تشير الدراسات إلى أنَّ 70% من الوظائف لا يُعلَن عنها مطلقاً في الإعلانات المبوبة للوظائف، وأنَّ 80% من الوظائف تُشغَل بمساعدة المعارف. وهذا صحيح؛ ذلك لأنَّ التواصل أمر بالغ الأهمية إذا كنت ترغب في الحصول على وظيفة أحلامك؛ فعندما يتعلق الأمر بإجراء هذه الاتصالات والتعرف على الأدوار الوظيفية غير المعلنة، فإنَّ التواصل هو المفتاح.
بالتأكيد، لا تزال المؤهلات هامة، ولكن إذا كنت تعرف كيفية التواصل بالطريقة الصحيحة، فسيكون لديك ميزة ذات فائدة قيِّمة طوال حياتك المهنية.
قبل أن ننتقل إلى كيفية التواصل بالطريقة الصحيحة، سيكون من المفيد قضاء بعض الوقت في الحديث عمَّا لا يجب فعله؛ إذ من الأخطاء التي يجب عليك تجنُّبها، التواصل عندما تحتاج إلى وظيفة فقط؛ حيث لن يساعدك اقتصار التواصل مع الآخرين على الفترات التي تكون بحاجة فيها أمراً ما على إقامة تواصلٍ حقيقي، بل يجب أن يكون الهدف من التواصل هو بناء علاقات متبادلة المنفعة، وليس علاقات تخدم وحدك فحسب.
والآن، فلنتعمق في كيفية الشروع بتطوير استراتيجية تواصل تكون أعظم من مجرد جمع وتوزيع بطاقات عمل، وإقامة اتصالات عبر لينكد إن (LinkedIn):
1. أنشئ قائمة بالأشخاص الذين تعرفهم:
يوجد احتمال كبير أن تجد أنَّك تعرف عدداً كبيراً من الأشخاص أكثر ممَّا كنت تظن، ومن أفضل طرائق التواصل وتوسيع دائرة معارفك هي إعادة التواصل بمن تعرفهم؛ لذا، تصفح موجزات الوسائط الاجتماعية ودوِّن أسماء هؤلاء الأشخاص الذين ربما لم تتحدث معهم منذ فترة.
بعض الجهات التي يجب عليك التفكير فيها:
- الوظائف السابقة.
- الأصدقاء القدامى من الكلية.
- الأشخاص الذين تعرفت عليهم في دور العبادة.
- مجموعات الهوايات أو الزملاء في الدوري الرياضي.
الفكرة هنا هي أن تبدأ بمن تعرفهم بالفعل، لا سيما أولئك الذين يعملون في مجال عملك أو لديهم صلات به؛ وحتى لو لم تتحدث معهم منذ سنوات، أضفهم إلى القائمة؛ ذلك لأنَّ إضافة شبكة واسعة من المعارف أفضل من إضافة عدد قليل منهم.
2. تواصل مع معارفك الحاليين:
الآن، عندما تريد ببساطة الوصول إلى بعض المعارف، فشيء بسيط مثل إرسال رسالة بريد إلكتروني تسألهم فيها عن أحوالهم وما الذي كانوا يفعلونه، تكون طريقة رائعة للبدء.
قد يكون إرسال بريد إلكتروني أو رسالة نصية إلى أشخاص لم تتحدث معهم منذ ست سنوات أمراً محرجاً، لكن لا تدع ذلك يُثنيك عن التواصل معهم، بل يجب أن تثق بأنَّهم سيستمتعون بالاستماع إليك ويتبادلون الأخبار معك على الأرجح.
لا يتعلق الأمر بمن تعرفهم فحسب، بل بمن يعرفونه أيضاً؛ لذا، ضع كبرياءك جانباً، واسأل عمَّا إذا كانوا يعرفون أي شخص في المجال ذي الصلة يمكنهم تقديمك إليه، وتذكر أنَّ الأشخاص الذين تعرفهم هم حلفاؤك عندما يتعلق الأمر بتوسيع شبكتك وبناء علاقات مهنية جديدة.
3. أصغِ وتعلَّم:
يتطلب توسيع وبناء شبكة علاقات قوية عقليةً تركِّز على الإصغاء والتعلم؛ فسواء أرسلت رسالة بريد إلكتروني بناءً على توصية زميل عمل قديم، أم كنت تجري محادثة قصيرة مع شخص غريب في مؤتمر عمل، ستكون لحماستك للتعلم أثر كبير؛ ذلك لأنَّها ستُظهِر اهتمامك بالشخص الآخر وعمله.
إذا كان الشخص يعمل في المجال الذي تحاول الولوج فيه، فقد حان الوقت الآن لطرح بعض الأسئلة حول طبيعة عمله أو أي نصيحة قد يقدمها لك بشأن هذا المجال، ولكن يجب أن تصغي أكثر مما تتحدث.
4. انظر كيف يمكنك أن تكون مفيداً:
إنَّه لمن السهل التفكير في إقامة العلاقات كطريقة للحصول على شيء ما لنفسك، ولكن هذا ليس الهدف هنا، بل هو بناء علاقات جديدة من خلال تلك الفرص التي تأتي معه.
في أثناء بناء العلاقات، من الجيد التفكير في كيفية المساهمة أو إضافة قيمة دون توقع شيء ما في المقابل، فهي نوع من الانقلاب الذهني الذي قد يُحدِث فارقاً كبيراً.
قد تعرف شخصاً مثالياً لدور تتطلع شركتك إلى شخص يشغله، لكن يمكنك إضافة قيمة قد لا تكون مرتبطة بالوظيفة؛ فعلى سبيل المثال: ربَّما ذكروا في أثناء محادثتك حب قيادة الدراجات، وأنت تعرف شخصاً يدير مجموعة هواة لقيادة الدراجات؛ رشح ذلك الشخص لهذه المَهمَّة، فهذه الأنواع من التفاعلات هي التي تضع الأساس لبناء العلاقات.
5. شارك نجاحاتك مع الآخرين:
يوجد احتمال جيد أن يسألك شخص ما عن عملك في مرحلة ما في أثناء التواصل وإقامة العلاقات مع الآخرين، وهذه فرصتك لمشاركة ما يميزك؛ لذا كن مستعداً لمشاركة إنجازاتك السابقة وسبب شغفك بالمجال الذي اخترته أو المجال الذي ترغب في العمل فيه.
إنَّه لمن الأفضل أن تكون إجابتك قصيرة نسبياً بحيث لا تتجاوز بضع جمل أو 90 ثانية؛ فإن أرادوا معرفة المزيد، فسيسألونك بالتأكيد.
6. وسِّع آفاق العلاقات المحتملة:
فكِّر في الأشخاص الذين تعرفهم للحظة، فربما تعرف شخصاً واحداً على الأقل يقوم دائماً بشيء ما مع مجموعة أو أخرى، وربما يعرف هذا الشخص الكثير من الأفراد ولديه علاقات طيبة معهم.
يعدُّ تبادل العلاقات والمعارف أمراً جيداً، ولكنَّه قد يؤدي أيضاً إلى نتائج عكسية، وربما تشعر كأنَّه مجرد تبادل بطاقات عمل؛ أمَّا الانضمام إلى مجموعات مهنية أو مدنية، فيُعدُّ طريقة رائعة لمقابلة أشخاص جدد، مثل التطوع أو مجموعات الهواة المختلفة.
لكن حتى إذا لم يكن الحدث أو المجموعة مرتبطين بالعمل، فلا تزال هناك قيمة في تكوين علاقات جديدة والبناء عليها.
شاهد بالفيديو: كيف تبني علاقات عمل جيّدة؟
7. لا تتصفح تطبيق لينكد إن (LinkedIn) فقط، بل كن نشطاً أيضاً:
صُمِّم موقع لينكد إن بهدف التواصل، لكن قد يكون معظمنا مقصراً في عدم تحقيق أقصى استفادة منه؛ لكن لا داعي للقلق، إذ يوجد حل سهل لذلك، وهو الانخراط والتفاعل مع المنشورات.
لذا بدلاً من مجرد التصفح، تفاعل مع المحتوى الذي تراه؛ فإن أعجبك منشور ما، شاركه وعلِّق عليه، وأضف منشوراتك أيضاً، كأن تشارك مقالاً استمتعت بقراءته، أو نقطة تحول مهنية، أو مجرد ملاحظة حول جانب من جوانب مجال عملك.
لا يعني هذا أن تصبح مهووساً بالتفاعل مع محتوى أحد المعارف على لينكد إن، ولكن من خلال القيام بذلك بانتظام، ستتمكن ببطء من إقامة علاقات ودية وغير رسمية مع الآخرين.
8. تابع ونمِّ تلك العلاقات:
لن يقضي الناس وقتهم في التفكير في طرائق يمكنهم من خلالها تقديم وظيفة رائعة إليك؛ لذا، عليك أن توفر إمكانية حدوث ذلك، ويعني هذا البقاء على اتصال مع شبكة المعارف.
إذا قابلت شخصاً ما مؤخراً في اجتماع ما من خلال جهة اتصال أخرى أو ببساطة من خلال لينكد إن، فإنَّ القاعدة العامة الجيدة هي إرسال بريد إلكتروني أو رسالة نصية بعد يوم أو يومين، وليس من الضروري أن يكون الأمر معقداً، إذ يكفي أن تقول: "استمتعت بلقائك" أو "شكراً على النصيحة".
خصص بعض الوقت للتواصل من حين إلى آخر للحفاظ على هذا الاتصال الجديد؛ ولكن كن صبوراً، وتذكر أنَّ التواصل بالطريقة الصحيحة يتعلق بتعزيز العلاقة المهنية بصورة طبيعية.
9. اجعل التواصل جزءاً من حياتك اليومية:
لا يوجد سبب لانتظار حدث كبير للتواصل، إذ توجد فرص للتواصل وبناء وتقوية العلاقات طوال الوقت؛ لذا اجعل هدفك الوصول إلى عدد قليل من جهات اتصال لينكد إن القدماء الذين لم تتواصل معهم منذ خمس سنوات، وتحدث مع جيرانك ومع الفتى الذي يقدم لك فنجان القهوة في الصباح، وتصرف دائماً على هذا النحو؛ ذلك لأنَّ تبنِّي عقلية التواصل اليومي كجزء من حياتك سيجعل التواصل أمراً هيناً بالنسبة إليك.
أضف تعليقاً