أفضل 7 مهارات للإدارة الذاتية لتحقيق ذروة الأداء

إذا كنت ترغب في العمل بأعلى مستويات الأداء لإحراز مزيدٍ من الإنجازات، فمن الهام تطوير مهاراتٍ مهمَّةٍ في مجال إدارة الذات. هذه هي المهارات اللازمة لإدارة القدرات الشخصية واستخدامها في مجالات الحياة المختلفة؛ وسواء كنت تريد التميز في العمل أم في حياتك الشخصية، فإنَّ نجاحك يعتمد على قدرتك على إدارة أدائك.



يُسلط هذا المقال الضوء على 7 مهارات للإدارة الذاتية ستحتاجها لتحقيق ذروة الأداء، وتتضمن كل مهارة مدرجة أيضاً خطة قابلة للتنفيذ لمساعدتك على البدء؛ لذا أتقن هذه المهارات لتحسين الأداء والنمو الشخصي:

1. تحمُّل المسؤولية:

واحدة من أهم مهارات الإدارة الذاتية لتحقيق ذروة الأداء هي القدرة والرغبة في تحميل نفسك المسؤولية؛ فإن قلت إنَّك فاعلٌ شيئاً ما، فتأكد من القيام بذلك، وتولَّ مسؤولية أهدافك والعمل المطلوب لتحقيقها، وإذا كنت تعلم أنَّ مهمة أو نشاطاً ما يتطلبان مستوى معيناً من الجهد، فإنَّ بذل الجهد المطلوب يقع على عاتقك.

إذا فشلت في التصرف أو كان الأداء ليس على المستوى المطلوب، فكن صريحاً مع نفسك وحدد التغييرات أو التعديلات اللازمة للقيام بعمل أفضل في المرة القادمة؛ وأوفِ بوعودك.

تحمَّل المسؤولية عن طريق كتابة هدفك أو التزامك على ورقة بحيث يمكنك حملها في جيبك لتكون بمثابة تذكير، أو خصص مفكرة لهذه الأهداف والوعود الشخصية؛ ذلك لأنَّ كتابتها تجعلها حقيقية وملموسة، ولكن فكر فيما كتبته عدة مرات من كل يوم لتأكيد التزامك، واستمر في ذلك حتى تُنجز المهمة.

2. تحديد أهداف واضحة:

هل سبق لك أن حدَّدت قراراً للعام الجديد سرعان ما تخليت عنه في غضون أسابيع قليلة؟ مع أنَّ معظمنا يحبون أن يولوا اهتماماً خاصاً لقرارات السنة الجديدة لكونها قضية ساخنة يتفاعل معها جميع أفراد المجتمع، إلا أنَّ هذه الأهداف ليست أكثر خصوصية من أي أهداف أخرى قد نحددها على مدار العام.

يدرك هذه الحقيقة أصحاب الأداء المتميز، ويعلمون أنَّ العناوين الجذابة لا تجعل تحقيق الأهداف أسهل؛ لذا حدد أهدافاً ذكية (SMART)، واستخدم المعايير أدناه مع أهدافك الشخصية والمهنية بحيث يكون كل هدف تضعه على الشكل التالي:

  • محدد (Specific): كن محدداً بشأن ما تريده وصرِّح عن هدفك بعبارات بسيطة، واجعله يقتصر على جملة واحدة مكتوبة بوضوح، وتجنَّب الغموض. ربما تريد تخفيف وزنك أو كسب المزيد من المال؛ كل فكرة من هذه الأفكار هي نقطة انطلاق جيدة، لكنَّها تفتقر إلى الوضوح. بالنظر إلى المثالين أعلاه، فإنَّ الفرد الذي فقد كيلو غراماً واحداً فقط، أو كسب دولاراً واحداً إضافياً سيكون قد حقق الهدف من الناحية التقنية، لكن من المحتمل أن يُصاب واضع هذه الأهداف بخيبة أمل بسب هذه النتائج التافهة؛ لهذا السبب من الهام أن تكون محدداً من خلال التصريح عمَّا تريده بالضبط.     
  • قابل للقياس (Measurable): استخدم الأرقام لمساعدتك في قياس نتائجك؛ فبهذه الطريقة ستعرف ما إذا كنت على الطريق الصحيح لتحقيق هدفك.
  • قابل للتحقيق (Achievable): هذا هو هدفك؛ لذا تأكد من أنَّه شيء لديك القدرة على تحقيقه، وقيِّم نقاط القوة والمهارات والأدوات والموارد الشخصية، كما عليك التأكد من امتلاكك كل ما هو ضروري لتحقيق الهدف أم لا يزال هناك حاجة إلى شيء ما.
  • واقعي (Realistic): حدِّد ما إذا كان الهدف نفسه واقعياً ويمكن تحقيقه في إطار زمني محدد مسبقاً.
  • مقيد بالزمن (Time-based): حدِّد موعداً نهائياً للهدف؛ فهذا يخلق إحساساً بالإلحاح ويحفزك لإنجاز الأمور.
إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية "SMART": اجعل أهدافك قابلة للتحقيق

