7 طرق عملية لتطوير مهارات الإصغاء

تعد مهارات الإصغاء هامة في أي مجال من مجالات الحياة؛ وبالنظر إلى حياتك الخاصة، هل يمكنك تحديد سبب رغبتك في إتقان مهارات الإصغاء: هل من أجل التقرُّب من شخص تحبه؟ أم أنَّك تريد أن تبدأ في فهم من أين يأتي ربُّ عملك بمثل هذه المهارة؟ أم أنَّك تريد أن تترك انطباعاً جيداً في العمل أو بين مجموعة جديدة من الأصدقاء؟



مهما كان السبب، إذا اتبعت هذه الخطوات السبع البسيطة، ستكون في طريقك إلى إتقان مهارات الإصغاء والتحول إلى شخصٍ يثق في مصارحته الناس.

فيما يلي 7 خطوات لإتقان مهارات الإصغاء:

1. معرفة أي نوع من المُنصتين أنت:

إنَّ الوعي الذاتي ضروري في أثناء تطوير مهارات الإصغاء؛ حيث يجب عليك أن تعرف مكانك قبل أن تتمكن من تغيير سلوكك حقاً، فانتبه إلى الإشارات التي يقدمها لك الآخرون بشأن أي نوع من المُنصتين أنت الآن، مثل الأمثلة الآتية.

  • المُنصت المُشتَّت الانتباه: لا يستطيع هذا النوع التركيز على المتحدث؛ حيث يتشتت انتباهه بسهولة ولا يركز على ما يقوله المتحدث.
  • المُنصت المُقاطع: لا يستطيع هذا الشخص تمالك نفسه، ويقاطع الشخص المُتحدِّث ليحكي ما حدث معه مؤخَّراً أو ليروي قصَّةً يعتقد أنَّها ذات صلة.
  • المُنصت الناصح: هذا هو النوع الذي يصغي لحل مشكلتك ويقدم نصائح غير مرغوب فيها؛ وفي حين أنَّ نواياه قد تكون مفيدة، إلا أنَّه لا يلاحظ أنَّ المتحدث قادر تماماً على التعامل مع الموقف، وأنَّ كل ما يحتاج إليه قد يكون الحديث عن المشكلة فقط.
  • المُنصت المُخادع: يشبه هذا النوع المُنصت المُشتَّت الانتباه؛ حيث يبذل جهداً إضافياً من خلال نطق إجابات، مثل: "ممم -همم"، أو "نعم"، أو "أوه، حقاً؟" أو "يا للروعة هذا مثير للاهتمام". إنَّه مشتت الذهن، إمَّا على هاتفه، أو يصغي إلى الموسيقى، أو يشاهد مقاطع فيديو على يويتيوب (YouTube) وليس لديه أدنى فكرة عمَّا تقوله.

لقد دخلنا جميعاً في مناقشات مع مستمعين سيئين؛ لذا فلنمنع أنفسنا من فعل ذلك مع الآخرين من خلال الممارسة المدروسة والمتعمدة للإصغاء الفعال.

إقرأ أيضاً: الفرق بين السماع والاستماع والإصغاء والإنصات

2. اتخاذ قرار بإتقان مهارات الإصغاء:

يجب أن تقوم بهذا الخيار بفاعلية من أجل تحسين علاقاتك في العمل أو في المنزل؛ لذا التزم بممارسة بعض مهارات الإصغاء الجيد، وفيما يلي بعض الأمور التي يقوم بها المنصتون الإيجابيون بانتظام:

  • الإصغاء دون إصدار الأحكام: ينصتون لتعلُّم وفهم ما يقوله الشخص الآخر بينما يضعون الافتراضات والتجارب التي لديهم جانباً، والتي قد تكون مشابهة.
  • التواصل من خلال الإشارات غير اللفظية: يمكن أن تشمل هذه الإشارات التواصل البصري، والإيماء بالرأس، والابتسامة، ومواجهة المتحدث، ووضع الهواتف بعيداً عن الأنظار، وتُعرَف هذه الإشارات أيضاً بإشارات لغة الجسد وتسمح للمتحدث بمعرفة أنَّك تعي ما يقوله.

3. وضع خطة:

قبل التحدث مع شخص ما، خطِّط لأفعالك، وقرر ما الذي تفعله وما الذي لن تفعله في أثناء الحوار لممارسة مهارات الإصغاء، مثلاً:

  • سأصمت وأضع هاتفي بعيداً.
  • سوف أقوم بتعديل كرسيِّ حتى أواجه الشخص وأقوم بالتواصل البصري.
  • سأنصت بفضول وبدون إطلاق الأحكام.
  • سوف أعيد ذِكر كل ما يقوله وأطرح أسئلة توضيحية لمساعدتي في فهم رسالته.
  • لن أقاطعه.
  • لن يتشتت انتباهي بهاتفي أو أي شخص آخر.
  • لن أنصت لأُقدِّم الحلول أو الإصلاح..

