آلام الثدي: الأسباب والأنواع والعلاج

آلام الثدي هي إحدى المشكلات الشائعة التي تعاني منها النساء في كل أنحاء العالم، وتسبب لهنَّ الكثير من القلق والخوف؛ لذلك سنتعرَّف أكثر في هذا المقال إلى آلام الثدي وأسبابها، وأنواعها، وعلاجها.



أولاً: أسباب ألم الثدي وأعراضه

يختلف الإحساس بألم الثدي من إحساس بما يشبه الطعن إلى الإحساس بألم حارق أو ألم يشبه النبض أو إحساس بالثقل والضيق وعدم الراحة والشعور برطوبة داخل الثدي، وفي بعض الأحيان يظهر الألم فقط عند اللمس أو جسِّ الثدي.

وتختلف شدة الألم واستمراريته حسب المُسبِّب لهذا الألم؛ فقد يكون السبب تغيراً في مستويات الهرمونات التي تُحدِث تغييراً في قنوات الحليب أو غدد إفراز الحليب فتتضخم الأخيرة ويحتبس السائل داخلها، وهذا يُعَدُّ سبباً لألم الثديين وتورمهما.

قد يحدث الألم قبل ثلاثة أيام من بدء الدورة الشهرية ويختفي عند حدوثها، وهذا الألم يكون خفيفاً أو متوسطاً ويصيب كلا الثديين، وقد يحدث الألم أحياناً قبل أسبوع أو أكثر من بدء الدورة وفي بعض الأحيان يستمر في أثنائها، ويكون الألم في هذه الحالة شديداً أو متوسطاً ويصيب أيضاً كلا الثديين.

والجدير بالذكر أنَّ ألم الثدي المرتبط بالطمث قد يستمر تكرار حدوثه وزواله بشكل دوري لأشهر أو سنوات، أما الألم الذي يستمر طوال الشهر فهو ألم لا علاقة له بالدورة الشهرية ولا بتغيُّر الهرمونات، ويكون في الغالب ناتجاً عن جراحة سابقة في الثدي أو إصابة ما.

قد تُحدِث حبوب منع الحمل أيضاً تغييرات هرمونية تسبب آلاماً في الثدي، كما إنَّ اللولب الهرموني الرحمي يسبب آلاماً في الثدي، وقد يكون الحمل أيضاً سبباً محتملاً لألم الثدي، وفي بعض الأحيان يكون سبب الألم خارجياً؛ أي لا علاقة له بنسيج الثدي على الرغم من الإحساس بأنَّه يبدأ منه؛ فقد يكون ناتجاً عن التهاب المفاصل الذي ينسحب على غضاريف الصدر ويسبب ألماً في الثدي؛ وهذا ما يسمى بالتهاب الغضروف العصبي، أو قد يكون ألم الثدي ناتجاً عن ألم في الصدر أو القفص الصدري.

تُعَدُّ تكيسات الثدي أيضاً سبباً آخر للألم، وفي هذه الحالة يصيب الألم منطقة واحدة من الثدي أو يحدث الألم بسبب خراج في الثدي، وأيضاً قد يكون كبر حجم الثديين سبباً للألم بسبب الثقل الذي يسبب تمديد النسج الداعمة، ولن ننسى فرط التنسج أو ما كان يسمى سابقاً بالداء الكيسي الليفي أو اعتلال الثدي الغدي، وفي هذه الحالة وعند تحسس الثدي تشعر بتصلب مرن وكأنَّ بنية الثدي درنية، وتوسُّع أنابيب الإفراز المجاورة للحلمة؛ وفي هذه الحالة يخرج من الحلمة بشكل تلقائي سائل ذو لون أصفر أو بني أو أخضر، وفي حال وجود التهاب داخل الأنابيب سيصاحب السائل إفرازات دموية.

على كل امرأة أن تعرف أنَّ سرطان الثدي ليس واحداً من أسباب آلام الثدي إلا في حالات قليلة ونادرة جداً؛ لذلك لا يوجد ما يدعو للذعر عند إحساسك بقليل من الألم في الثدي.

إقرأ أيضاً: 4 عادات تسبّب ترهل الثدي ابتعدي عنها

أعراض آلام الثدي:

تختلف الأعراض أيضاً حسب المُسبِّب، فآلام الثدي ذات المنشأ الهرموني والمرتبطة بدورة الحيض يظهر الألم فيها ظهوراً منتظماً؛ أي دورياً وليس دائماً، وغالباً ما يكون هذا الألم غير حاد ولكنَّه موجع ويستمر فترة طويلة ويصيب كلا الثديين، وقد يصل الألم إلى الإبطين ويتصاحب مع شعور بامتلاء الثديين بالحليب أو الإحساس بوجود كتلة في الثدي.

ويصيب النساء على اختلاف أعمارهن، ويلاحَظ أنَّ الألم يشتد قبل موعد حدوث دورة الطمث، أما بالنسبة إلى ألم الثدي غير الدوري فهو ألم دائم لا علاقة له بدورة الحيض، ويصيب غالباً النساء بعد انقطاع الطمث، ويصيب منطقة محددة في أحد الثديين، ويظهر على شكل شعور بطعن أو حرق في الثدي.

متى يكون ألم الثدي خطيراً؟

تعاني نحو 30% من النساء من آلام الثدي، وفي معظم الحالات لا يرجع سبب هذا الألم لمشكلات خطيرة ولا يجب أن يُسبب أي قلق، لكن في حال كان ألم الثدي بؤرياً؛ أي إنَّكِ شعرتِ به في مكان محدد من ثدي واحد، فيجب استشارة الطبيب مباشرةً؛ بسبب علاقة هذا الألم بسرطان الثدي أكثر من الألم في الثديين، وأيضاً من العلامات الأخرى المثيرة للقلق والخوف هي تورُّم الثدي أو تغيير لون الجلد أو تغييرات في الحلمة؛ لذلك عند ملاحظة مثل هذه العلامات لا يجب إهمالها أبداً.

شاهد بالفيديو: 6 فحصوات طبية يجب على المرأة إجراؤها دورياً

ثانياً: أنواع آلام الثدي

من خلال حديثنا عن الأسباب التي تقف وراء آلام الثدي أصبح واضحاً أنَّ آلام الثدي تُقسَم إلى ثلاثة أنواع رئيسة حسب المسبب، وهي:

  1. آلام الثدي الدورية: هذه الآلام هي الآلام الناتجة عن الدورة الشهرية والتغيرات الهرمونية وتعاني معظم النساء منها.
  2. آلام الثدي غير الدورية: هذه الآلام غير مرتبطة بالهرمونات، وما زالت أسبابها غير واضحة وغير مؤكَّدة، وتأتي في أي وقت ولا ترتبط بعمر معين أو بفترة الطمث، وتؤثر في أحد الثديين أو في كليهما معاً، ومن بعض العوامل المسببة لهذا النوع وجود ثدي كبير أو الإصابة بالقلق والتوتر أو التعرض لجراحة سابقة أو بسبب حالات مَرضية غير سرطانية.

فآلام الثدي غير الدورية غالباً ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى العلاج، وهي آلام ناتجة عن تغيرات طبيعية في نسيج الثدي تحدث بسبب استجابة غير ملائمة لهذا النسيج للتأثيرات الهرمونية.

  1. ألم جدار الصدر: كما ذكرنا آنفاً لا يكون الألم في هذا النوع من الثدي نفسه؛ بل يكون من جزء آخر من الجسم، وقد يَنتُج هذا الألم عن الإصابة ببعض الأمراض، مثل مرض حصاة المرارة أو بسبب الذبحة الصدرية.

ثالثاً: تشخيص وعلاج ألم الثدي

ذكرنا آنفاً الأعراض التي تظهر على المريضة والتي لا تدعو للقلق، لكن في حال أصبح الألم شديداً واستمر لأكثر من شهر وتَصاحَب مع تورُّم واحمرار، يجب مباشرة زيارة الطبيب ليقوم بالتشخيص المناسب؛ إذ يطلب الطبيب من المريضة وصف الألم ويسألها أيضاً عن الأعراض الأخرى أو الاضطرابات التي تعاني منها أو الأدوية التي تتناولها، كأدوية منع الحمل التي أشرنا آنفاً إلى كونها سبباً محتملاً لألم الثدي.

كما يقوم الطبيب أيضاً بفحص الثدي السريري ويستطيع من خلال هذا الفحص أن يحدد فيما إذا كان بحاجة إلى اختبارات أخرى لمزيد من الاطمئنان؛ إذ يقوم بفحص التغييرات في الثدي ويقوم أيضاً بفحص العقد الليمفاوية الموجودة تحت الإبطين وأسفل الرقبة، وعلى الطبيب أن يتأكد أيضاً من تاريخ العائلة المَرضي، ومن أنَّ ألم الثدي الذي تشعر به ليس ناتجاً عن مرض آخر أو حالة أخرى.

وفي حال شعر الطبيب بسمك غير عادي في الثدي أو وجود كتلة أو اكتشف منطقة محددة يتركَّز فيها الألم في أنسجة الثدي، سيطلب إجراء تصوير بالأشعة السينية لتقييم مكان القلق، وفي بعض الأحيان، وإضافةً إلى التصوير بالأشعة السينية، قد يحتاج لمزيد من الاطمئنان إلى تصوير بالموجات الصوتية حتى لو أعطى تصوير الأشعة السينية نتائج طبيعية.

وعندما يشك الطبيب بأنَّ الكتلة التي لاحظها غير طبيعية، يطلب خزع الثدي؛ أي الحصول على عينة صغيرة من نسيج الثدي وإرسالها إلى المختبر.

شاهد بالفيديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة

علاج ألم الثدي:

الألم الخفيف في أكثر الأحيان يُشفى دون الحاجة إلى العلاج، وللتخفيف من آلام الثدي في أثناء فترة الحيض، يمكن تناول بعض أنواع الأدوية التي تعمل على تثبيط نشاط الهرمونات، وتُستخدم هذه الأدوية لفترات قصيرة فقط حتى لا تؤدي إلى آثار جانبية سيئة.

ولتحديد فيما إذا كان الألم دورياً، يجب الحرص على تسجيل تاريخ الألم ومقارنة الأيام التي يُكرَّر بها لملاحظة مدى ارتباطها بأيام الدورة الشهرية، ويمكن استخدام كمادات باردة أو ساخنة للتخفيف من ألم الثديين، وإذا كان الألم بسبب تناول حبوب منع الحمل، فيمكن إيقاف تناولها، وإذا كان تكيسات الثدي السبب، فيمكن أن يساعد بزل السائل من الكيسة على تخفيف الألم.

ومن المفيد جداً للتخفيف من آلام الثدي والوقاية منها اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وخالٍ من الكحول والكافيين وغني بالألياف، وتخفيف الدهون إلى أقل من 20% من مجموع السعرات الحرارية، وقد يكون تناول فيتامين "ه" بشكل مبكِّر مفيداً أيضاً، ومن الهام جداً إجراء بعض التعديلات على نمط وأسلوب وطريقة الحياة من خلال الاسترخاء لفترات أطول والحرص دائماً على ارتداء حمالة الصدر المناسبة، والابتعاد عن حمل الأوزان الثقيلة لفترة طويلة.

وفي بعض الأحيان، يُلجأ إلى العلاجات البديلة؛ كالعلاج بالأعشاب والوخز بالإبر، كما يجب الابتعاد قدر الإمكان عن العلاجات بالهرمونات، وقراءة الآثار الجانبية للأدوية والابتعاد وتجنب الأدوية التي تسبب ألماً للثدي أو التي تسبب تفاقماً للألم إن وجد.

إقرأ أيضاً: للسيدات: 8 نصائح هامة للوقاية من سرطان الثدي

في الختام:

يبدو واضحاً أنَّ آلام الثدي ليست خطرة أو مثيرة للقلق، ويمكن التعامل معها من خلال مجموعة من الإجراءات البسيطة، وفي حال زاد الألم أو أصبح دائماً ومؤثراً في الحياة اليومية وفي ممارسة النشاطات، تجب زيارة الطبيب ليقوم بتشخيص الألم وتحديد السبب تحديداً دقيقاً.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة