تعريف مهارات الكوتشينغ
مهارات الكوتشينغ هي عبارة عن سمات شخصية وسلوك تركّز على مساعدة الأفراد في تحسين أدائهم. تهدف ممارسات الكوتشينغ إلى دعم الآخرين ومساعدتهم في تحقيق التقدم والتعلم عن طريق العمل الجماعي، والقيادة الإيجابية والتحفيز، والتركيز على المهارات والإمكانيات وغيرها من نقاط القوة، بدلاً من التركيز على أوجه القصور.
يجب أن يكتسب الكوتش مهارات معيَّنة تؤهله لمساعدة الآخرين في تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية. تساعد مهارات الكوتشينغ في ترسيخ التغييرات السلوكية والتحسُّن في طرائق التفكير، وزيادة فعالية ممارسات التعلم والتنمية في المناصب القيادية والإدارية.
دور مهارات الكوتشينغ في نجاح الكوتش
يجب أن يواكب الكوتش التطورات الجارية في قطاع الكوتشينغ، ويداوم على تحديث مهاراته وتنمية معارفه لكي يحافظ على جودة خدماته وسمعته في السوق. يشهد قطاع الكوتشينغ تحولات ونقلات نوعية متسارعة أكثر من أي وقت مضى، لهذا السبب أصبحت المؤهلات والخبرات المطلوبة لمزاولته والنجاح فيه عرضةً للتغيّر مع مرور الوقت.
في ما يلي 3 مشكلات تنجم عن التقصير في تنمية مهارات الكوتشينغ:
- صعوبة بناء العلاقات مع العملاء الجدد.
- تدني مستوى اهتمام العملاء الحاليين.
- عدم إحراز التقدم على الصعيد المهني.
يتميز الكوتش اللامع بقيمه، ومواقفه، وطريقة تفكيره الفريدة من نوعها. تبرز هذه القيم والمواقف في تفاعلات الكوتش ومحادثاته مع العملاء.
المهارات الأساسية في الكوتشينغ
فيما يلي 9 مهارات أساسية تضمن نجاح ممارسات الكوتشينغ:
1. تحديد الأهداف وتحمل المسؤولية
تقتضي وظيفة الكوتش مساعدة العميل في تحديد قيمه الشخصية وتحويلها إلى التزامات عملية وأهداف قابلة للتحقيق على أرض الواقع. تساعد الأهداف الواضحة والمحددة في تحفيز عملاء الكوتشينغ وتشجيعهم على الالتزام. في ما يلي 6 خطوات لاختيار الأهداف المناسبة:
- الحرص على اختيار أهداف معتدلة الصعوبة، وتجنّب المبالغة في تبسيطها أو تعقيدها حتى لا يصاب العميل بالإحباط ويعجز عن تحقيقها.
- اختيار أهداف واضحة وعملية.
- التركيز على الدوافع والتغذية الراجعة لتشجيع العميل على مواصلة التقدم.
- تقسيم الأهداف الرئيسية إلى مراحل جزئية ووضع الخطط اللازمة لبلوغ كل واحد من هذه الأهداف المرحلية.
- وضع أهداف بنَّاءة تركز على تحقيق الإنجازات والنجاح، والابتعاد عن الأهداف التي تدعو لتجنب موقف، أو حالة معيَّنة، أو تستند إلى التحديات والمخاوف.
- التعاون مع العميل على ابتكار أفكار إبداعية وخطط بديلة لتحقيق الأهداف.
يعتمد نجاح ممارسات الكوتشينغ على إحساس المحاسبة والمسؤولية. يؤدي حس المحاسبة إلى زيادة احتمال تحقيق الأهداف بنحو 95%. يندفع الفرد للالتزام والجد والعمل عندما يتعهد بإنجاز هدف معيَّن ويشعر أنَّه مسؤول ومحاسب على النتائج.
شاهد بالفيديو: خمسة نصائح لتقديم كوتشينغ ناجح
2. الإصغاء الفعال
يجب أن يطبق الكوتش تقنيات الإصغاء الفعال لكي ينجح في بناء الثقة مع العميل، ويبرز اهتمامه بكلامه والمشكلات التي يشاركها معه. يتميز الكوتش الناجح بقدرة بارزة على التواصل الإنساني، والتعاطف مع العميل، والإصغاء لمشكلاته، ومساعدته في اكتشاف أسبابها، وتكوين فكرة واضحة عن أبعادها، والتعامل معها بحكمة وفعاليّة. يعتمد نجاح ممارسات الكوتشينغ بشكل أساسي على مهارة الإصغاء إلى العميل وتفهم مشكلاته والتعاطف معه.
يجب أن تركّز ممارسات الكوتشينغ على العميل حتى تنجح في تحقيق النتائج المطلوبة. الإصغاء الفعّال شرط أساسي لا تستغني عنه أية تقنية أخرى عند تطبيق ممارسات الكوتشينغ.
تنجح جلسات الكوتشينغ في تحقيق النتائج المطلوبة عندما يصغي الكوتش بانتباه لمشكلات العميل، وأفكاره، ويبدي اهتمامه بأهدافه، ورغباته.
3. الثقة بالنفس والتحفيز الإيجابي
يتميز الكوتش الناجح بثقته العالية وإيمانه بنفسه وبفعالية الممارسات التي يطبقها على عملائه. ينقل الكوتش هذه الثقة إلى عملائه ويلهمهم باتخاذ قرارات مصيرية تساعدهم في تحسين حياتهم. تساهم الثقة بالنفس في زيادة فعاليّة ممارسات الكوتشينغ، وهي تُعدّ مهارة مكتسبة يمكن تنميتها مع مرور الوقت. في ما يلي 3 فوائد للثقة بالنفس:
- تبسيط إجراءات الكوتشينغ.
- زيادة شعور الراحة والألفة والمتعة خلال الجلسات.
- تخفيف شعور القلق وزيادة التركيز على العميل.
4. تقديم الملاحظات والتغذية الراجعة
قوة الملاحظة والمهارات التحليلية بالغة الأهمية في قيادة الفِرَق والإشراف على المشاريع والتحقق من سير العمل والتقدم في إجراءات التنفيذ. تقتضي وظيفة الكوتش تنبيه العميل إلى سلوكياته، وطريقة استجابته للتساؤلات، وتعبيره عن أفكاره ومشكلاته باستخدام لغة الجسد وتعابير الوجه. أحياناً لا يتجرأ الكوتش على الإفصاح عن الملاحظات السلبية أمام العميل. تقتضي وظيفة الكوتش تنبيه العميل لهذه الملاحظات من أجل مساعدته في إيجاد الحلول اللازمة لمشكلاته بعد أن ينجح في بناء الثقة معه.
تُستخدَم الأسئلة المفتوحة في جلسات الكوتشينغ البحتة عندما يرغب الكوتش بإعطاء العميل فرصة قيادة الجلسة ومحور النقاش. ولكن يُنصَح باستخدام الأسئلة المغلقة والاستقصائية بغية الدخول في صلب الموضوع مباشرةً.
5. التعاطف وتقديم الدعم
يساعد التعاطف في إدراك احتياجات العميل ومتطلباته، وإبراز تفهمك وقبولك لأفكاره ومشاعره. هذا التعاطف ضروري لبناء الألفة والثقة في علاقة الكوتشينغ. يجب أن يميّز الكوتش بين مفهومي التعاطف والشفقة حتى لا يؤذي مشاعر العميل. يقتضي التعاطف أن تُقحِم نفسك في تجربة العميل، وتتخيل نفسك مكانه، وتحاول أن تفهم مشكلته ومعاناته من وجهة نظره حتى لو كنت لا تتفق معه.
تقديم الدعم والتشجيع في ممارسات الكوتشينغ كفيل بتحفيز العميل على المثابرة، وبذل المجهود اللازم، وعدم الاستسلام. يمكنك أن تحافظ على حماس العميل عن طريق تقدير جهوده والثناء على التقدم الذي يحرزه. أي يجب عليك أن تركز على التقدم الذي أحرزه بدل أن تذكره بمقدار العمل المتبقّي لتحقيق الهدف النهائي.
6. بناء الإلفة
بناء الإلفة ضروري لكسب ثقة العميل في علاقة الكوتشينغ. بالتالي، عليك أن تبذل ما بوسعك لتوثيق صلتك بالعميل وتنميتها في جميع مراحل علاقة الكوتشينغ لكي تنجح في تحقيق الأهداف المرجوّة. يجب أن تكون علاقة الكوتشينغ مبنية على الإلفة والثقة المتبادلة لكي يكون العميل مرتاحاً ومستعداً لمصارحة الكوتش بمشكلاته ومخاوفه. تتيح هذه الإلفة للكوتش إمكانية طرح أسئلة صعبة وحساسة بالنسبة للعميل.
يتطلب بناء الإلفة توفّر مجموعة من المهارات ويُذكَر منها التعاطف مع العميل عبر لغة الجسد، ونبرة الصوت، وانتقاء المفردات المناسبة، بالإضافة إلى إبداء الودّ. يُنصَح بالتركيز على التواصل البصري، والجلوس مقابل العميل، وتكرار لغة جسده.
7. تنظيم برامج ومنهجيات الكوتشينغ
يقوم الكوتش البارع بإعداد برنامج منظم ومدروس للعميل من أجل ضمان تحقيق الأهداف المرجوة. تتألف جلسات الكوتشينغ من برامج قابلة للتعديل تتيح للعميل إمكانية التركيز على المواضيع والنقاشات المهمة. يحصل العميل في نهاية جلسة الكوتشينغ الناجحة على الدعم والتحفيز الذي يحتاج إليه، بالإضافة إلى مجموعة من الخطوات العملية التي يمكنه أن يطبقها على أرض الواقع من أجل ضمان تحقيق التقدم والتنمية خارج أوقات الجلسات.
8. إبداء الفضول
الفضول ضروري للابتكار، واكتساب المعارف، وتحقيق التنمية الشخصية، وهو يُعتبَر بالغ الأهمية بالنسبة لكل من القادة والموظفين. يجب على كلٍّ من القائد والكوتش أن يتناول المشكلات بذهن منفتح واستعداد لابتكار الحلول الجديدة. يستفيد الكوتش من الأسئلة المدروسة في جمع المعلومات عن أعضاء الفريق وتحديد المشكلات التي يتعرضون لها في مكان العمل، وزيادة فعاليّة عملية التعلُّم، والتشجيع على العمل المشترك، والابتكار.
9. التعلم المستمر
أصبح التعلم المستمر وتحديث المهارات شرط أساسي لنجاح ممارسات الكوتشينغ في الوقت الحالي. يبعث التعلم على الرضا والبهجة مهما كان عمرك وصفتك المهنية وهدفك منه. تحديث المهارات ضروري لتحقيق التقدم في مجال الكوتشينغ، والحصول على المزيد من فرص العمل، كما أنّه يساعدك في ابتكار منهجيات وأساليب جديدة تتماشى مع التغيرات المتسارعة التي تحدث في العالم.
في ما يلي 5 فوائد للتعلم المستمر:
- إتاحة إمكانية تكوين وجهات نظر جديدة عن المحيط.
- زيادة القدرة على التكيُّف ومواكبة التغيُّرات.
- الحصول على المزيد من فرص العمل.
- كسب إعجاب الآخرين وتقديرهم.
- مواكبة التطورات الجارية.
في الختام
يتضح لنا جلياً أن مهارات الكوتشينغ الأساسية التي تم تناولها، من تحديد الأهداف وتحمل المسؤولية، مروراً بالإصغاء الفعّال، والثقة بالنفس، وتقديم الملاحظات، وصولاً إلى التعاطف، وبناء الألفة، وتنظيم البرامج، وإبداء الفضول، والتعلم المستمر، تشكل بمجموعها حجر الزاوية في نجاح هذه الممارسات. لا يضمن إتقان هذه المهارات بناء علاقة مهنية ناجحة بين الكوتش والمتلقي فحسب؛ بل يساهم أيضاً في إحداث تغيير حقيقي وملموس في حياة المتلقي، وتمكينه من تحقيق أهدافه وتطوير ذاته.
بالنظر إلى التطورات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم، يصبح الاستثمار في تطوير هذه المهارات ضرورة حتمية للكوتش الطموح الذي يسعى إلى تقديم أفضل ما لديه، ومواكبة أحدث المنهجيات والأساليب في هذا المجال. فالكوتش الناجح هو الذي يجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ويحرص على التعلّم المستمر والتطوير الذاتي، ليظلّ قادراً على إلهام الآخرين وتمكينهم من تحقيق النجاح والازدهار.
أضف تعليقاً