3. تطوير استراتيجية لإدارة الوقت: 

 نحن نعيش في عالم مليء بالمغريات والمشتتات الصاخبة؛ فأينما نظرنا من حولنا نجد شخصاً ما يحاول لفت انتباهنا الثمين والاستحواذ عليه؛ لهذا السبب تُعَدُّ إدارة الوقت من المهارات الهامة التي يجب عليك تطويرها في مجال إدارة الذات.

هل سبق لك أن سجلت الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي للرد بسرعة على رسالة ما، لتدرك بعد ساعة أنَّك ما زلت تتصفح قائمة آخر الأخبار (newsfeed)، أو أنَّك استغرقتَ في مشاهدة مقاطع الفيديو على يوتيوب (YouTube)؟ إذا أصبحت هذه المسألة عادة بالنسبة لك، فسوف تتراكم تلك الدقائق والساعات وتتحول إلى أيام وأسابيع مهدورة.

فيما يلي نصيحتان سريعتان لتحسين إدارة الوقت، لتعزيز الإنتاجية؛ حدِّد فترات زمنية، وسجِّل النشاطات الأكثر أهمية ضمن هذه الفترات؛ وللتخلص من المشتتات، عطِّل الإشعارات على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، لما لذلك من أهمية خاصة عند تنفيذ النشاطات المدرجة ضمن الفترات الزمنية المحددة.

استخدم التقويم في جهازك الذكي لتسجيل الأحداث الهامة، علماً أنَّ هناك أيضاً مجموعة كبيرة من التطبيقات لتعيين رسائل التذكير وتتبُّع قوائم المهام والحفاظ على تنظيم نفسك.

شاهد بالفيديو: كيف تتقن فن إدارة الوقت؟

4. التحفيز الذاتي:

يحصل بعض الناس على الحافز من خلال محفزات خارجية، مثل: المال أو الثناء أو شراء الأغراض؛ ويحصل الآخرون عليه من خلال محفزات داخلية، مثل: الشعور بالرضا أو الإنجاز الشخصي، ومن الممكن أيضاً أن تحصل على الحافز من كليهما حسب الموقف.

عند العمل على تحقيق هدف، إليك ثلاثة أسئلة يجب طرحها للمساعدة في الحفاظ على الحافز:

  • لماذا يعد تحقيق هذا الهدف هاماً بالنسبة لي؟
  • ماذا سأجني من تحقيق الهدف؟
  • ما الذي سأفعله أو سيُسمح لي بفعله بعد تحقيق الهدف؟

إذا وجدت نفسك تفقد الحافز، فاسأل نفسك هذه الأسئلة، قد تحتاج إلى مراجعة هذه الأسئلة عدة مرات للوصول إلى أسباب أكثر عمقاً وذات مغزى، والتي ستكون بمثابة محفزات أساسية؛ لذا ركز على هدفك واستمر في المضي قدماً؛ فقد لا تنجح في المحاولة الأولى، ولا بأس بذلك، انهض وحاول مرة أخرى، واستمر حتى تنجح.

قال رجل السياسة ونستون تشرشل (Winston Churchill): "النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى آخر دون فقدان الحماس".

5. التكيف مع التغيير:

من أهم مهارات الإدارة الذاتية القدرة على التكيف مع التغيير، فبالنسبة لملايين الناس حول العالم، قدَّم عام 2020 درساً مجانيَّاً مهمَّاً في تعلُّم كيفية التعامل مع التغيير؛ فالتغيير جزء طبيعي من الحياة، ويجب أن نكون قادرين ومستعدين لتعديل المسار عند الضرورة.

