اضطراب الغدة الدرقيّة ونصائح غذائيّة لعلاجها

تلعب الغدة الدرقية دورًا أساسيًا في تنظيم عمل وسير هرمونات الجسم، لهذا فإنّ تعرّضها لأي نوع من الاضطراب سينعكس سلبًا على صحة جسم الإنسان وقدرته على التمتع بالراحة النفسيّة والجسدية، فيما يلي سنُسلّط الضوء على موضوع اضطراب الغدة الدرقيّة، وأهم النصائح الغذائيّة التي تساعد في علاج هذه المشكلة الصحيّة.



أولًا: تعريف الغدة الدرقيّة

الغدة الدرقيّة هي عبارة عن عضو يوجد تحت الجلد في مقدمة الرقبة، وهي تشبه الفراشة في شكلها، ولا يُمكن للإنسان أن يشعر بوجودها على الإطلاق، وتقوم هذه الغدة الصغيرة بإفراز الهرمونات التي تتحكم في عملية الأيض داخل جسم الإنسان، وبالتالي التحكّم بالعديد من الوظائف الحيويّة المهمة فيهِ، كعمل الجهاز التنفسي، عمل القلب، وعمل الجهاز العصبي، بالإضافة لدورها في المحافظة على القوة العضلية للإنسان، وتنظيم عملية الحيض في جسم المرأة، وتنظيم حرارة الجسم، ومستويات الكوليسترول في الدّم.

ثانيًا: فرط نشاط الغدة الدرقيّة

أسباب فرط نشاط الغدة الدرقيّة:

  1. تناول الإنسان لكميات من المأكولات التي تحتوي على اليود.
  2. الإصابة بالتهاب في الغدة الدرقيّة، والذي يحدث عادةً نتيجة الإصابة بمرض فيروسي.
  3. الإصابة بورم في الغدة، والذي يؤدي لتشكل عُقيدات ساخنة تنمو على أنسجة الغدة بشكلٍ كبير، مما يؤثر على عمل الغدة، وعادةُ ما تكون هذهِ الأورام حميدة.
  4. الإفراط في تناول الهرمونات الدرقيّة.
  5. الإصابة بأورام في المبايض أو الخصيتين.

أعراض فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:

  1. العصبية، والشعور بالقلق والتوتر والانزعاج الدّائم، دون وجود أي أسباب أو مُبررات واضحة لهذا الشعور.
  2. المعاناة من تقلباتٍ حادة في المزاج، فتارةً يشعر الإنسان بالسعادة والبهجة، وتارةً أخرى بالحزن والتعاسة.
  3. الشعور بالتعب والإرهاق طوال اليوم، حتّى دون أن يبذل الإنسان أي مجهود بدني يّذكر، مترافق مع شعور بألم في العضلات والعظام المنتشرة في الجسم.
  4. الحساسيّة الشديدة ضد الحرارة، والتعرق المفرط، والتبول بشكلٍ زائد.
  5. زيادة الشهيّة لتناول الطعام، وبالرغم من هذا فإن وزن الإنسان ينخفض بشكلٍ غير طبيعي على الإطلاق.
  6. الإصابة ببعض المشاكل المتعلقة بالدورة الشهريّة، وعدم انتظامها، وانقطاعها لعدة أشهر، بالإضافة للتعرض لمشكلة العقم وعدم القدرة على الإنجاب بالنسبة للرجل أو المرأة.
  7. ضعف الأعصاب، والإصابة برجفان في الأطراف.
  8. ضعف الرغبة الجنسيّة بالنسبة للرجل والمرأة.

أما بالنسبة للأعراض الجسديّة الظاهرة فهي:

  1. تورم في منطقة العنق، ناتج عن تضخم الغدة الدرقيّة.
  2. خفقان في القلب، وعدم انتظام ضرباته.
  3. رطوبة الجلد ودفئهِ.
  4. احمرار راحة اليد.
  5. فقدان الأظافر وضعفها.
  6. الإصابة بمشكلة الطفح الجلدي.
  7. فقدان الشعر وتساقطهِ.
  8. الإحساس بوخز في منطقة الوجه والأطراف.

