو دققت في الأمر لوجدت أنه يحتاج إلى مراجعة وإلى مزيد من التأمل، أو لربما كانت هذه الوجهة مبنية على بعض المعلومات التي قد تكون غير دقيقة، أظن أن المسألة لو طرقت من باب كذا لتبين لنا بعض الأمور الأخرى... وهكذا.

وأفضل منها نحو:

أشكر الصديق أو الأخ أو المتحدث الكريم ولكن لي وجهة نظر تختلف عما قاله وسأبين الأسباب والأدلة على ما أقول، مع شكري لهذا الطرح إلا أني أعتقد أن هناك بعض الحقائق والمعلومات التي حري بنا أن نتأملها للوصول إلى الحقيقة أو إلى وجهة نظر شاملة وعميقة وموضوعية،... وهكذا. 

إقرأ أيضاً: حركات يجب تجنبها أثناء الإلقاء أمام الجمهور

5. إن من أسباب عدم الاتفاق وحدّة الحديث والصراع أثناء اللقاءات هو سوء الظن المسبق من أحد الطرفين، إنَّ هذه الأمور هي السبب في أن كثيراً من اللقاءات والاجتماعات والحوارات يحضرها المعنيون وهم محتقنون حانقون ناقمون مستعدون للنزال والانتقام والانتصار للنفس وليس للمصلحة، وليس للحكمة والعقل والخلق الرشيد، وليس للحق والحقيقة.

6. إن مقولة "أن نتفق على كل شيء أو لا نتفق على شيء" مقولة خطيرة تدل على تحجر الفكر وضيق الأفق وانغلاق العقل وقسوة القلب، نعوذ بالله من كل ذلك، إنه لا مانع ولا عيب من الاختلاف، بل هو ظاهرة طبيعية وصحية، ولكن بشكل مؤدب ونقاش مهذب، مع تبادل للأفكار بنفوس سليمة وعقول ناضجة مفتوحة، وصدور متسعة للرأي الآخر، أو على الأقل مستعدة لسماعه واحترامه.

7. ومع ما سبق، فإنه من الأهمية البالغة الاحترام الكامل من الجميع للقرار النهائي، إن ذلك في غاية الأهمية للمساهمة في تحقيق الاستقرار والأمان والنمو والنجاح، لأن هناك فرقاً بين النقاشات المفيدة، والتأدب بأداب الحوار والخلاف، واحترام الرأي الآخر من جهة، وبين المخالفة من جهة أخرى. 

إنها آداب وأخلاق المنظمات المتألقة والمجتمعات الراقية الآمنة، والأشخاص العقلاء النبلاء، السادة الكرماء، من الرجال والنساء، إنها أساسية في تحقيق النجاح والاستقرار والخروج بالهدف الأسمى من الاجتماعات، وهو الوصول إلى الحق والصواب ثم الالتزام به والصيرورة والرجوع إليه، بغض النظر عمن كان الداعي له أو المدافع عنه في أول الأمر.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة