7 علامات تدل على انخفاض الإدراك الذاتي

إنَّ الافتقار إلى الإدراك الذاتي هو أمرٌ سيئ، فمن دون الإدراك، من المحتمل أن تشعر بالعجز والإحباط وبأنَّك منفصل عن نفسك وعن الآخرين، وقد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتكتشف أنَّك تفتقر إلى الإدراك الذاتي، ولكن عندما تصبح مدركاً لذاتك، يمكنك تحسين العديد من جوانب حياتك.



وفي هذا المقال ستتعلَّم طريقة اكتشاف بعض العلامات الرئيسة التي تُظهر انخفاض الإدراك الذاتي.

ما الذي يسبب الافتقار إلى الإدراك الذاتي؟

إنَّ الافتقار إلى الإدراك يعني نقصَ المعلومات والأفكار الصحيحة، ثمَّ نقصاً في معرفة الذات والأفكار الشخصية، فما هي أسباب ذلك؟

ينتج السبب الرئيس منذ الولادة؛ ذلك لأنَّ كلُّ شخص يُولَد دون إدراك ذاتي، ولسوء الحظ، معظم المدارس لا تعلِّم هذه الأمور، مع أنَّ الجميع سيستفيدون من تعلُّم طريقة إدراكهم لذاتهم.

لذلك، إذا لم يُعلِّمك أيُّ شخص طريقة التفكير في الذات، أو طريقة استخدام الأدوات الأخرى لزيادة الإدراك بذاتك، فيجب عليك معرفة ذلك بنفسك، وسنقدم لك فيما يأتي 7 علامات تُظهر انخفاض الإدراك الذاتي:

1. تصبح شخصاً دفاعياً أو عدوانياً سلبياً:

عندما تختلف مع شخص ما، هل تتصرف تصرُّفات دفاعية أم عدوانية سلبية؟ هذه العلامات تدل على انخفاض الإدراك الذاتي، ويحدث هذا السلوك غالباً عندما تشعر برغبة في حماية هويتك، فقد رسمت لنفسك صورة تتسم بالمثالية، وعندما يهددها شخص ما تشعر بالغضب.

أما عندما تكون مدركاً لذاتك، فلن تشعر بالرغبة في الرد بهذه الطريقة؛ ذلك لأنَّه عندما تكون مدركاً لذاتك، فأنت تعرف حقيقة نفسك، كما أنَّك تدرك أنَّ الجميع يرى العالم من وجهة نظر مختلفة.

إنَّ الفهم الحقيقي لهذين الأمرين يحررك من التصرف بهذه الطريقة، وبدلاً من الشعور بالتهديد، تكون شخصاً منفتحاً، وتقدِّر وجهات نظر الآخرين؛ وهذا الموقف يزيد من إدراكك الذاتي.

2. عدم فهم نفسك:

يبدو واضحاً أنَّك إذا كنت لا تعرف نفسك، فأنت لست مدركاً لذاتك، ومع أنَّ هذا الأمر واضح، فإنَّه يوجد فارق كبير بين عدم فهم نفسك ومعرفة أنَّك لا تفهم نفسك؛ لذا اسأل نفسك بصدق: ما هو مقدار معرفتك بنفسك؟ لا توجد مشكلة في عدم فهمك لنفسك.

في الواقع، يمكن أن تصبح المعاناة التي تختبرها اليوم هي قوَّتك الخارقة في وقت لاحق من الحياة، ففي الوقت الحالي، كن شخصاً فضولياً بشأن نفسك، ولا تتخلَّ عن سعيك إلى اكتشاف ذاتك.

شاهد بالفديو: 6 صفات تدلّ على صاحب الذكاء العاطفي

3. السعي إلى الحصول على موافقة الآخرين:

هل تتخذ القرارات الأفضل بالنسبة إليك، أم تلك التي يوافق عليها الآخرون؟

بمعنىً آخر، هل تخاف من إجراء تغيير ما لأنَّك تخشى أنَّه قد يجرح مشاعر الآخرين؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذه علامة على ضعف الإدراك الذاتي، على سبيل المثال: لنفترض أنَّك لا تريد العمل مجدداً في وظيفتك الحالية، وتريد تغيير عملك إلى مهنة تدِّرُ لك مالاً أقل، وهو أمر لن يوافق عليه الآخرون؛ في هذه الحالة، ستبقى في الوظيفة التي لا تحبها.

عندما تهتم بالطريقة التي ينظر بها الآخرون إليك، فلن تعيش الحياة التي تريدها أبداً، وسيؤثر ذلك فيك وفي علاقاتك، ولكن لنفترض أنَّ عائلتك هي التي لا توافق على قراراتك، ماذا ستفعل في هذه الحالة؟ الجواب سهل:

أنت فقط مَن يعرف ما هو الشيء المناسب لك.

يحاول الجميع اكتشاف الحياة من حوله، ويجب عليك ألا تسمح للآخرين باتخاذ القرارات نيابةً عنك بما يتوافق مع قيمهم ووجهات نظرهم في الحياة، فهي تمثِّل في النهاية وجهات نظرهم فحسب.

فكِّر في وجهات نظرهم، وأصغِ لما يقولونه، لكن اعلم أنَّه في النهاية أنت الشخص الوحيد الذي يجب أن تعيش حياتك وليس أيَّ شخص آخر.

