أهمية الذكاء العاطفي في العمل

لقد صاغ العلماء مصطلح "الذكاء العاطفي" في أوائل التسعينيات، ولكن سرعان ما انتشر هذا المفهوم وأصبح هامَّاً بالنسبةِ إلى قادة الأعمال.



وفقاً للذكاء العاطفي، يتأثر النجاح بالصفات الشخصية مثل المثابرة وضبط النفس والقدرة على التفاعل الجيد مع الآخرين تأثراً كبيراً، كما تبيَّن أنَّه من المرجَّح أن يتخذ مديرو التوظيف قرارات توظيف أفضل عندما يبحثون عن الأشخاص الذين يمتلكون درجات عالية من الذكاء العاطفي؛ إذ يساعد هذا على الحفاظ على ثقافة الشركة وتوظيف المرشحين المناسبين المتحمسين والصريحين والشفافين، كما يتمتَّع الموظفون ذوو الذكاء العاطفي العالي بقدرة أفضل على العمل الجماعي، والتكيُّف مع التغيير، والتحلِّي بالمرونة.

في الواقع، بغض النظر عن عدد الدرجات العلمية أو المؤهلات الأخرى التي يمتلكها الموظف، إذا لم يتحلَّ بصفات عاطفية معينة، فمن غير المرجَّح أن ينجح في حياته المهنية، لا سيما مع استمرار تطوُّر أماكن العمل، وإفساح المجال للتقنيات والابتكارات الجديدة التي تجعل هذه الصفات ذات أهمية متزايدة.

شاهد بالفيديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

يقدِّم "دانيال جولمان" (Daniel Goleman) في كتابَيه "لماذا قد يكون الذكاء العاطفي أهم من معدل الذكاء" (Emotional Intelligence: Why It Can Matter More than IQ) و"العمل باستخدام الذكاء العاطفي" (Working With Emotional Intelligence)، خمس فئات من الذكاء العاطفي يجب أن تركِّز عليها عند توظيف المرشحين لتطوير مكان العمل:

  • الوعي الذاتي: إذا امتلك الشخص وعياً ذاتياً جيداً، فإنَّه يفهم نقاط قوته وضعفه، وكيف تؤثر أفعاله في الآخرين، ويكون الشخص الواعي ذاتياً عادةً أكثر قدرة على التعامل مع النقد البنَّاء والتعلُّم منه أكثر من غيره.
  • التنظيم الذاتي: يستطيع الشخص الذي يتمتع بمستوى عالٍ من الذكاء العاطفي التعبير عن عواطفه بنضوج والسيطرة على ذاته في الوقت نفسه بدلاً من كبح مشاعره.
  • الدافع: يمتلك الأشخاص الأذكياء عاطفياً دوافع ذاتية؛ لذا لا يحفزهم المال أو اللقب أو الشهرة، كما يكونون مرنين ومتفائلين حتى في الأوقات العسيرة والمحبِطة؛ وذلك لأنَّ طموحهم الداخلي هو الذي يحرِّكهم.
  • التعاطف: يستطيع الشخص الذي يتحلَّى بالتعاطف فهم الآخرين والتواصل معهم على الصعيد العاطفي؛ إذ تتيح القدرة على التعاطف للمرء تقديم المساعدة والاستجابة لمخاوف الآخرين.
  • المهارات الاجتماعية: يستطيع الأذكياء عاطفياً بناء علاقات وطيدة مع زملائهم في الفريق، واكتساب ثقة من حولهم؛ فهم يتجنبون الصراع على السُّلطة، ويتجنَّبون النميمة وإحداث المشكلات؛ لذا يحظون باحترام الآخرين من حولهم.

بالإضافة إلى ذلك، يُعدُّ تمتُّع القادة والمديرين بالذكاء العاطفي في العمل لتلبية احتياجات الموظفين هامَّاً بقدر ضرورة توظيف موظفين أذكياء عاطفياً.

إقرأ أيضاً: الاستفادة من الذكاء العاطفي في القيادة

لقد بدأ العديد من الموظفين القدامى حياتهم المهنية في الشركات نفسها التي تقاعدوا منها؛ وذلك لأنَّه بالنسبة إلى الكثيرين من الأجيال الأكبر سناً، كانت الوظيفة مجرد وسيلة لكسب الدخل، ولكن اليوم، يريد معظم الموظفون من وظائفهم أكثر من مجرد الراتب؛ إذ رأت الأجيال الشابة أنَّ النظرة التقليدية للوظيفة لم تنجح دائماً عندما شاهدوا نظراءهم الكبار المخلصين يُستغنى عن خدماتهم.

قد تبدو تلبية الاحتياجات العاطفية للقوى العاملة اليوم مَهمَّة شاقة بالنسبة لأرباب العمل، ولكنَّها جانب هام يستحق الاهتمام؛ وذلك لأنَّه يجذب الموظفين الملتزمين والمتميزين إلى الشركات، ممَّا يساعد على تطوُّرها ونجاحها.

المصدر




مقالات مرتبطة