يشرح موقع "بيزنس بولز" (www.businessballs.com) هذه العادة على الشكل الآتي: "يطلق "كوفي" على العادة الثانية اسم "عادة القيادة الشخصية"، وهي تُعنَى بضبط النفس والسعي خلف تحقيق الأهداف؛ إذ إنَّ اكتساب عادة التركيز على الأعمال المتعلِّقة بأهدافك يساعدك على تجنب مصادر التشتيت وزيادة إنتاجيتك وتحقيق المزيد من النجاحات"، فيمكنك أن تطبق هذه العادة للتأكد من أنَّ تحضيرات الكوتشينغ تأخذ في الحسبان كافة إجراءات علاقة الكوتشينغ، وهذا يشمل وضع خطة مسبقة لإنهاء هذه العلاقة.
إنهاء علاقة الكوتشينغ:
قد يضطر الكوتش لإنهاء علاقة الكوتشينغ نتيجة مجموعة متنوعة من الظروف والعوامل، وقد تمَّ سؤال عدد من الكوتشز عن مفهوم "نهاية الكوتشينغ" بالنسبة إليهم، وكانت إجاباتهم على الشكل الآتي:
- إنهاء نقاش موضوع أو هدف ما ضمن الجلسة، والانتقال إلى واحد جديد.
- إنهاء جلسة الكوتشينغ بحد ذاتها عندما ينتهي الوقت المخصص لها.
- إنهاء علاقة الكوتشينغ بحد ذاتها، وهنا يجب طرح الأسئلة الآتية لمساعدة الكوتش على التفكير بتجربته:
- هل تمَّ إنهاء العلاقة وفقاً لخطة موضوعة بشكل مسبق، أم دون تخطيط؟
- لماذا انتهت علاقة الكوتشينغ؟
- مَن هو الطرف الذي أنهى علاقة الكوتشينغ؟ الكوتش أم المستفيد؟
- كيف انتهت علاقة الكوتشينغ؟
- كيف يعرف الكوتش أنَّه نجح في تحقيق الهدف من برنامج الكوتشينغ ويقرر بناءً عليه إنهاء العلاقة؟
- ما هي طرائق مراجعة وتقييم النتائج؟
- ما هي الأطراف المشاركة في عمليات المراجعة والتقييم؟ الكوتش وحده؟ أم الكوتش ومتلقي الكوتشينغ؟ أم الكوتش ومتلقي الكوتشينغ والراعي التنظيمي؟
أساليب إنهاء علاقة الكوتشينغ:
يشتكي بعض الكوتشز من صعوبة التعامل مع موضوع إنهاء العلاقة مع متلقي الكوتشينغ؛ إذ يتبع بعض الكوتشز الأسلوب الشائع عند الانفصال في العلاقات العاطفية الذي يتم عبر استخدام العبارة الشهيرة: "أنت إنسان رائع، ولا يتعلق قرار الانفصال بك؛ بل أنا المسؤول عن فشل العلاقة".
تكمن مشكلة هذا الأسلوب في أنَّه لا يوضح الأسباب الحقيقية لانتهاء علاقة الكوتشينغ، فإنَّ الكوتش الأخلاقي والمهني يعطي الأولوية للصدق، والنزاهة، والصراحة، والوضوح، فضلاً عن أنَّ إنهاء علاقة الكوتشينغ يصبح أخف وطأةً بالنسبة إليك ولمتلقي الكوتشينغ عند مناقشته بصراحة وشفافية وبشكل هادف، مع الحرص على تقديم الإثباتات والحقائق اللازمة.
يمكنك على سبيل المثال أن تخبر متلقي الكوتشينغ: "إنَّ نقاشاتنا حول الموضوع كذا تتجاوز نطاق خبرتي، وأعتقد أنَّه من مصلحتك أن تستعين بكوتش آخر يمتلك الخبرات اللازمة لتلبية احتياجاتك، ويمكنني مساعدتك على العثور على الكوتش الذي تحتاج إليه إذا أردت".
يجب أن يتعهد الكوتش عند توقيع اتفاقية الكوتشينغ مع العميل على وضع خطة تتضمن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى انتهاء علاقة الكوتشينغ، مثل تحقيق الأهداف أو تغيُّر ظروف أحد الأطراف على سبيل المثال، لذلك يجب أن يتم الاتفاق على زمن وأسلوب إنهاء علاقة الكوتشينغ، والطرف المسؤول عن إجراءات الإنهاء، ولا داعي لذكر أمثلة عن إنهاء علاقة الكوتشينغ، حتى لا يتأثر متلقي الكوتشينغ، وتقل فاعلية العلاقة ولا يحقق البرنامج الأهداف المطلوبة.
يمكنك أن تضيف للعقد أو للاتفاقية مع العميل والمؤسسة المعنية قسم "التوقعات"، وفيه يتم الاتفاق على الخدمات والإجراءات والمسؤوليات المطلوبة منك والالتزامات المطلوبة من متلقي الكوتشينغ بالمقابل، مثل الدقة بالمواعيد على سبيل المثال، كما يمكنك أن توضح في هذه المرحلة أيضاً الخدمات التي لا تشملها اتفاقية الكوتشينغ ولتكن تقديم النصائح على سبيل المثال.
تكمن فاعلية طريقة عقد/ اتفاقية الكوتشينغ في كونها تقدِّم آلية عمل موضوعية لتقييم مدى فاعلية العلاقة واتخاذ قرار الإنهاء أو الاستمرار بناءً على رضى جميع الأطراف، فيمكن أن يشمل العقد/ الاتفاقية السلوكات المطلوبة من الأطراف والتداعيات المترتبة على الإخلال بها، ويستطيع الكوتش بهذه الطريقة أن يضبط سلوكات العميل ويعيده إلى المسار الصحيح.
خطوات إنهاء علاقة الكوتشينغ:
فيما يأتي 9 خطوات للتعامل مع مسألة إنهاء علاقات الكوتشينغ بفاعلية وبطريقة ودية تضمن رضى جميع الأطراف:
1. التعاقد:
يجب عليك أن تحدد جميع الأطراف المشاركة في علاقة الكوتشينغ، مثل الكوتش، ومتلقي الكوتشينغ، والجهة الراعية، والمدير المباشر، ورئيس القسم، والمؤسسة المعنية، فهذه الخطوة ضرورية؛ لأنَّها تحدد المستندات والوثائق اللازمة.
يجب توقيع العقد الرسمي القانوني الذي يتناول مسائل الرسوم، والنتائج المتوقعة، وإنهاء العلاقة، والسرية مع الجهة الراعية، كما يُنصَح بتوقيع اتفاقية كوتشينغ مع متلقي الكوتشينغ لتوضيح مسؤوليات الكوتش، والالتزامات المتوقعة من المتلقي، وضمانات السرية، وإجراءات إنهاء العلاقة، وإيقاف البرنامج.
يجب عليك أن تعيد النظر بعقد/ اتفاقية الكوتشينغ، وتتأكد من أنَّه يتناول المسؤوليات المترتبة عليك، والالتزامات المتوقعة من متلقي الكوتشينغ، وإجراءات إنهاء العلاقة.
2. العمل بمقتضى قِيمك وقناعاتك الشخصية:
يجب عليك أن تحدد قِيمك وقناعاتك الشخصية وتحرص على أن تكون ممارساتك وسلوكاتك متوافقة معها حتى تصبح كوتشاً ناجحاً، وبهذه الطريقة، يمكنك أن تضمن استمرارية العلاقة وعدم انتهائها بشكل مفاجئ لم تستعد له.
3. رفض العملاء والخدمات التي لا تناسبك:
يجب عليك أن توضح شريحة العملاء المستهدَفة، والخدمات والإجراءات التي تتحمل مسؤولية تأديتها، مثل تسجيل الملاحظات، وإمكانية التواصل معك خارج أوقات الجلسات، ويُستحسَن أن تدرس خياراتك جيداً وتعيد النظر فيها بصورة منتظمة وتجري عليها التعديلات عند اقتضاء الضرورة.
4. طلب إذن متلقي الكوتشينغ عند الضرورة:
يجب عليك أن تطلب إذن متلقي الكوتشينغ عندما ترغب بتقييم الوضع ومراجعة النتائج على سبيل المثال، فقد تقتصر إجراءات المراجعة والتقييم على الكوتش ومتلقي الكوتشينغ، كما يمكن دعوة المدير المباشر أو ممثل المؤسسة لحضور جلسة المراجعة بعد طلب إذن متلقي الكوتشينغ.
5. إجراء جلسات مراجعة دورية:
يجب أن تضع خطة شاملة تتضمن تحديد نهاية البرنامج بعد استيفاء عدد معيَّن من الجلسات يتم الاتفاق عليه بشكل مسبق على سبيل المثال، ويُفضَّل إجراء اجتماعات منتظمة لمراجعة التقدُّم المُحرَز بعد إتمام عدد من جلسات الكوتشينغ بغية مناقشة الأسئلة الآتية:
هل أنت راضٍ عن العلاقة؟ وهل ثمة ما يستدعي التغيير؟ وهل ثمة تقدُّم في تطبيق إجراءات وممارسات الكوتشينغ؟ وهل تساهم الجلسات في تلبية أهداف العميل وتحقيق النتائج المطلوبة؟
في حال كانت إحدى الإجابات على الأقل بالنفي، عندئذٍ يمكن كتابة عقد جديد يتفق عليه جميع الأطراف بناءً على المعطيات الراهنة، أو يتم الاتفاق على فض الشراكة وإنهاء علاقة الكوتشينغ، فعندما لا يتم التخطيط للنهايات، فهذا يعني أنَّها قد تحدث في أي وقت، ويتم التعامل معها بنفس الأسلوب السابق؛ أي عن طريق كتابة عقد جديد أو الاتفاق على إنهاء علاقة الكوتشينغ.
شاهد بالفديو: 7 نصائح لتقديم الكوتشينغ للموظفين من أجل تحسين الأداء
6. معرفة حدود قدراتك وإمكاناتك:
احرص على معرفة مجال قدراتك وعدم تجاوزه، أو الانجراف وراء تقديم النصائح أو الاستشارات، كما يُنصَح بتحديد الحالات التي تستدعي إنهاء علاقة الكوتشينغ، والتأكد من إدراجها ضمن اتفاقية/ عقد الكوتشينغ.
7. تحديد مكان مناسب للجلسة النهائية:
في حال كنتَ تتوقع انتهاء علاقة الكوتشينغ في الجلسة المقبلة، عندئذٍ يجب عليك أن تختار مكان وزمان الجلسة بحيث تضمن سلامتك وسلامة متلقي الكوتشينغ، ولا سيما إذا كنتَ تتوقع التعرض لاستجابة عاطفية شديدة أو رد قاسٍ من متلقي الكوتشينغ.
8. تأمين الدعم والإشراف اللازم:
يمكن أن تتلقى استجابة انفعالية شديدة عند إنهاء علاقة الكوتشينغ؛ لهذا السبب يجب عليك أن تفكر بمصادر الدعم التي يمكنك أن تستفيد منها في هذا الوضع، مثل المشرفين أو الأقران على سبيل المثال.
9. اعتماد طريقة ممنهجة للتقييم:
يتم التقييم عبر اتباع 3 خطوات: مراجعة الجلسات، وتحليلها، وإجراء التعديلات اللازمة؛ لذا يجب عليك أن تطلب تغذية راجعة من متلقي الكوتشينغ بعد انتهاء كل جلسة تجريها، كما يُستحسَن أن تخصص بعض الوقت لمراجعة الجلسة، وتحليل الإجراءات التي قمتَ بها، والتأثير الذي أحدثتَه، وتحديد الجوانب التي سارت على ما يرام، والأخرى التي تحتاج إلى التحسين، أو لتأديتها بطريقة مختلفة في المستقبل.
يجب عليك أن تجري دراسة تحليلية تقيِّم فيها أداء الجلسات السابقة وتحدِّد الإجراءات التي تحتاج إلى التغيير، وتعدِّل منهجية العمل قبل حلول الجلسة المقبلة.
أضف تعليقاً