7 طرق لتغيير حياتك في 7 أيام

إنَّ شروعك بتطبيق العادات السبع الآتية اليوم يضمن لك تحقيق تغيير إيجابي في حياتك في غضون أسبوع.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن 7 طرائق تضمن للمرء تحقيق تغيير إيجابي في حياته في غضون 7 أيام.

إليك 7 طرائق لتغيير حياتك في 7 أيام:

1. تعزيز السعادة من خلال حُسن اختيار كلماتنا:

لا تعدو السعادة كونها حالة عقلية، وهذا لا يعني أنَّنا نستطيع التعافي من الألم الناجم عن مصيبة شخصية مفاجئة أو فاجعة بمجرد التفكير بالسعادة؛ بل إنَّنا نتحدث هنا عن مستويات السعادة في الأيام الاعتيادية عندما تكون أحوال حياتنا أقرب ما يمكن للوضع الطبيعي، في مثل هذه الأوقات الاعتيادية عند غياب فرط السعادة أو الحزن، فإنَّ الحد الأدنى من التغييرات في موقف المرء تجاه أحداث حياته يمكن أن يؤثر في مستويات السعادة بصورة سلبية أو إيجابية.

من العوامل الرئيسة التي تؤثر في موقفنا هو آلية اختيارنا للكلمات، فتتسم الكلمات بفاعليتها وتأثيرها النافذ في كل من المتحدث والمستمع، ويختار المرء في أثناء حديثه في بعض الأحيان كلمات تحمل طابعاً سلبياً ومحبطاً عن غير قصد، وهو ما يجعله يبدو تعيساً وسلبياً في نظر الآخرين، والأسوأ من ذلك أنَّ عقله الباطن يبدأ بتصديق هذه الكلمات حالما ينطقها.

ليس بالضرورة أن تعبِّر أولى الكلمات التي تخطر في بالنا عن مشاعرنا ونيَّاتنا بدقة، ويجب أن نعي قدرتنا على اختيار نوعية الكلمات التي نستخدمها، وأنَّنا عندما نختارها بدقة يمكن أن تتغير مشاعرنا، ونقدم فيما يأتي مثالاً عن هذه الفكرة:

عندما أسأل أحد الأشخاص عن حاله يأتيني الجواب النمطي: "أنا بخير"؛ لكنَّ أحد زملائي أجابني الأسبوع الفائت بأنَّه سعيد جداً، فجعلني جوابه أبتهج تلقائياً، ثمَّ استفسرت منه عن سبب سعادته فأخبرني بأنَّ صحته جيدة وعائلته بخير حال، وأنَّه راضٍ عن العيش في بلاده، وليس لديه أي سبب للحزن، يكمن الفرق بينه وبين الآخرين في موقفه واختياره للكلمات؛ فعلى الأرجح ألا تكون ظروفه يسيرة أو أفضل من غيره؛ لكنَّه بدا أسعد من الآخرين بأضعاف مضاعفة.

كنتُ مأخوذاً بالفكرة، وأدركت فجأة أنَّني أملك الخيار، فإمَّا أن أنظر إلى الجوانب السلبية أو إلى الجوانب الإيجابية في شتى الظروف، وإذا بمشاعر الامتنان والبهجة تغمرني عندما أدركت أنَّ حياتي - حمداً لله - خالية من المصائب التي تكدِّر العيش.

لذلك عندما يسألني أحدهم عن حالي أجيب مباشرةً بأنِّي سعيد جداً، أو أنَّ كل شيء يجري على نحو رائع في حياتي، أو أي عبارة مشابهة تنطوي على السعادة والتفاؤل، ومذ اتخذتُ من هذه الإجابات عادة منتظمة، لاحظ العديد من أصدقائي ومعارفي تغيراً إيجابياً في موقفي تجاه الأحوال عموماً، ولمستُ شخصياً تزايداً حقيقياً في مستوى سعادتي، كما لاحظتُ أنَّ الأشخاص من حولي باتوا أكثر ابتهاجاً؛ ما يعني أنَّ هذا السلوك معدٍ على الأرجح.

