9 نصائح مُثبتة علمياً لتغيير حياتك

يمكن أن يكون التغيير صعباً جداً، فإذا شعرت بأنَّك عاجز أو تحتاج إلى بعض التغيير في حياتك، فلن تحتاج سوى إلى هذه الثلاثة عشرة نصيحة المدعومة علمياً، وإليك حقيقة صادمة: 69% من الناس يشعرون بأنَّهم محاصرون في نفس الروتين، و3 فقط من كل 10 أشخاص سعداء بحياتهم.



لذلك، إذا كنت تبحث عن:

  1. تغيير في سلوكك.
  2. وظيفة أو مظهر أو بيئة جديدة.
  3. إحساس جديد بالمغزى.

إليك في هذا الدليل الشامل للتغيير النصائح العملية التي تحتاجها.

كيف تعرف متى تحتاج إلى التغيير؟

كيف تعرف إذا كنت تحتاج إلى تغيير، أو حدوث أمر جديد في حياتك؟ العملية سهلة جداً؛ فهناك ثلاثة أسباب رئيسة تجعل الناس يشعرون بالحاجة إلى التغيير، وبمجرد أن تُحدِّد السبب، انتقل إلى تطبيق النصائح العملية أدناه:

1. تشعر بأنَّك عاجز:

فإذا كنت تشعر بأنَّك عاجز، فربما تمرُّ بمأزق نفسي، وذلك عندما تشعر أنَّك مُحاصر أو مرتبط عاطفياً بالمرحلة الحياتية التي تمرُّ بها، أو بمعنى آخر تريد التغيير، ولكنَّك تشعر أنَّك لا تستطيع ذلك.

لنفترض على سبيل المثال، أنَّك تعمل في وظيفة مكتبية من الساعة التاسعة صباحاً إلى الخامسة مساءً، فأنتَ تتمنَّى لو أنَّك حرٌّ، ولكنَّك تشعر بأنَّك مُلزم بالبقاء من أجل الأجر.

2. تُقلِّل من شأن نفسك:

السبب الآخر الذي يدفعك للتغيير هو أنَّك تشعر بقلَّة تقديرك، أو أنَّك لا تحقِّق إمكاناتك، وذلك للأسباب الآتية:

  1. يقوِّض الآخرون إمكاناتك.
  2. تشعر أنَّ هناك شيئاً يُقيِّدك.
  3. تخشى ارتكاب الأخطاء.
  4. تمتلك خوفاً كبيراً من الفشل.
  5. تُقلِّل من شأن نفسك.
  6. تشعر أنَّ لديك مزيداً لتقدِّمه وتكسبه وتفعله.

3. هناك شيء ما لا يُجدي نفعاً:

 ربما تكون قد جرَّبت كل شيء، وحلَّلت أمورك، وقلت إنَّك ستتغيَّر، ولكنَّك عُدتَ إلى نقطة البداية؛ أي ما تزال على ما أنت عليه؛ فهل كان لديك نفس الأهداف لثلاثة أو خمسة سنوات متتالية؟

في حال كانت إجابتك نعم، فتأكَّد أنَّك لست وحدك من يمرُّ بذلك، فمن بين أولئك الذين اتخذوا قرارات لعامهم الجديد في عام 2020، تمكَّن 35% منهم فقط من الحفاظ عليها؛ فما نفهمه إذاً، أنَّه من الواضح أنَّ هناك أمراً ما لا ينجح.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لإحداث تغيير مذهل في حياتك بشكلٍ فوري

9 نصائح يمكنك أن تتغيَّر من خلالها:

نستعرض في هذا القسم من المقال أفضل النصائح العملية التي ستحتاج إليها كي تتغيَّر؛ ففي حال كنت تريد:

  1. زيادة إنتاجيتك.
  2. تغيير عقليتك.
  3. السيطرة على نظامك الغذائي.
  4. تغيير نمط حياتك.
  5. الشعور بأنَّك تمتلك هدفاً.

ستساعدك هذه النصائح على تحقيق أهدافك:

أولاً، حدِّد بداية جديدة:

اختر تاريخاً ذا مغزى لتبدأ بالتغيير، والذي قد يكون:

  1. عيد ميلادك.
  2. عيد زواجك.
  3. بداية الصيف.
  4. بداية الأسبوع.

حالما حدَّدت هذا التاريخ ستكون في حالة رائعة؛ إذ تُظهِر الأبحاث أنَّ البدء من جديد هو أحد أفضل الطرائق للبدء في تحقيق أهدافك، وذلك لأنَّه لدينا الدافع الأكبر عند البداية بشيء جديد، وهو ما يُسمَّى بتأثير البداية الجديدة.

فقد وجد الباحثون أنَّ عمليات البحث على محرك البحث "غوغل" (Google) عن مصطلحات مثل "النظام الغذائي"، والزيارات إلى صالة الألعاب الرياضية، والالتزامات بمتابعة الأهداف، تكون جميعها في أعلى مستوياتها في بداية الأسبوع أو الشهر أو السنة أو الفصل الدراسي، كما يحدث هذا أيضاً في أعياد الميلاد، وفي أثناء العطلات؛ إذ تُنشِئ البدايات الجديدة علامات تساعد الناس على التخلِّي عن الطرائق القديمة التي كانوا يتَّبعونها والبدء من جديد في اتخاذ سلوك أفضل، وهذا يتيح للناس ترك عيوب الماضي في الماضي، ويحفِّزهم على أخذ نظرة شاملة عن حياتهم، وهذا يجعل هذه الطريقة الأفضل لتحفيز السلوكات التي تطمح إليها.

ينبغي لك أن تستخدم دائماً "تأثير البداية الجديدة" مع أهدافك

حدِّد في جدول أعمالك موعداً لبدايتك الجديدة؛ إذ يُمثِّل الآن وقت التغيير، فتحقَّق كل شهرٍ من التقدُّم الذي أحرزته، وعيِّن خمسة بدايات جديدة بعد شهر من الآن إذا كنت تشعر بالرغبة في ذلك؛ وذلك للحفاظ على حماستك، وتذكَّر أهدافك الجديدة في:

  1. عيد ميلادك.
  2. ليلة رأس السنة.
  3. بداية كل شهر.
  4. بداية كل فصل.

ثانياً، اجعل أهدافك سهلة المنال:

إنَّ تحديد أهداف يسهل تحقيقها هو أمر أساسي، فأكبر خطأ يرتكبه الناس في أثناء وضع الأهداف هو أنَّهم يبدؤون بتلك الكبيرة والصعبة جداً، فإذا كنت تريد أن تأكل طعاماً صحياً، سيكون التوقف عن أكل الخبز أو عن تناول الطعام في الخارج، أمراً صعباً، وذلك لأنَّ هذا التصرف يعدُّ تغييراً هائلاً في سلوكك، لكنَّ البدء بطريقة سهلة بتناول المزيد من الفاكهة، مثلاً سيجعل الأمر أسهل.

لتسهيل الأمور أكثر يمكنك:

  1. توزيع أوعية الفاكهة الطازجة في أنحاء المنزل، ووضع رقائق البطاطس داخل الخزانة.
  2. وضع المفاتيح وحذاء الجري بجوار سريرك حتى تكون مستعداً للانطلاق في الصباح.
  3. ترك شاحن هاتفك بجوار طاولة مكتبك كي لا تُحضره إلى غرفة نومك.

استفد من كسلك لتحقيق أي شيء تطمح إليه، واجعل تحقيق أهدافك أمراً سهلاً قدر الإمكان حتى تزيد من احتمالية تطبيقها، وتعرَّف إلى العوائق التي قد تواجهك وتجنَّبها.

ثالثاً، انضم إلى مجموعة يشاركك فيها الناس هدفك:

القاسم المشترك بين أفراد هذه المجموعات هو أنَّها تضمُّ عدداً كبيراً من الأشخاص الذين يُجمعون على تحقيق هدف واحد؛ إذ يعدُّ الدكتور "شون يونغ" (Sean Young) في كتابه "التزم بالأمر" (Stick With It)، أنَّ المجموعات رائعة لتغيير السلوك، لأنَّها تُلبِّي رغباتنا الآتية:

1. الثقة:

يجب أن نثق بالآخرين، ونرى أنَّ أهدافنا ممكنة؛ لذا فإنَّ الانضمام إلى مجموعات مناسبة هو الحل.

2. الترابط:

يساعدك وجودك إلى جانب أشخاص يشبهونك في التفكير على بناء رابط معهم وحتى تكوين صداقات.

3. القيمة الذاتية:

يساعد الوجود بجوار الآخرين على إبقائنا مُحَفزين وشاعرين بالإنجاز.

4. المساءلة:

يعزز وجودنا مع الآخرين شعورنا بالمساءلة.

5. المكافأة:

يعدُّ الوجود بجوار أشخاص آخرين يشاركونك نفس الهدف، أمراً مجزٍ بحدِّ ذاته.

6. التحكُّم:

عندما تكون جزءاً من مجموعة ستشعر أنَّ الأمور تحت السيطرة أكثر ممَّا لو كنت وحدك.

فقد يعزِّز وجودك ضمن مجتمع من فرصك في تحقيق أهدافك بالفعل؛ لذا جرِّب التعرُّف إلى أشخاص من خلال مواقع مثل "ميت آب" (Meetup.co)، أو مجموعات على منصة "فيسبوك" (Facebook)، أو انضم إلى مجموعة لها اهتمامات معينة مثل السباقات، أو التشجيع على تناول الطعام النباتي، لتعثر على أشخاص متشابهين في التفكير.

رابعاً، أدرِك المرحلة الحياتية التي تمرُّ بها:

لمعرفة كيفية حدوث التغيير، درس الباحثان "جيمس بروتشاسكا" (James Prochaska) و"كارلو ديكليمينت" (Carlo DiClemente) كيفية تغيُّر الناس، وتوصَّلا عندها إلى نموذج لمراحل التغيير، والذي يشير إلى أنَّ التغيير صعب في البداية؛ إذ سيكون هناك صراع وإنكار وانتكاس أيضاً، لكن تصبح الأمور أسهل مع التقدم الذي تُحرزه؛ إذ تصبح أكثر التزاماً بالتغيير بعد أن اكتسبت عادات جيدة.

يتضمَّن هذا النموذج خمس مراحل، ويعدُّ إدراك المرحلة التي تمرُّ بها أول خطوة من عملية التغيير:

1. مرحلة ما قبل التفكير:

قد لا ترى وجود مشكلة في المرحلة الأولى، أو تقوم بإنكارها في حال وُجِدت، فعلى سبيل المثال، قد يقول أحد المسوفين: "لم أتأخر سوى ساعة فقط"، ليستمر بعدها في التسويف، كما قد تشعر في أثناء هذه المرحلة أنَّك لست مُتحكِّماً بعملية التغيير.

2. مرحلة التفكير:

ستدرك في الخطوة هذه وجود مشكلة؛ فأنت دائم التأخير، وبدأ يؤثر هذا الأمر سلباً في حياتك، لربما ترغب في التغيير، ولكنَّك لم تتخذ أي إجراء بعد، فلا يتجاوز بعض الناس هذه المرحلة أبداً، ويظلُّون يفكِّرون لأشهر أو سنوات.

3. مرحلة التحضير:

تبدأ في أثناء هذه المرحلة في البحث، ويتضمَّن ذلك قراءة الكتب أو الذهاب إلى الندوات، أو طلب المشورة من الأصدقاء والعائلة، ووَفقاً لـ "بروتشاسكا" (Prochaska)، فإنَّ 50 % من الأشخاص الذين يتخطَّون هذه المرحلة سوف ينتكسون في غضون 21 يوماً.

4. مرحلة العمل:

تُؤخذ الإجراءات في المرحلة هذه أخيراً، فكي تنجح هذه الخطوة، يجب القيام بتحضير مُسبق كافٍ لتحديد الإجراء الصحيح الذي يجب اتخاذه، فقد يضع المسوِّف مثلاً خطة عن طريق ضبط المنبه على هاتفه، ويمنح نفسه مكافأة في كل مرة يصل فيها في الوقت المحدد إلى موعد ما.

5. مرحلة الثبات:

بعد اكتساب عادات جديدة، تعدُّ هذه المرحلة هامة للحفاظ على تلك الجيدة منها، وتجنُّب العودة إلى العادات السيئة، فمكافأة نفسك في هذه المرحلة هي مفتاح تخطيها، وإلَّا من المُمكن أن تعود العادات السيئة مجدداً، فقد تستمر هذه المرحلة لشهور لتترسَّخ عادات دائمة.

لذا حدِّد المرحلة التي أنت فيها الآن، وخصِّص وقتاً لكل مرحلة ولا تتخطى أيَّاً منها، وإلا فقد تنتكس سريعاً.

خامساً، حدِّد أهدافك:

تُظهِر الأبحاث أنَّ تحديد الهدف يُجدي نفعاً؛ إذ يُساعد:

  1. على تثبيت الأساتذة في وظائفهم بصورة أسرع.
  2. الموظفين على تحصيل زيادة أكبر في رواتبهم.
  3. الطلاب على التعلم بنسبة أسرع تصل إلى 250%.

لكنَّ السؤال هو: كيف يمكنك أن تبدأ بأسلوب فعَّال في تحديد وتحقيق أهدافك؟ حاول قياس عواطفك؛ إذ تقتصر هذه التقنية في جوهرها على ما يأتي: خذ قطعة من الورق، وقيِّم هذه المجالات من حياتك على مقياس من 1 إلى 5 بحيث يُشير الرقم 1 إلى أنَّك غير راضٍ على الإطلاق، في حين يُشير الرقم 5 إلى أنَّك راضٍ جداً.

  1. العمل: ما هو شعورك حيال عملك أو مهنتك أو فاعلية عملك ونجاحه؟
  2. الأصدقاء: كيف تسير حياتك الاجتماعية من حيث صداقاتك ونظام الدعم الخاص بك؟
  3. العائلة: كيف هي علاقتك الشخصية مع شريكك؟
  4. الشغف الشخصي: هل لديك مشاريع شخصية خاصة بشغفك أو هوايات أو أنشطة ترفيهية تُرضيك؟
  5. الصحة: ​​هل أنت راضٍ عن صحتك أو سلامتك الجسدية؟

شاهد بالفيديو: 9 طرق لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح

سادساً، تحمَّل المسؤولية:

إنَّ تحديد الأهداف أسهل من الالتزام بها؛ لذا احصل على المساعدة، فهُنا تؤدي المسؤولية الدور الهام، أخبر صديقاً أو والديك ليجعلوك تبقى على قدر المسؤولية.

الأفضل من ذلك أن تقوم بوضع أموالك على المحك في حال فشلت في اتخاذ الإجراء المطلوب، فعلى سبيل المثال، إذا ضبطت منبهك للاستيقاظ عند الساعة السادسة صباحاً للجري لمدة 30 دقيقة، ثمَّ قرَّرت عندما رنَّ المنبه البقاء في سريرك والعودة للنوم، احرص على تحمُّل المسؤولية والتبرع بالمال لمؤسسة خيرية، أو اجعل شريكك يسحب البطانيات عنك، فقد يكون الأمر سيئاً ولكنَّه يُجدي نفعاً؛ إذ ستساعدك المساءلة على التغيير، واكتساب عادات جيدة واحدة تلوَ الأخرى.

نصيحة من محترفين: نظراً لأنَّ الدراسات تُظهِر أنَّ الناس يتجنَّبون المخاطر بدرجة كبيرة؛ لذلك حاول في حال عدم التزامك، أن تُحدِّد ذهاب أموال تبرعك لجمعية خيرية لا تحبها، الأمر الذي يُسمَّى بمكافحة الأعمال الخيرية، والأمر الذي قد يُمثِّل دافعاً أكبر بالنسبة إليك كي لا تفوِّت هدفك.

سابعاً، تمرَّن على التغيير:

إذا كنت تشعر بأنَّك عاجز، حاول تغيير الكثير من الأشياء الصغيرة لتنطلق، مثل:

  1. ضبط منبهك على توقيت مختلف.
  2. أخذ حمام بارد.
  3. شرب قهوة منزوعة الكافيين، بدلاً من القهوة المركزة.
  4. محاولة تخصيص يوم خال من اللحوم في أسبوعك.
  5. حذف ثلاثة من التطبيقات العشوائية التي تستغرق وقتك على هاتفك.
  6. التخلُّص من السموم الرقمية.
  7. الاستماع لنوع جديد من الموسيقى.
  8. تبديل الأثاث في منزلك.
  9. تجربة التطوع.

أدخل التغيير في روتينك، فليس من الضروري أن يرتبط هذا التغيير بأهدافك، فيمكن لقليل من التغيير أن يفتح الأبواب أمامك لإمكانات أخرى.

ثامناً، غيِّر حديثك الذاتي:

كيف تتحدث مع نفسك ذهنياً؟

  1. بهدوء وعقلانية.
  2. بسلبية وقسوة.
  3. بدفءٍ وإيجابية.

ففي حال كان الخيار الثالث هو إجابتك، فأنت في أمان؛ إذ إنَّ الحديث الذاتي هام جداً، وعندما يتعلَّق الأمر بالتغيير، قد تكون الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك أكثر أهمية من السلوك الذي تفعله.

لقد راقبت دراسة رائعة تصرُّفات نساء مصابات بفقدان الشهية في أثناء سيرهن عبر الأبواب، ولاحظ العلماء أنَّ النساء أدرن أكتافهنَّ عند دخولهنَّ الغرفة لرؤية ما إذا كان في إمكانهنَّ المرور، حتى عندما كان هناك متَّسع كبير لهنَّ للدخول من الباب.

يكمن السؤال بكيفية رؤيتك لنفسك، فالطريقة التي نتحدث بها مع أنفسنا هي الطريقة التي نفكِّر بها في ذاتنا، فإذا كنت تخبر نفسك باستمرار:

  1. أنا لست جيداً.
  2. أنا كسول جداً.
  3. أنا لست جيداً بما فيه الكفاية.
  4. لا يمكنني أن أتغيَّر.

فأنت بذلك تحدُّ من مدى قدرتك على التغيير؛ لذا غيِّر حديثك مع نفسك، فإذا كنت تواجه مشكلة، فقد يكون استخدام عبارات تحفيزية إيجابية عن نفسك في روتينك اليومي فكرة رائعة، اكتبها في دفتر ملاحظات يمكنك أن تحمله معك، وضعه في محفظتك، أو علِّقها كإكسسوار لمرآة سيارتك، أو ضعه على الغلاف الخلفي لهاتفك.

تاسعاً، كافِئ نفسك:

ينبغي أن تُكافئ عند تحقيق أهدافك، لكن يجب ألَّا تكون أي مكافأة تقليدية؛ فقد يذكر الدكتور "يونج" (Young) أنَّ "المكافآت الجذَّابة" هي أفضل نوع من المكافآت التي قد تمنحها لنفسك، هذه المكافآت قوية جداً وذات مغزىً، وعادة ما تكون غير مالية.

لتمنح نفسك مكافآت مُذهلة، حاول القيام بما يأتي:

1. المرح في نشاطاتك:

ستجد النشاط مُجزٍ بأسلوب جوهري، في حال كان ممتعاً، وقد يعني هذا العمل عن بُعد في مقهى، أو ممارسة الرياضة مع تشغيل موسيقى رائعة.

2. تجنُّب استخدام المال كمكافأة دوماً:

لا تعمل الحوافز المالية عادة، وإذا نجحت فسيكون ذلك إلى حدٍّ معيَّن فقط.

3. التلعيب:

جرِّب استخدام إحدى التطبيقات العديدة الموجودة على الإنترنت والتي تتبع سير أهدافك، أو سجِّل أهدافك الخاصة بدفتر يومي، وشاهد بعينيك كيفية تقدمك إلى مستوى أعلى.

يجب أن تكون مكافآتك ذات قوة عاطفية بالنسبة إليك؛ كأن تكون أمراً تتطلَّع إليه ويجعلك سعيداً.

5 عقبات تحول دون التغيير:

سنتطرَّق في هذا القسم إلى خمسة طرائق سيئة نحاول من خلالها أن نتغيَّر، وتُدعى هذه الطرائق بـ "فخ التغيير"، وهي أمور مثل:

  1. محاولة التغيير بسرعة كبيرة.
  2. التسويف.
  3. التمسُّك بشخصيتنا.

فقد تُفاجئ بعد قراءتك النقاط الآتية ممَّا يمنعك من التقدُّم:

1. فخ التغيير الأول: وضع أهداف كبيرة جداً

هو أحد أكبر الأخطاء التي يرتكبها الناس؛ إذ إنَّ الأمر بالطبع غير واقعي، فالتغيير عملية طبيعية وتستغرق وقتاً، ولكنَّنا ننسى في كثير من الأحيان، ونرغب في إنجاز أمور كبيرة بطريقة سريعة جداً.

