9 نشاطات تستطيع ممارستها في العطلة لتنعم ببداية أسبوع حافلة بالإنتاجية

يشعر كثيرٌ من الناس بالخوف من صباح يوم السبت لدرجة أنَّهم يستبقون القلق والخوف والتوتر بشأن الأسبوع الجديد، وهو ما يُدعى بقلق يوم الجمعة؛ وقد يظهر بشكل أعراض تَحدُث مساء يوم الجمعة قد تصل إلى مشكلات في المعدة وشعور غامض بعدم الارتياح، فضلاً عن الانزعاج؛ ويبدو أنَّ هذا الشعور الذي يَلُوح في الأفق يؤثر سلباً وبقوة في كل أسبوع.



قد تحاول ممارسة أنشطة للاسترخاء في العطلة، وما إن يشارف الأسبوع الجديد على البدء حتى تنتابك أفكار تتعلق بمسؤوليات العمل وما ينتظرك في المكتب من رسائل البريد الإلكتروني وقائمة المهام وتنظيم الجدول وكل المشكلات التي تصادفها وأنت تزاول عملك؛ ولكن يجدر بك أن تتذكر أنَّ الأسبوع بحد ذاته ليس المشكلة، إنَّما نشاطاتك في العطلة ليست كافية لتهيئتك بشكلٍ جيد لتتولى زمام الأمور في العمل.

وأحد أفضل السبل لتتأكد من أنَّك ستحظى بأسبوع عمل حافل بالإنجازات هو التمتع بعطلة نهاية أسبوع تخطط لها بعناية؛ حيث ستكسب قدرة هائلة على إنجاز كل الأمور الهامة التي عليك القيام بها عند العودة إلى العمل والعكس صحيح؛ حيث ستبقى متحفزاً لتنجز مهامك طوال الأسبوع عند التفكير في الأشياء الممتعة التي ستفعلها في نهاية الأسبوع.

وإذا كنتَ تبحث عن بعض الأفكار الجديدة لتعزز فاعليتك في العمل إلى أعلى مستوياتها؛ فإليك بعض النشاطات التي تستطيع ممارستها في العطل لتعود بقوة وحماس لرفع إنتاجيتك في بداية الأسبوع: 

1. ممارسة التأمل:

يفيد التأمل عقلك وسلوكك بطرائق شتى، بدءاً من زيادة وعيك الذاتي وتقليل التوتر وانتهاءً بتعزيز الإبداع والصبر؛ حيث ترتبط جميع هذه الأمور ارتباطاً وثيقاً بالإنتاجية في العمل؛ ولكنَّ وجودك الدائم في العمل قد يؤثِّر سلباً في قدرتك على التركيز وإنجاز الأشياء طوال الأسبوع.

إذا كانت فكرة التأمل تربكك للوهلة الأولى؛ فابدأ بخطوة صغيرة مثل: التركيز على مَهمة تشعرك بالاسترخاء؛ كالتلوين، أو التنفس بوعي لمدة تتراوح بين 5-10 دقائق، أو الكتابة في دفتر يومياتك عمَّا أنت ممتنٌّ له لتزيد من تفكيرك الإيجابي، وإذا احتجتَ إلى بعض العون، فيمكِنك تحميل تطبيقات مثل: "هيد سبيس" (HeadSpace)، أو "إنسايت تايمر" (Insight Timer).

إقرأ أيضاً: 8 خطوات تساعد المبتدئين على تعلُّم رياضة التأمل

2. القيام بنشاط إبداعي:

تشمل هذه النشاطات أموراً مثل: الرسم، أو الكتابة، أو حتى إعادة تنظيم غرفة معيشتك، وتشترك جميعها في نقطة هامة وهي: الحرص على راحتك وتحسين وظيفة دماغك؛ كما يحسِّن إتقان شيء ما وإنجازه من صحتك النفسية بشكل أساسي، ويفسح مجالاً داخل عقلك لتستطيع التركيز في العمل خلال الأسبوع، فضلاً عن تدفق الطاقة والأفكار التي ترفع من إنتاجيتك.

ومهما كانت الطريقة التي تختارها لتمارس إبداعك، فابذل قصارى جهدك كي تريح عقلك من العمل الفعلي.

3. المطالعة:

وهي من أبسط الطرائق التي تساعدك على الاسترخاء وقتما شئت، ولها دور فاعل في تهيئتك لأسبوع العمل؛ ويمكن لأيِّ كتاب أن يبعث في نفسك الراحة والمتعة إن أثار اهتمامك، ولكن مهما كان اختيارك فليكن كتاباً ورقياً، ذلك لأنَّ الساعات التي تمضيها خلف شاشة حاسوبك قد تقلل من قدرتك على تصفح كتاب حقيقي.

وهناك براهين أنَّ قراءة كتب الخيال العلمي قد تحسِّن من وظيفة الدماغ وترابطه، مما يؤثِّر تأثيراً واضحاً في إنتاجيتك، كما أنَّ قراءة الروايات قد تعزز من التعاطف والقدرة على التفكير من وجهة نظر الشخص الآخر، الأمر الذي يحسِّن علاقاتك وقدرتك على حل المشكلات.

4. ممارسة التمرينات الرياضية:

قد يتطلب الأمر بعض التحفيز لممارسة النشاط البدني في العطل؛ ولكن كلما قمتَ بنشاط بدني أكثر، تمتَّعتَ بذهن صافٍ وراحة جسدية.

ولن نبالغ مهما شددنا على فوائد النشاط البدني؛ حيث يشمل تأثيره جميع جوانب الصحة، بدءاً من سلامتنا النفسية ووصولاً إلى زيادة متوسط العمر والحد من الإصابة بالأمراض، فضلاً عن تأثيره الإيجابي في الدماغ.

وتُظهِر الأدلة العلمية أنَّ التمرين بشكل دوري يساعد على تحسين الذاكرة، وتعزيز التركيز، ومدى الانتباه، وبالتالي تعزيز إنتاجيتك خلال الأسبوع، وحتى لو لم تكن رياضياً، يمكِنك اختيار نشاط تحب فعله والقيام به لمدة 30 دقيقة يومياً، وإذا لم تستطع الذهاب إلى الصالة الرياضية أو لم تكن المعدات بحوزتك في المنزل؛ فيمكِنك الاستعانة بفيديوهات اليوتيوب أو الذهاب في نزهة إلى الخارج، وستحصل على فوائد جمة.

شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية

5. قضاء الوقت في الهواء الطلق:

وهي طريقة بسيطة وممتعة لتحسين صحتك، وبالتالي تحسين إنتاجيتك والتركيز في العمل؛ على سبيل المثال: تساعد أشعة الشمس الصباحية في تنظيم ساعتك البيولوجية مما يحسن النوم والمزاج بشكلٍ أفضل، كما أثبتَت الدراسات أنَّ النظر إلى مشهد ذو طبيعة خضراء له تأثير واضح في صحة الدماغ وتحسين وظائفه؛ لذا ضع نُصب عينيك قضاء أكبر وقت ممكن في الهواء الطلق في عطلات نهاية الأسبوع؛ حيث يمكِنك التنزه في حيِّك، أو المشي في الأماكن التي تفضلها، أو حتى القيام بنزهة في حديقتك الخلفية وممارسة التمرينات الرياضية فيها، فتضرب بذلك عصفورين بحجر واحد.

6. القيام بنشاط ممتع:

لعلَّك سمعتَ أحدهم يقول بأنَّه يود العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ ورغم أنَّ الشغف بالعمل أمر هام للغاية، إلا أنَّ التخطيط لفعل أمور ممتعة تثير حماسك للعطلة أمر مفيد أيضاً.

وتشير الأبحاث النفسية إلى أنَّ وجود مكافآت تنتظرك يحفزك إلى مزيدٍ من العمل للحصول عليها، كأن تعمل بجد لتُقابِل أحباءك، أو تخرج مع شريكك في موعد، أو تسافر خارج المدينة، أو تشاهد فيلماً في السينما مع عائلتك.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح للاستمتاع في عطلة نهاية الأسبوع

7. الطبخ:

نظراً للظروف التي مررنا بها في أثناء جائحة كورونا وخلال الحجر والإغلاق العام، كان الطبخ أحد الهوايات التي جمعَت العالم وساعدَتهم على تمضية الوقت، وذلك لأنَّ استخدام جميع حواسك هي الطريقة المثالية لممارسة اليقظة الذهنية والحد من القلق؛ كما يساعد تحضير وجبات الطعام خلال العطلة في توفير الوقت خلال الأسبوع.

يمكِنك إعداد عشاء فخم يوم الجمعة والاحتفاظ بما يزيد منه لتناوله في بداية الأسبوع، أو تستطيع شراء الخضراوات وتحضير المكونات لتبدأ الطهي بعد ظهر يوم الجمعة، أو بإمكانك تحضير وجبات لتحتفظ بها في الثلاجة وتستخدمها لاحقاً عندما لا ترغب في الطبخ.

ويساعد هذا المجهود على الاسترخاء، ويوفِّر الوقت بعد الانتهاء من العمل والعودة إلى المنزل؛ كما يمنعك من طلب الوجبات السريعة، وبذلك تحافظ على صحتك، كما تزيد هذه الأسباب مجتمعة من إنتاجيتك طوال الأسبوع.

8. التخلص من التحديق في الشاشات:

لا ضير في استخدام التكنولوجيا في أوقات الفراغ، ولكن إذا كنتَ تعتمد عليها في عملك طوال الأسبوع، فربما من الجيد أن تحظى بوقت فراغ خالٍ منها.

أولاً وقبل أي شيء؛ يؤثِّر قضاء الوقت الطويل أمام الشاشات وخاصة في الليل في دورة نومك؛ ولتضمن الاستعداد المثالي للعمل، ينبغي أن تقضي عطلة نهاية أسبوع بعيداً عنها؛ فالإشعاعات الصادرة عنها تسبب لك الأرق.

كما أنَّه من المحتمل أن يحتاج دماغك إلى الاستراحة من استخدام الإنترنت؛ ورغم أنَّك قد تشعر بأنَّ تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي دون وعي يريحك، إلا أنَّ الأدلة تُثبِت تداخل ذلك مع وظائف الدماغ السليمة.

جرِّب أن تبتعد عن التكنولوجيا أيام العطلة؛ وستجد نفسك أكثر إبداعاً وتركيزاً في بداية الأسبوع.

9. التخطيط للأسبوع:

إذا كنتَ تهدف إلى زيادة إنتاجيتك، فيمكِن القول إنَّ الجزء الأكثر أهمية من عطلة نهاية الأسبوع هو الوقت الذي تستغرقه لتضع خطط الأسبوع المقبل، ولا يوجد جدول يناسب الجميع ويضمن لهم النجاح؛ ولكن عليك أن تخطط لتنجز المهام المطلوبة منك؛ حيث تشير الدلائل إلى زيادة احتمال تحقيق أداء فاعل عندما يخطط الناس والمنظمات لطريقة تحقيق أهدافهم؛ ولا تستغني عن هذا الجزء، فقد أَظهرَت الدراسات أنَّ جودة التخطيط سبب رئيس في تحقيق مزيدٍ من الأهداف والوصول إلى مبتغاك.

ورغم أنَّك قد لا ترغب في استغلال عطلتك لوضع جدول أعمالك وأهدافك، إلا أنَّك ستلاحظ تناقص التوتر والإجهاد عند قيامك بذلك، وحبَّذا لو تبتعد عن التلفاز وتستثمر وقتك لتحصد النجاح، لتتخلص بذلك من القلق الذي يجتاحك كل ليلة الجمعة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة