أسباب الابتزاز الإلكتروني النفسية والاجتماعية والدينية

تختلف أسباب الابتزاز الإلكتروني حسب الطريقة التي جعلت المبتز ينفذ مثل هذه الجريمة، فيعد الابتزاز جريمة يحاسب كل من يرتكبها سواء أكان الابتزاز مادياً أم جنسياً أم ابتزاز الأطفال؛ لذلك إن كنت تود معرفة هذه الأسباب وأنواع الابتزاز وما هي طرائق الوقاية منه، فتابع قراءة المقال.



أسباب الابتزاز الإلكتروني:

يعد الابتزاز الإلكتروني جريمة في حق الآخرين، فيقوم شخص ما بالاحتفاظ بملفات إلكترونية خاصة جداً والتهديد بنشرها مقابل الحصول على تنفيذ طلب معين قد يكون مالياً أو طلباً غير أخلاقي، وقد تنجرُّ الضحية لتنفيذ ما يريد المجرم، ومن أسباب الابتزاز الإلكتروني إليك الآتي:

1. قلة الوعي الإلكتروني لدى الضحية:

يستخدم معظم الأشخاص وسائل التواصل الاجتماعي بهدف التسلية لا أكثر؛ لذلك تشكل قلة المعرفة بالأمور الإلكترونية خطراً على حياتهم في حال حدث خطأ في أثناء عملية الاستخدام.

2. الدخول بعلاقات مجهولة:

يرغب كثير ممن هم في عمر الشباب الدخول بعلاقات إلكترونية بهدف توسيع نطاق المعرفة والدخول بعلاقات عاطفية دون الانتباه إلى معلومات الطرف الآخر وأخذ الحذر خلال التعامل معه، فالانفتاح الذي حدث في الفترة الأخيرة جعل الشباب في حماسة مستمرة للدخول في مثل هذه العلاقات، وهنا يأتي المبتز في أخذ صور غير أخلاقية خلال التحدث أو أخذ معلومات خاصة مقابل الحصول على طلبه.

3. اختراقات حسابات التواصل الاجتماعي:

بسبب التطور البرمجي وغياب قلة الوعي لدى الأفراد؛ أصبح من السهل اختراق حسابات التواصل الاجتماعي وأخذ المعلومات والمحادثات الخاصة والتهديد بها، ومن طرائق الاختراق الدخول إلى روابط تعد غير نظامية؛ فمجرد الدخول لها تسحب جميع الملفات الموجودة في الجهاز، إضافة إلى وضع كلمة سر للحسابات سهلة الرمز أو مشاركتها مع بعض الأشخاص.

4. التعارف الإلكتروني:

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بهدف إقامة علاقات تعارف بين الأفراد، وهنا يتم إرسال صور للطرف الآخر أو معلومات شخصية بنية تكوين علاقة صداقة دون الحذر من التعامل مع ضعيفي النفوس.

5. بيع الأجهزة دون مسح المعلومات منها:

عند القيام ببيع أي هاتف يغيب عن ذهن صاحبه التأكد من حذف جميع الملفات والمعلومات السرية التي عليه، فتوجد برامج كثيرة تعيد ما هو موجود فيه، وهنا يأتي دور المبتز في التهديد بهذه المعلومات بهدف الحصول على طلباته.

6. غياب الرقابة على عمر الشباب:

أعطت معظم العائلات كامل الحرية لأولادها في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون الانتباه للبرامج المستخدمة والعلاقات المنشأة، فيعد عمر الشباب هو عمر التجربة، ويقع معظمهم في أيدي المبتزين بسبب سوء استخدام هذه الوسائل.

ما هي أنواع الابتزاز الإلكتروني؟

إنَّ قلة الوعي بأسباب الابتزاز الإلكتروني وأنواع الجرائم الإلكترونية التي أصابت الأفراد شكَّلت خطراً على محيط حياتهم، إضافة إلى ذلك يشكل الابتزاز نتائج سلبية وخطيرة في المجتمع، ومن أنواع الابتزاز:

1. الابتزاز المادي:

يحصل المبتز على بيانات الضحية بطريقة ما لتبدأ بعدها فقرة تهديد الضحية بعدم نشر هذه المعلومات أو الصور والفيديوهات مقابل مبلغ مادي، وهنا تخضع الضحية نظراً لخوفها من نشر هذه المعلومات، ويبدأ الجاني سلسلة التهديدات؛ وذلك باختلاق ابتزازات أخرى مقابل الحصول على مزيدٍ من الأموال، ويشكِّل هذا النوع من الابتزاز خطراً على الضحية بسبب الخوف والقلق الدائم ودفع كثيرٍ من الأموال دون الحصول على الفائدة.

شاهد بالفديو: كيف تحمي نفسك من الابتزاز الالكتروني؟

2. ابتزاز الأطفال:

مع تطوُّر التكنولوجيا الحديثة أصبح الهاتف بيد الأطفال دون وجود مراقبة لهم، وهنا يأتي دور المبتز في طلب صور وفيديوهات لهم من خلال ترهيبهم إلكترونياً، ويستهدف المبتزون بشكل عام الأطفال من سن 12 إلى سن 18 وخاصة الفتيات؛ بنيَّة الحصول على مقاطع غير أخلاقيَّة ثم التهديد بها، ويعد هذا النوع من الابتزاز من أخطر الأنواع، وتنشئ الدول حملات مستمرة للتوعية.

3. الابتزاز الجنسي:

ينتشر في الفترة الأخيرة هذا النوع بكثرة؛ بسبب زيادة أصحاب النفوس المريضة، فتتم مشاركة الصور ومقاطع الفيديو والمعلومات ليأتي دور أصحاب هذه النفوس بعملهم بإرسال روابط غير نظامية لسحب جميع المعلومات ثم التهديد بها مقابل الحصول على علاقة غير مشروعة مع الفتيات والسيدات، وهذا ما يشكل خطراً على حياة الفتيات، ولا يكتفي المبتز بحد معين إذ يقوم دوماً باستقطاب الفتيات باستمرار.

إقرأ أيضاً: 6 أماكن لا تتوقعها تُمَكِّن الهاكر من العثور على معلوماتك

4. الابتزاز المنفعي:

هو مخصص لأصحاب السلطات والنفوذ بتهديدهم بنشر معلومات عنهم مقابل الحصول على وظيفة أو تخليص أحدهم من السجن أو إغلاق سجلات بشكل نهائي، وهنا يقوم المسؤول بتلبيته والخضوع له للمحافظة على منصبه، وهذا النوع منتشر حول دول العالم بكثرة، ويجب على المسؤولين وأصحاب النفوذ الوعي لمثل هذه الجرائم.

ما هي حلول الابتزاز الإلكتروني؟

يعد الابتزاز الإلكتروني جريمة يعاقب عليه القانون، فيجب اللجوء إلى زيادة الوعي لمثل هذه الجرائم ومعرفة التصرف المناسب عند الوقوع في هذه الجريمة، ومن الحلول الممكن استخدامها هي:

  • المحافظة على هدوء الضحية وعدم الإذعان إلى طلبات المجرم أو الخضوع له؛ وذلك من خلال عدم فقد السيطرة والتصرف بشكل مبالغ فيه.
  • عند الوقوع في حالة الابتزاز يجب حذف جميع مواقع التواصل الاجتماعي خلال مدة مؤقتة ليصعب على المجرم الوصول للضحية.
  • مهما كان حجم ضغط المبتز على الضحية يجب عدم إرسال أي مقاطع فيديو أو صور إضافية عن التي بحوزته.
  • مجاراة المجرم بشكل منطقي وحذر إلى حين الإبلاغ عن هذه الجريمة للجهات الحكومية المختصة.
  • يجب إخبار شخص آخر قريب من الضحية في هذه الجريمة وإطلاعه على التهديدات المرسلة.
  • تجاهل المبتز قدر المستطاع وعدم تلبية ما يريده وتضليله قدر الإمكان.
  • التحديث المستمر لنظام الجهاز وجميع البرامج المعروفة كي يتم اكتشاف أي تطبيق يحمل خطأ يمكن استغلاله.
  • التواصل مباشرة مع مكافحة الابتزاز الإلكتروني.

تعد هذه الحلول الأنسب لحين معالجة الأمر من قبل الجهات الرسمية، فيسبب الابتزاز الإلكتروني أضراراً عديدة في حال لم يضع الضحية حدَّاً له، وهذه الأضرار هي:

  • زيادة نسبة الانتحار، فيتخذ الجاني هذه الطريقة للتخلص من المشكلة التي وقع فيها.
  • انتشار السرقة وجرائم العنف لتلبية رغبة المبتز في حال عجزت الضحية عن التصرف للوصول لأي حل.
  • حدوث جرائم القتل، فتحدث الفوضى وترفع من مستوى العنف في المجتمعات.
  • حدوث التفكك الأسري وتدمير العلاقات الاجتماعية.
  • الخيانة الزوجية في حال كان الابتزاز من الشكل الجنسي.
  • إصابة الضحية بقلق دائم وإرهاقات نفسية وجسدية وتفسير أي كلام موجه لها على أنَّه تهديد.

شاهد بالفديو: 10 وسائل فعّالة لحياة رقمية أكثر أماناً

طرائق الوقاية من الابتزاز الإلكتروني:

لضمان عدم حدوث أي جريمة ابتزاز إلكتروني أو الوقوع بها يجب اتباع طرائق الوقاية المطروحة والالتزام بها قدر المستطاع؛ لتجنب أي سبب من أسباب الابتزاز الإلكتروني، فتعمل طرائق الوقاية على حل هذه الجريمة والقضاء عليها في حال اتبعها الفرد بشكل كلي، وهذه الطرائق هي:

  • عدم مشاركة المعلومات الشخصية على الإنترنت والتقليل منها قدر المستطاع.
  • تجنُّب التواصل مع أشخاص غير معروفين على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حال تم ذلك يجب توخي الحذر وعدم إرسال أي صورة أو مقطع فيديو خاص بالفرد.
  • رفض أي طلب متابعة أو صداقة لأشخاص غير معروفين.
  • إنشاء حملات توعية بشكل دائم عن الابتزاز وأسباب الابتزاز الإلكتروني لكل من المدارس والجامعات، والاطلاع على عقوبة الابتزاز وكيفية حل هذه الجريمة.
  • عدم الدخول إلى أي رابط مجهول المصدر تُطلَب من خلاله معلومات شخصية، وخاصة مواقع العمل.
  • تجنُّب إرسال صور ومقاطع فيديو عبر الإنترنت حتى لو كان لأشخاص معروفين؛ خوفاً من وقوعها بأيدي المبتزين بطريقة ما سواء أكان بسرقة جهاز الطرف الآخر أم تهكير جهازه.
  • وضع كلمة سر صعبة وقوية والابتعاد عن الكلمات السهلة المتداولة لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تاريخ الميلاد والعمر والاسم.
  • عند بيع الجهاز سواء أكان الهاتف أم الحاسب يجب فرمتته لكي تفشل أي محاولة في استرجاع الملفات الموجودة فيه.
  • وجود رقابة دائمة على أجهزة الأطفال والمراهقين وتخصيص برامج محددة لهم لاستخدامها.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح للمساعدة في حمايتك عبر الإنترنت وتجنّب اختراقك

في حال كان الابتزاز من النوع المنفعي فيتم حل هذه الجريمة عن طريق ما يأتي:

  • إخبار الإدارة بالأمر فوراً في حال كان الابتزاز خاصاً بالشركة.
  • التخلص الدائم من جميع أجهزة الحاسوب القديمة لتجنب أي استغلال لمعلومات وبيانات الشطرة السرية.
  • إقامة حملات توعية للموظفين باستمرار، وتدريب الموظفين في حال تم وقوعهم ضحية لمثل هذه الجرائم، وتدريبهم بالتعامل مع استخدام الإنترنت دون حدوث أي خطأ يمكِّن المبتز من الحصول على بيانات الشركة.

في الختام:

لقد ذكرنا في هذا المقال أسباب الابتزاز الإلكتروني وكيفية علاج هذه الجريمة إضافة إلى طرائق الوقاية، كما ذكرنا أنواع الابتزاز وما هي الأضرار الناتجة عنه.




مقالات مرتبطة