أدلة تشير إلى أن السعادة تطيل العمر

وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة جورج تاون (Georgetown University) أنَّ التدخُّل النفسي المصمَّم لتعزيز "السعادة الذاتية"، يمكن أن ينتج عنه آثار إيجابية على الإحساس بالصحة العقلية.



أُجريَت دراسة منشورة في مجلة "سيج للعلوم النفسية" (SAGE Journal of Psychological Science) مع باحثين من جامعة كولومبيا البريطانية (University of British Columbia) وباحث من جامعة فيرجينيا (University of Virginia).

قال كوستدن كوشليف (Kostadin Kushlev)، الأستاذ في قسم علم النفس بجامعة جورج تاون (Georgetown University)، في بيانٍ صحفي: "يعد بحثنا من أول التجارب العشوائية المضبوطة، والتي تشير إلى أنَّ زيادة السعادة النفسية حتى للبالغين الأصحَّاء، يمكن أن يكون لها فوائد على صحتهم البدنية". 

وأضاف: "في تجربة عشوائية مضبوطة مدتها ستة أشهر، وجدنا أنَّ التدخُّل الذي يركِّز تركيزاً صريحاً على زيادة السعادة الذاتية كان له آثار على الصحة البدنية، تضيف النتائج التي توصلنا إليها إلى المجموعة المتزايدة من الأدلة، أنَّ السعادة لا تسبِّب الشعور بالرضا فحسب؛ بل إنِّها مفيدة في جوانب أخرى بما في ذلك الصحة البدنيَّة".

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهمية السعادة في حياة كل شخص

وبينما رُبطت الصحة الجيدة بالسعادة، أراد كوشليف (Kushlev) وفريقه معرفة كيف يمكن للعمل من أجل السعادة النفسية للفرد أن يجلب فوائد صحية، أخضع الباحثون 155 شخصاً بالغاً إلى اختبارين مختلفين؛ حيث وُضِع الذين خضعوا للاختبار الأول ضمن قائمة انتظار في مجموعة تحكم، بينما أجرى الذين خضعوا للاختبار الثاني علاجاً نفسيَّاً إيجابياً استمر 12 أسبوعاً لقياس ثلاثة أنواع مختلفة من السعادة وهي: الذات الأساسية، والذات التجريبية، والذات الاجتماعية.

ركَّز الأشخاص الذين ينتمون لنوع الذات الأساسية على القيم الشخصية ونقاط القوة والأهداف، بينما تدور الذات التجريبية حول تنظيم المشاعر واليقظة الفردية، وركَّزت الذات الاجتماعية على أساليب تنمية الامتنان لديهم، وتشجيع التفاعلات الاجتماعية الإيجابية، والتفاعل تفاعلاً أكبر مع مجتمعهم وتعليمها للأفراد.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

 قال الباحثون: إنَّ أياً من هذه الوحدات لا يركز على الصحة البدنية أو السلوكات الصحية مثل النوم أو ممارسة الرياضة أو الحمية الغذائية، أُطلق على البرنامج اسم "التَّعزيز" (ENHANCE) - أو السعادة الدائمة والتُّحسين الذاتي المستمر - والذي يتكوَّن من وحدات أسبوعية يقدمها إما الطبيب أو المشاركون عبر بوابات إلكترونية، كانت الجلسات عبارة عن درس لمدة ساعة واحدة حول مبادئ السعادة؛ تتضمن كتابة اليوميَّات وتعليم التأمُّل الروحي.

توصَّل الباحثون إلى ارتفاع مستويات السعادة الذاتية لدى المشاركين مقارنة مع أفراد مجموعة التحكم - وهي مجموعة تُستخدَم للمقارنة مع الأشخاص الذين يخضعون للدراسة الفعلية - على مدار البرنامج الذي دام 12 أسبوعاً، وأبلغ الأشخاص الذين اختُبروا أيضاً عن عدد أيام مَرَضية أقل من المشاركين في مجموعة التحكم طوال فترة البرنامج، بالإضافة إلى ثلاثة أشهر بعد انتهاء العلاج.

وقد ثبت أنَّ طريقة إدارة البرنامج عبر الإنترنت فعَّالة مثل الحضور الشخصي الذي يقوده مساعدون متدربون، وهذا يشير إلى إمكان توسيع نطاق مثل هذه التدخُّلات بطرائقٍ كثيرة؛ بحيث تصل إلى عددٍ أكبر من الناس.

المصدر




مقالات مرتبطة