ووفقاً لإحدى الدراسات، تستغرق العادة من 18 إلى 254 يوماً لتتشكَّل؛ لذلك إذا كنت تبحث عن حل سريع، فقد يكون الأمر مستحيلاً، وإذا كنت تضع أهدافاً كبيرة ومهيبة، ربما يجب عليك تحجيمها قليلاً، فسعيك إلى أهدافك ببطء وثبات يجعلك تنجح وتحقِّق ما تطمح إليه.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تساعد على تغيير واقعك وتحقيق النجاح

2. فخ التغيير الثاني: الإغراق المعلوماتي

يحاول بعض الناس التغيير من خلال استهلاك الكثير من المعلومات، سواء من خلال:

  1. قراءة الكثير من الكتب.
  2. أخذ الكثير من الدورات.
  3. التفكير الزائد عن اللازم.

لنتفق إنَّ الإفراط في استهلاك المعلومات هو تسويف بشكل أو بآخر، فنقوم باستهلاك المزيد لأنَّنا نعتقد أنَّ الأمر مفيد لنا، أو لأنَّنا لا نعرف بما فيه الكفاية، لكن يبدأ التغيير الحقيقي عند التحرك والعمل.

لذا إليك ما ينبغي عليك القيام به:

  1. توقف عمَّا تفعله، أدرِك مقدار البحث الذي أجريته، فإذا كنت تقوم بالبحث لأيام عدة، فمن المُحتمل أنَّك أصبحت مُستعداً بالفعل.
  2. اترك التعلُّم، فحتى لو كنت قد وصلت لمنتصف كتاب آخر لمساعدتك ذاتياً، فإنَّ الوقت قد حان للتخلِّي عنه.
  3. تحكَّم بحياتك، اتَّخذ الإجراء المناسب الذي سبق وتعلَّمته.

فبمجرد أن تُدرك أنَّ فرط استهلاك المعلومات أقل أهمية من العمل، ستكون على مشارف القمة.

3. فخ التغيير الثالث: التمسُّك بآراء الآخرين

أجرى الباحث "سولومون آش" (Solomon Asch) تجربةً؛ إذ شارك 50 طالباً من كلية "سوارثمور" (Swarthmore) بالولايات المتحدة الأمريكية في اختبارٍ، وقد كان الاختبار سهلاً، فكان على الطلاب النظر إلى الخط الموجود على اليسار ومطابقته، أو إيصاله مع الخط المماثل على اليمين، وهُنا بالتحديد يصبح الأمر ممتعاً، ففي أثناء الاختبار، وُضِع كل شخص من المشاركين في غرفة مليئة بـ 7 أشخاص من المُطلعين، وكُلِّف هؤلاء المطلعون بإعطاء الباحث نفس الإجابة غير الصحيحة، وعندما جاء دور المشارك أخيراً، كان يتفق المشاركون مع المجموعة ثُلث المرات؛ لذا في حال أردت التغيير، ينبغي لك غالباً الاختلاف عن الآخرين.

4. فخ التغيير الرابع: استخدام أمور مجانية

هل وقعت من قبل ضحية لمغالطة المجاني؟

  • كتب مجانية.
  • تجارب مجانية.
  • ندوات مجانية.

فيمكن لكلمة "مجانية" أن تكون مُضللة عند طلب المساعدة، فعلى سبيل المثال إذا تلقيت يوماً ما عبر البريد الإلكتروني رسالة بعنوان: "تذكرة مجانية ليوم واحد" للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فتتحمَّس حتى تصل إلى هناك بالفعل، لتُدرِك أنَّك قد قضيت هذه الساعة في توقيع مستندات طُلبت منك، أو الاستماع لخطاب مُدرِّبك الشخصي، لتتمنَّى عندها لو أنَّك أمضيت هذا الوقت في أي مكان آخر.

لذا كن حذراً عندما يُعرض عليك حل سريع مجاناً، فالأشياء الجيدة تُكلِّف مالاً، لكن خلاف ذلك صحيح أيضاً، فقد لا يستحق التعليم الباهظ كل هذا العناء.

5. فخ التغيير الخامس: ربط أفعالنا بشخصياتنا

إذا كنت تحاول الإقلاع عن عادة سيئة، فلا يجب أن تتمسَّك بهويتك المرتبطة بتلك العادة، فإذا كنت تحاول التخلُّص من التسويف، أو الإفراط في تناول الطعام، فعليك التوقف عن التفكير في نفسك بصفتك مدخناً، أو شخصاً يأكل بنهم، فما يمكن أن يكون أكثر ضرراً من العادات السيئة هو ربط شخصيتك بها.

نريد جميعنا أن نشعر بالانتماء، لكن يمكن لانتماءاتنا أن تمنعنا في بعض الأحيان من الازدهار، وأن نصبح الأشخاص الذين نودُّ أن نكون عليهم؛ لذا فكِّر بطريقة مختلفة، فبدلاً من أن تقول: "أنا مسوِّف"، قُل: "لقد كنت أسوِّف"، فأنت لست الفعل، أنت قمت فقط بتنفيذ الفعل، وبمجرد معرفتك بهذا الأمر ستشعر بحرية أكبر لكسر هذه العادة.

نقطة إضافية: كيف تُغيِّر إنتاجيتك؟

إذا كنت مسوِّفاً، أو تفتقر إلى الحدة الذهنية، فهذا القسم مناسب لك؛ إذ تتطلَّب الإنتاجية الكبيرة منهجية رائعة لتحقيقها، لكن ليس أي منهجية؛ إذ عليك اختيار منهجية تعزيز الإنتاجية التي تناسبك، فمع وجود عدة سبل نستطيع الاختيار من بينها، سنتحدث عن أفضل ثلاثة منها، والتي تجعلك حاد الذهن وجاهزاً للقيام بأي مهمة أمامك:

1. قاعدة الثلاثين دقيقة:

إذا كنت من مُحبِّي إنشاء المهام اليومية، فأنت تعلم إذن مدى صعوبة إكمالها، خاصة المهام الطويلة منها؛ لذا فإليك هذه الطريقة الأسهل للقيام بالأمر، فقاعدة الثلاثين دقيقة تجعل المهام أكثر قابلية للتحقيق.

باختصار؛ عليك بمحاولة ضبط مهامك بحيث لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة؛ لذلك وعوضاً عن إنهاء تسجيل فيديو خاص بموقع "يوتيوب" (YouTube) مثلاً، تقسِّم المهمة إلى "إنهاء كتابة النص الخاص بالفيديو"، ثمَّ "تسجيل الفيديو" وما إلى ذلك؛ إذ تساعد هذه الطريقة على جعل المهام أكثر قابلية للفهم.

2. طريقة إنجاز الأمور:

والتي ابتكرها محترف الإنتاجية "ديفيد ألين" (David Allen)، ويُعدُّ هذا المصطلح مُخصَّصاً للذين يبالغون في التفكير والأشخاص الذين يعملون على عدد كبير جداً من المشاريع؛ إذ إنَّنا نفكِّر باستمرار، فنحن نحتاج للتخلُّص من الأمور التي تشوِّش حكمنا على الأمور.

إذاً، ما الذي يجب علينا أن نفعله؟ تتضمَّن هذه الطريقة خمسة خطوات، وتستغرق قليلاً من الوقت، لكنَّ الحصول على تنظيم كامل للأمور يستحق ذلك.

إقرأ أيضاً: ما هو دافع الإنجاز؟ وكيف تستخدمه؟

3. تقنية الطماطم:

تُظهِر الدراسات أنَّ فترات الراحة المتكرِّرة تعيد ضبط حدَّة ذهنك؛ لذلك ستُعجبك هذه التقنية إذا كنت من محبي فكرة تقسيم الوقت، وباستخدامك تقنية الطماطم، ستعمل بلا توقف من 25 دقيقة إلى ساعة، وتستغرق من 5 إلى 15 دقيقة استراحة بينهما، وتستطيعون تجربة إحدى التطبيقات لبدء هذه التقنية، مثل "بي فوكسد" (Be Focused)، أو "بوموفوكس" (Pomofocus).

فاختر أسلوباً من الذي ذُكِر أعلاه، والتزم به باستمرار إذا وجدت أنَّه يُجدي نفعاً.

المصدر




مقالات مرتبطة