8 طرق للتوقف عن الشعور بالإرهاق

يمكن أن تجعلك الحياة بين العمل والأسرة والالتزامات الشخصية تستسلم لشعور التعب والإرهاق، وقد تتزايد مسؤولياتك في العمل والمنزل، وحتى سماع الأخبار اليومية يمكن أن يسبِّب لك أيضاً شعوراً بالتوتر.



نعرف جميعاً شخصاً يبدو أنَّه يتحمَّل المسؤولية، ربما ليست مسؤولياته أقل منك، لكن من المرجَّح أنَّ لديه إدارة أفضل للتوتر ويعرف كيفية إدارة وقته؛ فبدلاً من الاستسلام للإرهاق والارتباك، يعطي الأولوية لبعض المهام، ويفوِّض أخرى، وينفِّذ بعضها، وهذه هي المهارات التي يمكنك تعلُّمها.

لماذا أشعر أنَّني مرهقٌ ومثقلٌ بالأعباء؟

يبدأ الشعور بالإرهاق والإحساس غالباً بزيادة العبء عندما يكون لدينا حدث كبير نخطِّط له لمستقبلنا، كالتخطيط لحفل زفاف، أو التحضير لعرض تقديمي في العمل، أو مساعدة الأطفال على التقدم إلى الكلية، أو تغييرات كبيرة أخرى تجعلنا نشعر أنَّه لا يوجد مكان لأي عمل آخر.

يمكن أن يكون الشعور بالإرهاق أيضاً نتيجة تراكم الأشياء الصغيرة، فربما يقوم شريكك بكثير من الأعمال، لكنَّك ما زلت تحتاج إلى مزيد من المساعدة في جميع أرجاء المنزل، أو أنَّ التغييرات في العمل خلفت لك مزيداً من المسؤوليات.

فالشعور بالإرهاق يمكن أن يؤدي حلقة من السلبية؛ إذ تشعر بالارتباك والإرهاق عندما لا تستطيع إدارة الحالة التي تعيشها، فتشعر بالتوتر والقلق، وهذا يجعل الأشياء الصغيرة تبدو أكبر ممَّا هي عليه، وهذا ما يزيد من شعورك بالإرهاق وتستمر الدوامة، لكن لكسرها عليك أن تتمهَّل وتراجع نفسك وتتعلَّم كيفية التعامل مع الشعور بالإرهاق بطريقة مثمرة.

8 طرق للتعامل مع الشعور بالإرهاق وزيادة الأعباء:

جميع الناس معتادون على الشعور بالإرهاق، لكن بعض منَّا يتعامل معه بأسلوب أفضل من غيره، وإليك فيما يأتي الاستراتيجيات التي يستخدمها معظم الأشخاص الناجحين لاستعادة السيطرة على عواطفهم:

1. تحدي معتقداتك:

كم مرة فكَّرت "لماذا أشعر بالإرهاق؟" في الشهر الماضي؟ أو الأسبوع الماضي؟ فإذا كان الشعور بالإرهاق هو صراع دائم ولا يمكنك تحديد سببه، قد تحتاج إلى فحص معتقداتك المُقيِّدة؛ إذ نطور جميعاً معتقداتنا عن أنفسنا والعالم من حولنا بناءً على تجاربنا الشخصية، وإذا كنت تسعى دائماً إلى الكمال، فأنت تهتمُّ كثيراً بما يعتقده الآخرون، لذا يمكن أن يساعدك التخلي عن مثل هذه المعتقدات على التخلُّص من القلق والمشاعر المُربكة للأبد.

إقرأ أيضاً: 5 خرافات عن المعتقدات المقيدة

2. التركيز على نتائجك:

لا يمكننا الرفض في بعض الأحيان، وفي أحيانٍ أخرى نحتاج إلى إنجاز مهام كثيرة، فعندما يكون لديك كثير من الأعباء الواقعة على عاتقك وتتساءل عن كيفية التعامل مع هذا الشعور بالارتباك، تكون الخطوة الأولى في التركيز على نتيجتك هي هدفك النهائي، فربما كنت تخطِّط لحدث تريد أن تحقِّقه دون عوائق، أو ربما تقوم بإنشاء مشروع تجاري لتحقيق الاستقلال المالي، لذا ركِّز على النتيجة التي تريدها، ثمَّ حدِّد كيف يمكنك الوصول إليها من خلال الحلول العملية.

3. تحديد الأولويات:

بمجرد تحديد هدفك النهائي، اعمل بأسلوب عكسي لتحديد أولوياتك؛ إذ تُعدُّ "طريقة التخطيط السريع" (RAPID PLANNING METHOD)، للكاتب الأمريكي "توني روبينز" (Tony Robbins) مثالية، للتركيز على أفعالك الأكثر إنتاجية.

في البداية سوف تحدد رؤيتك، ثمَّ بعد ذلك تحدِّد خططاً لليوم والأسبوع والشهر التاليين وما إلى ذلك، وهذا يؤدي إلى إنشاء خريطة لحياتك تركِّز على مهمة واحدة دون التشتُّت بالمهام الأخرى، وهذه الطريقة في التفكير يمكن أن تغيِّر حياتك عندما تشعر بالإرهاق والتعب.

شاهد بالفديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

4. طلب المساعدة:

تحتوي عبارة "أشعر بالإرهاق" على كلمة مفتاحية واحدة، هي أنَّك لست وحدك في هذه المعركة، فمن خلال الاستفادة من شبكة معارفك أو نظام الدعم الخاص بك، يمكنك تحويل "أنا" إلى "نحن" والتوقف عن الشعور بالإرهاق، وقد يعني هذا تفويض بعض المهام في العمل، أو الاستعانة بمصادر خارجية للمهام المنزلية من متخصصين، أو حتى مطالبة الشريك بأداء بعض المهام البسيطة كغسل الأطباق، وإذا كنت تقلق بشأن مظهرك، فإنَّ طلب المساعدة يُظهر سعة الحيلة والثقة، وهما سِمتان رئيستان للقادة العظماء.

5. معرفة حد الاكتفاء:

يمكن أن يأتي السعي إلى الكمال من الخوف، فإذا لم يكن ما نقوم به مثالياً، فهذا خطأ، ومن ثمَّ نحن فاشلون؛ إذ يكون الأشخاص الذين يشغل التنافس تفكيرهم مهووسين بالكمال غالباً، ويشعرون أنَّ باستطاعتهم "التغلب" على أي شخص آخر من خلال كونهم مثاليين.

لكن إذا كنت تقضي وقتاً طويلاً في أداء المهام التي لها فائدة ثانوية فحسب، فقد حان الوقت للانتهاء من ذلك، وكما تقول "شيريل ساندبرج" (Sheryl Sandberg) كبيرة المديرين التنفيذيين في منصة "فيس بوك" (Facebook): "الإنجاز أفضل من السعي إلى الكمال"، وهي تعرف تماماً ما تتحدث عنه.

6. تحديد وقت استراحة:

إنَّ التخلي عن أشياء مثل السعي إلى الكمال هو شكل من أشكال الرعاية الذاتية؛ فإنَّ منح الأولوية لصحتك العقلية والجسدية أمر حيوي إذا كنت تريد التوقف عن الشعور بالإرهاق، وإنَّ أخذ قسط من الراحة يزيد من الإبداع ويجعلك أكثر إنتاجية عند العودة.

على سبيل المثال، يأخذ مؤسِّس مايكروسوفت "بيل جيتس" (Bill Gates) خلوتين لمدة أسبوع كل عام، وتأخذ سيدة الأعمال الأمريكية "ماريسا ماير" (Marissa Mayer) إجازة لمدة أسبوع كل أربعة أشهر؛ لذا انطلِق وابتعد قليلاً، فلن تفكِّر في عبارة "أشعر بالإرهاق" عندما تعتاد أن تمنح نفسك وقتاً خاصاً لصحتك وسلامتك.

7. ممارسة اليقظة:

ممارسة اليقظة هي عادة شائعة أخرى يمارسها الأشخاص الناجحون؛ إذ يجعل "توني روبينز" التهيئة جزءاً من طقوسه الصباحية، مع التركيز على الامتنان والأهداف، وتمارس رائدة الأعمال الأمريكية الهندية "بادما شري واريور" (Padmasree Warrior) التأمل كل ليلة، وهي عادة ساعدتها على تجنب الشعور بالإرهاق بسبب 22000 موظف أشرفت عليهم بصفتها مدير التكنولوجيا في شركة "سيسكو" (Cisco).

فإذا كنت تعتقد أنَّك لا تملك الوقت الكافي، يمكن أن يؤدي قضاء 10 دقائق فقط في تصفية ذهنك إلى زيادة تركيزك، وهذا يساعدك على التفكير بوضوح واتخاذ قرارات أفضل.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لممارسة اليقظة الذهنية والتخلص من القلق والتوتر

8. القيام بأشياء لطيفة:

قد تكون إضافة عنصر آخر إلى جدولك الزمني هي آخر شيء تريد القيام به إذا كنت تشعر بالإرهاق الدائم وزيادة الأعباء، لكن يمكن أن يكون ذلك واحداً من أفضل العلاجات، كأن تتطوَّع في مطبخ فقراء، أو مأوى للمشردين، أو في توضيب الصناديق في بنك الطعام، أو تنزيه الكلاب في مأوى للحيوانات، فبهذه الطريقة ستصفي ذهنك وترى الحياة من زاويةٍ جديدة تنقلك من الشعور بالإرهاق إلى الشعور بالامتنان لكل ما لديك.

المصدر




مقالات مرتبطة