ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "سامي فيليس" (SAMY FELICE)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية التركيز على المستقبل القريب.
بدأت أُدرك أنَّ المشاعر التي أشعر بها والأفعال التي أقوم بها أسبوعاً بعد أسبوع ستصنع مستقبلي في النهاية؛ لذلك إذا قلقت الآن، فأنا أتهيَّأ لمواصلة قلقي في المستقبل، وإذا ابتسمت وبذلت قصارى جهدي الآن، فأنا أتهيَّأ لأبتسم في المستقبل، فالطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها التأكُّد من رسم مستقبل عظيم هي أن أبذل قصارى جهدي لإنشاء حاضر رائع، وتحسينه تدريجياً أسبوعاً بعد أسبوع رغم الحوادث المؤسفة والآلام الصغيرة التي تظهر حتماً في مسيرة حياتنا.
أكتب في هذه الأيام ما أشعر بالامتنان له كل صباح ومساء، أحضن عائلتي كل يوم، أمارس قليلاً من التمارين كل يوم، أتناول وجبة صحية كل يوم، وأكتب كل يوم، نظراً لأنَّ الأعمال الصغيرة تتضاعف كل أسبوع، فأنا أغير مستقبلي بمقدار هائل.
لماذا نركِّز على المستقبل البعيد؟
الخطوة الأولى للتغلب على قلقنا بشأن المستقبل هي قبول أنَّ السبب الوحيد الذي يجعلنا قلقين هو أنَّنا ننظر بعيداً عمَّا هو أمامنا، والخطوة الثانية هي إدراك أنَّ قلقنا بشأن المستقبل يرجع إلى الاعتقاد بأنَّه خلاصنا (في أغلب الأحيان، ليس هذا هو الحال أبداً).
نحن نحتاج إلى تغيير وجهة نظرنا، نظراً لأنَّ كثيرين منَّا ليس لديهم وجهة نظر مُهيمنة عن المدة التي يجب أن نركِّز عليها، فإنَّ عقولنا تنجذب بطبيعتها إلى تفكيرها الافتراضي: المستقبل البعيد، لكن نظراً لأنَّ أذهاننا تحب المفاهيم، فيمكننا أيضاً أن نتمسَّك بالمفاهيم التي تخدمنا على نحو أفضل، ويبدو أنَّ أسبوعاً إلى أسبوعين هو المدة المناسبة.
يعيش "تيم فيريس" (Tim Ferriss)، المؤلف المعروف لكتاب "أسبوع عمل مدته أربع ساعات" (Four Hour Work Week)، حياته من خلال الإطار الرئيس للتجارب التي تستغرق أسبوعين في غضون ستة أشهر مُتجنِّباً الخطط الخمسية للتركيز على الأمد القصير.
اكتشف معظم المؤلفين الآخرين مثل "سكوت آدمز" (Scott Adams)، فوائد تحديد مواعيد نهائية قصيرة الأجل واستخدام التفكير القائم على الأنظمة، على سبيل المثال، بدلاً من الحلم بكتابة كتاب، تخلَّص من الفكرة، وركِّز على كتابة فصل في الأسبوع، فالتركيز على الأمد القصير يحفِّزك على البدء.
يفقد مرضى السرطان الذين يعرفون أنَّهم سيموتون في غضون عام خوفهم من النجاح ويبدؤون في اتخاذ مزيد من الإجراءات، لكن لا يمكنك فعل أي شيء عندما تركِّز على احتمالات ما سيحدث خلال شهر أو خمس سنوات أو عقد من الآن، وحالة التقاعس هذه هي ما يمهِّد الطريق للقلق.
للحد من القلق بشأن المستقبل، إليك بعض الأشياء التي يمكنك التركيز عليها خلال الأسبوع:
- في أي وقت تستيقظ.
- ما تختار أن تأكله وتقرأه وتشاهده.
- تخصيص 1-3 ساعات يومياً أو أكثر لمساعدتك على تحقيق أهدافك.
- مقابلة أصدقائك.
- شكر الناس والابتسام والضحك قدر المستطاع.
شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق
التركيز على المستقبل القريب:
كلنا لدينا أهداف وأحلام، لكن كل ما تحتاج إليه لبناء أفضل مستقبل ممكن، هو جعل أسبوعك استثنائياً قدر الإمكان، منذ وقت ليس ببعيد، كنت تتخيَّل كيف ستكون الحياة عندما تبلغ من العمر "ضع عمرك الحالي".
لا تدع هذه الدورة تعيد نفسها طوال حياتك، تصرف هذا الأسبوع، واجعله ذا قيمة؛ لأنَّه عندما يمضي، فإنَّه لا يعود أبداً، أنا لا أقول إنَّنا نحتاج إلى أن نعيش كل يوم كما لو كان آخر يوم في حياتنا، لأنَّنا سنرتكب أخطاء حتماً.
لن تؤدي عقلية الكمال إلَّا إلى إفسادنا على الأمد الطويل، لكن ما دمنا نواظب على عملنا وعلاقاتنا وعاداتنا كل أسبوع، فسيكون مستقبلنا على ما يرام، فكل ما نحتاج إلى التركيز عليه للحصول على مستقبل باهر، هو تحسين متوسط جودة أسبوعنا بمقدار 1-5% باستمرار.
في الختام:
يصبح العيش كل أسبوع بطريقة استثنائية طبيعياً أكثر فأكثر؛ وذلك من خلال تطبيق المبادئ الواردة في هذا المقال؛ أي يصبح فعل الأشياء الصعبة أسهل، ويصبح التركيز على الأسبوع بدلاً من المستقبل الخيالي نمط حياتك الافتراضي، وفي النهاية لن تهتم بالمستقبل لأنَّك ستحصل على كل الإثارة والرضى في كل أسبوع.
أضف تعليقاً