فكر في آخر مرة كنت تقود سيارتك في مكان ما ورأيت لافتة برتقالية كُتب عليها: "هناك تحويلة أمامك". من المحتمل أنَّك تذمرت وهيأت نفسك ذهنياً للإزعاج القادم، وعلى الرغم من أنَّك لم تخطط للالتفاف، فقد اجتزت الموقف ووصلت في النهاية إلى وجهتك.

طوِّر المرونة من خلال إعادة صياغة الموقف، وتعلَّم أن تراه من منظور مختلف؛ فقد لا يكون الموقف مثالياً، ولكن لا يزال بإمكانك تحقيق أقصى استفادة منه؛ لذا تعلَّم أن تكون مرناً واضبط المسار حسب الحاجة، مع الاستمرار في المضي قدماً نحو هدفك.

6. استخدام مهارات التكيف للتعامل مع التوتر:

يعني عادةً تقديم مستوياتٍ أفضل، ضرورة التعامل مع مستويات مرتفعة من التوتر، وهو جزء طبيعي منها؛ لذا اتبع نهجاً استباقياً للتعامل مع التوتر من خلال الاستفادة من مهارات التكيف وامتلاك منافذ صحية لتوجيه الطاقة السلبية، وقد تشمل مهارات التكيف الفعَّالة نشاطات مثل الاستماع إلى الموسيقى أو المشي أو القراءة من أجل المتعة أو ممارسة الرياضة.

كيف يتغير كل من حالتك المزاجية وسلوكك عندما تعاني من التوتر؟ تعلَّم كيفية التعرف على العلامات والاستفادة من مهارات التكيف التي تناسبك بشكل أفضل، وقد يكون من الجيد أيضاً إدراج أنشطة مثل اليوجا أو التأمل ضمن برنامجك الأسبوعي.

وقد يرغب أولئك الذين لم يمارسوا التأمل من قبل في تجربة تأمل المشي السهل والمريح؛ فالتأمل في أثناء المشي هو شكل من أشكال التأمل المتحرك كما يبدو تماماً؛ فبدلاً من الجلوس ساكناً لأداء هذا التأمل، يمكنك فعل ذلك في أثناء المشي؛ إذ إنَّ الفوائد التي تجنيها من التأملات المتحركة هي نفسها التي تجنيها من التأملات الثابتة.

ما عليك سوى المشي لمدة 10-15 دقيقة في الخارج والتركيز على تنفسك؛ خذ أنفاساً عميقة وهادئة من خلال الأنف وأخرجها من خلال الفم، واستخدم هذا الوقت للتواصل مع نفسك الداخلية والاسترخاء، هذا وقتك الشخصي؛ لذا اترك هاتفك في المنزل لتجنب المشتتات.

7. ترسيخ عادة التعلم الذاتي:

استثمر في مستقبلك بتخصيص 30 دقيقة كل يوم لتعلم شيء جديد؛ فقد أتاح التقدم التكنولوجي للناس التعلم من القادة والمنتورز العالميين في أي وقت من اليوم بالطريقة الأكثر ملاءمة لهم.

حمِّل كتب المساعدة الذاتية المفضلة لديك لقراءتها في أثناء التنقل أو الاستماع إلى النسخة الصوتية في سيارتك أو في أثناء التمرين، وشاهد محادثات تيد (TED) القديمة، أو احضر ندوات عبر الإنترنت يستضيفها خبراء من جميع أنحاء العالم، وتابع صانعي المحتوى المفضلين لديك على وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن التعلم أسهل من الآن أبداً.

في الوقت الحالي، تزدهر صناعة مقاطع الصوت عبر الإنترنت؛ حيث يوجد حالياً أكثر من 850000 مقطع صوتي نشط يجمع أكثر من 34 مليون حلقة، فسواء كنت ترغب في الحصول على ميزة تنافسية في السوق المحلي، أم التقدم في حياتك المهنية، أم ترغب في ممارسة هواية جديدة، فهناك مقطع صوتي يحتوي على ما تبحث عنه بالضبط.

في الختام:

مارس مهارات الإدارة الذاتية هذه كل يوم، واجعلها جزءاً من برنامجك اليومي لتقديم أعلى مستويات الأداء وتحسين النمو الشخصي.  تُعد مهارات الإدارة الذاتية هذه قابلة للتطبيق؛ حيث يمكن تطبيقها بسهولة وتعديلها في جميع مجالات الحياة.

إنَّ الممارسة تحقق التقدم، ومثل أي شيء في الحياة، كلما مارست أكثر، أصبحت أفضل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة