8 نصائح لإدارة سلوك الطفل المتهور

الأطفال الذين يسرقون ويدخنون ويتهورون ويتخذون خيارات سيئة قد تؤثر فيهم لبقية حياتهم، فإذا كان طفلك يتخذ هذه الخيارات السيئة، فعليه أن يتغير، لكن ما لم يحدث شيء دراماتيكي، يظل الناس على المسار الذي حدَّدوه خلال فترة المراهقة، وإذا كان مسار حياة طفلك هو سلوك إجرامي ومتمرد كأن يبدأ بالسرقة منك أو يدخن ويتعاطى المخدرات والكحول يرهب الجميع في المنزل، فاعلم أنَّ هذا لن يتغير من تلقاء نفسه.



لا تكن مخطئاً وتظن أنَّها مجرد مرحلة وسوف تمر؛ بل إنَّها علامة على أنَّ طفلك يطور سلوكات غير صحية قد تبقى معه طوال حياته، وفيما يأتي نصائح عملية يمكنك اتخاذها اليوم لإدارة سلوك أطفالك المتهور:

1. توقف عن لوم نفسك على سلوك طفلك:

أقول للآباء الذين يلومون أنفسهم: "تذكروا، فهذا ليس خطأكم، لكن عليكم تحمل المسؤولية"، لذلك إذا كنتم تبحثون عن إجابات وتحاولون بطريقة أو بأخرى تحسين مهاراتكم في التربية، فأنتم تتحملون المسؤولية، فربما أخطأتم في الماضي، لكن لنبدأ الآن بما أنتم على استعداد للقيام به من أجل أطفالكم، والخطوة التالية هي محاولة جعل طفلك في وضع يصبح فيه على استعداد لتحمل مسؤولية سلوكه.

2. لا تعلق بالجدالات:

أقول للوالدين دائماً إنَّه لا يتعين عليهما حضور كل معركة تتم دعوتهما إليها، فلا تدعا الأطفال يدخلونكما في جدال عندما يغلقون باب غرفة نومهم بصوت عالٍ أو يلفون أعينهم بعيداً عنكما، وأعتقد أنَّ أفضل شيء تفعله هو أن تقول: "أنت، لا تغلق الباب"، ثم غادر الغرفة، وامنح طفلك توبيخاً شفهياً هناك على الفور، ثم اذهب.

3. استخدم "السحب":

أعتقد أنَّه من الجيد أيضاً أن تكون محدداً جداً مع التعليمات لتجنب القتال لاحقاً، فتستطيع أن تقول: "اسمع، عندما تضع الأطباق في غسالة الأطباق، اغسلها أولاً"، أسمي هذا "السحب" لأنَّك في الواقع تعطي طفلك دفعة، وإنَّه مثل أخذهم من أيديهم ومساعدتهم على الوقوف على أقدامهم.

قد تحتاج إلى القيام بعشر عمليات سحب في الليلة، لكن لا بأس بذلك افعلها دون أيَّة مشاعر قاسية، ولا تحمل ضغينة أو تقاطعه عندما يتحدث، ولا تقل: "لقد أخبرتك بذلك، ولقد حذرتك بشأن هذا"، فلا أحد يحب سماع ذلك لا الكبار ولا الأطفال، فهو أمر مزعج، وتذكر أنَّ إلقاء اللوم والكلام والنقد كلها طرائق تقطع الاتصال، فإذا كان بإمكانك توطيد العلاقة مع ابنك المراهق الذي ما تزال تتواصل معه بنسبة 60 أو 70% من الوقت، فأنت تبلي بلاءً حسناً.

شاهد بالفديو: نصائح للتعامل مع المراهقين

4. لا تقم بإضفاء الطابع الشخصي على سلوك طفلك:

إذا شعرت بالغضب عندما يذهب طفلك إلى غرفته أو لا يرغب في قضاء الوقت معك، فأنت تقوم بتخصيص سلوكه، وهذا يمنحه القوة عليك، وأنا أفهم أنَّه من السهل على الوالدين القيام بذلك، وخاصةً إذا كان ابنك المراهق يستمتع بقضاء الوقت معك وكان متوافقاً بشكل معقول عندما كان أصغر سناً، لكن إذا نظرت إلى سلوك طفلك بوصفه هجوماً شخصياً عليك أو على قيمك، فأنت تبالغ في رد فعلك، فطفلك في سن المراهقة، وإنَّها مشكلته وليست هجوماً عليك، وبدلاً من ذلك فكر في أنَّه فقط يمر في مرحلة نمو.

ابنك المراهق لا يهاجمك شخصياً صدقني، فالمراهقون سيهاجمون أي شخص يرونه سواء كنت أنت أم أخيه أم صديقه أم أي شخص في الشارع، والنقطة الهامة هي أنَّ هناك الكثير مما يدور في رأس ابنك المراهق بحيث لا يجب أن تأخذ الأمر على محمل شخصي، فإنَّه منخرط في نفسه في هذه المرحلة من حياته لدرجة أنَّه لا يرى الأشياء بوضوح، فالمراهقة تشوِّه الإدراك.

لذا إذا عادت ابنتك المراهقة إلى المنزل في وقت متأخر، فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي، وإذا أخبرتك أنَّها لن تفعل شيئاً ثم فعلت ذلك، فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي، ولا تقل لها: "لقد خذلتني"؛ بل قل لها: "لقد خرقت القواعد، وإليك العواقب"، وما عليك سوى تعزيز القواعد وفرضها ودع طفلك يعرف أنَّه ستتم محاسبته إن خرقها.

المرة الوحيدة التي أعتقد أنَّك يجب أن ترد بقوة على تصرفات طفلك هي عندما يبدأ بإلحاق الأذى اللفظي أو الجسدي، فإذا قلل احترامك أو دعا الآخرين بأسماء كريهة أو دمَّر ممتلكات أو ضرب أحداً ما، فعليك هنا الرد بقوة وحزم.

إقرأ أيضاً: أفضل 3 استراتيجيات لضبط سلوك طفلك

5. قم بإدارة منزلك بناءً على معتقداتك:

يجب على الآباء إدارة منازلهم بناءً على نظام معتقداتهم الخاصة وليس على معتقدات وتصرفات الآخرين، أو كيف تبدو العائلات التي نشاهدها على التلفزيون تعيش، ولا يهم ما إذا كان الجميع يفعل ذلك وفقاً لمراهقك، فإذا قال طفلك: "الجميع يفعل ذلك"، فأنت بحاجة إلى إخباره: "حسناً، أنا لست والد الجميع، أنا والدك أنت، وفي عائلتنا هذا غير مسموح به".

لذلك إذا كنت تعتقد أنَّه ليس من المناسب أن يشرب طفل يبلغ من العمر 16 عاماً الكحول، فهذا ما تؤمن به وتحتاج إلى إدارة منزلك وفقاً لذلك، وإذا كنت تعتقد أنَّ الكذب والسرقة أمران خاطئان، فقم بوضع هذه القاعدة في منزلك وحمِّل أطفالك المسؤولية عن هذا السلوك إذا خالفوا القواعد.

6. كن قدوة لطفلك:

إذا أخبرت طفلك بالقواعد ثم انتهكت أنت هذه القواعد، فكيف تعتقد أنَّ رد فعل ابنك المراهق سيكون؟ هل تعتقد أنَّه سيحترم ما قلته؟ لا؛ بل إنَّ الرسالة التي وصلته هي، "يقول أبي إنَّه لا يجب أن أكذب، ولكنَّه أحياناً يفعل ذلك؛ لذا لا بأس"، ومن الضروري أن تكون قدوة جيدة وأن تلتزم بالقواعد التي تضعها، وخلاف ذلك فإنَّك تخاطر بتخطيها مراراً وتكراراً من قِبل أطفالك.

شاهد بالفديو: 5 أشياء لن ينساها طفلك عنك أبداً

7. حاول ألا تبالغ في رد الفعل:

صدقني أنا أفهم أنَّه من السهل المبالغة في رد الفعل تجاه سلوك المراهقين النموذجي، فقد يكون المراهقون مزعجين وغالباً ما يكونون غير مدركين أو لا يهتمون بمشاعر الآخرين، ولكنَّني أعتقد أنَّ بعض الموضوعية من جانب الوالدين أمر هام، على سبيل المثال، إذا ارتكب طفلك خطأ مثل شربه لسيجارة تبغ، فأنت لا تريد المبالغة في رد الفعل تجاهه، ولا تنسَ أنَّ الفكرة ليست بالمعاقبة؛ بل الفكرة هي أن تعلِّمه من خلال المسؤولية والمساءلة وتقديم النتائج المناسبة.

يجب عليك دائماً أن تسأل نفسك: "ما الذي يحتاج طفلي إلى تعلمه حتى لا يرتكب نفس الخطأ في المرة القادمة؟ وماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك؟"، فعندما يفشل المراهق في اختبار ما، يجب أن يكون السؤال: "ما الذي ستفعله بشكل مختلف حتى لا تفشل في الاختبار التالي؟"؛ فيمكنك تحميل طفلك المسؤولية، وقد تكون لهذا التصرف عواقب، لكن يجب أن تحاول دائماً إجراء محادثة تحل المشكلات، وليس محادثة لتلقي اللوم، فاللوم لا طائل منه.

لنفترض أنَّ طفلك ذهب إلى المركز التجاري دون إذنك، فأنت تحمِّله المسؤولية وتحمله عواقب انتهاك قواعد الأسرة، ثم عليك أن تقول: "ما الذي يمكنك فعله بشكل مختلف في المرة القادمة التي يقول فيها الأطفال الآخرون دعنا نذهب إلى المركز التجاري وتريد أن تظهر أمامهم بمظهر الرائع والمتمرد ولا تأخذ إذني؟"، ثم ساعد طفلك على النظر في مجموعة الخيارات؛ إذ يمكنه أن يقول: "لا شكراً"، أو الأفضل من ذلك "لا بد لي من الاتصال بوالدتي إنَّها تعاني من ألم في الرقبة وعليَّ الاطمئنان عليها".

كنت أقول للأطفال أن يقولوا هذا؛ إذ إنَّها طريقة رائعة للمراهقين لاتباع القواعد دون أن يبدوا ضعيفين أو طفوليين، فعندما يقول: "أمي تتألم"، يومئ جميع الأطفال الآخرين ويهزوا رؤوسهم لأنَّ والديهم يعانون من آلام في الرقبة أيضاً، فكذبة بيضاء لا تضر، وفي بعض الأحيان لا يعرف الأطفال ماذا يقولون في المواقف الصعبة، فجزء من حل هذه المشكلة معهم هو الخروج ببعض الاستجابات الجيدة وحتى تأدية الأدوار قليلاً حتى يشعروا بالراحة في الكلام.

8. لا تتسامح مع الإساءة والسلوك غير المقبول:

إذا كان طفلك يمارس الإيذاء الجسدي أو يدمِّر الممتلكات أو يسرق أو يتعاطى المخدرات، فعليك محاسبته حتى لو كان ذلك يعني إشراك الشرطة، وإذا كان طفلك يخالف القانون أو يسرق منك، فأنت بحاجة إلى المزيد من المساعدة، وأنا أعرف آباء يقولون: "لا يمكنني فعل ذلك لابني" وأنا أحترم ذلك لأنَّه أمر صعب القيام به.

لكن في رأيي، أنت تقدم معروفاً لطفلك بإخباره أنَّ ما يفعله غير مقبول، فإذا لم يستجب لسلطة الوالدين أو لسلطة المدرسة، فعليك الانتقال إلى مستوى أعلى؛ إذ يجب أن يتعلم طفلك كيفية الاستجابة للسلطة إذا كان سيذهب إلى أي مكان في الحياة، وقد تقلق بشأن حصول ابنك المراهق على سجل جُنحي عند الشرطة، ولكنَّني أعتقد أنَّه يجب عليك القلق أكثر بشأن عدم تغيير سلوكه.

إقرأ أيضاً: العدوانية عند الأطفال: أسبابها، طرق علاجها

في الختام:

من الهام لأولياء أمور المراهقين الخارجين عن السيطرة أن يجيبوا عن هذا السؤال: "إذا كان ابنك المراهق يسيء إليك لفظياً ويطلق عليك أسماءً وألقاباً بغيضة ويُحدث ثقوباً في الجدران، فما هو نوع الزوج أو الأب الذي تظن أنَّه سيكون عليه في المستقبل؟"، فمعظم المساجين والمتمردين كانوا يسرقون من والديهم في مراهقتهم، ويبقون في الخارج طوال الليل ويدخنون ويشربون.

إذا كان أحدهم قد عانى من أوقات عصيبة في المنزل، فقد نشأت لديه عقدة وتمرد وقام بترويع جميع أفراد أسرته وفي المدرسة حتى يتركه الجميع وشأنه، وفي يوم الزيارة في السجن، يمكنك رؤية جميع الآباء يذهبون إلى زيارة أطفالهم الذين هم الآن في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، وهذه هي الحقيقة القاسية المتمثلة في تجاهل أو عدم التعامل مع سلوك الطفل الخارج عن السيطرة.

يقول أحد الآباء أعتقد أنَّه يجب عليك دائماً أن تسأل نفسك: "إلى أين يتجه هذا السلوك؟ وماذا بعد؟" وأفهم أنَّ الأشخاص - وخاصةً المراهقين - لا يتغيرون إذا كانت كل الظروف تعمل لمصلحتهم وأنَّهم يفلتون من العقاب؛ لذا كن حازماً ولا تدعهم يفلتون من بين يديك.

أعتقد أنَّه يجب محاسبة جميع الأطفال - وخاصةً المراهقين - على سلوكهم، ومن الناحية المثالية نعلمهم كيفية التصرف، ونمثلها بأنفسنا ثم نحملهم المسؤولية من خلال إعطاء العواقب ومساعدتهم على تعلُّم مهارات حل المشكلات؛ إذ تؤدي المساءلة إلى التغيير، فلا يضمن التغيير الداخلي الكامل على الفور، ولكنَّه يفرض بالتأكيد تغييراً سلوكياً مهما كان بسيطاً، وفي النهاية لن يتغير أحد ما لم يُحاسب.




مقالات مرتبطة