استخدام الحناء للشعر: فوائده، وأضراره، وخلطاته، ونصائح لاستخدامه

تعتمد كثير من النساء -وخاصة العربيات منهنَّ- على الحِنَّاء في عملية تغيير لون الشعر، ومنحه الرونق واللمعان، وفي هذا المقال عزيزتي المرأة سنقدم إليكِ أهم فوائد الحِنَّاء، واستخداماتها في العلاجات طبية، ونتحدث عن الأضرار المحتملة من استخدامها، وبعض خلطات الحِنَّاء التي يمكن أن تعالج عدداً من مشاكل الشعر؛ فتابعي معنا في السطور القليلة القادمة.

ما هي نبتة الحِنَّاء؟

الحِنَّاء نبتة من الفصيلة الخثرية التابعة لرتبة الآسيات، ولها أسماء عديدة منها: (الرقون، اليرناء، الأرقان، الرقان)، وهي شُجيرة مستديمة الخضرة تعيش حوالي 3 سنوات ويمكن أن يصل عمرها إلى عشر سنوات، يبلغ طولها حوالي ثلاثة أمتار، غزيرة التفرع أوراقها بسيطة جلدية بيضاوية أو عريضة متقابلة يبلغ طولها من 3 إلى 4 سم، لونها أبيض مُصفر أو أحمر خفيف، وتصنف شجرة الحِنَّاء إلى صنفين مختلفين بلون الأزهار، وهما: (الصنف الأول لون أزهاره بنفسجية "Miniata"، والصنف الثاني لون أزهاره بيضاء "Alba")، وهناك أصناف أخرى أيضاً نذكر منها: (البغدادي، والشامي، والبلدي، والشائكة)، ويُعد الموطن الرئيس لنبتة الحِنَّاء دول منطقة جنوب غربي آسيا، كما أنَّها تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة إفريقيا؛ حيث أنَّها تحتاج لبيئة حارة، كما انتشرت زراعتها في منطقة حوض المتوسط، وأهم البلدان المنتجة والمصدرة للحِنَّاء هي: (مصر، والسودان، والمغرب العربي، والهند، والصين).

ما هي فوائد الحِنَّاء؟

هناك الكثير من الاستخدامات والفوائد للحِنَّاء نذكر منها:

1. فوائد الحِنَّاء للشعر:

1. هي صبغة طبيعية للشعر: إنَّ صبغ الشعر وتلوينه بشكل طبيعي، من أكثر الاستعمالات الشائعة للحِنَّاء، فالحِنَّة تصبغ الشعر وتخلصه من اللون الأبيض (الشيب)، كما تمنحه صحة ورونقاً، وتخلصه من البهتان وتصلح التالف منه.
2. تُعالج مشكلة تساقط الشعر: يمكن للشعر ضعيف الجذور أن يتساقط بكثرة؛ لذا فإنَّ الحِنَّاء تُستخدم كمقوي للشعر من الجذور، الأمر الذي يساهم كثيراً في الحد من تساقطه دون اللجوء إلى استعمال أية أدوية ودون أي آثار جانبية تُذكر، كما أنَّها تُحفِّز نمو الشعر من جديد. ومن الخلطات المفيدة في هذا المجال نذكر: مزج بذور الحلبة مع الحِنَّاء ووضعها على الشعر.
3. تقضي على القشرة وحكة فروة الرأس: تُعد الفطريات من الأسباب الرئيسة في ظهور قشرة الرأس المؤدية إلى تساقط الشعر، والشعور المستمر بالحكة في فروة الرأس، وبما أنَّ الحِنَّاء تحتوي على مضادات للبكتيريا؛ فهي تُعد إحد طرائق العلاج الفعالة في التخلص من قشرة الرأس نهائياً ودون التعرض لأي آثار جانبية.
4. تُخلِّص فروة الرأس من الإفرازات الدهنية: تُساعد الحِنَّاء في توازن الأحماض الدهنية في فروة الرأس، الأمر الذي له تأثير إيجابي كبير في الشعر؛ فيجعله مرناً قوياً ويمنع تساقطه، كما أنَّها تعمل على إعادة الأداء الطبيعي للغدد الدهنية.
5. تُعالج الشعر وتحميه من التقصُّف: تُساهم الحِنَّاء بفعالية في تكييف الشعر، وجعله ناعماً ورطباً ولامعاً غير باهت، كما أنَّها تُصلح الشعر التالف وتمنع ظهور التقصف وتحافظ عليه وتحميه.
6. تكييف الشعر وفرده: تُعاني كثير من النساء شعراً مُتشابكاً خشن الملمس، ولحل هذه المشكلة يستخدمون مواداً كيميائية تؤدي إلى تلف الشعر وتساقطه، في حين يُنصح لحل هذه المشكلة استخدام الحِنَّاء التي تتغلغل في الشعر، وتجعله لامعاً ذو ملمس حريري وسلس، فهي مُكيِّف طبيعي للشعر.

2. فوائد الحِنَّاء للبشرة:

للحِنَّاء دور كبير في مكافحة علامات التقدم في العمر، حيث أظهرت بعض الدراسات أنَّ استخدام الحِنَّة على الجلد موضعياً يمكن أن يُقلل من ظهور التجاعيد، ويُخفف من علامات التقدم بالعمر؛ بسبب احتواء الحِنَّاء على مضادات الأكسدة.

3. فائدة الحِنَّاء للأظافر:

تتميز الحِنَّاء بالقدرة على تعقيم الجلد المحيط بالأظافر وأسفلها؛ وذلك بسبب احتوائها على مضادات بكتيرية، الأمر الذي يحمي الأظافر من أي التهابات محتملة، ويُحافظ عليها سليمة ويُقوِّيها.

4. فوائد الحِنَّاء الصحية:

1. تُعالج اضطرابات النوم: تساعد الحِنَّاء في الحصول على الاسترخاء؛ لذا فإنَّ استخدام زيت الحِنَّاء له دور كبير في مكافحة اضطرابات النوم، والتخلص من الأرق الليلي.
2. تُكافح الحُمَّى وارتفاع درجات حرارة الجسم: من الاستخدامات الصحية المميزة للحِنَّاء تخفيض درجة حرارة الجسم المرتفعة مباشرة، والتي قد أن تؤثر سلباً في أعضاء الجسم الداخلية ووظائفها. وآلية عمل الحِنَّاء في مكافحة الحمى تكون بتحفيز التعرق لخفض درجة حرارة الجسم، أو بتبريد الجلد مباشرة.
3. تُعالج ألم الرأس: يمكن لوضع الحِنَّاء موضعياً على جلد الرأس أن يساهم في التخلص من الصداع وآلام الرأس المختلفة، حيث أنَّها تحتوي على مواد تقوي الدورة الدموية وتساعد على الاسترخاء، كما أنَّ مضادات الالتهاب التي تحتويها لها دور كبير في معالجة الشقيقة والصداع.
4. تُسرع في التئام الجروح: يُساهم وضع الحِنَّاء على الجروح في تسريع التئامها؛ لامتلاكها قدرة كبيرة على تعقيم الجروح وحمايتها من أي تلوث أو التهاب، وخاصة لدى المُصابين بداء السُّكري، كما أنَّ للحِنَّاء دوراً في معالجة الحروق وخاصة حروق الجسم، وذلك بسبب خصائصها في تبريد الجلد وسحب الحرارة منه.
5. تُستخدم في علاج الأمراض الجلدية: يمكن للحِنَّاء أن تكون علاجاً لبعض الأمراض الجلدية مثل: (حب الشباب، والدمامل، والأورام، والقروح، والأمراض الفطرية، والأكزيما) وذلك في حال عُجنت وضُمِّد بها، إضافة إلى دورها في معالجة تشقق الأقدام، كما أنَّها تقوي الجلد وتجعله أكثر مقاومة.

5. فوائد أخرى للحِنَّاء:

1. يُساهم شرب منقوع أوراق الحِنَّاء بشدة في تخليص الجسم من سمومه.
2. تُخفف آلام المفاصل من خلال وضعها على المفصل.
3. يُساعد شرب منقوع أوراق أو بذور الحِنَّاء كثيراً في تنظيم ضغط الدم.
4. يُنشِّط شرب مغلي الحِنَّاء نزول الدورة الشهرية، ويزيد من انقباضات الرحم، كما يعالج الدوسنتاريا والإسهال.
5. تُعالج الغرغرة بها قروح الفم واللسان واللثة.
6. تُستخدم زهور الحِنَّاء في صناعة العطور.
7. تدخل في تصنيع أنواع كثيرة من الشامبو، إضافة إلى أنَّها تُستخدم في أعمال الصباغة.

ما هي أضرار استخدام الحِنَّاء؟

1. يجب الانتباه لكون الحِنَّاء أصلية؛ حيث أنَّ الحِنَّاء المُقلَّدة تسبب تساقط الشعر وحساسية فروة الرأس، وبعض الأمراض الجلدية.
2. لا يمكن تغيير لون الشعر باستخدام الصبغات الكيميائية العادية؛ وذلك لأنَّ الحِنَّاء تتغلل في الشعر ويثبت لونها عليه فترة طويلة جداً، ولا يمكن استخدام الصبغة إلا بعد 6 أشهر على الأقل من وضع الحِنَّاء على الشعر.
3. تُعد عملية إزالة الحِنَّاء عن الشعر عملية صعبة جداً، ولا تزول آثار الحِنَّاء عن الشعر إلا بعد بداية ظهور شعر جديد.
4. تُسبب الحِنَّاء جفاف الشعر، خاصة إذا كانت طبيعة الشعر جافة أو عادية؛ لذلك عند صبغ الشعر بالحِنَّاء يجب استخدام الزيوت المغذية والمرطبات بانتظام.
5. من أهم عيوب استخدام الحِنَّاء صعوبة توقع اللون الناتج عن الصبغ، بخلاف الصبغات الكيميائية العادية، لذا من الممكن بعد الصبغ الحصول على لون غير محبب أو غير مرغوب فيه، ومن المتعذر تغييره حتى ينمو الشعر.
6. يمكن أن تسبب الحساسية لدى بعض الأشخاص، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي، أو انزعاج عام في الجسم.

نصائح يمكن اتباعها عند استخدام الحِنَّاء:

1. يجب استخدام الأواني المصنوعة من الخشب أو الزجاج عند تحضير خلطة الحِنَّاء، وتجنب استخدام الأواني المعدنية؛ لأنَّ المعدن يمكن أن يتفاعل مع المواد المكونة للحِنَّاء.
2. يجب الحذر كي لا يُصبغ الجلد بالحِنَّاء، وذلك بوضع الفازلين أو أي نوع من الزيوت المُستخدمة لترطيب الجسم (أفضلها زيت جوز الهند) على الجبين والعنق والأذنين وخط الشعر، وغيرها من الأماكن التي يمكن أن تصلها الحِنَّاء.
3. إذا كانت هناك بقع ناتجة عن تحضير خلطة الحِنَّاء فيجب تنظيفها مباشرة والتخلص منها؛ لأنَّها صعبة التنظيف فيما بعد.
4. لدى بعض الأشخاص حساسية تجاه الحِنَّاء؛ لذا وقبل الاستخدام يجب إجراء اختبار الحساسية على مساحة صغيرة من الجلد خلف الأذن، أو على باطن الساعد.
5. يجب ارتداء قفازات مطاطية أو بلاستيكية عند تحضير خلطة الحِنَّاء ووضعها على الشعر، كما يُفضل وارتداء قميص بأكمام طويلة كي لا تُصبغ الذراعين بالحِنَّاء.
6. يُمنع استخدام الحِنَّاء على الشعر المصبوغ كيميائياً؛ لأنَّ النتيجة لن تكون مرغوبة إطلاقاً، بالإضافة إلى أنَّ ذلك يسبب ضرراً للشعر.

بعض أنواع خلطات الحنّاء:

1.  خلطة الحِنَّاء مع أوراق الريحان لمعالجة قشرة الرأس:

تتكون هذه الخلطة من: (الحِنَّاء، وأوراق الريحان، واللبن الزبادي) ولتحضير هذه الخلطة نتَّبع الخطوات التالية:

1. تُطحن أوراق الريحان وتُضاف إليها كمية مناسبة من الحِنَّاء.
2. يُفضل عجن المكونات السابقة باللَّبن بدلاً عن الماء، إن كانت هناك حكة في فروة الرأس.
3. تُوضع هذه الخلطة على الشعر لمدة تتراوح ما بين ساعة أو ساعتين.
4. يُغسل الشعر بعدها بشامبو للأطفال من أجل تخفيف الحكة والحصول على شعر ناعم.
5. يجب المداومة على استخدام هذه الخلطة بانتظام للتخلص نهائياً من القشرة.

2. خلطة الحِنَّاء مع بذور الحلبة لإطالة الشعر:

هذه الخلطة مفيدة جداً لإطالة الشعر ومعالجة تساقطه، وتحفيز نموه دون أي آثار جانبية، وتتكون هذه الخلطة من: (الحِنَّاء، بذور الحلبة، ماء)، ولتحضير نتَّبع الخطوات التالية:

1. تقدير كمية الحِنَّاء المناسبة للاستخدام بحسب طول الشعر.
2. تُنقع الحِنَّاء مع بذور الحلبة في الماء لمدة ليلة كاملة، أي لفترة لا تقل عن الـ 12 ساعة.
3. يُطحن هذا الخليط جيداً حتى نحصل على عجينة لينة غير سميكة.
4. يُوضع المزيج السابق الذي حصلنا عليه على الشعر لمدة تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات تقريباً.
5. يُشطف الشعر جيداً بالماء.

3. خلطة الحِنَّاء مع القهوة لتلوين الشعر الأشيب:

تتكون هذه الخلطة من: (الحِنَّاء، عصير ليمون، ملعقتين من القهوة، بيضة)، ولتحضير هذه الخلطة نتَّبع الخطوات التالية:

1. تُنقع كمية مناسبة مع ملعقتين من القهوة طوال الليل.
2. يُمزج الخليط السابق جيداً مع عصير الليمون والبيضة على ألا يكون الخليط سميكاً جداً.
3. تُوضع الخلطة النهائية على الشعر، وتُترك فترة تتراوح ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأقل ريثما تنشف تماماً.
4. يُغسل الشعر بالماء الفاتر.
5. لا ينصح في هذا النوع من الخلطات باستخدام الشامبو مباشرة فور غسل الحِنَّاء كي لا يزول اللون.

4. خلطة الحِنَّاء والزبادي لمعالجة جفاف الشعر:

تتكون هذه الخلطة من: (الحِنَّاء، والزبادي، وعصير الليمون)، ولتحضير هذه الخلطة نتَّبع الخطوات التالية:

1. يُمزج كل من: (الحِنَّاء، والزبادي، وعصير الليمون) جيداً للحصول على عجينة غير سميكة، وناعمة ليس فيها أية تكتلات.
2. يُوضع المزيج السابق على الشعر من الجذور وحتى الأطراف، ويترك لمدة نصف ساعة تقريباً.
3. يُغسل الشعر جيداً باستخدام شامبو لطيف (أي نوع من أنواع الشامبو الخاصة بالأطفال).

5. خلطة الحِنَّاء مع زيت الزيتون لمعالجة تقصُّف الشعر:

تتكون هذه الخلطة من: (الحِنَّاء، بيضة واحدة، زيت الزيتون)، ولتحضير هذه الخلطة نتَّبع الخطوات التالية:

1. نعجن بداية الحِنَّاء بالماء.
2. يُضاف زيت الزيتون والبيضة للعجينة السابقة وتمزج جيداً.
3. يُوضع الخليط النهائي على الشعر ويُترك مدة ساعة ونصف تقريباً.
4. يُغسل الشعر بالماء الدافىء.

وختاماً عزيزتي يُنصح في تخزين الحِنَّاء في مكان مظلم ورطب؛ وذلك لأنَّ الضوء يمكن أن يؤثر سلباً على مفعولها.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6