أفضل 10 استراتيجيات للتعامل مع موظف يعاني عاطفياً

يتجاهل المديرون عادةً المشكلات العاطفية التي يمرُّ بها الموظفون؛ وذلك لأنَّهم يعتقدون بأنَّها لا تستحق وقتهم واهتمامهم، ولكن عادةً ما يكون ثمن تجاهل هذه المشكلات أكبر بكثير من الوقت والجهد اللذَين يحتاجون إليهما للتعامل معها.



إذ ينتهي الأمر بانخفاض تركيز الموظفين على عملهم والتركيز على مشكلاتهم العاطفية بصورة أكبر؛ فعندما يكون الموظف غير قادر على التحكم في عواطفه في العمل، سواء كان ذلك بسبب مشكلات في المنزل أم نزاع في المكتب، فقد يؤدي ذلك إلى اضطراب مكان العمل، والمبالغة في رد الفعل.

فكيف يمكنك كرئيس التعامل مع موظف يعاني من ضائقة عاطفية؟

عليك أن تعلم أنَّك إذا تجاهلت المشكلة، فلن تختفي من تلقاء نفسها؛ إذ سيركز الموظف على ما يزعجه أكثر من التركيز على عمله، كما قد تتأثر إنتاجية مكان العمل برمته إذا امتد هذا الشعور إلى موظفين آخرين.

لذا نقدِّم لك بعض النصائح حول كيفية التعامل مع موظف يمرُّ بضائقة عاطفية واستعادة التوازن في مكان العمل:

1. اقرأ الإشارات والتلميحات العاطفية:

اهتم دائماً بعواطف موظفيك ومشاعرهم، فإذا كنت تولي اهتماماً كبيراً لمكان العمل، ستجد غالباً إشارات عاطفية يظهرها موظفوك، سواء كانت هذه الإشارات عبر لغة الجسد أم نبرة الصوت أم تعبيرات الوجه؛ فانتبه جيداً حتى تتمكن من معرفة أحوال موظفيك.

2. تعاطف مع المتأذِّين عاطفيَّاً:

عادةً ما يتعرَّض الموظفون الذين يعانون من ضائقة للاستخفاف والتجاهُل ونفاد الصبر في مكان العمل؛ إذ يقلل المديرون من شأن مشكلة الموظف أو يسخرون منها أو يطلبون منه التعامل معها بمفرده، كما يعدُّ معظم الناس أنَّ البكاء ليس أمراً مهنياً؛ فنحن ننسى أحياناً أنَّنا بشر وأنَّنا جميعاً عُرضة لمشاعر لا يمكن السيطرة عليها.

لا تساعد أي من هذه الردود الفاترة الموظف المنزعج على الإطلاق، وتؤذيه أكثر؛ ومن ثم عليك النظر إلى الانفعالات العاطفية على أنَّها فرص للإصغاء وإظهار التعاطف مع الموظف المنزعج، وليس من الضروري أن تكون المحادثة التي تجريها مع الموظف طويلة؛ فقد تكون حتى بضع دقائق كافية، وعندما تكتشف المشكلة وتُظهِر التعاطف، تعزِّز علاقتك مع الموظف.

3. اكتشف ما الذي أثارهم:

ثمة دائماً شيء ما يحرِّك استجابة الموظف العاطفية، فابحث عمَّا يثير هذا النوع من السلوك، وما يمر به ويجعله يتصرف على هذا النحو، وتجنَّب وضع أي افتراضات حول سبب استجابته بهذه الطريقة، وبدلاً من ذلك، أصغِ إلى الموظف باهتمام، ودعه يعبِّر عن جميع مشكلاته؛ إذ سيساعدك شعوره باحترامك وإصغائك إليه على التعامل معه بصورة جيدة.

شاهد بالفيديو: الذكاء العاطفي في العمل مفتاح النجاح المهني

4. حوِّل المشكلة إلى فرصة:

بمجرد أن تعرف المشكلة، تصبح الخطوة التالية هي تحويلها إلى فرصة للتغيير الإيجابي؛ إذ لا يستطيع صاحب المشكلة غالباً حلها بسهولة؛ لذا يمكنك مساعدته على إيجاد الحل، أو تقديم المساعدة التي يحتاج إليها، أو حل النزاع الذي قد يسبب المشكلة، أو على الأقل توجيهه إلى حيث يمكنه إيجاد المساعدة اللازمة للتغلُّب على عقباته العاطفية، مثل برامج مساعدة الموظفين، والتدريب، ومهارات حل النزاع، والتدريب على التواصل.

