9 طرق طبيعية لتعزيز الطاقة

مع تزايد مشاغل الحياة يُحِسُّ عديدٌ من الناس دائماً بالتعب والإرهاق، لكن إذا كان التعب الذي تُحِسُّ به ناجماً عن أسلوب الحياة الذي تتَّبعه، فثمَّة كثيرٌ من الأشياء التي يمكنك أن تفعلها لتعزِّز مستويات الطاقة لديك.



نستعرض في هذه المقالة 9 طرائق تستطيع اتباعها لتغيير أسلوب حياتك وتعزيز مستويات الطاقة لديك بشكلٍ طبيعي:

1. زيادة عدد ساعات النوم:

من السهل أن يهمل المرء نومه حينما يكون مشغولاً، إذ يُضَحِّي عديدٌ من الناس بساعات النوم في سبيل القيام بأمورٍ مثل: الوفاء بموعدٍ نهائي، أو إنجاز عملٍ إضافي. إضافةً إلى ذلك، تُقدَّر نسبة الأشخاص الذين ربَّما يعانون الحرمان من النوم بـ 20-30%، وهؤلاء يضيِّعون وقتاً هامَّاً جدَّاً لنَيل قسطٍ من الراحة. قد يؤدِّي هذا الحرمان من النوم إلى الإحساس بالخمول والغضب والتعب، فإذا كنت تشعر كثيراً بمثل هذه الأحاسيس، فربَّما يجب عليك أن ترى إن كنت تحصل على ما يكفي من النوم أم لا.

تبلغ عدد ساعات النوم الموصَى بها كلَّ ليلةٍ 7 ساعات، على الرغم من أنَّ بعض الناس يكفيهم أقلُّ من ذلك، وبعضهم الآخر يحتاجون إلى أكثر من ذلك.

إذا لم تكن تنام بما فيه الكفاية، فيمكنك أن تحاول أن ترتاح من التعب الذي ألمَّ بك خلال النهار؛ وذلك عن طريق ممارسة سلوكاتٍ تعيد الاسترخاء إلى جسمك قبل التوجُّه إلى السرير، وقد يكون من هذه السلوكات: الاستحمام، أو مطالعة الكتب، أو التوجُّه إلى السرير قبل نصف ساعةٍ من الموعد المُعتاد.

يجب عليك أيضاً تجنُّب استعمال الهواتف وغيرها من الأجهزة الإلكترونية قُبَيل موعد النوم، إذ تبيَّن أنَّ استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يؤدِّي إلى انعدام القدرة على النوم جيِّداً، والحرمان منه، وازدياد الإحساس بالنعاس خلال النهار.

إذا كنت تحاول زيادة عدد ساعات النوم لكنَّك تواجه مشكلةً في ذلك بسبب مشاعر القلق والضغط التي تُبقيك مستيقظاً في الليل، فبإمكانك أن تحاول ممارسة التأمُّل أو تمرينات الوعي الذهني حتَّى تعيد الهدوء إلى عقلك المنشغل بالتفكير.

2- تخفيف الإحساس بالضغط:

من غير المُستغرَب أن يُحِسَّ الأشخاص الذين يعيشون حياةً مليئةً بالمشاغل بالضغط أو القلق أو الارتباك، حيث أنَّ الإحساس بالضغط قد يعني صعوبة تركيز الانتباه، وكثرة التفكير، وعدم القدرة على الاسترخاء بسهولة؛ وقد يؤثِّر هذا سلباً في صحة الجسم والعقل، إذ يُعَدُّ الإحساس بالضغط مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالإرهاق.

في العديد من الحالات قد لا يكون من الممكن التخلُّص من أسباب الضغط في الحياة بشكلٍ كامل، لكن إذا تجنَّبتَ قدر الإمكان اتِّباع أسلوب حياةٍ مثيرٍ للضغط، فقد يعزِّز هذا مستويات الطاقة لديك. من ضمن الاستراتيجيات التي يمكن اتِّباعها لزيادة مستويات الطاقة: قضاء بعض الوقت في الاسترخاء، أو المُطالعة، أو التنزُّه سيراً على الأقدام؛ وبإمكانك أن تجرِّب أيضاً تقنيات التأمُّل التي قد تخفف الإحساس بالضغط. من الهامِّ أن تنتبه إلى أنَّه في حال كنت تُحِسُّ بضغطٍ شديد، وكانت مشاعر القلق التي تُحِس بها حادَّة؛ فقد تكون بحاجةٍ إلى دعمٍ طبيٍّ ونفسي.

إقرأ أيضاً: 10 طرق عملية للتعامل مع الإحساس بالضغط

3- ممارسة مزيد من الأنشطة البدنية:

تُعَدُّ ممارسة التمرينات الرياضية بشكلٍ منتظم ضروريةً لتجنُّب خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة مثل: أمراض القلب، والسُكَّري، والسُمنة. إذا كانت الحياة التي تعيشها تقتضي الجلوس ساعاتٍ طويلة، فقد تعزِّز التمرينات الرياضية مستويات الطاقة لديك أيضاً. قد يبدو هذا غير منطقي، إذ حينما تكون متعباً قد تُحِسُّ بأنَّ النهوض وممارسة التمرينات الرياضية هو آخر شيءٍ تفكِّر في أن تفعله. لحُسن الحظ، ليس ضروريَّاً أن تمارس تمريناتٍ رياضيَّةً مُجهِدةً حتَّى تتمتَّع بهذه الفوائد، وقد وجدت إحدى الدراسات في الواقع أنَّ الناس الذين يقضون ساعاتٍ طويلةً جالسين ويُحِسُّون دائماً بإعياءٍ غريب، انخفض إحساسهم بالإعياء بمقدار 65% حينما واظبوا فقط على ممارسة ركوب الدراجات. وتَذكُر دراساتٌ أخرى أنَّ السير مدة 10 دقائق عند الإحساس بالتعب يُعَدُّ أفضل لاستعادة الإحساس بالراحة من تناول وجبة طعام.

حتى تجعل ممارسة التمرينات الرياضية جزءاً من حياتك اليومية، بإمكانك النهوض من خلف مكتبك والذهاب إلى السير في استراحة الغداء، أو الذهاب إلى العمل والعودة منه سيراً على الأقدام.

4- الابتعاد عن التدخين:

التدخين واحدٌ من أكثر الأشياء المُضرة بالصحة التي يمكن أن يفعلها الإنسان، حيث يُعَدُّ تدخين السجائر مُضرَّاً جدَّاً ويزيد خطر الإصابة بعددٍ كبيرٍ من الأمراض مثل: سرطان الرئة، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية. تقلِّل المواد السامة والقطران الموجودة في السجائر كفاءة الرئتين أيضاً، وهذا يمكن أن يقلِّل من كمية الأوكسجين التي تصل إلى أنحاء الجسم؛ ممَّا يسبب الإحساس بالتعب.

إذا كنت مدخِّناً، فأفضل شيءٍ يمكنك أن تفعله لرفع مستويات الطاقة وتحسين الصحة هو أن تُقلِع عن التدخين. يجد بعض المُدخِّنين أنَّ من المفيد الاستعاضة عن السجائر ببدائل أخرى تحتوي النيكوتين مثل: العلكة أو السجائر الإلكترونية؛ لكن حينما تتخذ قراراً بالإقلاع عن التدخين، تواصل مع الطبيب الذي بإمكانه أن يرشدك إلى وسائل الدعم الأنسب لك.

5- الابتعاد عن الكحول:

يُعَدُّ احتساء الكحول من العادات الأخرى التي يؤدِّي اتِّباعها إلى الإحساس بالتعب؛ لأنَّ الكحول يمكن أن يكون ذو تأثيرٍ مهدِّئٍ، وأن يجعل متعاطيه يُحِس بالكسل، لذلك يعتقد عديدون أنَّ شرب الكحول يساعدهم في النوم بعمق. بيد أنَّ الإدمان على شرب الكحول قبل النوم يمكنه أن يؤثِّر سلباً في القدرة على النوم جيِّداً، وهذا قد يجعلك تُحِس بتعبٍ أكثر من الذي تُحِس به حينما لا تحتسيه. بإمكان الكحول أن يكون أيضاً مُدِرَّاً للبول، ممَّا يعني أنَّ احتساء الكحول قبل النوم يؤدِّي إلى الاستيقاظ ليلاً من أجل التبوُّل والنوم نوماً مُتقطِّعاً.

إقرأ أيضاً: الإدمان على المخدرات، والكحول، والتدخين وطرق العلاج

6- تناول الأطعمة المُغذِّية:

إذا كنت تُحِسُّ دائماً بالتعب والكسل وضعف الطاقة، فربَّما يكون من المفيد أن تُعيد النظر في عاداتك الغذائية. يقلِّل اتباع عاداتٍ غذائيةٍ صحيةٍ خطر الإصابة بأمراضٍ مزمنة، ويمكنه أن يعزِّز أيضاً مستويات الطاقة، وأن يؤثِّر في المشاعر التي تُحِس بها يوميَّاً.

يحتاج الجسم إلى الطاقة من أجل أن يتابع عمله، وإنَّ اختيار الأطعمة الطبيعية المُغذِّية في كثيرٍ من الأحيان يُمِدُّ الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها للعمل بأفضل شكل. إذا كنت تتناول كثيراً من الأطعمة المُعالَجة التي تحوي كمياتٍ كبيرةً من السُكَّر والدهون، فربَّما ترى كيف أنَّ هذه الأطعمة تؤثِّر في طاقتك وصحتك؛ وإذا كنت تتناول وجباتك في أوقاتٍ غير منتظمة وتمتنع دائماً عن تناول الوجبات، فقد تخسر عناصر غذائيَّةً ضرورية، وهذا يجعلك تُحِس بالتعب.

وجدت إحدى الدراسات أنَّ الطلاب الذين لا يتناولون الفطور أو يتناولون طعامهم في أوقاتٍ غير منتظمةٍ يجعلهم يفوِّتون تناول عدة وجبات، كانوا أكثر عُرضةً إلى الإحساس بالتعب. من الهامِّ أيضاً أن تتناول من الطعام ما يكفي للحصول على طاقةٍ تقضي بها يومك. قد يؤدِّي أيضاً فرض قيودٍ صارمةٍ على الأطعمة التي تختار تناولها إلى الحرمان من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية مثل: الحديد؛ ممَّا يمكن أن يؤثِّر بشكلٍ سلبيٍّ في مستويات الطاقة.

7- تجنُّب السُكَّر:

من السهل حينما تُحِسُّ بالتعب أن تلجأ إلى وجبةٍ من الحلويات مليئةٍ بالسُكِّر، تروِّح بها التعب عن نفسك؛ لكن على الرغم من أنَّ السكر يمكن أن يمنحك جرعةً قصيرة الأمد من الطاقة، إلَّا أنَّ هذه الجرعة تتلاشى بسرعة. سبب ذلك هو أنَّ الأطعمة التي تحتوي كمياتٍ كبيرةً من السُكَّر ترفع مستوى سُكَّر الدم بشكلٍ سريع، وهي ظاهرةٌ يُشار إليها في بعض الأحيان باسم: "نوبات ارتفاع سُكَّر الدم". يؤدِّي هذا إلى إفراز الجسم لكمياتٍ كبيرةٍ من الأنسولين من أجل إعادة سُكَّر الدم إلى مستواه الطبيعي.

يُعتقَد بأنَّ هذا الارتفاع والانخفاض في مستوى سُكَّر الدم هو الذي يسبب الارتفاع السريع لمستوى الطاقة الذي يليه الانخفاض، وقد أظهرت إحدى الدراسات أنَّ البالغين الذين يتناولون حبوب الفطور المليئة بالسُكَّر كانوا أكثر إحساساً بالتعب حسبما ذكَروا، مقارنةً مع أولئك الذين تناولوا حبوباً تحوي كمياتٍ أكبر من الكربوهيدرات المُعقَّدة، إذ أنَّ الكربوهيدرات المُعقَّدة تنتقل ببطءٍ أكبر إلى مجرى الدم.

قد يزيد أيضاً تناول كمياتٍ كبيرةٍ من السُكَّر المُضاف خطر الإصابة بالبدانة، والسُكَّري، ومرض القلب؛ لذلك فإنَّ الابتعاد عن إضافة السُكَّر إلى الطعام لا يعزِّز مستويات الطاقة وحسب، بل يُعَدُّ مفيداً للصحة أيضاً.

