أهم 9 أمور في الحياة للإنجاز والسعادة

نحن نهدرُ الكثير من وقتنا في مُطاردة السعادة المؤقتة؛ فقد ننفقُ أجرَ شهرٍ كامل على هاتفٍ محمولٍ نفقدُ اهتمامنا به بعد فترةٍ وجيزة، ونُفوِّت أعياد الميلاد الهامَّة بسببِ وظيفةٍ لا تعود علينا سوى بالقليل مادياً، ونوافقُ على إنجازِ الكثير من المشاريع في وظائفنا في الوقت الذي نرفضُ فيه مشاريع شخصية تُسعدنا وتُشعرنا بنشوة الإنجاز.



يشعرُ أغلبنا بالتعاسة بسبب الخيارات التي نتّخذها، لأنَّنا نُدرك لاحقاً أنَّها لم تكن تستحق العناء؛ فنحن نتجاهلُ كلَّ شيءٍ لمجردِ الحصول على الأشياء الجديدة والبرَّاقة، مُتناسين ممتلكاتنا الحقيقية التي لا تُقدَّر بثمن، والتي لا يُمكن شراؤها بالمال.

إذا كنت تعيش في منزلٍ مُذهل دون عائلةٍ سعيدةٍ تُشارككَ الحياة، فهل ستستطيع إقناع نفسكَ بأنَّك تعيشُ حياةً أسريةً سعيدةً حقاً؟

توقف عن إضاعةِ وقتكَ في مُلاحقةِ الأشياء التي لن تُسعدكَ على المدى الطويل؛ إذ من المُمكن أن يشتري المال السعادة، لكنَّها سرعان ما تتلاشى بالسهولة نفسها التي ننفقُ فيها المال؛ لذلك تتجاوز هذهِ الأمور التسعة مسألة المال، ولا يمكن الوصول إليها إلَّا من خلال العيش بوعي.

إنَّ الخبر الأفضل أنَّها مجانيةٌ تماماً، ومُجزيةٌ بأضعاف أكثر.

1. العلاقات الصحية:

يزدهرُ الناجحون بصُحبةِ الناجحين؛ لذلكَ لا تصغِ إلى رجالِ الأعمال الذين يُخبرونكَ أنَّ عليكَ التخلي عن الناس لتحقيقِ النجاح.

هناكَ العديد من الطرائق لتحقيقِ أشياء عظيمة، لكنَّ استغلال الناس أو الابتعاد عنهم ليست الطريقة الأفضل لتحقيقِ غايتكَ.

لقد ثَبُتُ علمياً مُنذ فترة طويلة أنَّ العلاقات الشخصية القوية تؤدي إلى السعادة، ليس لأنَّها تُضيف القيمة إلى حياتنا فحسب، بل لأنَّها تجعلنا أكثر صحة أيضاً؛ حيثُ وجدتَ إحدى الدراسات التي تعود إلى 79 سنة سابقة في جامعة هارفرد (Harvard University)، أنَّ لعلاقاتنا والسعادة التي نستمدها منها تأثيرٌ قوي في صحتنا.

وفقاً للطبيب النفسي المُمارِس "سو جونسون" (Sue Johnson): "ليست العلاقات الجيدة هي تلكَ الأسعد والأجمل فحسب، بل هي ما يجعلنا أكثر مرونة عندما نعرف كيف نعالجها ونبقيها قوية. إنَّ كُلَّ هذهِ الكليشيهات حول الطريقة التي يجعلنا الحب بها أقوى ليست مُجرَّد أقوالٍ مبتذلة لا قيمة لها، بل إنَّها فيزيولوجيا متأصلةٌ في أجسادنا؛ ذلك لأنَّ التواصل مع الناس الذين يُحبوننا ويُقدروننا هو شبكة أماننا الوحيدة في الحياة". لكنَّ هذا لا يحملُ أيَّ معنى إذا كُنتَ تفتقر إلى التعاطف والاستجابة العاطفية.

يوضِّح جونسون: "السر وراء العلاقات العاطفية، والحفاظ عليها قويةً ونابضةً بالحياة على مر السنين، والوقوع في الحب مراراً وتكراراً؛ هو: الاستجابة العاطفية، وإنَّ سؤال الحب الأثمن هو: "هل ستكونُ موجوداً من أجلي؟". نحن هنا لا نسأل عمَّا إذا كنت ستساعدنا في الأعمال، إنَّما نسألُ عن التناغم العاطفي والتشاركية".

فمن حيثُ المبدأ، وبغضِ النظر عن مدى لامُبالاتك؛ سيُثقِلُ هذا في النهاية روحك المعنوية؛ إذ إنَّ هناك شيئاً ما يتعلقُ بالقسوة والتصلب يُمكنهُ أن يُرهق الروح البشرية.

استخدم الفرص الاجتماعية لبناء علاقاتٍ حقيقية مع الناس بدلاً من التعامل مع الحياة على أنَّها سِباقٌ لتحقيق النجاح، واختر العلاقات التي تُحفز تفكيركَ وتتحداكَ؛ ذلك لأنَّها تُحسِّنك وتجعلكَ أفضل.

صحيحٌ أنَّنا اعتدنا التفكير في أنَّ الطريقة الوحيدة للارتقاء هي إسقاط الآخرين، لكن حان الوقت لتغيير ذلكَ والبدء بتطوير علاقاتٍ حقيقية مع الناس من حولك؛ ورغم أنَّ لكلِّ شخصٍ قصتهُ، إلَّا أنَّك ستندهشُ من مدى التشابُه بينك وبين الآخرين.

إقرأ أيضاً: كيف تتواصل مع الناجحين دون أن تتطفل عليهم؟

2. الأسرة:

صحيحٌ أنَّ الأُسرة يُمكن أن تكون مصدراً رئيساً للتوتر في أوقاتٍ كثيرة، إلَّا أنَّها مصدر رئيس للقوة أيضاً.

هناكَ علاقاتٌ تقوم على الحب أو الكراهية في بعض العائلات؛ وإذا كانت عائلتكَ نموذجية، فربَّما تملك بعض هذه الأشياء في حياتك.

لكن هذا ليس سبباً لإبعادِ هؤلاء الناس عن حياتك، بل يجبُ أن تدفعك هذه الاسباب إلى التقرُّب منهم، وتجعلكم تحتفلون بالفريق الذي تُشكلونه، والذي يكون أقوى وأنتم متكاتفون معاً.

الأسرة من أهمِّ الأشياء التي يُمكنك التركيز عليها لتساعدكَ في إثراء حياتكَ وحبكَ.

تذكَّر هذا: ليس من الضروري أن تتضمن الأسرةُ الأشخاص الذين تجمعك معهم صلة الدم فحسب؛ فعلى الرغم من هذا الاعتقاد السائد، إلَّا أنَّه يُمكنكَ بالفعل اختيار أفراد عائلتكَ الذين تُحب.

يُعزز التواصل القوي ودعم الأسرة صحتَنا وعافيتنا عموماً، ووفقاً لعالِم النفس "جون نورثمان" (John Northman): "تُعزز فكرة الشعور بالارتباط هذه قوَّتنا، وتُسهم في تحقيق سعادتنا وتعزيز صحتنا النفسية والجسدية على حدٍّ سواء؛ إذ إنَّه لمن المعروف أنَّ الناس يشعرونَ بالتحسُّن الجسدي عندما يشعرون بقدرةٍ أفضل على التواصل، وممَّا لا شكَ فيه أنَّ احتمال شعورهم بالاكتئاب يَقُل، أو أنَّ مقدرتهم على تجاوز الاكتئاب تكون أفضل. عموماً، يؤدي التواصل إلى الشعور بدرجةٍ أكبر من الدعم والاتصال النفسي".

3. الأصدقاء:

حين تكون عائلتكَ على ما يُرام، يكون عليك توجيه انتباهك إلى جزءٍ هامٍّ آخر من حياتكَ يتطلبُ الكثير من الاهتمام، وهو: أصدقاؤك.

إنَّه لمن الهام إحاطة نفسكَ بأشخاصٍ يعنون لك الكثير، سواءً كان لديكَ صديق عمر واحد، أم عشرة أصدقاء يشاركونك كُلَّ عُطلة نهاية أسبوع.

ليس الأصدقاء مُجرد صُحبةٍ في حياتنا، بل هم المؤتمنون على أسرارنا، والمُشجعون لنا، وملجؤنا عندما نشعرُ بالضيق، والكتفُ الذي نستند إليه عندما نتعب.

