9 أسباب للاستيقاظ باكراً (الجزء الثاني)

لقد تحدَّثتُ في الجزء الأول من المقال عن حياتي عندما كنت أستيقظ في وقت متأخِّر، وعن سبب اهتمامي بالاستيقاظ الباكر، ثمَّ استعرضتُ سببين من أسباب اعتمادي عادةَ الاستيقاظ الباكر، وسأناقش في الجزء الثاني والأخير من المقال بقيَّة الأسباب فتابعوا معنا السطور القادمة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "سيليستين تشوا" (Celestine Chua)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها في اعتماد عادة الاستيقاظ الباكر.

3. الانضباط في المواعيد:

تُخلِّف الدقة في المواعيد انطباعاً حسناً لما تنطوي عليه من احترام للطرف الآخر، وعندما يرتبط الأمر بالعمل فإنَّ الانضباط بالمواعيد يكون ضرورياً، ويمنحك الاستيقاظ الباكر مزيداً من الوقت للاستعداد والانضباط بالمواعيد عوضاً عن التعب الناجم عن عجلة كل صباح عند الاستيقاظ المتأخِّر.

يسهم وضع القيود على أوقات النوم والاستيقاظ في تنظيم يومك وتحديد آلية قضاء الوقت، وهو ما يؤدي إلى تحسين انضباطك في المواعيد إلى حدٍّ كبيرٍ.

إقرأ أيضاً: التعامل مع التأخير، وحل مشاكل الالتزام بالمواعيد

4. الانضباط الذاتي:

يقوم الاستيقاظ الباكر على الانضباط الذاتي، لقد ذكرت سابقاً وجود العديد من الأسباب المحبطة لخطط الاستيقاظ الباكر فيما مضى كالعمل لوقت متأخِّر، أو العودة إلى المنزل في وقت متأخِّر، أو تأجيل التمرينات الرياضية حتى آخر الليل، وغيرها من الأسباب التي ما كانت سوى نتيجة افتقاري للانضباط الذاتي.

وجب عليَّ التحكُّم بهذه النشاطات من خلال زيادة التنظيم والانضباط الذاتي؛ حتَّى أتمكَّن من الاستيقاظ باكراً، لنناقش مسألة العمل لوقت متأخر ونبحث عن أسباب تكرار هذا النمط من العمل.

قد تظنُّ للوهلة الأولى أنَّه ناجم عن كثرة الواجبات اليومية أو المهام العاجلة التي منعتك من إتمام جميع أعمالك؛ لكنَّك عندما تدرس المسألة بمنطقية، ستدرك أنَّها تابعة لآلية إدارة المهام والذات؛ إذ يحظى جميع الأفراد بالمقدار نفسه من الوقت يومياً؛ لذلك علينا أن نتعلم إدارة مهامنا ضمن هذا الإطار الزمني بدلاً من اعتماد العمل ليلاً أو التأجيل لإنجاز الواجبات.

عندما تضع قيوداً زمنية على العمل مساءً ستبدأ بالبحث عن طرائق جديدة لتحسين طريقة إدارتك للمهام وزيادة إنتاجيتك، وسيتسنَّى لك بهذه الطريقة التحكم بواجباتك وذاتك بدلاً من التطلع إلى الحلول السهلة وغير المُجدية على الأمد الطويل.

5. السكينة والهدوء:

إنَّ أثر السكينة في ذاتك في الأوقات الصباحية يفوق الوصف، ثمَّة مستوى مادي لهذه السكينة يتمثَّل بوحدتك وانعدام مصادر الإزعاج؛ إذ تكون الشوارع خالية من حركة المرور والناس، والهدوء يسود المكان ولن تفقد تركيزك بسبب الرسائل أو الاتصالات الهاتفية أيضاً.

ثمَّة سكينة على المستوى العقلي أيضاً، ولتوضيح هذه الفكرة سنذكر مشاعر التوتر التي تسود أجواء قاعات الامتحان أو غرف الانتظار عند إجراء مقابلات التوظيف، على الرغم من الهدوء الموجود فيها ينطبق المبدأ نفسه هنا؛ إذ يكون جميع الناس في حالة سكون من الناحية الجسدية والعقلية خلال ساعات الصباح الأولى؛ أي إنَّك بمنأى عن ضجيج أفكارهم، فضلاً عن أنَّ الدماغ البشري يعالج الفوضى العقلية في أثناء النوم؛ ممَّا يؤدي إلى تقليل اضطراب أفكارك عندما تستيقظ؛ نستنتج أنَّه بإمكان المرء الحصول على السكينة المادية عند النوم المتأخر؛ لكنَّ السكينة العقلية لا تتحقَّق إلَّا بالاستيقاظ الباكر.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات تساعدك على الاستيقاظ صباحاً دون عناء

6. الذهاب إلى العمل بسرعة أكبر:

يمكنك أن تتجنَّب الذهاب للعمل أو المدرسة خلال ساعات الذروة وتتخلَّص من الازدحامات المرورية؛ ما يؤدي إلى تقليل الوقت المخصَّص للتنقلات واستخدام الفائض الزمني في القيام بنشاطات إضافية.

7. الفطور:

كثيراً ما يهمل الأفراد وجبة الفطور إثر الاستيقاظ المتأخِّر وضيق الوقت خلال ساعات الصباح، ويُقال إنَّ الفطور هو الوجبة اليومية الأكثر أهمية لأنَّه يمدُّ جسم الإنسان بالطاقة اللازمة لمباشرة مهامه اليومية، وبالنسبة إلي عندما أستيقظ باكراً يتسنَّى لي الوقت اللازم لتحضير وجبة فطور صحِّيَّة ومتوازنة والاستمتاع بتناولها دون عجلة.

8. ممارسة التمرينات الرياضية:

يمنحك الاستيقاظ الباكر الوقت اللازم للقيام بالتمرينات الرياضية في الصباح، لا سيَّما إذا كنت تؤجِّل التمرينات حتى نهاية اليوم، أو تغير موعدها بسبب التغييرات الطارئة.

إقرأ أيضاً: 8 أطعمة ومشروبات تساعد على النوم المريح والسريع

9. الاستمتاع بساعات الفجر:

أحبُّ أوقات الركض الصباحي ففيها تتسنَّى لي رؤية شروق الشمس، فأبدأ الركض عادةً حوالي الساعة السادسة صباحاً عندما يكون الظلام مسيطراً وثمَّة عدد قليل جدَّاً من الناس والسيارات على الطرق، وعندها تتسنَّى لي مشاهدة تفتُّح الحياة في الكون بأكمله، ثمَّ ما تلبث أن تزداد الحركة البشرية رويداً، ويبدأ النور بشقِّ طريقه في السماء التي تكتسي لوناً أزرق داكناً بادئ الأمر، ثمَّ تتلوَّن بدرجات الأرجواني، والأحمر، والبرتقالي، والأصفر قبل أن تبدأ أشعة الشمس بتغطية كامل أرجاء الكون، ما أروع مشاهدة هذا المنظر الخلَّاب!

في الختام:

عليك أن تجرِّب الاستيقاظ الباكر وتعيش فائدته بنفسك، لا شكَّ أنَّ هذه العادة ستغيِّر حياتك كلِّيَّاً، وتزيد إنتاجيتك، وتحسِّن جودة عيشك، ويستحسن أن تخصِّص لتجربتك 21 يوماً، وألَّا تكتفي بيوم أو اثنين حتى تحصل على نتيجة مفيدة لتطبِّقها في حياتك.




مقالات مرتبطة