أمور يجب أن تفعلها عندما تفشل في تحقيق أهدافك - الجزء (2)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من هذا المقال عن بعض الخطوات التي يتعيَّن عليك اتِّخاذها عندما تفشل في تحقيق أهدافك، وسوف نستكمل بقيَّة الخطوات في هذا الجزء الثاني.



1. التعلُّم من مصدر موثوق:

يفشل بعض الناس أحياناً ليس لأنَّ أهدافهم كبيرة للغاية؛ بل لأنَّ استراتيجياتهم لا تتوافق مع ما يريدون؛ لذا عليكَ أن تنفِّذ أهدافك بالطريقة الصحيحة إذا كنتَ تريد الحصول على النتائج المرجوَّة؛ لأنَّ رغبتك في رؤية شروق الشمس، لن يساعدك على تحقيقها الركض باتِّجاه الغرب.

على سبيل المثال: إذا كنتَ ترغب في إنشاء مدوَّنة ناجحة، واستراتيجيتك الوحيدة هي الاستمرار في نشر محتوىً رائع على مدوَّنتك، فقد لا تكون استراتيجية فاعلة، وقد يستغرق الأمر سنوات قبل أن ترى النتائج؛ إذ يتعيَّن عليك التسويق لمدوَّنتك أيضاً حتى يعرف الآخرون بوجودها، ورغم أنَّ جودة المحتوى أمر هام للمدوَّنة، لكنَّ التسويق على القدر نفسه من الأهمية.

وهنا حيث يخطئ معظم الناس؛ لأنَّهم يعتقدون أنَّ العمل الجاد سيضمن نجاحهم، والعمل الجاد في الواقع سيحقق لك نتائج أسرع، ولكن لن يضمن نجاحك؛ وبالتالي، إذا كنتَ تعمل بجد في المسار الخاطئ؛ فسوف تفشل على نحو أسرع؛ لذا عليكَ أن تحرص على أن تقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، وهذا هو سبب أهمية وجود منتور أو كوتش؛ لأنَّ المنتور يوجهك ويخبرك بالطريقة الصحيحة للحصول على النتائج المنشودة.

على سبيل المثال: تخيَّل أنَّ هدفك هو الصعود إلى قمة "جبل إفرست" (Mount Everest)، فهل تعتقد أنَّك ستستطيع القيام بذلك بدون كوتش أو منتور أو شخص يرشدك؟ بالتأكيد لا، وسوف تسقط وقد تموت؛ لذا من الهام أن تتعلَّم الاستراتيجية الصحيحة، ومعظم الناس لا يفعلون هذا، اعتقاداً أنَّ كل ما يحتاجونه هو العمل الجاد.

وبالتالي، عندما يفشل الناس، يكون أول ما يفعلونه هو مضاعفة جهودهم، والعمل الشاق لمزيدٍ من الوقت، ولكنَّ هذا غير صحيح؛ إذ يتعيَّن عليك اتِّباع الطريقة الصحيحة لتحقيق نتائج جيدة؛ لأنَّك عندما تسير في الاتِّجاه الخاطئ، تصل إلى الوجهة الخاطئة؛ لذا عليكَ أن تتعلَّم بالطريقة الصحيحة، وأن تطلب المساعدة، وتعثر على منتور أو كوتش، وتسأل من حولك وتبحث عن طرائق أفضل لحل الأمور، وأن تعرف ما يفعله الأشخاص الناجحون في مجالك وتكرِّر استراتيجياتهم.

إقرأ أيضاً: 12 طريقة للعودة إلى المسار الصحيح عندما تسوء الأمور

2. إعادة تحفيز رغبتك:

إحدى الطرائق الجيدة للتعامل مع الفشل والشعور بالإحباط جرَّاء عدم تحقيق أهدافك هي إعادة تحفيز رغبتك؛ أي الحفاظ على طاقتك وتعزيز دوافعك من خلال إعادة النظر في أسباب رغبتك في تحقيق أهدافك، فاسأل نفسك، لماذا تريد تحقيق الأهداف التي حدَّدتَها؟ وستكون أسبابك هي الوقود الذي يشعل حوافزك؛ لذا يجب أن تكون أسبابك قوية وعاطفية بما فيه الكفاية لتحريكك، وإذا لم يكن غرضك من الهدف قوياً بما فيه الكفاية؛ فلن تفعل كل ما يلزم لتحقيق هدفك.

عندما تمنح نفسك سبباً مقنعاً للإنجاز، ستتجاوز المشكلات، حيث يفشل الناس لأنَّهم يقولون إنَّ الأمر صعب جداً، أو يستغرق وقتاً طويلاً أو إنَّ أهدافهم تنافسية للغاية، ولكن لا تُصدِّق هذه الأعذار البالية التي ستوقفك إذا لم يكن غرضك من أهدافك قوياً، والتي ستصبح مبرراً لعدم قدرتك على تحقيق ما تريد بينما عندما تكون أسبابك مقنعة، ستفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحقيق أهدافك، وستدفعك إلى الاستمرار حتى في الأوقات العصيبة، وستحافظ على حافزك.

لذا أعِد النظر في غرضك من أهدافك، واكتب لماذا تريد تحقيق ما تريد، واجعل أغراضك مقنعة وعاطفية وقوية، ولا تعطِ نفسك أي عذر يمنعك من المضي قدماً، بالإضافة إلى ذلك، اكتب أغراضك وراجِعها كل يوم، وعندما تفشل، أعِد النظر فيها واقرأها بصوت عالٍ، وسوف تشعر بالتحفيز مرَّة أخرى.

3. استعادة طاقتك:

عندما تفشل في الوصول إلى أهدافك، ما عليك سوى استعادة طاقتك، تماماً مثل البرامج التي تتطلَّب تحديثاً على هاتفك أو حاسوبك من وقت لآخر، حيث ينطبق الشيء نفسه على الحياة؛ فعندما تذهب إلى فراشك كل ليلة، تعيد شحن طاقتك ليوم جديد؛ لأنَّه بصرف النظر عمَّا حدث طوال اليوم - حتى لو كان يومك عصيباً - يجب أن تستريح وتنام جيداً لأنَّ الغد سيكون يوماً جديداً، وقد تكون الأمور مختلفة.

هذا هو المبدأ الذي ينبغي عليك تطبيقه عندما تفشل في تحقيق أهدافك؛ فاستعِد طاقتك فحسب، كما يمكِنك عمل ذلك من خلال تحديد هدف جديد أو تمديد المدَّة الزمنية المحدَّدة لتحقيق الأهداف، وقبل القيام بذلك، يجب عليك أولاً معرفة سبب فشلك، وهكذا ستتحسَّن وستتعلم من ماضيك وترتقي إلى المستوى التالي.

شاهد بالفديو: 10 عادات مميّزة يتبعها الأشخاص الناجحون في التفكير

4. الإيمان أنَّ الفشل لا يُحدِّد أشكال شخصياتنا:

لا يعني فشلك الآن أنَّك ستفشل مرة أخرى في المستقبل؛ وبالتالي، لا يحدِّد وضعك الحالي مَن أنت، ولكنَّه يشير إلى المكان الذي أنت فيه الآن؛ لذا لا تدع فشلك يُحدِّد هويتك.

على سبيل المثال: إذا خسرتَ كل أموالك التي تستثمرها في البورصة؛ فلا يعني هذا أنَّك فاشل، ولكن عليك أن تَعُدَّ هذه التجربة درساً تلقَّنتَه، وتحسِّن استراتيجيتك، ثمَّ تحاول مرَّة أخرى، يقول "ألكسندر دين هايجر" (Alexander Den Heijer): "عندما لا تتفتَّح الزهرة؛ فما عليك إصلاحه هو البيئة التي تنمو فيها، وليس الزهرة".

وحتى لو فشلتَ مرَّة أخرى، فتعلَّم أيضاً وتَحسَّن وحاوِل أكثر؛ لأنَّه ينبغي عليك القيام بذلك إذا كنتَ تريد أن تَبلُغ أهدافك، تماماً كالطفل الصغير الذي يتعلَّم المشي، والذي كلما سقط، نهضَ وحاولَ من جديد، كذلك يتعيَّن عليك اتِّباع الاستراتيجية نفسها في الحياة؛ فإذا أردتَ أن تَبلُغ هدفاً ما، استمِر في المحاولة والعمل حتى تنال ما أردتَ؛ لأنَّ فشلك الآن لا يعني فشلك دائماً، وإذا رفضتَ الاستسلام للإخفاقات وواظبت على تحقيق أهدافك؛ فلن تفشل أبداً.

قُل دائماً: إمَّا أن أربح أو أتعلم، وحتى لو كنتَ في موقف صعب يبدو فيه أنَّ المستقبل مظلم، لا تفقِد الأمل، واستمِر في المضي قدماً، وستتمكَّن من تحقيق التغيير المنشود ما دمتَ تستعيد حافزك وتحافظ على آمالك، وتجد طرائق لتحسين نفسك.

إقرأ أيضاً: كيف تنشئ خطة استراتيجية شخصية تتوافق مع أهدافك؟

في الختام:

افهم أنَّ النجاح والفشل سُنَّة الحياة، وأنَّه من الطبيعي أن تفشل أحياناً في الوصول إلى أهدافك، ولا يعني هذا أنَّك أخفقتَ؛ بل يعني ببساطة أنَّك أحرزتَ تقدُّماً، لكنَّك لم تحصل على النتيجة التي تريدها، وعندئذٍ، ينبغي عليك اتِّباع الخطوات السبع الواردة أعلاه للتعامل مع إخفاقاتك، كما يجب أن تعرف الخطأ الذي حدث من خلال فحص استراتيجيتك وتعديلها أو تغييرها للوصول إلى أهدافك مرَّة أخرى.

 

المصدر




مقالات مرتبطة