في الواقع، هم يضيفون الكثير من القيمة إلى حياتنا، لدرجةِ أنَّهم لا يقلُّون أهمية عن عائلاتنا، أو حتى أنَّهم أكثر أهمية؛ ذلك لأنَّهم ببساطة العائلة التي نختارها؛ وذلكَ وفقاً لدراسةٍ جديدة نُشِرت في مجلة العلاقات الشخصية (Personal Relationship)، حيث يقول المؤلِّف الرئيس للدراسة "ويليام تشوبيك" (William Chopik):

"الشيء المُدهش حقاً هو أنَّ تأثير العلاقات مع الأصدقاء مُماثلٌ بطرائق شتى لتأثير العلاقات مع العائلة، بل ويتجاوزها أحياناً؛ فقد أبقيتَ هؤلاء الناس في الجوار لأنَّهم جعلوكَ سعيداً، أو على الأقل أسهموا بسعادتكَ بطريقةٍ أو بأُخرى. نحن نتخلى خلال حياتنا عن الصداقات السطحية، ونسمح لتلك المُؤثرة حقاً بالاستمرار".

اعتبر نفسكَ محظوظاً إذا كانَ لديكَ صديقٌ واحد جيد، وفي حالِ لم تجد بعد شخصاً يُمكنكَ اعتباره صديقاً، فاستمر في البحث؛ فهو شيءٌ يستحقُ الانتظار.

إقرأ أيضاً: تعرّف على 8 أنواع للأصدقاء القدامى وأهميّتهم في حياتنا

4. الحب بجميع أشكاله:

املأ حياتك بجميع أشكال الحب؛ إذ ليس ضرورياً أن تكون مرتبطاً بأيِّ شخص، وأن تقع في الحُب؛ حيث يُمكنك أن تحصل على الحب من مصادر متنوعة، أو أن تكون مصدراً للحب بنفسك. أحبَّ نفسكَ قبل أن تبدأ البحث عن شخصٍ آخر ليحبكَ.

يقول المعالج الروحي "شانون بيك" (Shannon Peck): "يمنحُ الحبُّ معنىً أعمق لكُلِّ شيء؛ فنحنُ ننبضُ أكثر بالحياة عندما نشعرُ بأنَّنا محبوبون، ويبدو الأمرُ عندما نحبُ الآخرين كما لو أنَّنا عُدنا إلى المنزل".

لكن لا تظنَّ أنَّ الحُب هو أن تكونَ رومانسياً فقط؛ ذلك لأنَّ عليكَ أن تُحب نفسك قبلَ أن تتمكَّن من حُبِّ أيِّ شخصٍ آخر، أو قبل أن تطلب منهُ أن يُحبك.

ما يفعلهُ الكثير من الناس هو تحميلُ شخصٍ آخر عبء منحهم الحب الذي يحتاجونهُ عوضاً عن حُب أنفسهم؛ لكنَّ هذا ليس شيئاً ضرورياً؛ ذلك لأنَّك تستطيع القيام بهذا الدور بنفسك، والاستمتاع برفقةِ الآخرين وحبِّهم لما هم عليه، وليس لما يُمكنهم تقديمهُ لكَ.

5. الشغف:

قال "نيلسون مانديلا" (Nelson Mandela): "لا يوجدُ شغفٌ في لعبِ دورٍ صغيرٍ في الحياة، أو في الاستقرار لعيش حياةٍ أقلَّ من تلكَ التي تقدر على عيشها".

تُصبح الحياة أكثر تميُّزاً من خلال شغفنا ورغباتنا وأحلامنا وآمالنا؛ فنحن نشعرُ بالفشل وعدم الإنجاز دون الشغف.

يصفُ مدرِّب القيادة والمؤلِّف "جون ماكسويل" (John Maxwell) العاطفة بأنَّها "وقود المُثابرة"، وذلك بسبب قدرتها على "جعل المُستحيل مُمكناً".

يشرح ماكسويل: "الناس متصلون؛ لذلكَ عندما تتقدُ أرواحهم، فلن تخبو شعلتها عندما تواجه الحواجز في طريقها، وهذا بالأخص ما يجعل القائد الشغوف فعَّالاً".

لكلٍّ منَّا نظرتُه المُختلفة للشغف؛ لكنَّ الشيء الرائع في السعي وراء شغفك أنَّهُ يُمكِّنكَ من تجربة جميع جوانب الحياة، سواءً كان ذلك عمل حياتك، أم مُجرد عملٍ تطوّعيٍّ تقوم بهِ في عُطلة نهاية الأسبوع.

تُظهِرُ دراساتٌ أنَّ للشغف تأثيرٌ كبيرٌ في الحفاظ على "الراحة النفسية المُستدامة"؛ فهو يمنحنا الهدف ويحافظُ على سلامة تفكيرنا.

لا تدخر جهداً في البحثِ عن الأشياء التي تُسعدكَ وتمنحك الطُمأنينة الداخلية، فأنت تنبضُ بالحياة عندما تنبضُ روحكَ بالحياة؛ ويسُاعد الشغف نفوسنا لتنبضَ بالحياة؛ وهذهِ ليست أشياءً تافهة أو سخيفة، بل هي الأشياء التي تمنحنا حياةً جيدة.

إقرأ أيضاً: كيف أُحدِّد شغفي؟

6. الوقت والإنتاجية:

لدينا 24 ساعة في اليوم للقيامِ بالأشياء التي نُريدها؛ لكنَّنا نشعرُ أحياناً أنَّنا نفتقر للوقت لتطوير شخصياتنا، ولنُصبح من نحن عليه.

في الواقع، ليس الوقت فقط هو من يتحرك بسرعةٍ فائقة؛ فكثيراً ما نهدرُ الوقت على الأشياء التي تُبطِّئ تقدمنا، ونميلُ إلى إعطاء الأولوية للأشياء التي تتطلبُ الكثير من الطاقة رغم أنَّ نتائجها قليلة.

يتفقُ مُعظم الخبراء على أنَّ تعدد المهام ينطوي على إنتاجية منخفضة، بل وحتى على نتائج أقل؛ لذا فإنَّ مفتاح الحياة ليس القيام بمزيد من الأعمال، ولكن فعل ما تستطيع خلال الوقت الذي لديك.

وفقاً للرئيس التنفيذي ومؤلِّف الكتاب الشهير "إنجاز الأمور" (Getting Things Done) ديفيد ألين (David Allen): "لا ينتجُ أغلب الضغط الذي يشعرُ بهِ الناس من كثرة الأعمال التي عليهم القيام بها، بل من عدم إنهائهم ما بدؤوه".

يضيف ألين: "المنظور والتحكم هما المكوِّنان الأهم لإدارة الوقت"؛ فعندما تنظر إلى الوقت على أنَّهُ موردٌ محدود، ستتوقف عن اعتبارهِ أمراً مفروغاً مِنه، وتبدأ استغلال كُلِّ ثانية بحكمة.

7. الصحة الجيدة:

إنَّه لمن السهل أن ننسى أنفسنا عندما نستمتع بذروة حياتنا المهنية؛ حيث ننسى أن نأكل وننام ونمارس التمرينات الرياضية ونستمتع، وننسى أنَّنا أكثر من مُجرد آلات تُدِّر الأموال.

يمرضُ الكثيرُ من العظماء لأنَّهم لم يهتموا برعايةِ أنفسهم جيداً؛ فعندما تُمضي كلَّ حياتكَ في العملِ ومُطاردة النجاح، فمن المحتمل أن تنسى العناية بجسدك؛ رغم أنَّ استثمار الطاقة في الرعاية الصحية المناسبة يضمن لك حياةً أطول بما يكفي لتشاهد كيف تزدهر نجاحاتك.

إليكم حقيقةً مُذهلة وفقاً لوزارةِ الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية: "أسهمت عادات الأكل غير الصحية في انتشار وباء السمنة في الولايات المتحدة؛ حيثُ يُعاني نحو ثلث البالغين الأمريكيين (33.8٪) و17٪ (12.5 مليون شخص) من الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 2-19 سنة، من السمنة المُفرطة".

هذا ليسَ السبب الوحيد للسمنة؛ إذ من الأسباب الأخرى أنَّ الناس ينسون إدراج النشاط البدني في روتينهم اليومي.

لا تُقاس الصحة الجيدة من خلالِ طول العمر فحسب، حيث يُمكن اعتبار نوعية الحياة التي تعيشها بمثابة صحة جيدة؛ فكلَّما قلَّ الوقت الذي تقضيه في المرض والاكتئاب، ازداد الوقت الذي تستمتع فيه بما لديكَ، دون إطالة حياتك بالضرورة.

المفتاح هو أن تجد المُتعة في الأشياء التي تفعلها، ولو لدقيقةٍ واحدةٍ في كلِّ مرة.

إقرأ أيضاً: ما هو أقل ما يمكنك فعله للحفاظ على صحتك؟

8. العافية:

سيكونُ من الصعبِ أن تُحيط نفسكَ بالأشياءِ التي تحتاجها دونِ امتلاك جسمٍ سليمٍ يُساعدُكَ على تحمُّل أعباء الحياة.

إذا كُنت مركِّزاً على اتباع نمط حياةٍ صحيٍّ لنفسك، فستجدُ مزيداً من الشغف لممارسة هواياتك، ومزيداً من الحبّ للأشخاص في حياتك، ومزيداً من الأصدقاء الذين يتقبَّلونك لما أنت عليه، ومزيداً من أفراد العائلة الذين تشعرُ بصلتك بهم.

لا تعني العافية أن تكون رشيقاً أو وسيماً، بل تعني أن تكون واعياً لطريقة تعاملكَ مع نفسكَ وجسدك.

يقول الدكتور "رايان كورت" (Ryan Corte)، المتخصص في الصحة والعافية: "إنَّها أكثر من مُجرد أن تكون رشيقاً؛ إنَّها بمثابةِ خيارٍ كي تشعرَ بحالٍ أفضل؛ فالعافية أمرٌ تختار السعي إليهِ، وهي خيارٌ تقوم بهِ في الحياة ويتطلبُ جهداً متواصلاً لتحقيقه. قد ترتبط العافية بنمطِ الحياة الصحي، إلَّا أنَّها تتجاوز حدود الصحة العامة لتشمل النظرة الإيجابية إلى عقلك وجسدك وروحك، بالإضافة إلى كونها شيئاً يُمكننا التحكُّم به أكثر من الصحة".

عندما تهتم بجسدكَ بالطريقة التي تعتني بها بشخصٍ آخر، تكونُ جديراً بامتلاكه، وتجذبُ هذه الجدارة الأشياء الجيدة إلى حياتك.

9. سببٌ للعيش:

أسبابكَ للعيش هي أهدافُك، ولكن لا يُمكن اعتبار جميع أهدافكَ أسباباً للعيش؛ فغايتكَ ظاهرةٌ أكبر من حياتك، وتوجِّه أفعالكَ ومبادئك، وهي سبب نهوضكَ من السرير كلَّ يوم، واستمرارك في التعافي بغضِّ النظر عن النكسات التي تواجهها.

تتخذُ غاية الشخص أشكالاً عديدة؛ فقد ترغب في أن تُصبح أكثر الكُتَّاب مبيعاً، أو ربَّما تريد أن تكون دبلوماسياً يغيِّر حياة الكثير من الناس، أو أكاديمياً يغير طريقة فهم الناس للتعليم؛ وهذه الأمور أكبر من ترهات الحياة اليومية؛ لذلك اكتشف غايتك، وسيكون لديك وقودٌ لا محدودٌ وتركيزٌ أكبر، وكذلك نظرةٌ أكثر شغفاً للحياة.

تقول معلمة التنمية الشخصية "سلستين تشوا" (Celestine Chua): "إنَّ امتلاك غايةٍ في الحياة هو "الخطوة الأولى لتعيش حياتكَ الأكثر إدراكاً"؛ إذ تساعدكَ معرفة غايتكَ في التمييز بينَ ما هو هامٌّ وما هو غير هام. غالباً ما يعلق مُعظم الناس اليوم في العديدِ من الأشياء التي لا تُحدِثُ فارقاً في حياتهم في نهاية المطاف؛ لكن عندما يكون لديكَ غاية، سيُمكنكَ على الفور رؤية الأهداف الهامة وغير الهامة لمسارِ الحياة على المدى الطويل، وتجاوز التفاهات والتوجه مباشرةً نحو الأشياء الهامة".

لذا ابحث عن التوازن في جميع المجالات في حياتك، واعمل على تحقيقه؛ لتعيش حياةً يحلم بها مُعظم الناس.

 

المصدر




مقالات مرتبطة