مضاعفات الإصابة بفرط نشاط الغدّة الدرقيّة:

  1. الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل القلبيّة الخطيرة، كالإصابة بالرجفان الأذيني، وفشل القلب الإحتقاني، وغيرها من أمراض القلب الخطيرة.
  2. الإصابة بمرض هشاشة العظام، والذي ينتج عن عدم امتصاص الجسم للكالسيوم والمعادن، وذلك بسبب إنتاج الغدة للكثير من الهرمونات التي تتداخل مع قدرة الجسم على دمج الكالسيوم في العظام.
  3. الإصابة ببعض أمراض العين، كالإحمرار، الانتفاخ، التورم، والحساسيّة للضوء، بالإضافة لعدم وضوح الرؤية، أو الرؤية المزوجة، وفي كثير من الأحيان تتطور هذهِ الحالة لدرجة فقدان الإنسان لنظرهِ بشكلٍ تام.
  4. احمرار الجلد وتورّمه، بالإضافة لتورم في الساقين والقدمين.

الأطعمة المفيدة لعلاج مشكلة فرط نشاط الغدّة الدرقيّة:

1- الحبوب الكاملة:

تساعد الحبوب الكاملة في علاج مختلف الأعراض التي يُعاني منها الإنسان المصاب بفرط نشاط الغدة الدرقيّة، كالإمساك مثلًا، لهذا يجب على المريض الذي يُعاني من هذهِ المشكلة أن يتناول وجبة من الحبوب الكاملة صباح كل يوم.

2- الفاصولياء:

تحتوي الفاصولياء على كمياتٍ كبيرة من المواد المضادة للأكسدة، والفيتامينات والمعادن والبروتينات، التي تساعد على منح الجسم طاقةً كبيرة، للقضاء على الخمول والكسل الذي تسببُه فرط نشاط الغدة الدرقيّة للإنسان.

3- السمك:

يتميّز السمك باحتوائهِ على كميةٍ كبيرة من الأوميجا3 الذي يحدّ من مشكلة فرط نشاط الغدة الدرقيّة، كما ويُقلل من خطر تعرض الإنسان لأمراض القلب وضعف المناعة.

4- المكسّرات:

تُساعد المكسرات في القضاء على الكثير من الأعراض المزعجة التي يُسببها نشاط الغدة الدرقيّة للإنسان، فتعمل مثلًا على منح الإنسان شعورًا بالشبع والامتلاء لساعاتٍ طويلة من اليوم وتجنبهُ مشكلة السمنة الزائدة.

5- الشوفان:

وهو من الأطعمة الضرورية  للمريض الذي يُعاني من فرط نشاط الغدة الدرقيّة، وذلك لأنّهُ يُحافظ على صحة الجهاز الهضمي، ويمد الجسم بالطاقة والحيويّة والنشاط طوال اليوم.

الأطعمة الممنوعة على من يُعاني من فرط نشاط الغدة:

1- الأطعمة الدهنيّة:

يجب على المريض الذي يُعاني من فرط نشاط الغدة الدرقيّة أن يبتعد عن تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون، وذلك لأنّها تقلل من قدرة الجسم على امتصاص الهرمونات الدرقيّة.

2- الكافيين:

يجب على المريض أن يُقلل قدر المستطاع من شرب المواد التي تحتوي على الكافيين، وذلك لأنّ الكافيين يؤثر على تنيظم عمل الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقيّة في جسم الإنسان.

3- الخضروات الكرنبية:

تؤثر هذه الأنواع من الخضروات على عمل الغدة الدرقية وقدرتها على إفراز الهرمونات بشكلٍ صحيح، لهذا يجب على مريض الغدة الدرقيّة أن يتوقف عن تناول مثل هذهِ الأنواع من الخضروات كالكرنب، الرنبيط، البروكلي، اللفت، والملفوف.

4- الأطعمة المُصنعة:

إنّ الأطعمة المُصنعة بمختلف أنواعها تؤثر سلبًا على صحة الإنسان المصاب بمرض فرط نشاط الغدة الدرقيّة، وتعرّضه لخطر الإصابة بارتفاعٍ كبير في ضغط الدم بنسبة تصل إلى ثلاث أضعاف.