إقرأ أيضاً: 10 أشياء لا تحتاج إلى موافقة الآخرين للقيام بها

4. مواجهة صعوبة في قول "لا أعرف":

إذا كنت تواجه صعوبة في الاعتراف بأنَّك لا تعرف بعض الأمور، فهذه علامة على افتقارك للإدراك الذاتي، وإليكم السبب:

تختص فكرة الإدراك في معرفة الأمور التي لا تعرفها أكثر من معرفة الأمور التي تعرفها؛ ذلك لأنَّه يوجد دائماً المزيد من الأمور التي لا تعرف أيَّ شيء عنها، حتى في الأمور التي تكرِّس فيها وقتك - مثل حياتك المهنية - ما زلت لا تعرف كل شيء عنها.

إنَّ الاعتراف بذلك ليس ضعفاً؛ إنَّما قوة، فالاعتراف بأنَّك لا تعرف كل شيء يتطلب الكثير من الشجاعة والإدراك والصدق، ويجب أن تعلم أنَّك لا تعرف شيئاً تقريباً، مثلك مثل أيِّ شخص آخر، وكلما اكتشفت ما الذي تعرفه وما الذي لا تعرفه بسرعة، اتخذت القرارات الأفضل، وأصبحت حياتك أفضل.

5. أفكارك وعواطفك هي التي تحدد مَن أنت:

هل تحدد مشاعرك وأفكارك مَن أنت؟

على سبيل المثال: إذا غضبت فهل تعتقد أنَّك مجرد شخص عصبي؟ أو عندما تواجه أفكاراً سلبيةً، هل تعتقد أنَّ هذا يحدث لأنَّك شخص سلبي؟

تدلُّ هذه العلامات على أنَّك غير مدرِك لذاتك حتى الآن، والمشكلة الأساسية هي أنَّ هذا الأسلوب هو نبوءة تتحقق من تلقاء نفسها؛ إذ إنَّ معتقداتك تخلق تجربتك، ثمَّ تجربتك هي التي تعزز وتقوي معتقداتك وهكذا، وعندما تعلق ضمن هذه الحلقة السلبية، يصبح من الصعب عليك الخروج منها.

ولكن، كيف يمكنك الخروج من ذلك؟ يحدث ذلك من خلال إدراك أنَّ أفكارك ومشاعرك هي أدوات ترشدك، ولا تحدد هويتك؛ لذلك، بدلاً من السماح لأفكارك بالتحكم بك، تعلَّم كيف تتحكم بها.

6. التذمر واللوم واختلاق الأعذار:

لنفترض أنَّك وصديقك رأيتما رجلاً يقود سيارة باهظة الثمن، وعندها بدأ صديقك بالشكوى من ذلك الشخص واصفاً إياه بأنَّه وضيع وكيف يمكن لشخص مثله أن يكون لديه والدان ثريان.

فكِّر في دلالة هذه الرسالة، هل تقول شيئاً عن هذا الرجل؟ ربما لا، وربما يكون هذا الرجل وضيعاً فعلاً ولديه أبوان ثريان، لكن من المرجح أن يكون أحد أفضل الأشخاص الذين ستلتقي بهم على الإطلاق.

إذاً، تُظهِر الشكاوى والأعذار قلة الإدراك الذاتي، وفي معظم الأحيان، توجد مشكلة أساسية إما نحاول تجنُّبها، أو لا نكون على علم بها، وفي كلتا الحالتين يُعَدُّ إلقاء نظرة جيدة على أنفسنا نقطة انطلاق جيدة.

ماذا يمكنك أن تفعل حيال ذلك؟ عندما تلاحظ أنَّك تميل للشكوى أو اللوم أو اختلاق الأعذار، سجِّل ملاحظة ذهنية، ثم خذ بعض الوقت للجلوس مع نفسك والتفكير فيها، ولا تعاقب نفسك بسبب هذه الأفكار؛ بل كن مدركاً لها، وحاول معرفة سببها.

إقرأ أيضاً: 13 خطوة للتوقف عن اختلاق الأعذار وتحمل المسؤولية

7. الاعتقاد أنَّ كل شخص آخر هو المخطئ طوال الوقت:

هل تشعر أنَّك على صواب والآخرون مخطئون معظم الوقت؟

في هذه الحالة، أنت ترى الأمور من وجهة نظرك، وكذلك الآخرون، وفي معظم الحالات، قد تكون على صواب وخطأ في الوقت نفسه؛ فإذا كنت تريد أن تصبح مدركاً لذاتك، فيجب عليك الإصغاء إلى وجهات نظر الآخرين؛ ذلك لأنَّه إذا كنت تشعر أنَّك على حق دائماً، فلن توسِّع مداركك، ولن تتمكن من زيادة إدراكك لذاتك إذا لم تكن منفتحاً على أفكار ووجهات نظر جديدة.

بدلاً من أن تقول لشخص ما: "أنت مخطئ"، قل له: "إنَّ وجهة نظرك مثيرة للاهتمام".

الخلاصة:

كونك تقرأ هذا المقال؛ فهذا يعني أنَّك بالفعل مُدرِك لذاتك إلى حدٍّ ما، وعلى الأقل، أنت مدرك لذاتك بما يكفي لتعلَم أنَّك لست مدركاً لذاتك، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الإدراك الذاتي عملية طويلة تحتاج إلى الوقت والصبر، ولكن بالتصميم والإرادة يمكنك سبر أغوار نفسك حتى تدرك ذاتك وتعرف حقيقة نفسك.

المصدر




مقالات مرتبطة