إليك سبب حاجتك إلى تطوير ثقافة "الخوف من فوات الشيء"

أصدرت منصة "إنديد" (Indeed) استطلاعاً توصَّل إلى نتائج رائعة؛ إذ تبيَّن أنَّ قرابة 45% من الموظفين يفتقدون زملاءهم في العمل أو جوانب من وظائفهم عندما يكونون خارج العمل؛ وهذا يعني أنَّ لديهم شعور الخوف من فوات الأشياء المرتبطة بوظائفهم وزملائهم، وتقول "ماري إلين دوغا" (Mary Ellen Duga)، نائبة الرئيس للتسويق العالمي في منصة "إنديد" (Indeed): "عندما يصبح الزملاء أصدقاء، تبدأ الخطوط الفاصلة بين العمل والحياة الشخصية بالتلاشي، ويرى الموظفون مكان العمل فضاءً أكثر جاذبية من أي وقت مضى"، ويستمتع بعضهم بثقافة الشركة لدرجة أنَّهم لا يستطيعون الابتعاد عنها.



ولذلك، دعونا ننتقل إلى مستوىً أعلى؛ كيف يمكن لمؤسستك أن تخلق ثقافةً مثيرةً للاهتمام بحيث يشعر أفضل الأشخاص الموهوبين بالرغبة في العمل فيها؟ بغض النظر عن مهاراتهم وخبراتهم أو احتمالات قبولهم، عليهم فقط التقديم للعمل لديك؟ فمثلاً شركة "غوغل" (Google)، لها شعار "لا تكن شريراً"، والذي يهدف إلى إيجاد قوة عاملة متنوِّعة؛ إذ إنَّ 14% من الموظفين ليست لديهم شهادات جامعية، ويعمل في الشركة أشخاصٌ يركِّزون اهتمامهم على مجالٍ محدَّد لكنَّهم مطَّلِعون أيضاً على مجالاتٍ أخرى، كما أنَّ تأمين بعض الرفاهيات مثل صالة البولينغ الخاصة بالمكتب لا تؤذي، وكل هذا نتج عنه قرابة 2.5 مليون طلب للعمل في شركة "غوغل" سنوياً.

هناك عدد من العوامل التي تشارك في خلقِ ثقافة الخوف من فوات الشيء؛ بعضها يمكنك التحكُّم فيه، وبعضها الآخر يمكنك تغييره بنفسك، وبعضها الآخر يتطلَّب خبرة طرف ثالث، فدعونا نجعل ثقافة شركتك عظمى.

وضع رسالة ورؤية وقيم واضحة:

هذه العناصر الثلاثة تقود ثقافة شركتك بأكملها، فرسالتك هي الهدف العام لمنظَّمتك، ورؤيتك هي بيان ملهِم وطموح عن المكان الذي تريد أن تكون فيه بعد عشر سنوات مثلاً، والقيم هي الصفات والأخلاق التي يتَّبعها موظفوك في السعي إلى تحقيق رسالتك ورؤيتك، ولا يمكن أن يكون لديك ثقافة الخوف من فوات الشيء حتى يكون لديك ثقافة أساسية لتبدأ بها، وإذا كانت رسالتك ورؤيتك غير واضحة أو غير موجودة أساساً، أو إذا كانت قيمك غامضة أو غير كافية، فسوف تعاني القوة العاملة بأكملها.

من الضروري توضيح أهداف مؤسستك حتى تجد أفضل المواهب سبباً للرغبة في العمل لديك، ويمكنك تحقيق ذلك من خلال هذه الطرائق:

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء تقضي على الشركات الناشئة

1. منح موظفيك الحرية:

يعني ذلك الحرية في اتخاذ القرارات وتجربة أشياء جديدة، وأن يكون لهم تأثير في الأعمال التجارية؛ فكثير من الموظفين، وخاصة جيل الألفية، لا يريدون أن يكتفوا بتأدية أدوار ثانوية؛ بل يريدون الابتكار والتجريب.

تحدُّ المنظَّمات الكبرى عادةً من هذه الحرية، وتفرض على الموظفين التواصل مع مستويات عدة من المديرين ونيل موافقات عدة قبل التمكُّن من المخاطرة أو إطلاق مشروع جديد، ولكن تسمح شركة "غوغل" (Google) لموظفيها بقضاء 20% من وقتهم في مشاريع جانبية، التي تدَّعي الشركة أنَّها كانت الطريقة التي اخُترِع من خلالها البريد الإلكتروني "جيميل" (Gmail) و"خرائط غوغل" (Google) و"غوغل أدسنس" (Adsense).

قد لا تتمكَّن من بلوغ هذا المستوى، لكن تستطيع على الأرجح منح موظفيك قوَّة أكبر من التي يمتلكونها، ويمكنك مطالبة المديرين بتقبُّل الأفكار الجيدة التي يمكن أن تأتي من أي مكان؛ إذ يمكنك سؤال المرشَّحين للوظائف عن مواقفهم؛ هل يسعدهم بسهولة تلقِّي الأوامر أم أنَّهم يريدون إحداث فرق؟

سيؤدي جعل التمكين والحرية جزءاً من ثقافتك إلى جذب الموظفين الموهوبين المستعدين لمنح خبراتهم لشركتك بنسبة 100%.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتكون سعيداً في العمل

2. الحفاظ على مشاركة الموظفين:

تُظهِر الاستطلاعات أنَّ الموظفين المشاركين أكثر إنتاجية؛ وهذا بسهولة لأنَّهم أكثر سعادة، ومن ثمَّ يجب أن تكون سعادتهم جزءاً من ثقافة شركتك، فكيف تحافظ على مشاركة الموظفين؟ إليك الطرائق الأكثر فاعلية:

  • عمليات التواصل الداخلية التي تُبقي الموظفين على اطِّلاع بشأن نجاحات مؤسستك وتحدياتها وخططها، التي تسلِّط الضوء على إنجازات الموظفين.
  • عملية رسمية لمكافآت الموظف، تسمح للعمال بمدح وشكر بعضهم بعضاً.
  • برنامج إحالة للموظفين يزيد من الملاءمة الثقافية والصداقة الحميمة؛ إذ يعمل الموظفون مع أصدقائهم.
  • الشبكات الاجتماعية مثل: "جوستل" (Jostle)، أو "يامر" (Yammer)، التي تسمح للموظفين بالتواصل والتعاون.
  • تطبيق مبدأ "التلعيب" الذي يتيح للموظفين أو الفِرق بالتنافس على المكافآت، مثل مسابقة المبيعات.
  • تطبيقات مثل "كلتشر أي أم بي" (CultureAmp)، أو "نيكو نيكو" (Niko Niko)، التي تقيس الحالة المزاجية للموظفين بحيث يمكن اتخاذ الإجراءات قبل أن تؤثر السلبية في الإنتاجية.

يجب أن تتضمن ثقافة الخوف من فوات الشيء ثلاثة على الأقل من هذه المفاهيم؛ لأنَّها تجعل الموظفين يشعرون بالتقدير والأهمية؛ وهو بالضبط نوع الصفات التي حدَّدها المشاركون في قائمة أفضل أماكن العمل السنوية في شركة "غلاس دور" (Glassdoor) للاستطلاعات، التي تحتل شركة "غوغل" المرتبة الأولى فيها.

3. تعزيز التقدُّم الوظيفي:

إذا كنت تريد أن يبقى الموظفون معك لفترة طويلة، فعليك أن تسمح لهم بالنمو، وإلَّا فسيبحثون عن وظائف في مكان آخر.

أظهر أحدث استطلاع أجرته شركة "جوب فايت" (Jobvite) أنَّ 16% من الموظفين يتركون الشركة بسبب نقص فرص النمو؛ إذ إنَّ ثقافة الشركة الجذابة تروِّج لجميع أنواع التقدُّم الوظيفي، ولا يشمل ذلك المكاسب السهلة؛ مثل أفضل المناصب والمكاتب والأجور؛ لذا، يريد الموظفون اكتساب مهارات جديدة وتعزيز معلوماتهم؛ بل وإنَّهم يريدون أيضاً نمواً شخصياً، من خلال تحقيق توازن بين العمل والحياة والبرامج الصحية وفرص السفر والقدرة على التعلُّم من قادة الفكر والشعور بروح الفريق من زملائهم ورؤسائهم؛ إذ إنَّ ثقافة الخوف من فوات الشيء هي التي تجعل من السهل تعلُّم مهارات جديدة وتبديل الأقسام والارتقاء في الرتب.

قد يتطلَّب ذلك تغييراً كبيراً في كيفية تقدُّم المنظمة ومكافأة الموظفين ذوي القيمة العالية، ولكن من دونها، لن يظلَّ الموظفون ذوو القيمة العالية موجودين لفترة طويلة.

شاهد بالفديو: 8 عبارات تعيق تقدمك الوظيفي

لا تفوِّت الفرصة في الاستفادة من ثقافة الخوف من فوات الشيء:

لاحظ ما الذي تشترك فيه كل ركائز ثقافة الخوف من فوات الشيء؟ لا يتعلَّق الأمر بمنظمتك؛ بل ترتبط المسألة بالموظفين، كمنحهم الحرية والفرص والسلطة والمكافآت والمعنى؛ وهذه هي الصفات التي تجذب أفضل المواهب، وما يبرز الأفضل في جميع العاملين في أي مجال، وبذلك سيرغب المرشحون المثاليون في العمل لديك بسبب مدى تقديرك لهم؛ ويخافون من تفويت الفرصة في العمل في شركتك.

المصدر




مقالات مرتبطة