أنواع استجابات التوتر لدى الفئات العمرية المختلفة وعلاماتها

تخيل أنَّك قد تعرَّضت لموقف سبَّب لك التوتر، على سبيل المثال: إذا كان يجب عليك القيام بخطاب عام، أو إذا كنت تقود السيارة وتوقفت سيارة أمامك فجأة، أو إذا كنت تتنزه في الخارج وقفز أمامك حيوان غريب فجأةً، ماذا كنت ستفعل؟



إنَّ استجابة الكَر أو الفَر هي طريقة الجسم الطبيعية للاستجابة للمواقف العصيبة أو المخيفة أو الخطيرة، فقد اكتشف الباحثون بعد جمع كثير من البيانات وجود استجابات تلقائية أخرى، بالإضافة إلى الكر أو الفر وهي التجمد والتملُّق.

إذاً ماذا تعني كل واحدة من هذه الأمور:

  1. الكر (Fight): مواجهة التهديد وجهاً لوجه.
  2. الفر (Flight): الفرار.
  3. التجمد (Freeze): عدم القدرة على الاستجابة أو الحركة.
  4. التملُّق (Fawn): إرضاء الناس لتجنب الصراع.

لقد مرَّ جميع الناس غالباً في موقف معين واجهوا فيه الفر، أو الكر، أو التجمد، أو التملُّق؛ إذ يمكن للجميع أن يمروا بهذه التجارب سواء كانت ناجمة عن خطر جسدي أم نفسي، وقد تتضمن بعض الأمور التي قد تلاحظها خلال هذه الأنواع من الاستجابات تغيراً في التنفس وتسارعاً في معدل ضربات القلب وتوتر الجسم، ويعتمد مستوى التوتر على تصوُّر الشخص للعامل المسبب للتوتر ومدى اعتقاده أنَّه قادرٌ على التعامل معه.

الاستجابات الأربع للتوتر (استجابة الكَر أو الفَر):

فيما يأتي بعض الأعراض الأخرى لكل استجابة من الاستجابات التي ذكرناها:

1. الكر:

شد الفك، وصرير الأسنان، والرغبة في اللكم، والغضب الشديد، والبكاء، والصراخ، واضطرابات في المعدة، ومهاجمة مصدر الخطر.

2. الفر:

الإفراط في الحركة، والشعور بالتعب أو التوتر، وتحريك الأطراف باستمرار، والخدر، واتساع العينين.

3. التجمد:

شحوب الجلد، والشعور بالرُّعب، والتيبُّس، والثقل، والبرد، وبطء في معدل ضربات القلب.

4. التملُّق:

عادةً ما يكون هذا الرَّد هو الأكثر شيوعاً لدى أولئك الذين نشؤوا في بيئة مسيئة لهم، فإذا عاملكَ شخص معاملة سيئة، مع مرور الوقت، بصرف النظر عن مدى سوء معاملته لك؛ فإنَّك تضع احتياجاته قبل احتياجاتك.

من الهام فهم الاستجابات الأربع للتوتر حتى يتمكن علماء النفس والباحثون من إيجاد استراتيجيات جديدة للتعامل معه، وإذا أصبحتْ استجابات التوتر هذه متكررة للغاية أو أصبحت تحدث في أوقات غير مناسبة، فقد يشير هذا الأمر إلى حالة سريرية أكثر أهمية مثل القلق.

وإذا واجهت الأمور التالية يجب عليك طلب المساعدة على الفور:

  1. الشعور بأنَّ حالتك النفسية سيئة بنحو دائم.
  2. عدم القدرة على الاسترخاء.
  3. الشعور بالخوف المستمر أو التوتر أو القلق.
  4. التوتر خلال إنجاز المهام اليومية.
  5. الشعور بالخوف الشديد من المواقف التي لا تشكِّل تهديداً.

إنَّ هذه الاستجابات هي آليات دفاع خارج الجسم من الخطر المحسوس؛ فإذا لاحظت أنَّك تعاني من هذه الاستجابات معاناة مفرطة، أو أنَّك تبالغ في رد فعلك تجاه مواقف لا تهدد الحياة، فيرجى طلب مساعدة المتخصصين للكشف عن الأسباب، ووضع استراتيجيات للتعامل معها.

شاهد بالفيديو: 6 طرق يستخدمها الشخص الناجح للتخلّص من التوتر

متى يجب طلب العلاج؟

قد يتساءل أحدهم كيف يفترض لشخص غريب أن يساعدني أو يرشدني؟ وتعليقاً على هذا الأمر كتبت المؤلفة والطبيبة مارجريت رذرفورد (Margaret Rutherford) مؤلفة كتاب "الاكتئاب الخفي تماماً" (Perfectly Hidden Depression): "إنَّ المُعالِج لن يحل مشكلتك؛ بل سيساعدك على استعادة التواصل مع نقاط قوتك".

قد يكون تحديد ما إذا كنت أنت أو أي شخص آخر يحتاج إلى العلاج أمراً صعباً بعض الشيء؛ خاصة أنَّ الصحَّة العقلية والمشاعر تختلف جداً بين شخص وآخر، حتى الأعراض التي تُنذر للحاجة إلى المساعدة يمكن أن تختلف بين أعمارهم جميعاً؛ لذا من الهام أيضاً ملاحظة أنَّه ليس بالضرورة أن تعاني من هذه الأعراض، تحديداً من أجل الحصول على العلاج.

إنَّ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 وَ12 عاماً، قد يطوِّرون إحدى الصعوبات السلوكية عندما يتقدمون في السن ويبدؤون في التفاعل مع الآخرين بنحو أكبر؛ فيما يأتي بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها:

  1. صعوبة التعبير عن المشاعر بطريقة مناسبة.
  2. التعبير غير المناسب عن الغضب أو المحبة.
  3. الرغبة في إيذاء الآخرين.
  4. صعوبة الشعور بالحزن على فقدان شيء أو شخص ما.
  5. صعوبة التعامل مع أصحاب النفوذ.
  6. تغييرات جذرية في الشهية والطاقة أو أنماط النوم.
  7. القلق بشأن مشكلات الراشدين.
إقرأ أيضاً: كيف تسيطر على التوتر في دقائق قليلة؟

المراهقون من سن 13 إلى 18 عاماً:

قد يعاني المراهقون من صعوبة في التعرف إلى هُويتهم، خاصةً في المدرسة الإعدادية والثانوية، وقد يطور بعضهم مهارات تأقلم سلبية بسبب الضغوطات المدرسية والاجتماعية؛ فيما يأتي بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها هي:

  1. الهوس في وسائل التواصل الاجتماعي.
  2. مقارنة أنفسهم بالآخرين مقارنة سلبية.
  3. الانطباع السيئ عن النفس أو الجسد.
  4. تغييرات جذرية في النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.
  5. العزلة.
  6. إيذاء النفس أو الأفكار الانتحارية.

اليافعون الذين تتراوح أعمارهم بين 19 وَ39 عاماً:

عادةً ما تطرأ عدة تحولات جديدة في حياة الأشخاص اليافعين، مثل التمتع بالاستقلالية أو الابتعاد عن أحد الأشخاص الداعمين لهم؛ فيما يأتي بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها هي:

  1. تغييرات جذرية في النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.
  2. اضطرابات النوم.
  3. إيذاء النفس والأفكار الانتحارية.
  4. العزلة.
  5. استخدام بعض المواد كالمخدرات والنيكوتين.
  6. مشاعر القلق أو الأفكار التي تعوق الحياة اليوميَّة.

البالغون 40-65 عاماً:

في هذه الفئة العمرية، تحدث عدة تغيرات مثل تغيرات في الوظائف، وفقدان الوالدين، والموارد المالية، ومواجهة صعوبات في تربية الأطفال والمزيد، ويمكن أن تحدث هذه التغيرات وتتداخل مع بعضها بعضاً ويمكن أن تسبب بعض الضيق لهؤلاء الأشخاص؛ خاصةً بعد اتباعهم لروتين أكثر ثباتاً؛ فيما يأتي بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها هي:

  1. العزلة.
  2. استخدام بعض المواد كالمخدرات والنيكوتين.
  3. إيذاء النفس والأفكار الانتحارية.
  4. مشاعر القلق أو الأفكار التي تعوق الحياة اليوميَّة.
  5. فقدان الاهتمام بحياتهم المهنية أو هواياتهم.
  6. تغييرات جذرية في النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة.
  7. مقارنة أنفسهم بالآخرين مقارنة سلبية.
إقرأ أيضاً: مقياس التوتر لـ "هولمز" و"راهي".. استيعاب تأثيرات التوتر طويلة الأجل

كبار السن 65 وما فوق:

لسوء الحظ، إنَّ هذه الفئة العمرية لديها أعلى معدل انتحار، ويعتقد أحدهم أنَّ هذا الأمر قد يكون بسبب التدهور المعرفي والظروف الصحيَّة الجسيمة؛ لذا يجب أن تتكيف هذه الفئة العمرية مع فقدان الاستقلال والاضطرار إلى حضور وفاة أحبائهم وأقرانهم، مما قد يتسبب في ظهور أعراض الاكتئاب لديهم؛ فيما يأتي بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها هي:

  1. قلَّة النوم أو الأرق.
  2. صعوبة في التأقلم مع فقدان أحبائهم.
  3. القلق أو التوتر المفرط.
  4. عدم الرغبة في القيام بالنشاطات البدنية.
  5. العزلة.
  6. الانفعال أو العدوانية مع الآخرين.
  7. خواطر الانتحار، والشعور المستمر بالاكتئاب أو اليأس.

المصدر




مقالات مرتبطة