نقدم لك في هذه المقالة مجموعة متميزة من المعلومات حتى يكون باستطاعتك اختيار نوع الشركة التي تتناسب مع مشروعك وتتوافق مع مواردك وقدراتك.
مفهوم الشركة:
لغةً: الخلط، أمَّا اصطلاحاً: فهي تجمُّع من الشركاء بقصد إيجاد مشروع مالي مشترك، واقتسام ما قد ينتج عنه من ربح أو خسارة.
وتُعرَّف الشركة التجارية بأنَّها: عقد لتأسيس مشروع بين شخصين أو أكثر، يلتزم بمقتضاه الأطراف بأن يتشاركوا ويساهموا في إقامة المشروع الذي يهدف لدرِّ الأرباح، فيقدِّم كلُّ طرفٍ حصةً في رأس المال أو أداء عمل ما حسب الاتفاق بين الأطراف، وتكون الحقوق إمَّا ماديةً أو معنويةً أو خدمات، ويتقاسم الأطراف كذلك الخسارة حسب العقد والاتفاق.
تعريف الشركات:
الشركات هي مؤسسات تجارية تهدف إلى تحقيق ربح من خلال ممارسة أنشطة تجارية محددة مثل الإنتاج أو البيع والخدمات، عادة ما تكون الشركات لمجموعة من المساهمين أو لشخص واحد وهي تتمتع بصفة "شخصية اعتبارية".
تخول الشخصية الاعتبارية للشركات إمكانية إبرام العقود، إضافة إلى تمتعها بجميع الحقوق والواجبات والمسؤوليات حتى فك عقد الشراكة أو اندماجها أو موت أحد المالكين والمساهمين.
أنواع الشركات:
تقسم الشركات إلى أنواع عديدة وفق التصنيفات التالية:
1. أنواع الشركات من حيث شكلها القانوني:
1. 1. منشأة فردية (Sole Proprietorship):
يمتلكها شخص واحد، وغالباً ما يكون المالك هو المدير، ويكون المالك مسؤولاً بصفة شخصية عن الديون والالتزامات المتعلقة بالمنشأة؛ وتعدُّ المنشأة الفردية من وجهة النظر المحاسبية وحدةً محاسبيةً مستقلةً عن المالك.
1. 2. شركات الأشخاص (Partnerships):
يمتلكها شخصان أو أكثر بطريقة اختيارية، وتقوم على الحسبان الشخصي والثقة المتبادلة بين الشركاء، وعادةً ما يوضِّح عقد الشركة: (حصصهم في رأس المال، وحقوقهم وواجباتهم، وكيفية توزيع الأرباح والخسائر بينهم، وكيفية تسوية المسحوبات الشخصية، وكيفية انفصال الشريك، وغير ذلك من الأمور التي يتفقون عليها)؛ وتعدُّ شركات الأشخاص من وجهة النظر المحاسبية وحدةً محاسبيةً مستقلةً عن الشركاء؛ وقد تأخذ شركة الأشخاص أحد الأشكال الثلاثة التالية:
- شركة التضامن: يكون جميع الشركاء متضامنون أو مسؤولون مسؤولية غير محدودة عن ديون والتزامات الشركة.
- شركة التوصية البسيطة: تضم نوعين من الشركاء: (شركاء متضامنون ومسؤولون مسؤولية غير محدودة عن ديون والتزامات الشركة، وشركاء موصون تكون مسؤوليتهم محدودة بمقدار حصصهم في رأس المال).
- شركة المحاصة: تنشأ بصفة مؤقتة بين شريكين أو أكثر للقيام بعمل محدد وتنتهي تلك الشركة بمجرد انتهاء الغرض الذي قامت من أجله.
1. 3. شركات الأموال:
يوجد ثلاثة أشكال شائعة لشركات الأموال:
- شركة المساهمة: يتكوَّن رأسمالها من أسهم متساوية القيمة، وتكون مسؤولية المساهم في الشركة محدودة بمقدار ما يمتلكه من أسهم، وعادة يقوم المساهمون بانتخاب مجلس إدارة يتولى إدارة الشركة ويتولى مجلس الإدارة بدوره تعيين المدير العام ومديري الإدارات لتنفيذ أنشطة الأعمال.
- الشركة ذات المسؤولية المحدودة: يُقسَم رأس مال الشركة إلى حصص ويكون صاحب الحصة مسؤولاً مسؤولية محدودة عن التزامات الشركة بمقدار حصته في رأس المال؛ ويمكن تداول الحصص بين المُلَّاك، ولا يجوز نقل ملكية تلك الحصص إلى الآخرين من خارج الشركة إلا بشروط خاصة مُتَّفق عليها.
- شركة التوصية بالأسهم: تضم نوعين من المساهمين (مساهمون متضامنون بحيث تكون مسؤوليتهم عن ديون والتزامات الشركة غير محدودة، ومساهمون موصون تكون مسؤوليتهم محدودة بمقدار استثماراتهم بالشركة).
2. أنواع الشركات من حيث نوع العمليات التجارية:
- شركات تجارية: تعمل في بيع وشراء منتجات مادية؛ مثل: محلات البقالة والموزعون.
- شركات خدمية: تقدم منتجات غير مادية؛ مثل: موزعين خدمة الإنترنت والشركات التي تقدم استشارات، كمكاتب المحاماة ومكاتب المحاسبة، والمدارس والجامعات.
- شركات صناعية: تقوم بشراء المواد الخام وتُجري تعديلات وتغييرات عليها ليخرج منتج جديد، وتُباع المنتجات إمَّا للعميل مباشرة أو إلى الموزعين.
- شركة مختلطة: شركة تعمل في أكثر من نوع من الأنواع السابقة؛ فنجد مثلاً شركات الألبان تقوم بشراء اللبن وبيعه؛ فهي شركة تجارية، وتقوم أيضاً بإجراء تعديل وتغيير عليه وتحويل اللبن إلى جبن أو زبادي؛ فهي شركة صناعية، والمطاعم وغيرها.
3. أنواع الشركات من حيث طبيعة نشاطها:
- شركات التضامن.
- شركات التوصية.
- شركات المساهمة.
- شركات التوصية بالأسهم.
- الشركات ذات المسؤولية المحدودة.
- الشركات التعاونية: شركات مساهمة ومسؤولية محدودة تُؤسَّس بهدف خدمة الشركاء، كتخفيض ثمن تكلفة أو ثمن شراء بعض المنتجات لهم، أو تحسين جودة المنتجات أو مستوى الخدمات التي تقدِّمها الشركة للشركاء.
- الشركات القابضة: شركة مساهمة تقوم بالسيطرة المالية والإدارية على شركات أخرى، لتصبح هذه الشركات تابعةً لها، وذلك من خلال شرائها لـ 51% على الأقل من أسهم تلك الشركات، وتضاف عبارة "شركة قابضة" إلى جانب اسم الشركة في جميع أوراقها ووثائقها.
- الشركات متعددة الجنسيات: شركات ضخمة تنتشر على مساحات جغرافية واسعة، لا تخضع في ملكيتها لسيطرة بلد أو مالكين معينين؛ بل يتولى إدارتها أشخاص مختلفون من جنسيات كثيرة، وعلى الرغم من أنَّها تمارس نشاطها في دول كثيرة تتجاوز دول الإقليم والدول المجاورة؛ إلا أنَّ استراتيجياتها وسياساتها تنبع من المركز الأم لها، وهو المركز الرئيس الذي يوجد في دولة واحدة تسمى الدولة الأم.
أهمية الشركات:
تعد الشركات من النظم التي تحظى بأهمية كبرى في نطاق الدراسات القانونية في وقتنا الحاضر، بسبب سعة وتنوُّع المشاريع التجارية والصناعية، التي لا يقوى الفرد الواحد على القيام بها، لما تحتاجه من تكاتف الجهود وتوحيدها وتضافر الأشخاص ليتمكنوا من القيام بالمشاريع الكبيرة المنتجة، وهذا على عكس الشركات التي تحقق للمشاريع استقراراً تعجز عن تحقيقه طاقة الأفراد مهما وحَّدوا جهودهم؛ وذلك لأنَّ الشركة تعدُّ بمثابة شخص قانوني مستقل تماماً عن أشخاص الشركاء، وله وجود ذاتي وأهلية وذمة مستقلة.
أهمية الشركات التجارية:
تلعب الشركات التجارية دورا بارزا في الاقتصاد والمجتمع، حيث تتمثل أهميتها بما يلي:
1. توليد الثروة والموارد:
تسعى الشركات في مجمل أعمالها لتحقيق الأرباح من خلال تقديم السلع والخدمات، مما يسهم في زيادة الثروة الوطنية ويخلق فرص عديدة للاستثمار.
2. خلق فرص العمل:
تعمل الشركات على توظيف العمالة وتوفير فرص للعمل للأفراد، وبالتالي تحسين مستوى معيشتهم وتعزيز الرخاء الاقتصادي.
3. تلبية احتياجات العملاء:
وذلك عبر تحسين جودة الخدمات المقدمة والكفاءة في الإنتاج وتقديم خدمات أفضل مما يوفر احتياجات العملاء ويعزز التنافسية.
4. دورها في التنمية الاقتصادية:
للشركات التجارية دور كبير في دفع عجلة النمو الاقتصادي، من خلال الاستثمار في البنية التحتية للانتاج وتوفير المنتجات والمواد اللازمة والخدمات الحديثة.
5. تبادل المعرفة والتكنولوجيا:
تساهم الشركات التجارية في نقل الاقتصاد المعرفي والتقنيات الحديثة في الإنتاج والعمل التجاري من خلال شراكاتها مع شركات أخرى من جنسيات مختلفة، هذه المعرفة لها دور كبير في تعزيز التطور التقني والابتكار في مختلف الصناعات.
في الختام:
من كل ما سبق ومع ما نلمسه من دور تقوم به الشركات وسيطرتها على الجانب الهام من النشاط الاقتصادي وفرض الاحتكار في كثير من الدول، ومن ثم تأثيرها في مصالح المواطنين والاقتصاد الوطني؛ عليك دائماً أن تبحث وتتعلَّم كل ما يتعلق بالجوانب القانونية للشركات، لتتمكن من تحقيق أهدافك ومن ثم تنمية النشاط الاقتصادي لبلدك.
وقد يدور بذهنك الآن أنَّ الجوانب القانونية مملة ومتعبة وتستهلك جهداً وتُسبب صداعاً يزعجك وربما قد تؤثر سلباً في خططك التجارية تأثيراً كبيراً، لكن اعلم جيداً أنَّه في حال عدم اهتمامك بوضع هيكل قانوني محدد، قد يعرِّضك لمشكلات ويضع جهودك المبذولة في بناء المشروع في مَهبِّ الريح.
أضف تعليقاً