ثالثًا: خمول الغدّة الدرقيّة

أسباب الإصابة بخمول الغدّة الدرقيّة:

  1. الخضوع لعلاج بالإشعاعات، وبشكلٍ خاص الإشعاعات المستخدمة في منطقة الرقبة.
  2. الخضوع لعمل جراحي في منطقة الغدة، كإزالة جزء من الغدة الدرقيّة.
  3. تناول الإنسان لبعض الأنواع من الأدويّة التي تؤثرُ سلبًا على عمل الغدة الدرقيّة.
  4. الإصابة بهذه المشكلة نتيجة بعض العوامل الوراثيّة، كإصابة الأب أو الأم، أو الأجداد بهذا المرض.
  5. الإصابة بمرض اضطراب الغدة النخاميّة.
  6. ظروف الحمل والولادة، حيث أنّ المرأة تتعرّض خلال فترة الحمل لاضراباتٍ عامة في الغدة، وذلك نتيجة ضعف عمل الجهاز المناعي خلال فترة الحمل.
  7. نقص عنصر اليود من الجسم، مما يُعيق من قدرة الغدة على إفراز الهرمونات التي يحتاجها الجسم.
  8. انخفاض مستوى الماغنيسيوم في الدّم، وهذا ما يؤثر بقدرة الغدة على العمل بشكلٍ سليم.
  9. الإصابة ببعض الأمراض كمرض أديسون.

أعراض خمول الغدة الدرقيّة:

  1. الإحساس بحرق أو وخز وتنميل في أطراف الأصابع واليدين والقدمين، والشفتين.
  2. آلام شديدة في العضلات مترافقة مع تشنجاتٍ مؤلمة في منطقة اليدين، الساقين، البطن، والوجه.
  3. تقلصات ووخز في عضلات الوجه، وبشكلٍ خاص حول الفم، وفي منطقة العنق.
  4. الإحساس بالتعب، والضعف، والإرهاق، وتورم في المفاصل وجفافها.
  5. ألم غير محمول وشديد خلال فترة الحيض، والشعور بالنعاس الشديد.
  6. ترقق الحاجبين، وتساقط الشعر لدرجة الإصابة بمشكلة الصلع.
  7. جفاف البشرة وتقشرها، وزيادة الحساسيّة في الجو البارد والحار.
  8. ضعف الأظافر وهشاشتها، وخشونة الصوت.
  9. التعرض لنوباتٍ من الصداع الشديد، و الإصابة بالاكتئاب النفسي، وتقلباتٍ حادة في المزاج، بالإضافة لضعف الذاكرة، والتعرض لحالاتٍ من النسيان المتكرر.

أمّا بالنسبة لمضاعفات الإصابة بخمول الغدة الدرقيّة فهي:

  1. تورم متوسط إلى شديد في منطقة الرقبة، مما يؤثرُ على المظهر الخارجي للإنسان.
  2. صعوبة بلع الطعام.
  3. تعرض الإنسان لخطر الإصابة بأمراض القلب.
  4. زيادة نسبة الكوليسرتول الضّار في الدم.
  5. التعرض لمشكلة فقدان الذاكرة، والإصابة بمرض إعتام عدسة العين.
  6. فقدان الوعي، والإصابة بحالاتٍ من الصرع.
  7. اختلال في وظائف وعمل الكلى.
  8. قصر القامة وتوقف عملية النمو بالنسبة للأطفال المصابين بهذا المرض.
  9. التأخر العقلي لدى الأطفال.

الأطعمة المفيدة لعلاج مشكلة خمول الغدة الدرقيّة:

1- الأسماك:

تحتوي الأسماك على كميّةٍ وفيرة من الأحماض الدهنيّة التي تعمل على إعادة التوازن الصحي لعمل الغدة وقدرتها على إفراز الهرمونات، كما وتساعدُ هذهِ الأحماض التي تحتويها الأسماك على دعم عمل الأعصاب والحفاظ على قوتها ومتانتها، لهذا يجب أن تتناول ثلاث وجبات من السمك إسبوعيًا على الأقل.

2- الخضار والفاكهة الغنية بمضادات الأكسدة:

تعمل مضادات الأكسدة وبفعاليّة على تنظيم عمل الغدة الدرقيّة والحد من خمولها، لهذا يجب أن تتناول يوميًا هذهِ الفاكهة والخضار التي تحتوي على مضادات الأكسدة، كالتوت، التفاح، الرمان، البندورة، والفلفل الحلو.

3- الحبوب الكاملة:

تحتوي الحبوب الكاملة على الكثير من الفيتامينات التي تعالج مشكلة خمول الغدة الدرقيّة، بما فيها فيتامين b، لهذا يجب أن تتناول ما لايقل عن طبق من الحبوب الكاملة يوميًا.

4- المسكرات:

تحتوي المكسرات على كمياتٍ وفيرة من عنصر السيلينيوم الذي يُعالج مشكلة خمول الغدة الدرقيّة، لخذا يجب أن تتناول وجبات يوميّة من المسكرات وبشكلٍ خاص بذور دوار الشمس، اللوز، الكاجو، الجوز، والبنجق.

5- البيض:

وهو من أهم الأغذية التي يجب على مريض خمول الغدة الدرقية أن يتناولها بشكلٍ يومي في الصباح أو المساء، وبالتحديد البيض المسلوق، وذلك لأنّ البيض يساعد في الحد من التقلصات والتشنجات العضليّة.

6- بذور الكتان:

تحتوي بذور الكتان على كميّةٍ وفيرة من الأحماض الدهنية التي تزيد من نشاط وعمل الغدة الدرقيّة، لهذا عليك أن تتناول طبق من بذور الكتان بشكلٍ يومي.

7- الزنجبيل:

يُساعد الزنجبيل على تنشيط عمل الغدة الدرقيّة والقضاء على خمولها، لهذا يجب أن تشرب كوب من الزنجبيل المغلي يوميًا، أو إضافة الزنجبيل إلى الوجبات اليوميّة.

شاهد: 8 فوائد سحرية للزنجبيل

الأطعمة التي يجب أن يبتعد عنها المريض المصاب بخمول الغدة الدرقيّة:

1- الأطعمة السكرية:

تؤثر الأطعمة السكرية على عمل الغدة الدرقيّة، وبشكلٍ خاص الذين يُعانون من خمول في الغدة، بما فيها الفاكهة التي تحتوي على كمياتٍ كبيرة من السكريات كالموز، البطيخ الأصفر، المشمش، والدراق.

2- النشويات:

وهي من الأطعمة التي يجب أن يبتعد عنها مريض الغدة الدرقيّة، وذلك لأنّ النشويات تعيق عمل الغدة، وتحد من قدرتها على إفراز الهرمونات التي يحتاجها الجسم، ومن هذهِ الأطعمة الخبز الأبيض، الأرز، المعكرونة.

3- بعض الأنواع من الخضار:

هناك بعض الأنواع من الخضار التي يجب على المريض المصاب بخمول الغدة الدرقيّة أن يبتعد عنها، وذلك لأنها تسيئ لوضعهِ الصحي بشكلٍ عام، كالفاصولياء، البطاطا، والسبانخ.

 

كما رأيت عزيزي فإنّ اضطرابات الغدة الدرقيّة، يؤثرُ سلبًا على صحة الإنسان وراحتهِ النفسيّة، لهذا ننصحكَ بأن تتقيد بكافة النصائح الغذائيّة التي قدمناها لك، لتحافظ قدر المستطاع على عمل الغدة الدرقيّة وسلامتك الصحيّة.

 

المصادر:

  1. ويكيبيديا
  2. ما هي أعراض زيادة نشاط الغدة الدرقية
  3. الغدة الدرقية
  4. زيادة نشاط الغدة الدرقية أسباب وأعراض وعلاج طبيعي
  5. لفرط نشاط الغدة الدرقية.. 5 أطعمة مسموحة و5 ممنوعة



مقالات مرتبطة