2. خوض تجارب جديدة وقبول مشاعر عدم الراحة المصاحبة لذلك:

قال المتحدِّث والمؤلف الأمريكي "بريان تريسي" (Brian Tracy) ذات مرة: "حبذا لو تتجاوز منطقة الراحة خاصتك؛ لأنَّك لن تتقدم في حياتك ما لم تكن مستعداً لمشاعر الاغتراب والانزعاج المرافقة لخوض التجارب الجديدة".

إنَّ كون عملية التغيير غير مريحة تَحُول في أغلب الأحيان دون اتخاذ إجراءات فعلية هادفة، وبالنتيجة لا يتحقَّق أي تقدُّم في حياة المرء، ومن ثمَّ لا بد من تجاوز منطقة الراحة ولو لفترة وجيزة بادئ الأمر حتى يتسنى لك إجراء تغييرات بناءة في حياتك.

يمكنك أن تدير عملية التغيير من خلال اكتساب عادات جديدة بصورة واعية بدلاً من عدِّ نفسك غير مؤهل للتغيير وتشعر بالنتيجة بالنفور تجاه ذاتك، فكلما جربت مزيداً من التجارب، ابتعدت عن منطقة الراحة خاصتك، وطورتَ مزيداً من الملكات الإبداعية في كل من الحياة الشخصية والمهنية على حدٍّ سواء.

تعوق أنماط الحياة الثابتة تقدُّمنا، بخلاف التجارب الجديدة التي تساعدنا على تحقيق مزيدٍ من التنمية، وإضفاء المتعة على حياتنا، وبناءً عليه ننصحك بالقيام بتجربة جديدة يومياً خلال الأسبوع المقبل، ولا يُشترط بالتجربة أن تكون نشاط جديد كلياً؛ بل لا بأس بأن تكون بسيطة كالتحدث إلى شخص غريب على سبيل المثال.

لا بدَّ أن تمنحك هذه التجارب الجديدة فرصاً تغير حياتك جذرياً، فضلاً عن أنَّ اتباع استراتيجية خوض تجارب جديدة مؤلفة من خطواتٍ بسيطةٍ متتابعة، تساعد المرء على التغلب على حاجز الخوف الذي يحول دون إجراء التغييرات الإيجابية.

شاهد بالفيديو: كيف تتجاوز منطقة الراحة؟

3. مساعدة الآخرين باستخدام مواهبك:

لكل منا مواهب وقدرات فطرية بوسعها مساعدة الآخرين من حولنا؛ وذلك لأنَّ ما تبرع به يمكن أن يصعب على غيرك، ومع ذلك تتعذر علينا ملاحظة الخدمات التي يمكن أن نسديها للآخرين باستخدام مواهبنا؛ وبالنتيجة نادراً ما نتشاركها معهم، وتنشأ الحماسة والسعادة الداخليتين نتيجة استخدام هذه المواهب الفطرية بانتظام.

يُستحسن أن تسأل نفسك عن المساعدات التي تقدمها عادةً للآخرين التي يُطلَب منك إسداؤها بانتظام، فتسهم معظم مواهب ومواضع شغف الأفراد بمساعدة الآخرين بطريقة أو بأخرى، كالرسم، أو التدريس، أو تحضير وجبة شهية، أو غيرها من الأمور، ويجب أن تخصص بعض الوقت يومياً لمشاركة مواهبك مع الآخرين.

4. تخصيص بعض الوقت للنشاطات التي تشبع شغفك:

يتعين على المرء أن يمارس نشاطات تعبِّر عن قناعاته الفكرية في الحياة، كالقيام بدور نشط في مجلس البلدية، أو الانضمام للأندية الاجتماعية التي تدعم قضايا يؤمن بها، كما يمكن العثور على الشغف في الحياة من خلال ممارسة الهوايات.

يمارس العديد من الأفراد نشاطات توافق قناعاتهم لإضفاء المعنى والسعادة على حياتهم، وتنطبق المبادئ نفسها على عملك ومهنتك؛ ذلك لأنَّ التركيز والمثابرة وحدهما لا يكفيان لتحقيق السعادة والنجاح؛ بل يجب أن تكسب عيشك من خلال القيام بعمل يشبع شغفك، وفي حين أنَّ التركيز يُعدُّ هاماً إلا أنَّه معدوم الفاعلية عند مواجهة مزيدٍ من الصعاب والمعوقات عندما تخوض في مجال معين، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذه الصعوبات لن تصمد أمامك عند وجود الشغف.

عندما تستثمر شغفك في العمل تحقق الرضى الذاتي من جهة، ويمدك شغفك من جهة ثانية بالإرادة اللازمة لحثك على المضي في خطتك مهما بدا المستقبل مجهولاً والنتيجة الفعلية غير معروفة تماماً، ويساعدك الشغف أيضاً على الاستمتاع برحلة الإنجاز بحيث لا تعتمدُ تركيزَك وحسب في توجيهك نحو الهدف، فضلاً عن أنَّك تستطيع أن يغير حياتك ويمدك بالحماسة التي تحتاج إليها للمضي نحو هدفك عندما تقسو ظروف الحياة.

إقرأ أيضاً: كيف أُحدِّد شغفي؟

5. القيام بتغييرات صغيرة وإيجابية يومياً:

تتحقق الأهداف الكبيرة بتجزئتها لمراحل صغيرة تسهل إدارتها، وينطبق الأمر نفسه على إجراء التغييرات في الحياة؛ أي باعتماد تغييرات بنَّاءة صغيرة كتناول طعام صحي، أو ممارسة بعض التمرينات الرياضية، أو اكتساب عادات تعزز الإنتاجية على سبيل المثال، وهي طريقة فعالة لإضفاء الحماسة على حياتك.

إنَّك عندما تباشر العمل على إجراءات بسيطة لن تحتاج إلى كثير من الحماسة؛ بل إنَّ مجرد البدء سيمنحك الدافع الذي تحتاج إليه، وبالنتيجة ستجد نفسك ترتقي من تغيير بنَّاء إلى آخر دونما توقف.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتغيير حياتك

6. قبول الدرس المكتسب عند الفشل، والابتهاج والمحاولة من جديد:

يتمتع الفرد اللامع في الحياة بالقدرة على ابتكار سعادته الخاصة وإرادة النجاح، فضلاً عن أنَّه لا يتوقف عن التفاؤل مهما ساءت الأحوال؛ لأنَّه يُعِدُّ الفشل فرصة لتحقيق التنمية واكتساب مزيدٍ من الخبرات الحياتية، ويرى المتفائلون في الحياة عدداً لا يُحصى من الفرص وخصوصاً في الأوقات العصيبة.

يمكن القول إنَّ الحياة أشبه بتجربة تعليمية شاملة تقوم على جميع الأحداث والأفراد الذين تقابلهم، والمشكلات التي تواجهها وغيرها من الدروس التي يفرضها وجودنا في الحياة؛ لذا إياك أن تغفل عن هذه الدروس، لا سيما عندما تسوء الأحوال؛ كأن تفشل علاقتك، أو تخسر فرصة العمل التي أردتها؛ فهذا يعني أنَّه ثمة مزيداً من الفرص أمامك ويجب أن تبدأ البحث عنها من خلال تطبيق الدرس الذي اكتسبته للتو من تجربتك الفاشلة.

يُستحسن أن تعتمد التفكير الإيجابي؛ لأنَّه أساسي لتحقيق النجاح في أي تجربة، ويجب أن تؤمن بإمكان القيام بالمهمة حتى تستطيع تنفيذها فعلاً.

عندما يُقبَض على الحيوانات البرية وتوضع داخل أقفاص، فإنَّها تبذل ما بوسعها للخروج طوال الأسابيع والأشهر الأولى، وتُراها تستثمر كل فرصة لتحرير أنفسها، ولكن بعد عدة سنوات من السجن داخل الأقفاص تفقد هذه الحيوانات رغبتها في الحرية، وحتى لو تُرِك باب القفص مفتوحاً فإنَّ الحيوانات لن تهرب، ولن تحاول حتى؛ لأنَّها تقبَّلت وضعها وتخلت عن غريزتها الطبيعية ورغبتها في الحرية مجدداً.

بالمثل يمكن أن يتعرَّض العقل البشري للتقييد وفقدان الرغبة والمبادرة للنجاح، وتحقيق إنجازات هامة في الحياة، فقد تظن لوهلة أنَّ ماضيك يحدد مستقبلك ويقيد تقدمك، وأنَّ تجاربك الفاشلة تحتم عليك الفشل في مشروعك المقبل وقد تتقبل قدرك المحتوم وتعزف عن المحاولة مجدداً.

إياك أن تعتقد أنَّ عقليتك في الماضي تحدد مستقبلك؛ لأنَّك تستطيع أن تتحكم بواقعك كيفما تشاء، فتفرض طريقة تفكيرك الحالية مستوى وحدود الإنجازات التي تستطيع تحقيقها؛ لهذا السبب عليك أن تتبنى نظرة إيجابية تجاه الأمور وتواصل تقدُّمك خلال الأوقات العصيبة لكي تضمن النجاح وتستمتع بأعظم لحظات حياتك.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتحقيق التنمية الذاتية باستمرار

7. الانتباه والتمتع بأحداث الحياة في الزمن الحاضر:

لا ضير في التطلع للأحداث المستقبلية، والاطلاع على الفعاليات الممتعة المقبلة في جداول أعمالنا؛ لكنَّ المشكلة في هذه الحالة أنَّنا نعيش في حالة ترقُّب دائمة لما هو قادم دون تخصيص الحد الأدنى من الوقت للاستمتاع بالأحداث بالوقت الحاضر، ويعبِّر المؤلف والشاعر الفيتنامي "ثيت نات هانه" (Thich Nhat Hanh) عن الفكرة بقوله:

"لدي صديق في الولايات المتحدة الأمريكية يُدعى "جيم فوريست" (Jim Forest)، كان يعمل مع منظمة عالمية عندما قابلته قبل 8 سنوات، لقد قدُمَ جيم لزيارتي الشتاء الماضي، ومن عادتي أن أغسل الأطباق بعد إنهاء وجبة العشاء وقبل الجلوس لاحتساء الشاي مع الآخرين، وفي إحدى الأمسيات طلب مني جيم أن يقوم بمهمة غسل الأطباق، فأخبرته أن يقوم بغسلها إذا كان يعرف طريقة الغسل، فما كان منه إلا أن استهجن جوابي وسألني بدوره: "هل تظنُّ أنَّني لا أعرف كيفية غسل الأطباق؟"، فأجبته: "ثمة طريقتان لغسل الأطباق؛ تقتضي الأولى أن تقوم بغسل الأطباق لتنظيفها، وأما الثانية فتقتضي تركيز الانتباه على عملية الغسل"، فابتهج صديقي لإجابتي وأخبرني أنَّه سيختار الطريقة الثانية، فعهدت إليه بالمهمة لأسبوع كامل.

عندما نفكر فقط بالطبق التالي الذي سنغسله، ونسرع في إنهاء جميع الأطباق ونعدُّ المهمة مزعجة فإنَّنا عندها لا نطبِّق الطريقة الثانية في الغسل؛ ما يعني أنَّنا لا نلحظ عملية الغسل بزمنها الفعلي وهذا ينطبق على جميع أعمالنا، فترانا نشرب الشاي ونفكر بأمور أخرى؛ لدرجة أنَّنا لا ندرك وجود فنجان الشاي بين يدينا؛ أي إنَّنا دائماً ما نكون مأخوذين بالمستقبل وعاجزين عن عيش الحياة الحاضرة".

كنت أشاهد حفل توزيع جوائز الأوسكار منذ فترة، وأدركت أنَّ معظم الخطابات التي يلقيها الممثلون والممثلات في أثناء تلقيهم للجائزة تكون على الشكل الآتي: "هذه الجائزة تعني كثيراً لي، وإنَّ تجارب حياتي بأكملها قادتني إلى هذه اللحظة"؛ لكنَّ الحقيقة أنَّ حياة المرء بأكملها تقوده لكل لحظة في حياته؛ أي إنَّ كل ما مررت به في حياتك من نجاحات وإخفاقات قادك إلى هذه اللحظة من حياتك.

عليك أن تتفكر بطريقة عيشك وتركز انتباهك على الزمن الحاضر وما يحدث فيه لتعيش حياتك على أكمل وجه.




مقالات مرتبطة