7 خطوات بسيطة للحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة الذهنية

جميعنا نفهم معنى "الطاقة" بشكلها الجسدي، وفي الغالب نلاحظ متى تكون طاقتنا مرتفعة أو منخفضة، لكنَّ الطاقة الجسدية مختلفة جدَّ الاختلاف عن الطاقة الذهنية.



الطاقة الذهنية هي مزاج ومقياس لاستعداد الفرد لتنفيذ مهام إدراكية، حين تمتلك مخزوناً كبيراً من الطاقة الذهنية ستشعر بالاندفاع والفاعلية والتركيز في أثناء العمل على المهام، قد تشعر أنَّ بإمكانك تحمُّل المزيد والتعامل مع أي ظرف من دون الشعور بالقلق أو التوتر.

لكن للأسف، في ظل كثرة الانشغال الذي تشهده المجتمعات الحديثة، من الشائع أن يشعر الناس بانخفاض الطاقة الذهنية أكثر من ارتفاعها، على سبيل المثال؛ تذكَّر تلك اللحظات حين تعمل على عدة مهام معاً، في حين يكون العمل صعباً والحياة المنزلية مرهقة عاطفياً، أو حين تشعر بأنَّك على وشك الإنهاك أو تلاحظ أنَّك تؤجل عملك باستمرار، وتشعر أنَّه ليس بمقدورك تحمُّل عبء أيَّة مهمة عاطفية أو إدراكية؛ تلك المشاعر تصف حالة انخفاض الطاقة الذهنية.

من الضروري معالجة انخفاض الطاقة الذهنية قبل تطوُّرها إلى إنهاك نفسي، لكن ألقِ نظرة في البداية على مؤشرات الإنهاك الذهني وآثاره عليك وعلى حياتك.

مؤشرات الإنهاك الذهني:

إليك المؤشرات النفسية والجسدية والسلوكية للإنهاك الذهني:

1. المؤشرات النفسية:

2. المؤشرات الجسدية:

  • الصداع.
  • آلام الجسد.
  • تقلبات الشهية.
  • فقدان الوزن أو زيادته.
  • ازدياد الإصابة بالأمراض.

3. المؤشرات السلوكية:

  • تراجع الأداء في العمل.
  • العزلة الاجتماعية.
  • عدم الوفاء بالالتزامات.
  • ازدياد عدد الإجازات المرضية.

لا أحد يرغب بالوصول إلى حالة الإنهاك الذهني؛ لذا يتوجَّب عليك إدراك أهمية الحفاظ على طاقتك الذهنية وعدم تجاهلها.

شاهد بالفيديو: 7 طرق للحفاظ على القوة الذهنية

كيف تحافظ على مستوىً عالٍ من الطاقة الذهنية؟

يتعلق الحفاظ على الطاقة الذهنية بالأسلوب؛ إذ لا يمكننا دائماً التحكم بظروفنا أو عدد المهام التي يتوجَّب علينا إنجازها في وقت معين، لكن يمكننا التحكم بكيفية إدارة صحتنا وطاقتنا الذهنية والحفاظ عليهما من خلال ذلك الوقت، ويمكننا الحفاظ على صحتنا الذهنية بأساليب مختلفة، تماماً مثل صحتنا الجسدية؛ لنستعرض الآن 7 أساليب مفيدة قد تساعدك في الحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة الذهنية:

1. الحصول على قسط كافٍ من النوم:

قد يبدو النوم طريقة بديهية للحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة الذهنية، لكنَّه هام جداً؛ هناك مرحلتان من النوم، الأولى "نوم حركة العين السريعة" (REM)؛ وهي المرحلة التي نحلم خلالها، والثانية هي "نوم حركة العين غير السريعة" (Non-REM)، وتقسم هذه المرحلة إلى ثلاث فترات؛ الأخيرة منها تدعى "النوم العميق" (deep sleep)؛ يعتقد العلماء أنَّ الجسد يجدد ويرمم نفسه خلال النوم العميق، وهي أهمُّ فترة للحفاظ على الطاقة الذهنية؛ هناك العديد من الطرائق لتكوين عادات نوم صحية؛ مثل قضاء فترة من الوقت بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، والامتناع عن تناول الكافيين خلال الساعات التي تسبق النوم، والخلود إلى الفراش في الوقت نفسه كل مساء.

2. تنظيم يومك:

يمكنك تنظيم يومك سواء في حياتك الشخصية أم المهنية، فالمفتاح هو ترتيب المهام الهامة بحسب الأولوية، بحيث تكون مطمئناً إذا نفذ الوقت من أنَّك أنجزت المهام المستعجلة أو الأهم؛ وإن لم تفعل ذلك ستضطر إما إلى العمل فوق طاقتك، أو إلى البقاء في المكتب لوقت متأخر، أو تأجيل مهامك المنزلية إلى المساء.

قد يكون تنظيم يومك في المنزل عبارة عن تنظيف وترتيب المنزل قبل الاسترخاء؛ وفي العمل، يمكنك تدوين قائمة بمهامك لهذا اليوم ثم ترتيبها تبعاً إلى أولويتها والعمل عليها وفقاً لذلك الترتيب، ثم يمكنك شطب كل مهمة بعد إنجازها، وإضافة المهام التي لم يتسنَّ لك إكمالها إلى قائمة مهام اليوم التالي؛ علاوة على ذلك، بهذه الطريقة ستعرف مسبقاً إذا لم يعد لديك متسع من الوقت بحيث تستطيع تكريس وقتك الباقي للمهام عالية الأولوية لضمان إنجازها في الوقت المحدد.

إقرأ أيضاً: 5 ممارسات لوضع جدول أعمال ينظم أنشطة اليوم

3. الحصول على حاجتك من الغذاء:

الحصول على حاجتك من الغذاء ضروري للصحة الذهنية والجسدية، إذ إنَّ الحمية الغذائية المتوازنة التي تتضمن أطعمة محددة تقوي الذاكرة وتحسِّن التركيز فتساعدك في الحفاظ على طاقتك الذهنية؛ من هذه الأطعمة:

  • الحبوب الكاملة: تحسِّن التركيز لإنَّها تزودك بمصدر ثابت من الطاقة خلال اليوم.
  • العنب البري: يقوي الذاكرة قصيرة الأمد لأنَّه يحتوي على مركبات عضوية مفيدة تسمى"الأنثوسيان" (anthocyanins).
  • المشمش الأسود: يخفف من القلق والتوتر لاحتوائه على "فيتامين سي " (Vitamin C) والذييُعتقَد أنَّه يزيد من الرشاقة الذهنية؛ أي قدرة الشخص على التفكير والتعلم والاستيعاب.
  • بذور اليقطين: تقوي الذاكرة وتحسن المزاج لأنَّها غنية بعنصر "المغنيسيوم" (magnesium) و"فيتامينات بي" (B vitamins) والمركَّب الكيميائي "التريبتوفان" (tryptophan)، وهو عنصر هام في تكوين المادة الكيميائية "السيروتونين" (Serotonin) التي لها تأثير إيجابي على الحالة المزاجية.

4. قضاء الوقت في الهواء الطلق:

قضاء الوقت في الهواء الطلق له تأثير ترميمي على الصحة الذهنية؛ لست مضطراً لمشي عشرة أميال لكي تستفيد، يمكن لعملٍ بسيطٍ مثل الجلوس في الحديقة أو التنزه في الريف أو المشي السريع إلى المتجر أن يؤثِّر تأثيراً إيجابيَّاً في الطاقة الذهنية؛ كما أظهرت الأبحاث أنَّ قضاء الوقت في الهواء الطلق قد يخفف من القلق والاكتئاب، علاوة على ذلك، فهو يساعد على الاسترخاء ويمكن أن يقوي الثقة بالنفس واحترام الذات.

5. أخذ استراحة:

يمكن أن يساعد تخصيص بعض الوقت للراحة بين الحين والآخر سواء في العمل أم عند القيام بأي مهمة في الحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة الذهنية والتركيز عند الحاجة؛ قد تكون الاستراحة ببساطة بالابتعاد عن الحاسوب وتغيير البيئة المحيطة بك لبضعة دقائق عبر الخروج من المكتب لإعداد كوب من الشاي أو التجول حول المبنى أثناء تناول الغداء؛ تغيير البيئة المحيطة سيصرف ذهنك عن التفكير في المهمة التي تعمل عليها ويجدد نشاطك، وبهذه الطريقة يمكنك التركيز بشكل أفضل وإنجاز المهمة حين تعود إليها على أفضل نحو من دون الوصول إلى حالة الإنهاك الذهني.

إقرأ أيضاً: 6 فوائد لتحرير نفسك من مكتبك وأخذ استراحة

6. تمرين الدماغ:

يجب أن تدرب دماغك مثلما تدرب جسدك؛ إذ تحفز ممارسة التمارين طاقتك الجسدية بالطريقة نفسها التي يحفز فيها تدريب الدماغ طاقتك الذهنية؛ إليك بعض طرائق تدريب الدماغ:

  • تمارين تدريب الدماغ، إذ تحفز العقل وتحسن الذكاء أيضاً.
  • تعلُّم شيء جديد، فهو يخلق تحدياً جديداً لدماغك.
  • التواصل الاجتماعي، حيث يحفز عدة مناطق من الدماغ، لأنَّ مجموعة الأنشطة التي يتضمنها التواصل الاجتماعي تتطلب عمل مناطق مختلفة من الدماغ.

7. التأمل:

أظهرت الدراسات أنَّ التأمل يعود على الدماغ بفوائد عديدة؛ تشمل تحسين وظائف الدماغ ورفع مستويات الطاقة، كما وجدت إحدى هذه الدراسات أنَّ ممارسة التأمل لمدة 25 دقيقة فقط في اليوم، كافٍ للحصول على تلك الفوائد، هذا لأنَّ التأمل يحفز إفراز هرمون "الإندورفين" (endorphins) ويزيد من تدفُّق الدم إلى الدماغ؛ فيركِّز الشخص انتباهه أثناء التأمل على تنفسه ويكون الهدف هو تهدئة الأفكار المتسارعة التي تشغل التفكير، مما يسمح للدماغ بالحصول على قسط من الراحة، وبهذه الطريقة ترفع مستويات طاقتك الذهنية.

في الختام:

لسوء الحظ، يعاني العديدون من انخفاض الطاقة الذهنية، وقد تكون هذه الحالة شائعة أكثر من امتلاك مستوى عالٍ من الطاقة؛ لكن من الضروري معالجتها على الفور عند ملاحظة مؤشراتها قبل تفاقُم هذه المشاعر وتطورها إلى إنهاك ذهني.

ومع ذلك، ثمَّة - ولحسن الحظ - خطوات أساسية يمكنك اتباعها للحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة الذهنية، فذلك بقدر أهمية الحفاظ على مستوى عالٍ من الطاقة الجسدية، ويمكنك تطبيق هذه الخطوات خلال اليوم بسهولة؛ تناول طعاماً صحياً وكافياً، واحصل على حاجتك من النوم، واقضِ بعض الوقت يومياً في الهواء الطلق، وخذ قسطاً من الراحة حين تحتاجه، ومرِّن دماغك، ونظم يومك وتأمَّل؛ فالأمر ليس معقداً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة