8 علامات تنذر بأنَّ العلاقة مؤذية عاطفياً

أسوأ ما يمكن أن تتوقعه من شريكك هو علاقة مُسيئة، فالإساءة الجسدية سيئة ولا تخفى على أحد عند حدوثها، لكنَّ الإساءة العاطفية في العلاقة خطرٌ خفيٌّ، وغالباً ما تكون مُدمِّرة ومؤلمة جداً؛ إذ يتعرَّض الناس للإساءة العاطفية في العلاقة الزوجية لأنَّهم لا يُميِّزون علاماتها وأعراضها، فما هي الإشارات التي تدل على الرجل المُسيء؟ وما هي علامات وأعراض الإساءة العاطفية؟



تعمَّق في فهم علامات الإنذار المبكِّر للإساءة العاطفية، وتعلَّم كيف تحمي نفسك من التعرض للأذى من خلال قراءة هذا المقال.

هل سبق لك أن مررت بعلاقة مُسيئة؟

إذا حصل ذلك، ستُميِّز إذاً علامات الإساءة العاطفية المذكورة في هذا المقال، حتى لو لم تمر بتجربة من هذا النوع، فمن الجيد أن تتعرَّف إلى العلامات المبكِّرة للعلاقة المُسيئة، والتي قد تساعدك في زواجك، فإنَّك قد لا تُدرك أنَّك تمر بهذه العلاقة في كثير من الأحيان، وهذا ينطبق على الرجال والنساء.

فيمكن أن تكون علامات الإساءة العاطفية غامضة جداً، لكن ثمَّة بعض الإشارات التحذيرية التي قد تساعدك على توقُّع ما أنت مُقدِم عليه، إضافةً إلى أنَّ هناك أموراً يمكنك فعلها لتجنُّب مثل هذه العلاقات المسيئة، وستتعرف إليها جميعاً في هذا المقال.

يمرُّ جميع الناس رجالاً ونساءً بالكثير في علاقاتهم، سواء كان ذلك قبل الزواج أم بعده، ويميل معظمهم إلى تحمُّل الكثير، دون أن يدركوا أنَّ مشكلات خطيرة ستظهر في علاقتهم عاجلاً أم آجلاً، وكلما تعرفت إلى علامات الإساءة العاطفية باكراً، كان هذا أفضل.

وقبل الخوض أكثر في ذلك، تحتاج إلى أن تفهم معنى الإساءة العاطفية، ومن هو الشخص المُسيء.

ما هي الإساءة؟

الإساءة تعني الاستغلال والإهانة وسوء المعاملة، أمَّا فيما يخصُّ العلاقة، فالإساءة هي الإفراط في استخدام القوة التي تستغل الثقة والروابط الحميمية في العلاقة، ما يجعل الضحية عُرضةً للخطر.

"كلما تعاظمت القوة، زادت خطورة الإساءة". المفكر الإيرلندي "إدموند بيرك" (Edmund Burke).

إذ تُمارس الإساءة بطرائق مختلفة، ولا تقتصر على العنف الجسدي فقط، فإنَّها محاولةٌ للتحكُّم بسلوك شخص آخر.

ما هي العلاقة المُسيئة؟

تشمل العلاقة المُسيئة الاعتداء العاطفي والنفسي والجسدي واللفظي، كما تتضمَّن التحكُّم بالشؤون المالية.

1. الإيذاء الجسدي:

قد يتضمَّن ذلك تصرفاتٍ، مثل اللكم، والضرب، وشدِّ الشعر، والركل على سبيل المثال لا الحصر، كالذي تراه أحياناً في حالات العنف المنزلي والعلاقات الأخرى.

2. الإساءة العاطفية:

يمكن أن تكون على شكل تنمُّر وإغاظة وإذلال، كما يُعدُّ الترهيب، والتهديد، والاحتقار، والخيانة أشكالاً أخرى لها.

3. الإيذاء النفسي:

يظهر على شكل مضايقات، وتعذيب نفسي، ولوم، وأساليب مُهينة لوضع الشخص تحت الضغط، وجعله يعاني من مشاعر اليأس والعجز الفكري.

4. الإساءة اللفظية:

تتضمَّن الشتم، واستخدام لغة بذيئة، وغالباً ما تؤدي إلى تدنِّي تقدير الذات لدى الشخص.

5. الإساءة المالية:

تحدث عندما لا يُسمح لك بالاحتفاظ بأموالك أو استخدامها، أو التصرف بها بأي شكل.

"الانهيار الهادئ الذي لا يرحم لتقدير الذات هو الأكثر خطورةً؛ إذ إنَّه انتهاكٌ للروح" الروائية البريطانية "راشيل أبوت" (Rachel Abbott).

ما هي الإساءة العاطفية؟

تُعرف الإساءة العاطفية أيضاً بالإساءة النفسية، وتنطوي على استغلالٍ ماكرٍ يقوم به المعتدي بأسلوب منهجي من خلال أفعال غير جسدية، ويُتعرَّف إليها من خلال عدة علامات للإساءة العاطفية وأعراضها.

تشمل علاماتها الترهيب، والتهديد، والنقد، والشتائم، والاستهزاء، واللوم، والتشهير، والتقويض، وشعورك بالذنب، والتجاهل، أو الاستبعاد، والإذلال، والاستغلال المالي، والتنمُّر العاطفي، والسلوك الذي يُراد منه فرض السيطرة.

وَفقاً لموسوعة "ويكيبيديا" (Wikipedia)، فإنَّ الإساءة العاطفية هي شكل من أشكال الإساءة، وتتميَّز بإخضاع أو تعريض الشخص الآخر لسلوك قد يؤدي إلى صدمة نفسية، بما في ذلك القلق، أو الاكتئاب المزمن، أو اضطراب ما بعد الصدمة.

شاهد بالفديو: 6 علامات تدمر العلاقات بصمت احذر منها

 

من هو الشخص المُسيء؟

المُسيء هو إنسان أيضاً، لكن لديه عقدة ومشكلة مدمِّرة لا ينبغي لأحدٍ أن يُقلِّل من شأنها، فتصرفات هذا الشخص مقصودة، ويكون سلوكه واعياً في معظم الأوقات، فهو يُدرك ما يفعله، لكن ليس بالضرورة السببَ الكامنَ وراء قيامه بذلك.

إذ يتعلَّم الشخص المُسيء كيفية التلاعب والتحكُّم بالسلوك من مصادر مختلفة، كالأقران، والأشخاص القدوة، والتوجهات الثقافية السائدة، وعند بلوغه سن الرشد يصبح سلوكه المراوغ تلقائياً.

الإساءة العاطفية في الزواج:

الوقوع في الحب أمر رائع لدرجة أنَّك غالباً ما تتغاضى عن المشكلات المحتملة التي قد تحدث، ومنها الدخول في علاقة مسيئة؛ إذ تقع في الحب، وتتزوج بسرعة، وتميل إلى الاستسلام تماماً في الزواج لجعل شريكك سعيداً، لدرجة أنَّك تغفل عن رؤية العلامات المبكرة للعلاقة المُسيئة تتسلَّل ببطء إلى حياتك.

فقد يؤلمك الحب في بعض الأحيان خلال هذه العملية، وتواجه مشكلات زوجية أيضاً، لكنَّ العلاقة المُسيئة عاطفياً مختلفة قليلاً، وأكثر حدةً وخطورة، فلا يظهر العنف أو الإساءة في العلاقة في بدايتها، بل يتطوَّر ببطء مع مرور الوقت، فكلما قدَّمت تضحيات أكثر، دقَّ ناقوس الخطر أسرع.

إذ يرغب جميع الأشخاص أن يجدوا الحبَّ في حياتهم، فلا أحد يخطِّط أبداً أو يفكِّر في الدخول في علاقة مُسيئة، وبعض أولئك الذين يخوضون هذه التجربة، يُقسمون ألَّا يدخلوا بعدها في علاقة أخرى أبداً.

"تمتلك الحق في تكوين أفكارك وآرائك، واتخاذ قراراتك الخاصة، وفعل الأشياء بطريقتك الخاصة في بعض الأحيان، فدافع عن تلك الحقوق". الكاتبة والطبيبة النفسية "بيفرلي إنجل" (Beverly Engel).

من أُولى العلامات المبكرة للعلاقة المُسيئة هي شعورك الغريزي بأنَّ الأمور لا تسير على ما يرام، فغالباً ما يتطلَّب الأمر ما يقرُب من خمسة إلى سبعة حالات عنف قبل أن يقرِّر المُعتدى عليه هجر الشخص المُسيء.

إنَّ الاستخفاف بالشخص الآخر، أو انعدام مشاعر الحب لدى الشريك، قد يؤدي أيضاً إلى علاقة مُسيئة، ومن السهل تجنُّب هذه العلاقة إذا كنت قادراً على رصد العلامات الأولية لها، فإذا كان شريكك يفعل أيَّاً ممَّا يأتي، فقد تكون في علاقة مسيئة.

إقرأ أيضاً: أسس الزواج الناجح

8 علامات للإساءة العاطفية في العلاقة:

توخَّ الحذر الشديد من هذه العلامات التحذيرية إذا كنت في علاقة، لأنَّك إذا تعرَّضت لها، قد تكون في علاقة مُسيئة دون أن تُدرك ذلك.

يُظهر حتى الأشخاص العاديون مؤشرات للإساءة العاطفية في بعض الأحيان، لكن إذا كانت هذه الأمور حادةً أو متكرِّرةً، فربما تكون مؤشرات حقيقية على علاقة مُسيئة عاطفياً، وينبغي لك تقييم ذلك بناءً على شعورك الغريزي تجاه شريكك، فإذا لاحظت علامات تدلُّ على أنَّه سوف يُسيء إليك، فعليك التصرُّف.

ستجد في هذا المقال أيضاً خطواتٍ عملية، أو اقتراحاتٍ قد تساعدك على التعامل مع مشكلات الإساءة العاطفية إذا واجهتها في حياتك.

فيما يأتي بعض علامات وأعراض الإساءة العاطفية:

1. سرعة الالتزام والإذعان:

تُعدُّ هذه من أولى علامات الإساءة العاطفية، قد يُقبل شريكك على العلاقة بقوة، ويضغط عليك للارتباط قبل أن تكون جاهزاً للقيام بذلك، وقد يرغب بمزيدٍ من الإذعان، ويُجبرك عليه، كما قد يُبدي رغبةً بالزواج بك بأقصى سرعة، أو يُشعرك بالإطراء أكثر بكثير من المتوقع للفوز بك.

ففي حين أنَّ هذه أمور تحدث في الحالات العادية كذلك، لكن توخَّ الحذر لأنَّها قد تكون أيضاً علامات إنذار مبكِّر لعلاقة مُسيئة عاطفياً، كما أنَّ عبارات مثل "أنت حب حياتي، لم أحب شخصاً قط كما أحببتك"، قد تضغط عليك لتقديم التزام على الفور.

ماذا يجب أن تفعل؟

لا تتسرَّع وأخبر شريكك أنَّك ستفكِّر ملياً في الأمر وتُقرِّر، فلا داعٍ للعجلة، فالحب يحتاج إلى الوقت لينضج، لذلك حافظ على سير الأمور بوتيرة بطيئة حتى تتأكَّد تماماً ممَّا تريده، فلا تقدِّم التزاماً وتستسلم للضغوطات، كي لا تندم على هذا لاحقاً.

2. السلوك المسيطر والغيور:

قد يكون شريكك ذا طبيعة مسيطرة ويريد التحكُّم بطريقة لباسك، والأماكن التي تذهب إليها، والأمور التي تفعلها، أو قد يتصل بك باستمرار، ويقوم بزيارات غير متوقعة، كما قد يتَّهمك في بعض الأحيان بالخيانة، أو يلومك على أمور لم تفعلها إمَّا لإحساسهِ بالغيرة أو لمتعةٍ ساديةٍ يشعر بها عند القيام بذلك، فإنَّ حدوث أمور كهذه يدق ناقوس الخطر، لأنَّها قد تكون علامات وأعراضاً للإساءة العاطفية.

فالغيرة شعور سلبي، ودليل على انعدام الشعور بالأمان، وعلى حبك المفرط للتملك، وقد تؤدي الغيرة المفرطة إلى علاقة مُسيئة؛ إذ يميل الشريك في بعض الأحيان للاعتقاد بأنَّه الشخص المسيطر، أو أنَّ جميع القرارات تعود له لأنَّه عادةً من يترأَّس العلاقة، فإنَّ من الجيد أن تتنحَّى جانباً وتترك لشريكك اتخاذ القرارات، لكن لا تدعه يظن أنَّك ستلبِّي كل توقعاته.

فإذا كان شريكك غيوراً قليلاً، ويخبرك كم يحبك ولا يُطيق رؤيتك مع شخص آخر أو يسمح لك بالاقتراب من أي شخص، فهذا لا يُسمَّى حبَّاً، بل محاولةً للسيطرة، فعندما تكون في حالة حب، تكون العلاقة مبنية على الثقة والإخلاص والحرية، وهذا يعني أن يمنحك الشريك الثقة أينما ذهبت أو أيَّاً كنت برفقته، والحرية لتكون على طبيعتك.

فالحب الحقيقي يمنح الحرية دائماً؛ لذا تأكَّد من أنَّك لا ترى في الغيرة دليلاً على الحب القوي الذي يُكنِّه الشريك لك، أو في السيطرةِ حرصاً على حمايتك، وعوضاً من ذلك قد تكون هذه علامات للإساءة العاطفية.

ماذا يجب أن تفعل؟

تعلَّم الرفض، وافعل ما ترغب فيه، ومن ذلك طريقة لباسك (تبعاً لثقافتك ومجتمعك)، وزُر عائلتك وأصدقائك دون تفكير أو تردد، فلا يوجد طرف في العلاقة أعلى شأناً من الآخر؛ لذا على الطرفين حل المشكلات واتخاذ القرارات معاً، فلا ترضخ لأسلوب شريكك الغيور والمسيطر، لأنَّ ذلك قد يُحدِّد نمط علاقتك المستقبلية، أو قد يتوقَّع الشريك منك أن تُنفِّذ ما يُقال لك دائماً إذا رضخت لأوامره مرةً واحدةً.

"محاولة إرغام شخص على الوقوع في حبك معدومة الجدوى، تماماً كمحاولة التحكُّم باختيار من تُحب". الممثل الأميركي "جيمس إيرل جونز" (James Earl Jones).

شاهد بالفديو: 7 طرق في التعامل مع العلاقات السلبية

3. حُب التملك والعزلة:

قد يرغب شريكك أن تتحدَّث معه دائماً أو تكون برفقته، ويكره أن تُكوِّن علاقات اجتماعية، ويخرج بأسباب ليُقنعك أنَّ وجودك معه أفضل من وجودك مع الآخرين، فيُحاول الشريك من هذا النوع عزلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن العالم، والاحتفاظ بك لنفسه.

فإذا خضعتَ للسلوك التملُّكي لهذا الشخص، ستفقد بذلك التواصل مع أسرتك وأصدقائك، وهذا من شأنه أن يُبعدك كلياً عنهم وعن بقية العالم، وهذا ليس بالأمر الجيد، فهو يُعدُّ إحدى علامات الإساءة العاطفية، فإذا كانت علاقتك صحيةً وقائمةً على الحب الصادق، فيجب أن تزدهر في مجتمع تكون فيه محاطاً بأحبائك وأصدقائك.

ماذا يجب أن تفعل؟

أشرك عائلتك وأصدقاءك في العلاقة، أو قابل أزواجاً وأشخاصاً آخرين، واجعل هذه عادةً منذ البداية، حتى تعرف من ردود أفعال شريكك ما إذا كان شخصاً مُتملِّكاً ويريد عزلك عن الآخرين.

4. التوقعات العالية والإهانة:

قد يتوقع الشريك منك أن تكون شخصاً مثالياً، وأن تُلبِّي كل احتياجاته ورغباته، وإذا لم تفعل هذا أو ارتكبت أخطاء، فستُعاقب على ذلك، فقد يستاء منك بعد ذلك وينبذك، ويفعل كل ما يلزم ليحط من شأنك بوصفه نوعاً من العقاب؛ إذ سيفعل كل شيء لإذلالك، وليُشعرك بالاستياء تجاه نفسك، فقد يشتمك، ويهينك، ويجلب لك العار، ويحط من شأنك علناً، لتشعر بالعجز.

فلا تنخدع بأي شيء، لأنَّ هذه بالتأكيد علامات على الإساءة العاطفية في العلاقة، فالجميع يخطئون؛ لذا اغفر لنفسك أيضاً عندما ترتكب الأخطاء.

ماذا يجب أن تفعل؟

ضع حدوداً، وواجه التوقعات العالية غير الواقعية التي يضعها الشريك، ولا تسمح له أن يسيطر على حياتك أو يُهينك، افعل هذه الأمور باكراً في العلاقة، وتعايش مع وضع حدود عن السلوك المقبول والمرفوض.

5. فرط الحساسية:

قد يشعر شريكك بالإهانة بسهولة، أو يعدُّ بعض الزلات بمنزلة هجوم شخصي، فقد تشعر أنَّ كل ما تقوله قد يزعج شريكك، لذلك تكبت مشاعرك، وتُعدُّ هذه مشكلة إذا كان الأمر يتكرَّر في كثير من الأحيان، وقد تكون إحدى علامات الإساءة العاطفية التي يمارسها شريكك.

فلا يوجد أحد مثالي، وعليك أن تتذكَّر بأنَّ كل العلاقات تشوبها مشكلات، فثمَّة أوقات تُخيِّب فيها آمال شريكك وتضايقه؛ لذا تقبَّل هذه الحقيقة.

ماذا يجب أن تفعل؟

تحتاج إلى مواجهة شريكك وحل المشكلات في زواجك أو علاقتك، بدلاً من التكيُّف مع فرط الحساسية لديه، وإذا كنت تخشى التحدث إليه، ولا يمكنك التعبير عن مشاعرك نتيجةً لذلك، فأعِد النظر في قرارك بأن تكون في علاقة مع شخص مثله، فأنت تحتاج إلى شخص أكثر تفهماً، لا يأخذ الأمور على محمل شخصي أو يعدُّها تهجُّماً عليه.

6. تقلبات المزاج:

ربما يكون شريكك سريع الغضب، وتصرفاته غير متوقعة، ويعاني من تقلبات مزاجية، وربما تقف حائراً لا تعرف ما قد يحدث لاحقاً حين يفقد أعصابه، أو لا تعلم الحالة المزاجية التي سيكون عليها في الدقيقة التالية، وسيؤدي هذا في كثيرٍ من الأحيان إلى حالات سوء تفاهم ينبغي تجنُّبها.

فقد تصبر غالباً على مثل هذه التقلبات المزاجية والطبع الحاد بصفتك شريكاً في العلاقة، وربما تحاول حتى أن تحافظ على هدوئك، وتجد حلاً للأمور إن أمكن، وهذا ليس بالأمر السهل دائماً؛ إذ تُعدُّ مثل هذه السلوكات المتكرِّرة مؤشرات على سوء المعاملة العاطفية في العلاقة.

ماذا يجب أن تفعل؟

بمجرد أن يُظهر شريكك هذه السمات، عليك أن تضع حدوداً، فقد يغضب جميع الأشخاص من حين لآخر وهذا أمر طبيعي، لكنَّ المبالغة في ذلك قد تكون خطيرة، وينبغي جعلها علامةَ تحذير لما قد تؤول إليه الأمور لاحقاً في العلاقة، فعبِّر عن انزعاجك لشريكك، وبأنَّك لن تتحمَّل مثل هذه التقلبات المزاجية والعنف، وضع حداً للأمور منذ البداية قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة.

شاهد بالفديو: 6 إرشادات هامة لتحسين الحالة المزاجية

7. إلقاء اللوم:

قد يلوم الشريك أي أمرٍ أو شخصٍ على المشكلة التي يواجهها، ويلومك على سلوكه بأسلوب غير مباشر؛ إذ يحب الناس أحياناً ممارسة لعبة إلقاء اللوم، والادِّعاء بأنَّك لو لم تضعهم في مثل هذا الموقف لكانت الأمور مختلفة، أو بأنَّك لو غيَّرت أسلوبك لما كان فعل ما فعله، فيستمر مثل هؤلاء الناس في لومك على أخطائهم، وهذا قد يدمِّر تقديرك لذاتك.

فلا تتقبَّل هذا السلوك وكأنَّه أمر عادي، فهو إحدى علامات الإساءة العاطفية التي يستخدمها شريكك لإحباطك، ومثل هؤلاء الأشخاص لا يتحمَّلون مسؤولية أفعالهم، بل يُفضِّلون إلقاء اللوم على الآخرين، ما قد يُشعرك بأنَّك معدوم القيمة أو أنَّ العيب فيك.

ماذا يجب أن تفعل؟

انظر إلى هذا السلوك بوصفه إحدى العلامات المبكِّرة للعلاقة المُسيئة، لأنَّه سيلومكَ على أي خطأ يحصل في حياته لاحقاً، وإذا حدث ذلك مرةً واحدةً، فقد يحدث مراراً وتكراراً، فستستمر لعبة إلقاء اللوم مدى الحياة إذا لم تضع حداً لها منذ البداية.

8. ماضي الشريك:

ما مدى معرفتك بماضي شريكك؟ هل لديه تاريخ من العلاقات المؤذية، أو ربما يتحدث عن علاقاته السابقة ويلقي اللوم على جميع من حوله لعدم نجاحها؟

فعليك الحذر من شخص مثله، فإذا كان لدى شريكك سوابق كهذه، قد تكون أنت الضحية التالية ما لم يخضع هؤلاء الأشخاص للاستشارة، فمن النادر أن يُغيروا مسار حياتهم؛ لذلك انتبه للمؤشرات الخفية للشريك المسيطر، وإلى علامات الإساءة العاطفية.

ماذا يجب أن تفعل؟

لا تنخدع بما يقوله هؤلاء الأشخاص ولا بوعودهم بالتحسُّن، لأنَّ تاريخهم السابق دليل على أنَّهم لن يتغيَّروا، فإنَّها إشارة واضحة بأنَّ شخصاً كهذا لا يلاحظ سلوكه، وسينتهي به الحال بلومك على ما حدث له، فابتعد عن مثل هذا الشخص إذا علمت بالأمر منذ البداية، أو حاول الخروج من العلاقة إذا أدركت ذلك لاحقاً.

إقرأ أيضاً: نصائح لتجاوز الماضي

الخلاصة:

قد يوجد مزيد من علامات وأعراض الإساءة العاطفية، لكنَّ هذا المقال يقدِّم فكرةً جيدةً تساعدك على تقييم الوضع الذي أنت فيه، فعليك ألَّا تستخف بأيٍّ من الإشارات التحذيرية على أنَّك في علاقة مُسيئة منذ بداية ظهورها، ولا تقبل بسوء المعاملة، أو الإهانة، أو الإساءة اللفظية، أو السلوك المُسيء من أي نوع كان.

تذكَّر أنَّ الذنب ليس ذنبك، ومن خلال معرفة هذه العلامات المبكرة للعلاقة المسيئة عاطفياً، يمكنك الابتعاد عن الأشخاص الذين قد يدمِّرون حياتك لاحقاً، فلا تشعر بالخجل ممَّا حدث، واطلب المساعدة أو الدعم بدلاً من ذلك، فهذا سيعزِّز تقديرك لذاتك، ويُشعرك بالقوة، ويحميك من مزيد من الاعتداءات المُسيئة.

فلا تتجاهل أبداً ما يُمليه عليك حدسك وعقلك الواعي حول ما تشعر به تجاه شريكك، وإذا شعرت بالخوف أو الخطر أو الارتياب، فأعِد النظر في السبب الذي يدفعك لتشعر هكذا، وإذا كنت ترغب حقاً بالاستمرار في مثل هذه العلاقة، فالآثارُ طويلة الأمد للإساءة العاطفية قد تؤثر سلباً في تقديرك لذاتك.

نأمل أن تستفيد من هذه العلامات التحذيرية للعلاقة المُسيئة عاطفياً، وتحمي نفسك من التعرض للأذى.

المصدر




مقالات مرتبطة