يعد الذكاء من أهم الصفات التي يتميز بها الإنسان، فالأشخاص الأذكياء يستطيعون التفكير بصورة أفضل وأسرع من غيرهم، ويمكنهم حل المشكلات بسهولة ويتمتعون بقدرة عالية على التعلم والتكيف مع المواقف المختلفة، ومع ذلك، فإنَّ التعرف إلى ما يميز الأشخاص الأذكياء ليس بالأمر السهل، وقد يصعب على بعض الأشخاص التمييز بينهم وبين الأشخاص العاديين؛ ولهذا، يحتوي هذا المقال على 9 إشارات علمية تدل على أنَّك أذكى من الناس العاديين، فتابع معنا لتتعرف إليها.
كيف يفكر الشخص الذكي؟
الذكاء هو مفهوم شامل يشير إلى القدرة على الاستيعاب والتحليل والتعلم وحل المشكلات، ومن المعروف أنَّ الأشخاص الأكثر ذكاءً يتميزون بطريقة فريدة في التفكير، ويتميز الشخص الذكي بقدرته على الاستنتاج من المعلومات المتاحة وتحليلها بعمق وشمولية.
عادةً ما يفكر الشخص الذكي بطريقة تحليلية ومنطقية، فيحلِّل المعلومات ويفحصها بشكل شامل لإيجاد النتائج والحلول الأكثر فاعلية، كما يمتلك الشخص الذكي مهارات حل المشكلات المتقدمة، فيتميز بالقدرة على الاستنتاج والتنبؤ بالنتائج بناءً على المعلومات المتوفرة.
إضافة إلى ذلك، يميل الشخص الذكي إلى التفاعل مع العالم الخارجي بطريقة مختلفة، فهو يرى العالم بأسلوب مختلف ويمتلك قدرة فريدة على التحليل والتفكير الإبداعي، ويتميز الشخص الذكي بالقدرة على تحديد المشكلات وحلها بأساليب جديدة ومبتكرة، ويتميز بالقدرة على إنشاء أفكار جديدة وتطوير الحلول الجديدة والمبتكرة.
علامات تدل على أنَّك أذكى من الأشخاص العاديين:
تفكير الشخص الذكي يتميز بعدة صفات ومهارات تجعله قادراً على التفكير بشكل متميز، إليك بعض المعلومات عن كيفية تفكير الشخص الذكي:
1- التحليل والتفكير النقدي:
يمتلك الشخص الذكي القدرة على التفكير النقدي وتحليل المعلومات بدقة وتميُّز، وهذا يتطلب القدرة على التفكير اللغوي والرياضي والمنطقي بطريقة منطقية وعميقة، فيستخدم الأشخاص الأذكياء التفكير النقدي لتقييم المعلومات وفصل الحقائق عن الآراء والتحيزات، كما يتميزون بقدرتهم على تحدي الأفكار والمعتقدات المقبولة عموماً واعتماد رؤى جديدة بناءً على الأدلة الجديدة.
2- الإبداع والتفكير الإبداعي:
يمتلك الشخص الذكي القدرة على الابتكار وإيجاد الحلول الجديدة والمبتكرة للمشكلات المختلفة، ويعتمد هذا النوع من التفكير على الخيال والإبداع والتخيل وتحري الجديد.
3- الذاكرة والاستيعاب:
يمتلك الشخص الذكي القدرة على الاستيعاب السريع والذاكرة القوية، فيمكنه استيعاب المعلومات بسرعة وتذكرها بسهولة، ويمكنه أيضاً تفسير المعلومات المعقدة والمتشعبة بطريقة بسيطة وواضحة.
4- التركيز والتحكم في الانتباه:
يمتلك الشخص الذكي القدرة على التركيز والتركيز الكامل على المهام والمشكلات التي يواجهها، ويمتلك أيضاً القدرة على التحكم في الانتباه وتحديد الأولويات.
5- المهارات الاجتماعية:
يتمتع الشخص الذكي بالمهارات الاجتماعية القوية، فيمتلك القدرة على التعاطي مع الناس والتواصل الفعال، ويمتلك الشخص الذكي القدرة على فهم وتحليل العواطف والمشاعر للآخرين.
6- الفضول مفتاح للتعلم:
الفضول هو مفتاح الأشخاص الأذكياء للتعلم، فيتميزون برغبة قوية في فهم العالم من حولهم والبحث عن إجابات ومعلومات جديدة.
7- قبول التعقيد:
يفهم الأشخاص الأذكياء أنَّ معظم القضايا والمشكلات لا يمكن اختزالها في حلول أو تفسيرات بسيطة، ومن ثَمَّ فهم يميلون إلى احتضان الفروق الدقيقة والتعقيدات في المشكلة، وهذا يساعدهم على إيجاد حلول أكثر فاعلية وإبداعاً.
8- القدرة على إجراء اتصالات:
يتمتع الأشخاص الأذكياء بالقدرة على إقامة روابط بين الأشياء التي تبدو غير مرتبطة، ورؤية الأنماط والعلاقات التي قد يغفل عنها الآخرون، ويستخدمون هذه القدرة لإنتاج حلول مبتكرة للمشكلات وإنشاء أفكار جديدة.
9- التفكير على الأمد الطويل:
الأشخاص الأذكياء يفكرون في العواقب طويلة الأمد لأفعالهم وقراراتهم، ويستخدمون هذه القدرة لتوقع المشكلات المحتملة والتخطيط وفقاً لذلك، ومن ثم فهم يتمتعون بالقدرة على اتخاذ قرارات أفضل وتجنُّب المخاطر غير الضرورية.
علامات أُخرى:
1- أنت أكبر إخوتك سنَّاً:
عذراً من الأخوة الصغار أو اليافعين ولكنَّ هذه الدراسة التي أُجريت على 250 ألف نرويجياً تتراوح أعمارهم بين 18 و19 عاماً ونُشِرت في مجلة (Science) أظهرت أنَّ متوسط معدل الذكاء لدى الأخوة الكبار هو 2.3 نقطة وهو أعلى من ذاك الذي لدى أخوتهم الأصغر سنَّاً. وتذكُر الدراسات أنَّ السبب في كونهم أذكى ليس عوامل وراثية بل هو البيئة وطبيعة العائلة، حيث يحظى المولود الأول مثلاً بكامل اهتمام أبويه ويستمر ذلك إلى أن يأتي أخوه الأصغر بعد أشهر أو سنوات.
وحينما يأتي الطفل الثاني يُعيَّن الطفل الأكبر في منصب "معلم" الأخ الأصغر أو "مدرِّسه"، حيث يحتاج التدريس إلى متطلبات إدراكية، فيُضطَّر الأطفال الأكبر سنَّاً إلى استعادة معلوماتهم، وتنظيمها، والتفكير بطريقة جيدة لتوضيحها للأخوة الأصغر سنَّاً ممّا يُعزّز الذكاء لدى المولود الأُوَل.
2- أنت شخصٌ نحيل:
الأشخاص الذين يعانون من السُمنة ليسوا أغبياء حقيقةً، ولكنَّ الدراسات تشير إلى أنَّ قدراتهم الإدراكية تتراجع مع مرور الوقت. فقد وجدت دراسةٌ أُجرِاها علماء فرنسيون في عام 2006 ونُشِرت في مجلة (Neurology) أنَّ الأشخاص الذين يكون مؤشر كتلة الجسد (وهو مقياس الدهون الموجودة في الجسم) لديهم 20 أو أقل تمكَّنوا من تذكر 56% من الكلمات في اختبارٍ للمفردات، في حين لم يتذكر الأشخاص الذين خضعوا للدراسة وكانوا يعانون من السمنة وكان مؤشر كتلة الجسد لديهم 30 أو أكثر سوى 44% من الكلمات.
وحينما أُعيد الاختبار بعد 5 سنوات انخفضت النسبة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة إلى 37.5% في حين حافظ نظرائهم الأنحل على النسبة نفسها.
3- أنت أعسر:
أشارت تقارير نُشِرت في صحيفة (The New Yorker) في عام 2013 إلى أنَّ علماء نفس من جامعة أثينا ذكروا أنَّ الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى يتمتّعون بمهارات فراغية أسرع وأكثر دقة، وبمرونةٍ ذهنية، وذاكرةٍ أقوى وأنشط. وهم يتوصلون إلى أفكارٍ مميزة من خلال نوعٍ خاصٍ من الإبداع يمنح الأشخاص الذين يستخدمون يدهم اليسرى القدرة على التوصُّل إلى أفكار إبداعية بلمح البصر.
4- أنت طويل:
تقول دراسة أجرتها جامعة برينستون أنَّ الأشخاص أصحاب القامة الطويلة يكسبون أموالاً أكثر لأنَّهم أكثر ذكاءاً، وقد أكَّدت ذلك دراسةٌ أخرى قالت أنَّ الأشخاص الذين يبلغ طولهم 6 أقدام (183 سم تقريباً) يكسبون خلال حياتهم المهنية التي تمتد 30 عاماً أكثر من الأشخاص الذين يبلغ طولهم 5 أقدام و5 إنشات (168 سم تقريباً) بما يُعادل 166 ألف دولار تقريباً بغض النظر عن الجنس، والعمر، والوزن.
هذا التحيّز إلى الأشخاص الأكثر طولاً قد يرجع سببه إلى أنَّ الأشخاص أصحاب القامة الطويلة لديهم قدر أكبر من تقدير الذات والثقة الاجتماعية موازنةً بالأشخاص أصحاب القامة القصيرة، ومن ثمَّ يُنظَر إلى الأشخاص أصحاب القامة القصيرة بأنَّهم أكثر قدرةً على القيادة والسيطرة.
5- أنت تسهر:
تقول دراسة أجرتها جامعة مدريد أنَّ الأشخاص الذين يسهرون ليلاً يمتلكون معدلات ذكاء أعلى من الذين ينهضون من أسرَّتهم في وقتٍ مبكرٍ من الصباح، كما أنَّهم يكسبون أموالاً أكثر، ويعيشون حياةً أكثر راحة.
6- أنت انطوائي:
إذا كنت في طفولتك شخصيةً هادئةً وغريبة الأطوار فقد لا تعلم أنَّك شخصٌ مميزٌ على الأرجح، حيث يقول مركز تطوير المواهب أنَّ 60% من الأطفال الموهوبين انطوائيون. وحينما تكبر تتحسن الأمور فتستفيد من نقاط قوتك في معالجة الأشياء، والتفكير فيها، ومراجعتها وهو ما يُعَدُّ خصلةً من خصال الأشخاص الذين يتمتعون بذكاءٍ حاد، كما أنَّ 75% من الأشخاص الذين يتجاوز معدل الذكاء لديهم 160 هم أشخاص انطوائيون.
7- رضِعْتَ رضاعةً طبيعية:
لست أنا الذي اكتشفت ذلك بل دراسةٌ أُجريت في البرازيل قامت بمراقبة 6000 شخص منذ الولادة وحتى بلوغهم سن الـ 30. حيث قدَّم الأشخاص الذين رضعوا رضاعةً طبيعية أداءً أفضل من الأطفال الذين قُدِّمت لهم الرعاية مدة شهرٍ أو أقل، وحققوا نتائج أعلى في اختبارات الذكاء بعد النضوج، وأحرزوا نجاحاتٍ أكبر، وكسبوا أموالاً أكثر.
اقرأ أيضاً: 5 وصفات طبيعيّة لزيادة إدرار حليب الثدي
8- أنت فضولي:
يقول ألبرت آينشتاين في كلمته المشهورة: "أنا لا أمتلك أيَّة مواهب خاصة، أنا فقط فضوليٌّ بشغف". وتذكر مجلة (Harvard Business Review) أنَّ الأشخاص الذين يمتلكون "نسبة فضول" أعلى يكونون أكثر رغبةً في طرح الأسئلة ويتوصَّلون إلى مزيدٍ من الأفكار، حيث يؤدي هذا الأسلوب في التفكير إلى اكتساب مستويات أعلى من المعرفة مع مرور الزمن. ويذكر الكاتب أنَّ "نسبة الفضول" هي الأداة المثلى للتوصل إلى حلول بسيطة للمشكلات المعقدة.
9- أنت مسلٍّ:
أُجريت العديد من الدراسات للربط بين الذكاء وحس الدعابة، وقد ضمَّ بحثٌ أُجري في سبعينيات القرن الماضي 55 ممثلاً هزلياً و14 ممثلة هزلية، وقد أحرز الممثلون الهزليون والممثلات الهزليات نتائج أعلى دوماً في اختبارات معدل الذكاء، فقد كان متوسط النتائج التي أحرزها الرجال 138 في حين كان لدى النساء 126، مع العلم أنَّ متوسط معدل الذكاء لدى عامة الناس يتراوح بين 90-110.
وقد ارتبط كون الأشخاص مضحكين مع بلوغهم درجات أعلى من الإبداع، وامتلاكهم مهارات لفظية عالية، وكونهم جذابين جنسياً بصورة أكبر.
في الختام:
يعد الذكاء أحد الصفات الهامة التي يسعى كثير من الناس إلى الحصول عليها وتطويرها، ولقد تحدَّثنا في هذا المقال عن 9 إشارات علمية تدل على أنَّك أذكى من الناس العاديين، ولا شكَّ أنَّ هذه الإشارات لا تعدُّ مقياساً دقيقاً لقياس الذكاء، لكنَّها توفر نظرة عامة عن بعض الصفات التي يمكن أن تدل على الذكاء.
بمجرد الكشف عن وجود بعض هذه الصفات لديك، يمكنك تطويرها وتحسينها باستمرار لتصبح أكثر ذكاءً وفاعلية في حياتك؛ لذلك يجب علينا جميعاً العمل على تنمية قدراتنا وتطويرها دائماً وباستمرار؛ لتحسين حياتنا ومساعدة الآخرين في سبيل التقدُّم والنَّجاح.
أضف تعليقاً