8 طرق لمحاربة التفكير السلبي في الحياة

تُشكِّل السلبية جزءاً لا يتجزأ من حياةِ كثيرٍ من الناس. ربَّما كانوا سلبيين طوال حياتهم، أو أنَّ حدثاً أخيراً قد أثّرَ بهم فجعلهم كذلك. لذا سنشرح في هذه المقالة كيفية التوقف عن السلبية.



ليست الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي من يعمل بجدٍ لإغراقك بقصصٍ مثيرةٍ كلَّ يومٍ فحسب، بل عقليتك الخاصة أيضاً، والتي تعمل ضدك. لكلٍّ منا تحيِّز سلبيٌّ مُتأصلٌ خاصٌ به، حيث تميل الأشياء السيئة إلى البقاء في أذهاننا لفترةٍ أطول من أيِّ شيءٍ إيجابي. كانت هذه آلية البقاء على قيد الحياة في مراحل الوجود الإنساني الأولى، مرحلة الصيد والجمع، لكنَّها لم تعد تخدمنا في يومنا هذا.

يمكنك أن تُخرِج السلبية من حياتك عن طريق القليل من الممارسة والمثابرة. فتتمكَّن من جذب مزيدٍ من الإيجابية إلى حياتك. وفي هذا الصدد، نقدم إليك بعض الطرائق التي تُمكّنكَ من القيامِ بذلك.

1. ممارسة الامتنان:

يُمكن أن تتخذ ممارسةُ الامتنان أشكالاً عديدةً. حيثُ يمكنك ببساطةٍ إلقاء نظرةٍ حولك، وتدوين ملاحظاتٍ ذهنيةٍ لكلِّ شيءٍ أنتَ ممتنٌ له، وستبدأ قريباً في إدراك مدى جودة ما لديك.

بشكلٍ عام، كلَّما كنت أكثرَ امتناناً أصبحت أكثرَ إبداعاً وتفكيراً، فمثلاً: بينما تكون في غرفتك، يمكنك أن تكون ممتناً لامتلاكك سريراً، وسقفاً فوق رأسك، وملاءاتٍ ناعمةً، ووسادةً جميلة. وإذا كنت في مقهى، فيمكنك أن تشعر بالامتنان للأجواء اللطيفة، وطعم القهوة على لسانك، وما إلى ذلك.

إنَّ سعادتكَ وامتنانكَ مقترنان بخيالِك فقط.

إقرأ أيضاً: السعادة قرار داخلي...!

2. إدراك ما يُمكنك، وما لا يُمكنك التحكم به:

أحدُ الأسباب الرئيسة للانزعاج أنَّك قد لا تدرك الأمور التي يمكنك أو لا يمكنك التحكم بها. إنَّ بعض المفاتيح لعيش حياةٍ أكثرَ إيجابيةً هي: الاستغناءُ عن الأشياء التي لا يُمكنك السيطرة عليها، وبذلُ قصارى جهدكَ على ما تستطيع فعله.

قد ترى حدثاً فظيعاً في الأخبار. نعم، إنَّه أمرٌ مأساويّ، ولكن هل هنالك أيُّ شيءٍ يُمكنك القيام به حيال ذلك؟ كلا، لكنَّك بالرغم من ذلك، ستشعر بالسلبيةِ، حتّى بعد إطفاء التلفاز.

سواءً أكانت أحداثاً في الماضي أم في المستقبل، فإنَّ الإجابة هي نفسها دائماً: إذا كنت تستطيع السيطرة عليها، فلماذا تقلق؟ وإذا كنت لا تستطيع التحكم بها، فلماذا تقلق؟

3. قطع المصادر التي تُغذي سلبيتك:

كما ذكرنا بإيجازٍ سابقاً، من المُرجّح أن تزوِّدك المصادرُ السلبية في حياتكَ بكميةٍ كبيرةٍ من الإحباط. وكلَّما حصلتَ على حلولٍ أطولَ وأكثرَ مراراً وتكراراً، أصبحت سلبياً في كلِّ شيءٍ لفترةٍ أطول.

بعضُ المصادرِ المسبّبةِ للطاقة السلبية الأكثرُ شيوعاً: الأخبارُ، ووسائلُ التواصلِ الاجتماعيِّ، والأصدقاءُ "السامّون"، والعلاقات "السامّة". كقاعدةٍ عامة، إذا كان أحدهم كثيرَ الشكوى، فسيضيف تأثيراً سلبياً على حياتك. ولذلكَ يجبُ عليكَ إعادةُ تقييم ما يفعلونَه تجاه صحتكَ العقلية.

إقرأ أيضاً: كيف تطرد الطاقة السلبية من الجسد والمنزل

4. ممارسة التأمّل الواعي:

سيكون من السذاجة أن نعتقدَ أنَّ السلبيةَ هي شيءٌ يُمكنُ نفيهُ دوماً، وبالطبع لا يُمكن لأيِّ شخصٍ أن يكونَ إيجابياً بنسبة 100٪ طوالَ الوقت، ولا ينبغي أن نتوقع ذلك. السلبيةُ، بينما يمكن تقليلها بشكلٍ كبير، ليست شيئاً تريد تخليص حياتك منه تماماً.

هذا هو المكانُ الذي يجبُ فيه ممارسةُ التأمل الواعي. يدورُ هذا الشكلُ من الممارسةِ حولَ عدمِ الانخراطِ مع الأفكارِ أو ملاحظتها، بدلاً من ذلك، تُشاهِدُ الأفكارَ تأتي وتذهبُ، كما لو كانت من مكانٍ آخر. قد يبدو الأمرُ مشوشاً في البداية، لكنَّ الكثيرَ من الأدلةِ العلمية تدعم فوائدَ التأمّلِ الواعي.

عندما تكونُ قادراً على التراجع عن أفكارك ومشاعرك، يُمكنك مشاهدةُ هذه الأفكار دونَ أن تحكم، ودونَ الوقوعِ ضحيةَ مشاعِركَ القويةِ. وينطبقُ الشيءُ نفسهُ على السلبيةِ، التي هي مجرّدُ سلسلة أفكار مثلَها مثل أيِّ أفكارٍ أُخرى. بقليلٍ من التمرين، ستتمكّنُ من الشعورِ بمشاعرِ السلبية، بحيث يمكن بعد ذلك أن تمرّ عليك هذه المشاعر دون أن تترك أثراً في نفسكَ، ليتمّ استبدالها بفكرةٍ أخرى. كيف يبدو هذا؟

تأتي المشاعر والأفكار السلبية طالما أنت متمسكٌ بها.

إقرأ أيضاً: التفكير السلبي ضرورة!

5. تدوين أفكارك:

إذا كنت سلبياً في كلِّ شيءٍ، فقد يكون عقلك في حالةٍ من الفوضى. قد تكون ماهراً بما يكفي لمشاهدة مشاعرك السلبية وهي تتكون، ولكن حاول بعد ذلك محاربتها، أو التفكير بمسبباتها. الكلمات والأفكار وما شابهها تدور في دماغك حتّى تُشعِرك بالإرهاق.

من أسرار الحفاظ على شخصيةٍ أقلَّ سلبية تدوين أفكارك على قطعةٍ من الورق، بدلاً من التفكير في كلِّ شيء في رأسك. انظر ما إذا كان التفكير من خلال الكتابة يُحدث فارقاً. في أغلب الأحيان، يكون لدى الأشخاص الذين تُخيّم عليهم السلبية، تقدّمٌ أكبرُ عند كتابة اليوميات.

ربما تدوّن شيئاً واحداً من الأشياء التي تُزعجك، وبذلك تجد مزيداً من الوضوح في رؤية المشاكل والتأثيرات السلبية الأخرى المكتوبة أمامك.

في كثيرٍ من الأحيان، قد تُدرك أنَّك كنت تُضخّم اتفاقيةً ما في عقلك بشكلٍ أكبر بكثيرٍ مما هي عليه في الواقع.

6. التبسم (حتى لو أجبرت نفسك على ذلك):

قد يبدو الأمر بسيطاً، لكنَّ إجبار نفسك على الابتسام هو أحد أسرع الطرق لتحسين مزاجك، وإخماد السلبية في نفسك.

وفقاً لمقالةٍ في مجلة فوربس -بالإضافة إلى العديد من الأوراق العلمية الأخرى- فإنَّ الابتسام لبضع ثوان، يكفي لتغيير كيمياء دماغك بالكامل، وهو ما يؤثر بالطبع على بقية جسمك.

يؤدي التعبير المبتسم إلى إطلاق ناقلات عصبية -موادٌ كيميائيةٌ يؤدي إفرازها إلى الشعور بالسعادة- مثل السيروتونين والدوبامين في دماغك، والتي تبدأ في تحسين مزاجك.

إذا كنت تشعر باستمرار أنَّ الأفكار السلبية تُثقِل كاهلك، فحاول الابتسام.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب علمية لكي تبتسم أكثر

7. تناول طعام صحيّ:

قد لا يكون مفاجئاً أنَّ ما تضعه في جسمك "كوقود" يؤثر على مزاجك. فنادراً ما تجد شخصاً يتمتع بصحةٍ جيدةٍ للغاية، ولكنَّه سلبي. إذا كان نظامك الغذائي غير قابلٍ للتغيير، فيمكنك إيجاد حلٍّ لذلك.

وفقاً لمقالٍ من جامعة هارفارد، تبيّن أنَّ هنالك عصباً يربط بين الدماغ والأمعاء. وبسبب هذا، فيجبُ تناول مزيدٍ من الأطعمة المغذية، والتوقف عن تناول الأطعمة المعلبة والمعالجة كلَّما كان ذلك ممكناً.

تشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أنَّ اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ ومتوازنٍ، قد يقي من الاكتئاب. تسرد دراسةٌ أخرى أنَّ أطعمةً مثل: المحار والجرجير والسبانخ والأطعمة التي تحتوي على معظم العناصر الغذائية، قد تكون مضادةً للاكتئاب.

8. التمارين الرياضية:

تماماً مثل تناول الأطعمة الصحيّة، فإنَّ التمرينات طريقةٌ أخرى غير مكلفةٍ وموثوقةٌ لتحويل صورتك السلبية إلى صورةٍ أكثرَ إيجابية. لا تحتاج حتى إلى الوصول إلى الأوزان الخيالية، ولا تحتاج إلى دراجةِ تمرينٍ برّاقةٍ خلف الأبواب للحصول على الفوائد؛ كلُّ ما تحتاجه هو حذاء الجري، وقليلٌ من الرغبة في التغيير.

لا شكَّ في مصداقية المقالات العلمية التي تربط التمرينات بمزاجٍ أفضل وتوقعاتٍ أكثر إيجابيةً للعالم. وفقاً لمجلة "صحة أفضل" (Better Health) فإنَّ التمرينات الرياضية تُشكِّل مجموعةً كاملةً من العلاقات الوثيقة مع الحالة المزاجية، بما في ذلك:

  1. تُساعِد التمرينات الرياضية في معالجة الاكتئاب المزمن عن طريق زيادة السيروتونين (الذي يساعد دماغك على تنظيم المزاج، والنوم، والشهية)، أو عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (الذي يساعد الخلايا العصبية على النمو).
  2. تُقلِّل التمرينات الرياضية من المواد الكيميائية الموجودة في جهاز المناعة التي يمكن أن تجعل الاكتئاب أسوأ.
  3. تزيد التمرينات الرياضية من مستوى الإندورفين الخاص بك، وهو من عوامل رفع المزاج الطبيعية.
  4. يساعد التمرين على إعادة أنماط نومك إلى وضعها الطبيعي.و نحن نعلم أنَّ الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، يمكن أن يحمي الدماغ من التلف.
إقرأ أيضاً: 6 فوائد صحيّة تمنحها الرياضة للعقل

يمكنك التغلب على السلبية:

مع هذه الأدوات الثماني الفعالة الموجودة تحت تصرّفك، بِتَّ تعرف الآن كيف تتوقف عن كونك سلبياً، ولكن من أجل التغيير، يجب أن تصدق أنَّك تستطيع، وتبدأ في أن تصبح الشخص الأكثر إيجابيةً الذي تريده.

 

المصدر




مقالات مرتبطة