يطبِّق الآباء الأذكياء عاطفياً ممارسات تبدو بسيطة وغير فعالة في نظر الآخرين، ونادراً ما تكون ملفتة، ومع ذلك، فهي تقوِّي العلاقة مع الأبناء وتوثِّقها.
7 ممارسات يمارسها الآباء الاذكياء عاطفيا مع أبنائهم
فيما يأتي 7 ممارسات يطبقها الآباء الأذكياء عاطفياً مع أطفالهم:
1. الإصغاء بدل المسارعة إلى تقديم الحلول
يُوصَى بالإنصات الفعلي للطفل بدل المسارعة إلى تقديم النصائح والحلول، وهذا يتطلب مجهوداً ووعياً كبيراً، فالأطفال لا يريدون من الأهل حلولاً جاهزة؛ بل أحياناً يحتاجون فقط إلى من يصغي إليهم.
يُرشِد الأهل الطفل ويُلقِّنوه سلوكات وحلولاً جاهزة يجب أن يطبقها عندما يتكرر موقف معيَّن وليكن خلافاً مع صديق مرة أخرى في المستقبل.
يُوصَى بتجنب هذا السلوك، وإعادة صياغة كلام الطفل عندما يتحدث عن مشكلته على كالتالي مثلاً:
"يبدو أنَّ ما حدث أحزنك."
غالباً ما يهز الطفل رأسه علامة على الارتياح، ويكمل حديثه.
بالتالي، يجب أن تصمت وتنصت باهتمام عندما يرتِّب طفلك مشاعره؛ لأنَّ هذه المواقف تبني الثقة بينكما.
يؤكد الدكتور "جون غوتمان" (Dr. John Gottman) أنَّ تفهم مشاعر الطفل، يمنحه مساحة آمنة يضبط فيها عواطفه بنفسه.

2. تكرار العادات البسيطة
تبدو العادات البسيطة مملة بالنسبة للأهل مع مرور الوقت ولتكن سرد قصص ما قبل النوم أو إعداد الفطائر في العطل، ولكن يحتاج الأطفال إلى هذا التكرار؛ لأنه يمنحهم الاستقرار والأمان.
3. تسمية المشاعر بصوت عالٍ
يبدو وصف المشاعر مبالغاً فيه بالنسبة للآخرين، كأن تقول مثلاً: "أنت منزعج لأنَّ برج المكعبات سقط"، أو "أنت متحمس للذهاب إلى الحديقة."
لكنَّ هذه الطريقة هي ما يعلِّم الأطفال الذكاء العاطفي وفهم مشاعرهم.
لا تسمح هذه العادة بإجراء حوارات ممتعة على مائدة العشاء، لكنها تنمي قدرة الأطفال على إدراك مشاعرهم والإفصاح عنها بدل كبتها.
4. الالتزام بالقواعد بهدوء
يحتج الأطفال على قواعد تناول الحلوى ومواعيد النوم الثابتة، ولكنَّ الالتزام بها ضروري ويبرز ذكاء الأهل العاطفي.
يوضح عالم النفس "دانيال سيغل" (Daniel Siegel) أنَّ الطفل يحتاج إلى الرعاية والانضباط معاً، فهما "مثل جناحَي طائر"، لا يؤدي أحدهما الغرض دون الآخر.
هذا يتطلب التحلي بالهدوء عندما يشرع الطفل بالبكاء، أو التذمر، أو الغضب، أو رمي الطعام مثلاً. تذكر أنَّ ردود الفعل هذه، طبيعية بالنسبة للأطفال الصغار، ويقتضي دورك أن تفرض القواعد باستمرار دون أن تصرخ أو تنفعل لكي ترسخ في نفوسهم إحساس الأمان والثبات مع مرور الوقت.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح ذهبية لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال
5. السماح للأطفال بأن يشعروا بالملل أحياناً
تشجع ثقافة العصر الحديث على الانشغال المستمر، ولكن في الواقع، يحفز الفراغ والملل الإبداع ويعزز قدرة الطفل على ضبط ذاته. لوحظ أنَّ الطفل في حالة الملل، يشرع بابتكار حلوله المخصصة، مثل الرسم، أو بناء الأكواخ الصغيرة، أو اختراع ألعاب جديدة من الدمى الموجودة.
تعلِّم هذه التجربة الأطفال استثمار خيالهم بدل الاعتماد المستمر على مصادر الترفيه الخارجية.
6. تسوية الخلافات مع الأطفال
لا مفر من الخلافات مع الأطفال، ولكن يجيد الآباء الأذكياء عاطفياً التعامل مع الطفل بعد انتهاء النزاع.
تعني المصالحة مراجعة الحادثة، والاعتذار عند الحاجة، وطمأنة الطفل بأنَّ العلاقة ما زالت آمنة ومستقرة.
من الطبيعي أن تفقد أعصابك وتنفعل ولكن ينبغي أن تحادث طفلك وتعتذر منه وتبرر موقفك، كالتالي مثلا: "آسفة لأني صرخت في وجهك هذا الصباح. لقد كنت منزعجة ولكني ظلمتك، وأعتذر عن تصرفي".
يرتاح الطفل عندما يسمع مثل هذه الكلمات، ولكن لا يبدي بعض الآباء اهتمامهم بها ويعتقدون أنها غير ضرورية، في حين تؤكد الأبحاث أهميتها، فالإصلاح يعزز الروابط ويعلم الأطفال أنَّ الأخطاء، لا تنهي العلاقات؛ بل ثمة دائماً مجال للتسوية والمصالحة.
7. الحضور المستمر حتى في الروتين اليومي
تتطلب التربية الذكية عاطفياً الالتزام والاستمرارية بلا كلل ولا ملل، ولو اضطررت لسرد القصة نفسها كل يوم، وترتيب ألعاب طفلك، وأخذه إلى الحديقة حتى عندما تكون متعب.
هذا التكرار ممل ورتيب، لكنَّ الثبات يرسخ إحساس الأمان الذي يحتاج إليه الأطفال للاستكشاف، والتجربة، والنمو، وبناء علاقات صحية ومثمرة عندما يكبرون.
في الختام
تبدو كثير من تصرفات الآباء الأذكياء عاطفياً عادية أو غير فعالة ظاهرياً؛ لأنها عادات بسيطة تتكرر باستمرار، وهنا تكمن أهميتها.
لا يحتاج الأطفال إلى الإثارة طوال الوقت؛ بل إنهم يستفيدون أيضاً من حضور ذويهم، والاستقرار، والثبات، وتسوية الخلافات، والالتزام بالأفعال والممارسات حتى لو كانت مملة لأنها تشكل أساس الأمان والصحة العاطفية.
أضف تعليقاً