4. أن تضع نفسك في مكان الطرف الآخر:

عند إجراء الحوار يجب أن تركز على التركيز على نفسك وعلى الطرف الآخر؛ وعندما تفكر في الأمر الثاني قبل بدء الحوار، فأنت تستعد تلقائياً عن طريق وضع هاتفك بعيداً، ومواجهة المتحدث، والتوقف عن إصدار الحكم، والشعور بالفضول بشأن ما ستتعلمه من هذا الشخص.

5. إعادة ما تسمعه:

إنَّ إعادة قول ما تصغي إليه يعني تلخيص أو إعادة صياغة ما يقوله الطرف الآخر حتى يعرف أنَّك تصغي إليه، وهذا يساعده على الشعور بأنَّ ما يقوله مفهوم ويزيل إمكانية متابعة الحوار بناءً على معلوماتٍ غير صحيحة.

على سبيل المثال، إذا كان رئيسك في العمل يصف مشروعاً يُريد إنجازه الأسبوع المقبل، فيمكنك إعادة المعلومات مرة أخرى بجملة بسيطة، مثل: "حسناً، أنا أفهم أنَّك تريد تنفيذ المشروع (س) بحلول يوم الأربعاء ظهراً، أليس كذلك؟".

إقرأ أيضاً: الاستماع اليقظ (الفعال)، تطوير الوعي لإصغاء كامل

6. الإصغاء لفهم الطرف الآخر وليس لحل المشكلة:

أنصت أكثر مما تتكلم، وكن مدركاً لما يفعله عقلك في أثناء حديث الشخص الآخر، هل تضع افتراضات؟ أم تفكر في النصيحة التي يمكنك تقديمها لتجعل الشخص الآخر يشعر بتحسن ويحل مشكلته؟ ذكِّر نفسك بالإصغاء دون إصدار الأحكام وتقديم النصيحة ما لم يُطلب منك ذلك؛ حيث تتضمن مهارات الإصغاء الجيد الإصغاء إلى القصة بالطريقة التي يراها بها الطرف الآخر وإظهار أنَّك تصغي إليها وتفهمها من خلال الإشارات غير اللفظية والأسئلة التوضيحية.

شاهد بالفديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال

7. التحضير والممارسة والتفكير:

يمكنك اتِّباع هذه الخطوات المختصرة لتحسين مهارات الإصغاء:

7. 1. الخطوة الأولى "تجهيز نفسك":

على غرار تجربة كلاب بافلوف (Pavlov’s dog experiment) من الثمانينات، سنقوم بإعداد استجابة شرطية لأنفسنا في كل مرة يسألنا فيها أحدهم "هل يمكنني التحدث معك عن شيء ما؟" في كل مرة يدعوك فيها شخص إلى إجراء حوار ما، تقوم على الفور بهذه الإجراءات الثلاثة:

  1. الموافقة على الدعوة.
  2. كتم صوت هاتفك ووضعه في درج أو حقيبة يد أو في غرفة أخرى.
  3. الجلوس أمام المتحدث والتواصل معه بصرياً.

الآن بعد أن أصبحت مستعداً فعلياً للإنصات، لنكتشف كيف ستنصت.

إقرأ أيضاً: تعرّف على أهم 6 فوائد لمهارة الإنصات

7. 2. الخطوة الثانية "ممارسة أساليب الإصغاء الفعال":

كن متشوقاً بشأن ما ستتعلمه من هذا الشخص، وتوقف عن إصدار الأحكام وتقديم النصائح؛ فأنت تنصت لتفهم، وليس لتُصلح و تقدم النصيحة، وأعد قول ما تصغي إليه أو اطرح أسئلة توضيحية، تفعل هذه الأساليب البسيطة الكثير في أي حوار تشارك فيه.

7. 3. الخطوة الثالثة "التفكير في طريقة الإصغاء":

هل كنت حاضراً بالفعل في تلك اللحظة التي يتحدث فيها الشخص الآخر، أم كان عقلك مشتتاً؟ هل كان من الصعب الحفاظ على التركيز على حديث الطرف الآخر؟ إذا كانت الإجابة نعم، فهذا أمر طبيعي تماماً ومتوقع؛ ذلك لأنَّك تُبني مهارة جديدة وتُعيد تدريب عقلك على تنفيذ هذه المهارة الجديدة بناءً على هذا الأمر؛ فمع الممارسة المستمرة والتركيز على بناء هذه المهارة، سرعان ما يتحول الأمر إلى عادة.

أفكار أخيرة:

يبدأ إتقان مهارات الإصغاء من عندك؛ حيث يجب أن تسعى إلى الاستعداد ذهنيَّاً لاكتساب مهارات الإصغاء؛ ذلك لأنَّ عقلك مشغول جداً بإدارة حياتك ومخاوفك وقلقك، فعندما تتخذ قراراً بأن تُتقن الإصغاء، فإنَّك تستفيد من تعاطفك مع الآخرين، وتركز بفاعلية على حديث الشخص الآخر وما يحتاجه، فهو لا يحتاج إلى النصائح أو إخباره بما يجب عليه فعله، وإنَّما هو بحاجة إلى التحدث عن شيء ما، وقد اختارك كشريك له في التفكير، ففي اللحظة التي تمنح فيها الشخص الآخر انتباهك الكامل، تكون مستعداً لحوار ناجح وهادف.

المصدر




مقالات مرتبطة