أفضل طريقة لاختيار مهنة تحبها وتستمتع بممارستها

ما هي "المهنة"؟ هل هي شيء تحب أن تفعله، أم طريقة لكسب المال، أم أنَّها وسيلة لتحقيق غاية؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكتاب "إيفان ترافر" (Evan Traver)، يُحدِّثنا فيه عن تجربته في اتخاذ حياة مهنية يحبها.

نقاط سريعة:

  1. المهنة التقليدية ليست الطريقة الوحيدة لدعم نفسك.
  2. في الوقت الحاضر، يجب عليك ألَّا تعتمد على مصدر دخل واحد.
  3. من خلال مجموعةٍ من المشاريع المُدرة للدخل، يمكنك تمويل نفسك حسب نمط حياتك الذي ترغب فيه.
  4. إذا بنيت مشاريعك بناءً صحيحاً، فيمكنك السيطرة سيطرة كاملة على العواطف والوقت والمكان.

ما هي "المهنة"؟

هل هي شيء تحب أن تفعله، أم طريقة لكسب المال، أم أنَّها وسيلة لتحقيق غاية؟ من المضحك أنَّ المهنة شيءٌ "نفعله" جميعاً، لكن لا أحد منَّا يفكر في ماهيته، وبالنسبة إليَّ، أجد أنَّ الشيء الذي تحب فعله يُعَدُّ شغفاً أكثر من كونه متعلقاً بمهنتك؛ لذلك سألتزم بتحديد المهنة حسب المعنى التقليدي؛ إي إنَّها طريقة لكسب المال.

بهذا الصدد، تُعَدُّ المهنة وسيلة لتحقيق غاية؛ إذ إنَّها سيولة نقدية وإدراك للأمان وتتيح لك القيام بما تحب في وقت فراغك؛ بمعنى ما، يمكن تحديد المهنة بالمعادلة أدناه:

المهنة = التدفق النقدي + المدخرات + التقاعد - المخاطر

يأتي تقاعدك في نهاية المعادلة تقريباً، لكن على الرغم من ذلك، هو العنصر الأول في حياتك المهنية؛ لأنَّه عادةً ما يُقتطَع من أرباحك قبل خصم الضرائب؛ لذا فإنَّ النسبة المئوية من إجمالي أرباحك التي تقرر المساهمة بها في خطة التقاعد تمثِّل عنصر التقاعد بالنسبة إلى مهنتك.

تلي السيولة النقدية الضريبة والتقاعد في حياتك المهنية، وهي الجزء الذي يطغى على نمط حياتك؛ إذ إنَّك تستخدمها لدفع نفقات المعيشة الشهرية والترفيه الشهري.

أمَّا مدخراتك، فهي الجزء من حياتك المهنية الذي يتبقى بعد السيولة النقدية الخاصة بك، والذي تدخره للاستثمارات المستقبلية أو الأيام الصعبة غير المتوقعة، وسواء كانت أهدافك الادخارية تتمثل بشراء منزل، أم السفر إلى الخارج، أم الاستثمار في سوق الأوراق المالية، فهي تتمثل بالزيادة الشهرية في حسابك المصرفي نهاية الشهر، بعد دفع كل شيء.

تُعَدُّ المخاطرة العنصر الأخير في حياتك المهنية، وقد يختار الكثيرون منَّا مهنةً ما لوجود أمان متصوَّر حولها، وقد يختار بعضنا مهنةً ما لأنَّه على الرغم من وجود مخاطر، فإنَّ المكاسب تفوق الجانب السلبي المحتمل، فكلما زادت المخاطر، وكلما زاد عدم رغبتك في المخاطرة، زادت قيمتها التي تُطرَح من حياتك المهنية.

لذا، إن كان هدفك كسب المال النقدي وتحقيق الأمان، فما هي الغاية من بقائك في وظيفةٍ تستمر من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساءً؟

نحن نحتاج إلى التحرر من المعنى التقليدي "للحياة المهنية"، ومع الثقافة الجديدة للتنقل بين الوظائف، لم يعد هناك مسار وظيفي حقيقي، وبدلاً من ذلك، نحتاج إلى التفكير في حياتنا المهنية على أنَّها مجموعة من المشاريع الممتعة والمثيرة للاهتمام، أكثر من عدِّها "مساراً لمشروع".

إذاً، يجب أن يكون الهدف من العمل تحقيق السيولة النقدية والمدخرات والتقاعد وتقليل مخاطرنا بأسرع طريقة ممكنة، حتى نتمكن من التركيز على ما نستمتع به.

في عالم اليوم، ومن خلال مجموعةٍ من المشاريع، لدينا القدرة على تحقيق المكونات الثلاثة للمهنة، مع التقليل من المكون الرابع، وبطريقةٍ تتيح لنا فعل ما نحبه ومحبة ما نفعله.

