7 خطوات لتصبح خبيراً مؤثراً في أي مجال

إنَّ تطوير عمل مؤثر للغاية ليس عمليةً يمكِن إتقانها فحسب؛ بل تكرارها وتعليمها للآخرين. يقول الكاتب "بنيامين هاردي" (Benjamin Hardy): "عليك أن تعرف هدفك أولاً، ومن ثمَّ مَن الذي يُحقِّق الهدف نفسه ببراعة".



ويوضح كل من الكاتبين "جيف غوينز" (Jeff Goins)، و"شين سنو" (Shane Snow) أنَّه يجب عليك تعلُّم كيفية "الإمساك بزمام المبادرة"، وتقليد مَن يُقدِّمون لك المنتورينغ، وبمجرد إتقان هذه الأساسيات البسيطة، يمكِنك الوصول بسرعة كبيرة إلى ملايين الأشخاص من خلال عملك.

إليك 7 خطوات لتحقيق النجاح في أي مجال:

1. تحديد الهدف:

أولاً، أجِب بوضوح عن الأسئلة التالية:

ما الذي تريد تحقيقه؟ وما هو شغفك؟ وهل هو رياضة التنس؟ أم التجارة؟ أم التنمية الشخصية؟ أم اللياقة البدنية؟ أم الموسيقى؟ أم الفن؟

ليس عليك أن تُكرِّس وقتك كله لشغفك، لكن يجب أن تكون بارعاً في شيء واحد إذا كنتَ تريد أن تكون ناجحاً للغاية، علاوة على ذلك، يستشهد "هاردي" بنظرية تقرير المصير ليشرح أنَّه عندما تُبرعُ في شيء واحد، ستُبرع في العديد من الأشياء في الوقت نفسه.

يمكِن أن يصبح الخبير شخصاً متعدد المواهب بسرعة، لكن يجب أن يصبح خبيراً أولاً، لأنَّك عندما تصبح خبيراً في شيء ما، فإنَّك تتعلم كيف تتعلم، وكيف تتعمق حقاً في شيء واحد، ومن ثمَّ يمكِنك استخدام هذا التعمُّق في السعي وراء اهتمامات ومجالات مختلفة.

إقرأ أيضاً: تحديد الأهداف طريقك للنجاح

2. تحديد مَن تريد التعلم منه والتقرب إليه:

بعد تحديد مجالك، عليك العثور على شخص أو بضعة أشخاص متميزين في ذلك المجال، والسؤال التالي الذي يجب أن تكون واضحاً بشأنه وفقاً "لهاردي" هو:

مَن هو أفضل مَن يقوم بما تريد القيام به؟

لا بُدَّ أنَّك ستجد الكثير من الناس الذين يقومون بما تريد القيام به، ولكن مرة أخرى، يقبل معظم الناس بمستوىً متوسط، ويتعلمون من المتميزين، ولكنَّهم لا يدرسون أفعالهم بدقة، ولا يتخذونهم قدوةً لهم.

المكان الذي تضعه نصب عينيك هو المكان الذي ستصل إليه، فلا يثق معظم الناس في التنافس مع المتميزين، ولكن إن كانوا صادقين حقاً مع أنفسهم، فهم لا يريدون تسليط الضوء عليهم، فكن صريحاً مع نفسك: ماذا تريد حقاً؟ هل تريد التأثير؟ أم المشتتات؟ فغالباً ما يأتي أحدهما على حساب الآخر، خاصة إذا كنت ملتزماً بالتميز الحقيقي.

3. الاقتداء بالمتميزين:

وفقاً للمؤلف "غوينز"، يجب أن تقتدي بأولئك الذين تطمح بأن تكون مثلهم؛ لذا تقرَّب إليهم وقلِّدهم وطبِّق ما يفعلونه، فهم لا يفعلون شيئاً عن عبث.

4. الإمساك بزمام المبادرة:

يشرح الصحفي والمؤلف "شين سنو" في كتابه "أنسب الطرائق" (Smartcuts)، مفهوماً يسميه "التفكير الإبداعي"، رغم أنَّه لم يكتب أي منشور في أيَّة مدوَّنة من قبل، فكان هدفه نشر مقالاته في منصات مثل: "إنتربرينور" (Entrepreneur)، و"وايرد" (Wired) بأسرع وقت ممكن، ولتحقيق ذلك، عرضَ مقالاته بدايةً على المنصات التي لا تحتوي على عدد كبير من الزوار، حيث كانت غايته النشر دون أيَّة مؤهلات تقريباً، وبعد نشر بعض المقالات في المدوَّنات منخفضة المستوى، أصبح لديه بعض المؤهلات ليس إلى حد كبير، ولكن أصبح لديه على الأقل ما يمكِنه الإشارة إليه، ثمَّ بدأ بإرسال بريد إلكتروني إلى المحررين على مدوَّنات مختلفة قليلاً وذات مستوى أعلى، حيث كتب إليهم: "لقد نشرتُ بعض المقالات الجيدة على منصات مماثلة لمنصتكم، واطلعتُ على طبيعة عملكم وعلى المقالات التي تنشرونها في مدوَّنتكم، وأنا واثق أنَّ مقالاتي ستلقى استحسان جمهوركم، إليكم بعض الروابط، ما رأيكم؟".

يُعَدُّ تصرُّف "شين سنو" جوهر الطموح، حيث أخذ زمام المبادرة بدلاً من انتظار الفرصة لتأتي إليه، ولكن هل رد جميع المحررين على رسائله؟ لا على الإطلاق، لقد تجاهلها معظمهم، فالنجاح غالباً ما يكون مغامرةً، ولكن بعد ستة أشهر من استمراره على هذا النحو، استطاع نشر مقالاته في العديد من أفضل منصات التكنولوجيا وريادة الأعمال على الإنترنت بوقت أسرع مما كان يتوقع.

إقرأ أيضاً: إنشاء وكتابة المدوّنات بشكل احترافي

5. إتقان العمل:

بعد مراقبة الأشخاص الأفضل في مجالك لفترة كافية، ستعرف ما هو المعيار والتوقعات، وستعرف بدقة ما يفعله أولئك الذين تطمح بأن تكون مثلهم، وسوف تكون قد درستَ عملهم حقاً، ولم تستهلكه فقط.

يقول "هاردي": "يجب عليك تقديم عمل أفضل من قدوتك، يمكِنك أن تفعل ذلك إن آمنتَ بقدرتك على تحقيق ذلك، ثمَّ يجب أن تبدأ بالعمل الفعلي".

هذا هو المكان الذي يتوقف فيه الكثير من الناس، حيث يتجنبون العمل الفعلي، ولكن من أجل إجراء محادثة قائمة على الاحترام والإسهام المتبادلين، عليك العمل بدأب لتقديم مجموعة من الأعمال الرائعة، كما يمكِنك القيام بذلك الآن، فقد جعل الإنترنت إنشاء المنتجات أو المحتوى أسهل من أي وقت مضى.

بدأ "هاردي" من الصفر، لكنَّه تعلَّم من أفضل الأشخاص في مجال عمله، ثمَّ أمضى 18 شهراً في إنشاء أفضل محتوىً، حيث كان هدفه أن يكون عمله أفضل من أي عمل آخر موجود، ومتقناً بحيث لا يمكِن لأحد تجاهله.

لقد نجح "هاردي"، وبإمكانك أن تنجح أيضاً إن كنتَ مستعداً للعمل، فالتأثير عظيم، لكنَّ القيام بالعمل الفعلي الذي يخلق هذا التأثير هو جائزتك.

6. التواصل مع مَن تريد المساعدة منهم:

بمجرد أن تبدأ في الازدهار، تواصَل عبر البريد الإلكتروني مع الأشخاص الذين أثَّر عملهم في عملك، فأحد المبادئ الأساسية في كتاب "غوينز" الأخير "المبدعون الحقيقيون لا يتضورون جوعاً" (Real Artists Don't Starve) هو أن يضرب منتورك بك المثل؛ لذا بمجرد أن تُحقِّق النتائج، تواصَل مع منتورك وأخبره كيف ساعدك عمله دون أن تطلب منه أي شيء، فعبِّر له عن امتنانك فقط، وطوِّر علاقتك معه.

7. نَسْب الفضل في نجاحك للآخرين:

أخيراً، يعتقد "هاردي" أنَّ أحد مفاتيح نجاحه هو نَسْب الفضل كله في نجاحه لمن قدَّموا له المنتورينغ. نعم، الفضل كله؛ فصحيح أنَّه هو من أدَّى العمل، لكنَّه ما كان ليستطيع فعل ذلك دون مساعدة الآخرين.

حتى لو كان يعتقد أنَّه مسؤول عن نجاحه (الذي حققه هو)، فإنَّه ما يزال يعزو الفضل كله لمنتوره، حتى لو لم يساعدك الناس مساعدةً حقيقية، فإنَّ عملهم ألهمك أو ساعدك؛ لذا يجب أن تعترف بذلك علناً، وأن تكون مُمتنَّاً لأيَّة مساعدة تتلقاها؛ إذ لن تستطيع تطوير العلاقات اللازمة لتحقيق نجاح باهر إن تعاملتَ بنرجسية مع الآخرين.

الخلاصة:

إن اتَّبعتَ خطوات "هاردي"، فلن تُقيم علاقاتٍ هادفة مع مَن يُقدِّمون لك المنتورينغ فحسب؛ بل ستتطور كشخص، ومع تطوُّرك وزيادة معرفتك، سيتحسن عملك، ويصبح مؤثراً وهاماً، وقد يمس حياة الملايين من الناس، ويُغيِّر العالم.

 

المصدر




مقالات مرتبطة