8 أمور تنسى أن تمتنَّ لها

كثيراً ما تأخذنا مشاغل الحياة وننسى تقدير الأمور التي نحظى بها، التي اختبرناها وتعلَّمناها وحقَّقناها في مسيرتنا الحياتية، وكل عمل نفذناه قادنا إلى هذه المرحلة من حياتنا، كما ساهم الكون بكليته في تقدُّمنا؛ ولذلك يجب تقديم الشكر لكل شيء في الحياة.



يقدِّم المقال 8 أمور ينسى المرء أن يمتنَّ لها:

1. امتياز أن تكون الشخص الذي أنت عليه:

أنت إنسان فريد من نوعك ومحظوظ بوجود بعض السمات، التي تجعلك مختلف عن الآخرين؛ لذا عليك تقبُّل تفرُّدك الشخصي وإدراك أنَّ القيمة الذاتية تنتج عن شعورك بالاستحقاق والجدارة؛ لذلك عليك تقدير ذاتك الحقيقية التي تشكُّل جوهرك؛ لأنَّك إنسان مدهش وفق طبيعتك التي فُطِرت عليها.

كثيراً ما نهدر أوقاتنا بإجراء مقارنات مع الآخرين، وفي قلبنا حسرة أن نكون أشخاصاً مختلفين، أو أن نحظى بظروف لا تشبهنا وحياة لا تناسبنا، لكلِّ امرئٍ منا نقاط قوة وضعف خاصة به، وإنَّك عندما تتقبل ذاتك بكليتها بما فيها من عيوب ونقائص ستجد السعادة والرضى الذي لطالما بحثت عنه.

2. كل تجربة ساهمت بوصولك إلى هذه المرحلة من حياتك:

لا يمكن اختصار الحياة بلحظة تحقيق هدف أو انتصار عظيم؛ بل إنَّ الحياة تتعلق بالتجارب والمحن والأخطاء التي أوصلتك للهدف، بالدموع والآلام والجهد والأفعال الصغيرة الثانوية اليومية؛ إذ لكل خطوة وحسرة وقرار وضائقة أهمية بحد ذاتها في نهاية المطاف.

يمكن أن يؤدي تراكم الأحداث الصغيرة إلى نتيجة بارزة، ونحن هنا نتحدث عن راتبك المتواضع، الذي كنت تتقاضاه عندما عملتَ في فترة المدرسة الثانوية والأمسيات مع زملاء لم تعد تجتمع بهم الآن، والساعات التي أمضيتها بكتابة أفكارك على مدوِّنة شخصية لا يتابعها أحد، والتفكير بخطط مستقبلية لم تنجز أيَّاً منها، والليالي التي قضيتها وحيداً تقرأ الروايات والصحف والمجلات وتشكك بمبادئك في الحياة وكفاءتك الذاتية.

ساهمت كل هذه التفاصيل بتقويتك وصقل شخصيتك وتحقيق نجاحاتك جميعها، وتنميتك لتصبح الشخص الذي أنت عليه اليوم.

3. الدروس التي تعلِّمك إيَّاها الصعوبات اليومية:

يكمن معنى الحياة في التغلُّب على التحديات التي تجعلها شيِّقة وممتعة، ويتحقَّق توازنك في الحياة عندما تبقيك الصراعات والفشل متواضعاً، ويزيد النجاح والإنجاز من حماستك، ويساعدك الإيمان والتصميم على مواصلة تقدُّمك إلى الأمام؛ لذلك عليك أن تحافظ على تركيزك وتحتفي بجهودك المبذولة خلال مسيرتك الحياتية عوضاً عن ربط مشاعر الرضى والسعادة بالنتائج النهائية.

تجدر الإشارة هنا إلى أنَّ نقيض الفشل ليس النجاح؛ بل هو المحاولة، وإنَّ الجهود التي تبذلها يومياً قادرة على تحقيق أهدافك جميعها؛ لذلك عليك تقدير محاولاتك وجهودك جميعها حتى لو أنَّها فشلت بتحقيق النتيجة المثالية؛ فهي تزوِّدك بالمعلومات والخبرات الضرورية.

إقرأ أيضاً: 3 طرق جوهرية تساعدك على مواجهة تحدياتك

4. نعمة اللحظة الراهنة:

يجدر بالمرء أن يتوقف بين الحين والآخر في خضمِّ مهامه وأهدافه والتزاماته ليعيش ويتمتَّع بالحياة بحد ذاتها في اللحظة الراهنة، ويحقق أقصى استفادة ممكنة من الحاضر ويقدِّر قيمته الحقيقية الآنية، بدلاً من تأجيل كل شيء إلى المستقبل بحجة انتظار تحسُّن الأحوال؛ أي عليك أن تفرح الآن وفي كل لحظة.

5. الطريقة التي تمنحنا فيها الحياة بداية جديدة في كل لحظة:

قد تمر أوقات تشعر فيها بالعجز والتوتر، وننصحك في هذا الصدد بأخذ نفس عميق وتقدير حقيقة أنَّ هذه اللحظة يمكن أن تكون بداية جديدة تغيِّر منحى حياتك كلِّيَّاً، عليك أن تكفَّ عن التحسُّر، وتحليل أحداث الماضي والتركيز على خطط عمل مستقبلية، لأنَّ اللحظة الراهنة وقت مثالي للبدء من جديد، وهي فرصة للمحاولة من جديد في تحقيق أهدافك.

يساعدك حصر تفكيرك بالحاضر والخطط المستقبلية على تجاوز الندم وصراعات الماضي، ويدفعك إلى المضي إلى الأمام بصورة بداية جديدة وإيجابية.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

6. الظروف والأشخاص والأماكن المألوفة التي تعتمد عليها يومياً:

قالت الروائية الأمريكية "سينثيا أوزيك" (Cynthia Ozick) ذات مرة، "يميل الإنسان بصورة عامَّة إلى الاستخفاف بتقدير النعم التي تستحق خالص امتنانه".

كلَّما اعتاد المرء على وجود شخص عظيم أو مكان بديع أو وضع مثالي في حياته استخفَّ بأهميته، كأنَّ الحياة يفترض أن تكون بهذا الشكل، وهي لن تتغير أبداً، جل ما تحتاج إليه هذه التفاصيل البديعة يكمن في بعض الوقت والاهتمام والتقدير المدروس.

7. الجسد السليم نسبياً:

إياك أن تستخف بنعمة الصحة؛ فهي أعظم عطية يمكن أن تحظى بها في حياتك، كما أنَّها الأساس الذي تستند إليه فرص النجاح والسعادة جميعها في الحياة.

يسيِّرك جسدك خلال تجربتك الحياتية، ومن واجبك عليه أن تحترمه وتتناول طعاماً صحِّياً، وتحصل على القدر الكافي من النوم، وتمارس التمرينات الرياضية وتمرينات التنفس بصورة يومية.

إقرأ أيضاً: 8 إرشادات للحفاظ على الصحة والتمتع بجسم سليم

8. إمكانية الاتصال بالإنترنت وقراءة هذا المقال:

لديك من الحظ ما يمكِّنك من الاتصال بالإنترنت والقراءة أيضاً؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ ثلث سكان العالم فقط تتوفر لهم إمكانية الاتصال بالإنترنت، كما يبلغ عدد الأمِّيِّين في العالم نحو 774 مليون شخص.

في الختام:

توجد نِعم كثيرة تتطلب الحمد والامتنان في حياتنا، وبناءً عليه تعلَّم أن تقدِّم الشكر إزاء تجاربك ووضعك الحالي والصعوبات التي تغلبت عليها؛ فالحياة أبعد ما تكون عن المثالية؛ لكنَّها مع ذلك بديعة للغاية.




مقالات مرتبطة