5. امنحهم الوقت والمجال:

يكون أحياناً توفير المجال والوقت للموظفين للتعامل مع ما يجري بِحُرِّيتهم الطريقة الأكثر فاعليَّة لإدارة الموظف الذي يعاني من مشكلة عاطفية، والتي تساعده على تجاوز الموقف بطريقة بنَّاءة، خاصةً عندما يمر بضائقة أو يُحِس بمشاعر خطيرة؛ وقد يكون هذا من خلال منحه استراحة في يوم العمل، أو إجازة لمدَّة يوم أو أسبوع، أو تخفيف عبء العمل عليه لبعض الوقت.

6. حافظ على كرامتهم:

بصفتك مديراً، يجب عليك الحرص على الحفاظ على كرامة الموظفين الذين يعانون من مشكلة نفسية، وخاصةً أولئك الذين ينتهي بهم الأمر بالبكاء في مكان العمل، فلا تجعل الموظف يشعر بأنَّك تستاء من بكائه أو تسخر منه، ولا تفعل ما هو أسوأ وتعاقبه على ذلك؛ إذ يشعر معظم الموظفون بالحرج الشديد عندما يصبحون عاطفيين؛ لذا يجب على المديرين أن يحافظوا على احترام الموظف لذاته من خلال عدم زيادة الأمر سوء.

إقرأ أيضاً: كيفيّة الاعتذار، طلب العفو بلباقة

7. أعِد صياغة خطابك، وانتبه للهجتك:

يُعدُّ سوء اختيار المفردات واللهجة ونبرة الصوت في أثناء التواصل أحد المصادر الشائعة للأذى العاطفي والمشكلات في المنظمات؛ لذا يجب أن تفكر دائماً في مفرداتك ولهجتك قبل التفوُّه بأيَّة كلمة سواء كان التواصل عبر رسائل البريد الإلكتروني أم خلال اجتماع مباشر أم في محادثة هاتفية، وضَع في حسبانك جميع الاستجابات العاطفية المحتملة التي قد تثيرها في الأشخاص الذين تتحدَّث إليهم، وابذل جهداً لإعادة صياغة خطابك ولهجتك بطريقة إيجابية؛ إذ تُعدُّ هذه الخطوة إحدى أفضل الخطوات الاستباقية التي يمكنك اتخاذها للتعامل مع موظف يعاني من ضائقة عاطفية.

8. جهِّز موظفيك للتغيير:

يسبب التغيير التنظيمي عادةً استجابات عاطفية سلبية لدى الموظفين؛ لذا يجب أن تضع طرائق لمنع الآثار العاطفية السلبية ومعالجة المشكلات العاطفية عند حدوثها، ويُعدُّ التناقش مع الموظفين الذين سيؤثر فيهم هذا التغيير التنظيمي طريقة جيدة أيضاً للتعامل معهم، فكُن صريحاً وصادقاً بشأن هذا التغيير وامنح موظفيك الفرصة لمشاركة مخاوفهم حتى تتمكن من أخذها بالحسبان في أثناء إجراء التغيير.

إقرأ أيضاً: التغيير المؤسساتي: لماذا تفشل جهود التغيير في المؤسسات؟

9. ابقَ على تواصل:

احرص على أن تبقى على تواصل عاطفي بموظفيك، واطرح أسئلة في أثناء الاجتماعات تُظهر لك شعورهم، وكُن حسَّاساً ومتفهِّماً لما قد يجعلهم محبطين أو حزينين أو غاضبين، وشجعهم أيضاً على معاملة بعضهم بعضاً بتعاطف وعناية في مكان العمل، وتابع طريقة تصرُّفهم وما يفعلونه منذ آخر مشكلة في حالة حدوث مشكلة.

10. درِّب المديرين:

وأخيراً، أنشئ برامج تدريبية لمشرفيك ومديريك لتعلُّم مهارات التواصل، والسلوك الإداري الإيجابي، وإدارة النزاع، وموضوعات القيادة الأخرى؛ إذ ستساعدهم هذه الوسائل على التعامل مع الموظفين الذين يعانون من ضائقة عاطفية بصورة أفضل، فضلاً عن قيادة الموظفين بصورة أكثر فاعلية؛ ممَّا يحد من ظهور مشكلات عاطفية في مكان العمل.

في الختام:

قد يبدو التعامل مع موظف يعاني من ضائقة عاطفية في مكان العمل مهمة شاقة، ولكن قد تساعدك النصائح المذكورة أعلاه على مجاراة الموقف بمزيدٍ من الوعي؛ ممَّا يؤدي إلى الحدِّ من الآثار السلبية، وتعزيز فرص التعلُّم والتحسُّن إلى أقصى حد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة