8 اقتباسات ونصائح حياتية لتفكر بها

أنا أحبُّ الاقتباسات المُحفِّزة للتفكير؛ أي العبارات التي تبدو بسيطةً لكنَّها عميقةٌ على نحو مثير للاهتمام، وتملك القوة لجعل عقولنا تفكر تفكيراً صحيحاً، هذا هو الموضوع الذي سنتحدَّث عنه.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتحدِّثنا فيها عن 8 اقتباسات أثَّرت فيها.

لقد أدرجت فيما يأتي ثمانية من الاقتباسات المحفزة للتفكير المفضلة لدي، وأرفقت مع كل اقتباس تفسيري له، ووجهة نظري فيه، وآمل أن تنعموا بالتفكير بها كما نعمت:

1. التعامل مع المشكلات:

يقول عالِم الفيزياء "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein): "لا نستطيع حل المشكلات المستعصية بالعقلية نفسها التي أوجدَتْها".

اعلم أنَّه ليس كل فعلٍ تقوم به يعدُّ تقدُّماً؛ فعندما يحاصرك الضغط والتوتر والتشويش، توقف عما تفعله للحظة واسترخِ، فأفضل وقت للتنفُّس بعمق هو عندما لا يتوفر لديك الوقت لذلك.

اختر تحدِّياً بعينه، وتعامل معه، ثم انتقل بهدوء وثقة إلى التحدي التالي، وعندما تجد نفسك في وضع تتنازعكَ فيه الخياراتُ إلى اتجاهاتٍ مختلفةٍ في آنٍ واحدٍ، خذ وقتك لتتذكَّر أيها قيمته أكبر بالنسبة إليك، ركِّز على ما يعنيك أكثر من غيره، وعندها بطبيعة الحال ستوجِّه طاقتك العظمى إلى المصدر الصحيح.

الحياة مليئة بالمشكلات أو الفرص، فما تراه هو ما اخترت أن تراه؛ فظاهرياً قد تبدو الحياة فوضوية ومربكة، لكن في العمق وما يهم فعلاً، أنَّ حياتكَ ملكُ يديك؛ لذا اخترْ أن تتطلع إلى ما وراء المشكلات؛ أي إلى الفرص التي تنتظر أن تلاحظها.

2. السعادة وتطوير الذات:

يقول الروائي الأمريكي "جوناثان سافران فوير" (Jonathan Safran Foer): "لا يمكنك أن تحمي نفسك من الحزن، دون أن تحمي نفسك من السعادة".

عش كل يوم من حياتكَ بكلِّ ما فيه، اختبر النجاح والفشل والإيجابيات والسلبيات، والحالات المزاجية المختلفة التي تظهر بينها، ولا تجعل السعادة بحدِّ ذاتها هدفاً لكَ؛ بل ركِّز على عيش حياة شاملة مليئة بالتجارب، وركِّز على تحقيق الاكتمال؛ فالسعادة جزء من هذا الاكتمال، وكذلك الحزن والصعوبات والإحباط والفشل، والتغلب على هذه النقاط المذكورة أخيراً، يعزِّز تطوير الذات أكثر بكثير من السعادة المستمرة.

مشاعر السعادة والإنجاز جميلة عندما تحدث، وهي ضرورية؛ لكنَّها لا تعزِّز قوتكَ؛ لذا بدلاً من أن تسأل: "هل يجعلني هذا الأمر سعيداً؟"، فلتسأل: "هل يساهم هذا الأمر في تحقيق اكتمالي؟"، إن كنت تكافح وتحرز تقدماً، فإنَّ الإجابة هي "أجل".

إقرأ أيضاً: 7 طرق لإظهار السعادة في حياتك

3. السلام الداخلي:

تقول الكاتبة الأمريكية "إليزابيث جيلبرت" (Elizabeth Gilbert): "نحن لا ندرك أنَّ في داخلنا جميعاً ذات أسمى تنعم بسلامٍ أبدي".

لا يعتمد السلام الداخلي على أية ظروف خارجية؛ بل هو ما يتبقى لديك عندما تتخلى عن غرورك ومخاوفك، ويمكن أن يتحقق سلامكَ في أي مكان أو زمان، فهو قابع في داخلك دائماً، ينتظر بصبر أن توجه انتباهكَ نحوه.

تتحقق راحة البال في اللحظة التي تتصالح فيها مع ما يدور في ذهنكَ، ويحدث ذلك عندما تتخلى عن الحاجة لأن تكون في مكان آخر غير مكانكَ جسدياً وعاطفياً، فهذا التقبل لطريقة سير الأشياء يعدُّ نواة لولادة التناغم الداخلي.

حاجتك إلى تغيير شيء ما في اللحظة التي تعيشها ليس أكثر من مجرد قلق، هذه المخاوف تقودك ببساطة إلى مراوحة مكانك، أما القبول فسوف يعيدك إلى مركزك المُنتِج الذي ينعم بالسلام.

تذكَّر ذلك الجزء منك الذي يتوق إلى السلام، هو الجزء ذاته الذي يختبره، فبلوغ السلام ليس أمراً معقداً، وهو قريب منكَ قرب فكرتكَ التالية.

4. تقدير قيمة ما لديك:

يقول الفيلسوف اليوناني "إبيقور" (Epicurus): "لا تفسد ما لديكَ بالتوق لما لا تملكه، تذكَّر أنَّ ما تملكه الآن كان فيما سبق من بين الأشياء التي كنت تتمنى الحصول عليها".

لا تدعو من أجل الحصول على الأشياء الكبيرة، وتنسى أن تشكر الله على النعم العادية والبسيطة في حياتك التي تعطيها قيمةً كبيرةً، فقد تراه غريباً أن تشعر بالامتنان لتلك الأحداث التي تبدو عاديةً في حياتك، لكن من خلال شعورك بالتقدير تحديداً، يمكنكَ تحويل هذه الأشياء العادية إلى أشياء استثنائية، وقد لا تقدِّر قيمة إنفاق الوقت وبذل الجهد في تقدير الأشياء الصغيرة كلها، التي تبدو تافهة في حياتك، لكن من غير هذه الأشياء الصغيرة لن تكون هناك أشياء عظيمة.

لا تدع ما ظننته يوماً بمنزلة معجزة يتحول إلى شيء عادي بالنسبة إليك، لا تألف خيرات الحياة إلى درجة تجعلك تتغاضى عنها، ودع حماستك تنهض من قلب الركود من خلال شكرك دوماً لما تملكه، فانتهز كل فرصة لتكون ممتناً، واجعل الامتنان الصادق رفيقك الدائم في كل ما تفعله.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك

5. استبدل الأعذار بالأفعال:

يقول أحدهم: "الشيء الوحيد الذي يقف بينك وبين تحقيق أهدافكَ، هو تلك القصة السخيفة التي تظل تخبر نفسكَ أنَّها السبب بعدم بلوغ هدفك".

عوضاً عن اختلاق أعذار كثيرة، أحرز تقدماً بسيطاً، وعوضاً عن النظر بندم إلى الخلف، تطلَّع إلى الأمام بحماسة، واختر أن ترى حياتكَ بالاعتماد على أفضل ما يمكن، واختر أن تعرِّف نفسكَ بالاستناد إلى الشخص الذي تعرف أنَّه يمكنك أن تصبح عليه، فإن آمنت بشيء يمكنكَ أن تفعله.

السلبية الآتية كلها من الماضي، يمكن أن تُمحى حالاً بفعلٍ إيجابي واحد، فامضِ قدماً وحقق ذلك، وأفضل طريقة لقطع صلة الوصل مع ماضٍ مضطرب، هي الثقة وتعزيز الإمكانات التي تتيحها لك اللحظة الحالية، عندما تغتنم قوة اللحظة الحالية، فإنَّ المستقبل سيكون طيِّعاً بين يديك.

6. المعرفة والتعلم:

تقول الكاتبة والشاعرة الأمريكية "مايا أنجيلو" (Maya Angelou): "عندما تعرف أكثر، تفعل ما هو أفضل".

المعرفة أقوى سلاح قد تحوز عليه، ولديها القدرة على تغيير العالم، فحافظ على ازدهارها، ولا تخلط بين تعليمك المدرسي وبين ثقافتك؛ فالتعليم في المدرسة ينتهي عند حدٍّ معين، أما المعرفة فهي عملية مستمرة مدى الحياة.

لذا اجعل عقلك منفتحاً على الأفكار الجديدة، وتحدَّ معتقداتكَ عندما تتاح لك الفرصة، فيعتمد التقدم الأعظم الذي ستحرزه على مستوى المعرفة على استعدادك لاستيعاب معلومات جديدة دون معاندة، ودون أن تفقد أعصابكَ أو اتزانكَ.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم باستمرار لتطور نفسك وتنمي قدراتك؟

7. أهمية طرح الأسئلة:

يقول عالم الاجتماع الفرنسي "كلود ليفي شتراوس" (Claude Lévi-Strauss): "ليس العالِم من يعطي الأجوبة الصحيحة؛ بل من يطرح الأسئلة الصحيحة".

توجد قوة عظيمة في طرح الأسئلة، في الحقيقة إنَّ الأشخاص الأكثر نجاحاً على مر الزمن نادراً ما كانوا أولئك الذين يملكون الأجوبة؛ بل هم في الغالب من يطرحون الأسئلة الصحيحة؛ لذا لا تخشَ أن تسأل، فاسأل عندما لا تفهم، واسأل عمَّا تريده، واسأل كيف تجعل الأمور تحدث، هذا هو السبب الذي يدفع الأطفال إلى الاستمرار بطرح الأسئلة، فهم يعرفون أنَّهم لن يصلوا إلى أي مكان دون أن يسألوا، فمن يصدر ضجة أكبر يحصل على اهتمام أكثر.

يعتمد التطور على السؤال أكثر من الإجابة؛ فالطريق إلى الأمام ملككَ لتأخذه، ولتسأل عنه.

8. النهايات والبدايات:

تقول الكاتبة الأمريكية "ليبا براي" (Libba Bray): "في كل نهاية توجد أيضاً بداية".

كل شيء في الحياة سينتهي في وقت ما؛ لذا من الهام أن تدرك وتتقبل نهاية فترة ما، وأن تبتعد بحكمة عندما يصل شيء إلى نهايته.

ما يهم فعلاً هو أن تدع الماضي للماضي لتتمكن من الاستمتاع بحياتك التي ما تزال أمامكَ، وهذه النهاية ليست "النهاية" بالمعنى المطلق؛ بل إنَّها حياتك فقط تبدأ بطريقة جديدة، إنَّها نقطة في قصتك؛ إذ ينتهي فصل ليبدأ فصل جديد، فانظر إلى الصفحة الأولى من هذا الفصل الجديد، فهو فصلٌ جميلٌ.




مقالات مرتبطة