حتَّى تحافظ على ثبات مستويات الطاقة وتقلِّل إحساسك بالتعب، حاول الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسُكَّر المُضاف، وبإمكانك أن تُحسِّن نظامك الغذائي من خلال تناول الأطعمة الطبيعية الغنية بالألياف مثل: الحبوب الكاملة، والخضروات، والبقوليات.

إقرأ أيضاً: الإقلاع عن السُكر: 12 خطوة للتخلص من إدمان السُكَّر

8- شرب كمياتٍ كافيةٍ من الماء:

تتراوح نسبة المياه في الجسم بين 55-75%، وهي نسبةٌ تختلف باختلاف السن. يفقد الجسم الماء خلال اليوم عن طريق البول أو العرق؛ لذلك يجب عليك من أجل الحفاظ على الماء في جسمك أن تشرب كمياتٍ كافيةً من الماء لتعويض هذا الفقدان. بإمكان الجفاف أن يؤثِّر في وظائف الدماغ والمزاج ومستويات الطاقة، وفي إحدى عانى الأشخاص الذين فقدوا 1.59% من سوائل جسمهم ضعفاً في الذاكرة، وازدياداً في مشاعر القلق والتعب.

لكن تذكَّر أنَّ فقدان أكثر من 1% من سوائل الجسم لا يصيب عادةً إلَّا الأشخاص الذين يتعرَّقون كثيراً بسبب ممارستهم كثيراً من الأنشطة البدنية خلال ارتفاع درجات الحرارة.

حتَّى تحافظ على رطوبة جسمك، احرص على شرب الماء حينما تُحِسُّ بالعطش، وتذكَّر أيضاً أنَّك قد تحتاج إلى كمياتٍ أكثر قليلاً من الماء إذا تعرقتَ كثيراً بسبب حرارة الطقس أو ممارسة كثيرٍ من الأنشطة البدنية.

تذكَّر أيضاً أنَّ كبار السن قد لا يُحِسُّون دائماً بالظمأ، حتَّى لو كانوا بحاجةٍ إلى الماء، وقد يحتاجون إلى شُرب كمياتٍ أكبر من الماء، حتَّى لو لم يُحِسُّوا بالظمأ.

بشكلٍ عام، إذا كنت تُحِس بالتعب ولا تعتقد بأنَّك تشرب ما يكفي من الماء، فحاول شرب الماء بشكلٍ منتظمٍ خلال النهار لتضمن الحفاظ على رطوبة جسدك.

9- تعزيز العلاقات الاجتماعية:

تُعَدُّ العلاقات الاجتماعية هامَّةً جدَّاً للحفاظ على الصحة، إذ يُعَدُّ وجود شبكة علاقاتٍ اجتماعيةٍ توفِّر الدعم للناس من العوامل التي تشترك فيها المناطق التي تَشهَد انخفاضاً غير عاديٍّ في معدلات المرض، وارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 100 عامٍ أو أكثر.

قد تسبب العزلة الاجتماعية سوء المزاج والتعب، لا سيما مع التقدُّم في السن، ويُعتقَد في الواقع أنَّ الأشخاص الذين يمتلكون شبكة علاقاتٍ اجتماعيةً قويةً يتمتعون بصحةٍ ذهنيَّةٍ وبدنيَّةٍ أفضل حينما يتقدَّمون في السن. إذا كنت تعاني التعب وانخفاض المعنويات، فقد يكون من المفيد الخروج مع الأصدقاء أو الانضمام إلى نوادي اجتماعية أو ممارسة هوايةٍ جديدةٍ تغيِّر بها نمط حياتك.

يُحِسُّ عديدٌ من الناس بالتعب، وبأنَّهم لا يملكون ما يكفي من الطاقة لأداء الوظائف التي يجب عليهم أن يؤدوها خلال النهار. بيد أنَّ شرب كمياتٍ كافيةً من الماء، وتناول طعامٍ صحي، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية؛ يمكن أن يساعد في تعزيز مستويات الطاقة والحفاظ على الصحة.

إذا كنت تُحِس بالتعب، فمن المفيد أن تعيد النظر في أسلوب حياتك لترى التغييرات الصحية التي تستطيع القيام بها حتَّى تعزِّز مستويات الطاقة، وتُحِسَّ بأنَّك في أفضل حال.

 

المصدر




مقالات مرتبطة