انظر إلى نفسك بوصفك مديراً تنفيذياً للعلامة التجارية الخاصة بك؛ أنت مالك "شركاتٍ" متعددة (أي مشاريع) والتي تمول "شركتك القابضة" (أي حياتك).

باستخدام مسار المشروع بدلاً من المسار الوظيفي، يمكنك القيام بأمرين قويين للغاية: إنشاء مجموعة من المشاريع التي تقلل من "وقت العمل" وتسمح لك بفعل ما تحب، أو إنشاء مجموعة من المشاريع حول ما تحبه بحيث تغدو حرفياً مشاريع شغفك، فأين يقبع جمال ذلك كله؟ في أنَّ أحدهما لا يستبعد الآخر.

عندما تتحدد الثروة الحقيقية بملكيتك للعواطف والزمان والمكان، يجب أن ينصب تركيزك المهني على تعزيز تلك الملكية، وبناء "حياةٍ مهنية" حول مجموعةٍ من المشاريع التي تحقق ذلك بالضبط.

شاهد بالفديو: 6 أمور يجب معرفتها قبل البدء بالعمل أوَّل مرَّة

فكر في الأمر بهذه الطريقة:

لديك مشروعٌ أساسي يولِّد معظم السيولات النقدية الخاصة بك، ويمكن أن يكون عملاً استشارياً أو موقعاً إلكترونياً شخصياً أو منتجاتٍ إعلامية أو كتاباً إلكترونياً؛ أي إنَّه يمكن أن يكون أيَّ شيء.

ولديك مشروع ثانٍ هو "مشروعك الممتد"، فقد لا يحقق لك كثيراً من رأس المال الآن، لكنَّه يشتمل على كثير من الجوانب الإيجابية، والتي يمكن أن تستفيد منها لتدر عليك الأرباح.

من المؤكد أنَّه سيتعين عليك النظر إلى مقدار الوقت والجهد الذي تكرسه للمشروع، لتقرر ما إذا كان الجانب الإيجابي المحتمل يستحق الاستثمار، لكن إذا قمت بذلك على نحو صحيح، فيجب أن يعود مشروعك الأساسي بنقودٍ كافيةٍ للحفاظ على نمط حياتك في أثناء العمل في هذا المشروع.

ولديك أيضاً مشروعٌ ثالث مستقر، ويقلل من المخاطر، ويمكن أن يكون مشروعاً طويل الأمد ويركز على الكتابة أو تخطيط الأعمال، مثل تلك المشاريع التي يمكن العثور عليها في العمل المستقل على الإنترنت أو التوظيف للعمل على الإنترنت.

توفر هذه الأنواع من المشاريع - على الرغم من أنَّها ليست مهنة تقليدية في حد ذاتها - مزيداً من الأمان، نظراً لأنَّ الشركات ذات السمعة الطيبة تدفع لك مقابل العمل الذي وقعت فيه عقداً.

كما ترى، يعود المشروع الثالث بالأموال، لكن يُستخدَم بشكلٍ أكبر كبديلٍ احتياطي وحسب في حالة نضوب الأموال في مشروعك الأساسي أو مشروعك الممتد، وربما لن يكسبك المشروع ما يكفي من المال لدعم نمط حياتك من تلقاء نفسه، لكنَّه سيوفر لك الوقت الكافي لمعرفة خطوتك التالية.

يجب على إجمالي النقد الناتج من خلال هذه المشاريع الثلاثة إذا خُطِّط لها بشكل صحيح، أن يعتني بكلٍّ من السيولة النقدية، والمدخرات، والتقاعد، وكذلك تقليل المخاطر؛ لذلك، من خلال المشاريع التي تستمتع بها، يمكنك بناء "حياة مهنية" تسمح لك بالملكية الكاملة لمشاعرك وزمانك ومكانك.

النقطة الهامة هي أنَّه إذا كانت المهنة ليست أكثر من مجرد المعادلة المذكورة آنفاً، فهناك العديد من الخيارات التي تتيح لك تعزيز قيمة المعادلة المذكورة بما يتجاوز الطريقة التقليدية للتفكير.

إقرأ أيضاً: كيف تبدأ مشروعاً تجارياً ناجحاً؟ - الجزء الأول

في الختام:

إنَّ التركيز على المعنى الحقيقي للثروة (أي العاطفة، والزمان، والمكان)، والبدء بمسار مشروع على مسار وظيفي هو أمر لا يحتاج إلى تفكير، وستكون قادراً على العمل مع مَن تريد، وحيثما تريد، وكسب الكثير من المال الذي ترغب في العمل الجاد من أجله.

لذلك، أنا أتحداك؛ ما هو المشروع الأساسي الذي يمكنك أن تبدأه اليوم؟ كل شيء يبدأ على نطاق صغير، والبدء بعمل جانبي بينما ما تزال في عملك اليومي هو فرصة مثالية لاختبار الوضع.

المصدر




مقالات مرتبطة